الثلاثاء، 18 أبريل 2017

المستشارون الخونة والعناكب السياسية الماكرة... ولازمة"قولوا العام زين"؟

المستشارون الخونة والعناكب السياسية الماكرة...
ولازمة"قولوا العام زين"؟
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
يبدو أن مجتمعنا السياسي في المغرب يشبه إلى حد كبير بيت عنكبوت، ويمكنني تشبيه الساسة المغاربة بالعناكب، فالمعروف أن العنكبوت ما أن يكبر حتى يأكل أبويه!..
إن كانت بعض الصفات القبيحة التي كانت تطلق على الساسة والزعماء والقادة المغاربة جزافا، فإنها اليوم إنما تطلق حقيقة واقعة، ذلك أن المصالح الشخصية والأنانية الفردية قد طغت اليوم ويا للأسف الشديد على السلوك الوطني والحضاري والأخلاقي عند العديد من أعضاء الطبقة السياسية بالمغرب، بحيث اثبتوا بما لا يقبل مجالا للشك أبدا أن المفاهيم والتعابير التي كانت تكال بلا حدود لها حقيقتها على الأرض.
ومن المؤلم أن لا يلتفت إليها أحد حتى الآن من المغاربة الذين لا يرون مستقبلهم ومستقبل البلد اليوم إلا في هذه الطبقة من النخب سواء السياسية آو في مراكز القرار.. الكذابون ينتشرون في كل مكان والمدافعون عن الباطل يمتدون في كل الزوايا....
هل يستطيع بلدنا أن يبقى يوما واحدا بلا خونة ومتآمرين وأصنافا أخرى من أشباه السياسيين؟ أسميهم الخونة لأنهم يخافون بل يخونون الأمانة الملقاة على عاتقهم ويطعنون بأصدقائهم وناخبيهم قبل زملائهم طعنة نجلاء وكأن الطرفين قد اشتركا بصنع حدث تاريخي مهم؟ لماذا يصبح بعض الجهلاء مستشارين؟
فتجد أي مواطن لا يثق بالمواطنين الآخرين، بل يثق بغيرهم أكثر بكثير منهم.. ويتوضح أمامه، أن غير المغاربة يثق بعضهم ببعضهم الآخر حتى وإن اختلفوا وتباينت مواقفهم، وعارض أحدهم الآخر... إذ يبقى أيا منهما مؤتمنا على سر خصمه أمام البعداء الآخرين.
إن المغاربة قد اعتادوا منذ مائة سنة على ترديد مصطلحات وتعابير ناشزة تثير القرف والاشمئزاز، وهي تعكس بالضرورة مفاهيم يؤمنون بها حتما، بل وتعكس أوضاعهم السايكلوجية في علاقاتهم بعضهم بالآخر، أو علاقتهم كمجتمع بالدولة التي تعد دوما في ذاكرتهم الشعبية، نقمة عاتية وعدوا شريرا لابد من اتقاء شره بالتملق إليه علنا والطعن فيه سرا...
الخونة لم ينتهوا من البلاد أبدا... وستبقى الخيانات موجودة في كل الأوقات... وسيدفع كل المغاربة أثمان باهضة جراء سلاسل الخيانات التي حصلت أو التي تزحف إلينا من بعيد أو قريب... وما دام المغرب، بلدا مهما وله إستراتيجيته وثرواته ومركزيته وكل تنوعاته... فسيبقى مهددا بالخونة دوما؟
ولعل في مجتمعنا الصغير (إقليم إفران) جراء الأحداث والمواقف ما يشفع لنا الحديث عن هذا الموضوع من الخونة... منتخبون يجهلون عن عمد أو عن ادعاء بدون قصد أو عنهما معا مع سبق إصرار وترصد ما لهم وما عليهم ومايفعلون وما لايفعلون؟؟!.. فقط همهم التواجد والحضور والبصم دون ان يتجرؤوا السؤال:"على ماذا يبصمون؟"....على الاقل.. تستهويهم الكراسي ولا يستحضرون ماهم متسببون فيه من مآسي... لاتهزهم ريح الغيرة على العباد والبلاد....
وكثيرا ما أكد كثير من هؤلاء المستشارين في مناسبات ومن خلال أحاديث معهم على أن البلاد فعلا ضاعت؟ وينسون أن البلاد فعلا ضاعت بأمثالهم وهم من يساهمون في ضياعها؟؟؟... بل يبصمون طوعا على ضياع البلاد طمعا في المنصب والحفاظ عليه للتباهي به في وسطهم ومحيطهم فقط وإن كانوا ممن ينطبق عليه قول"فاقد الشيء لا يعطيه؟"... مقابل ما قد يتسلطون عليه و"يتسنطحون" به من مسؤوليات تتبرأ منهم كبراءة الذئب من دم يوسف. 
يبدو أننا لا نطرح الأسئلة الصحيحة.... لذلك نشغل أنفسنا بملهاة تلو الأخرى في مشهد يتكرر باستمرار، ومعه يستمر نفس الجمود ويتكرس نفس الواقع... تردي الخدمات الاجتماعية؟... وغيرها من المجالات الضامنة لحياة كريمة كلها تستحضر أسئلة وغيرها لتعبر عن خلل في تصنيف وترتيب الأولويات، يراد بموجبه للمواطن المغلوب على أمره أن يتفاعل مع كل ما هو ثانوي وبعيد عن همومه اليومية، بينما في كل ما يتعلق بتكاليف حياته، يبدي انخراطا عجيبا في نغمة:" قولوا: العام زين" حتى ولو كان مطرودا لتوه من "لوزين"...
في ظل لعبة التضليل السياسي التي لطالما كانت سياسة ناجحة انتهجها  البعض لتوجيه الأنظار عن القضايا الاجتماعية التي تمس المواطن مباشرة إلى أمور أخرى...
في الوقت الذي لا يجد المواطن أمام إكراهات الواقع ومتطلبات الحياة إلا أن يسلم أمره لله دون أن يحرك ساكنا، لأنه تعلم أن الصمت في مثل هذه الأمور حكمة... وهو في أحسن الأحوال يكتفي بالتأفف تعبيرا عن عدم الرضا، ثم يجد نفسه بعد ذلك قانعا بالنصيب ومستسلما لقضاء"أصحاب الحال"... وينتشي بالغناء:"قولوا العام زين.. واللي بغى يربح العام طويل".
ماطالعاش ماطالعاش..واانتما...قولوا:"العام زين؟؟"...ويعيش يعيش الخونة؟.