السبت، 19 فبراير 2011


النقابة الوطنية للصحافة المغربية تطالب بإصلاح مستعجل للإعلام..

تتابع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التطورات الحاصلة في المنطقة العربية، ومن بينها المغرب، وتعتبر أن رياح المطالب الديمقراطية، ينبغي أن تشمل حرية الصحافة واحترام الحق في الإعلام.
وفي هذا الإطار، فإنها توجه نداء إلى وسائل الإعلام العمومية، للقيام بدورها، كمرفق عمومي، في تقديم الأخبار والمعطيات حول كل ما يجري، بشكل يحترم الشفافية والتعددية وسياسة القرب من مشاكل الناس واهتماماتهم ومطالبهم.
كما تعتبر أن حرية الصحافة، تستدعي كذلك، ضمان حق الصحفيين في التحرك، وتغطية كل الأحداث، وتطالب بحمايتهم وتوفير كل الشروط الضرورية للقيام بمهامهم.
و تنادي النقابة بفتح أوراش الإصلاح، بشكل مستعجل، لتعديل القوانين المؤطرة للصحافة، وإحداث تغييرات عميقة في هياكل الإعلام العمومي، و احترم الحق في الاختلاف كما هو معروف في أخلاقيات المهنة و قواعدها، وتطوير قطاع الصحافة المكتوبة، طبقا لمتطلبات الديمقراطية، ولتستجيب كذلك للتطورات التي تعرفها المنطقة، حيث تقع حرية الإعلام في قلبها.
إن النقابة وهي تؤكد على هذه المبادئ والمطالب، فإنها كمنظمة مهنية و تعددية، حسب ما ينص عليه قانونها الأساسي و مقررات مؤتمرها، تعتبر أن من حق أعضائها، التعبير عن آرائهم السياسية، واتخاذ المواقف، التي يرونها ملائمة، حسب انتماءاتهم واختلاف مشاربهم، وتعبر في نفس الوقت، عن مساندتها لكل أشكال الاحتجاج السلمي من أجل تقديم مطالب ديمقراطية.

الأربعاء، 16 فبراير 2011

بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف يتقدم مشرف مدونة " فضاء الاطلس المتوسط " و نيابة عن زوارها بأحر وأسمى التهاني و التبريكات لصاحب الجلالة الملك محمد السادس راجين من العلي القدير أن يعيد أمثال هذا العيد على جلالته بموفور الصحة والعافية، وأن يقر عينه بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أمراء و أميرات الأسرة الملكية المغربية.
كما نتوجه بالتهنئة الخالصة لكل زوار مدونتنا
"فضاء الأطلس المتوسط " و للشعب المغربي قاطبة ، والى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أعاده الله علينا وعليكم وعلى الآمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات وجعلنا الله وإياكم من المبشرين ومن المقبولين ... وثبتنا الله وإياكم على دينه .

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

عيد المولد النبوي الشريف في مكناس:

طقوس مختلفة عن غيرها بباقي ربوع العالم الإسلامي

مكناس - محمد عـبــيــد –
"الميلود يلا قيني باحبابي" عبارة يتم تداولها بين المكناسيين كلما هلت أيام عيد المولد النبو
ي حيث تتحول العاصمة الإسماعيلية إلى قبلة لكل الأهل و الأقارب المتوادين خارجها لظروف حياتية عملية بل لا تنحصر حلول عيد المولد النبوي استقطاب و استقبال شريحة من نوع خاص بالطقوس و بالعادات الدينية من طوائف صوفية تخلد بالمناسبة لموسم الولي الصالح الشيخ الكامل…
فمكناس تزامنا مع عيد المولد النبوي الشريف تلبس قشة خاصة و على غير العادة في ربوع العالم الإسلامي،حيث تقام منذ عقود من الزمان أفراح بطقوس دينية متميزة تشهدها على وجه الخصوص رحاب ضريح الولي الصالح سيدي محمد بن الهادي بنعيسى الذي اشتهر و عرف باسم الشيخ الكامل..
هذا الولي الذي عاش في الفترة مابين 1467 و 1526 قضى حياته – حسب الرواة – متصوفا لكونه من سلالة النبي سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – حيث اشتهر في حياته بنشر الدعوة الإسلامية و بتفسير كلام الرسول (صّ)و بإقامة حفلات المديح بتجميع المتصوفين و الزهاد و الطوائف من نشادين و مغنين للشعائر الدينية..و كانت حياته كلها تزهد و عبادة تقربا من الله.
حب الولي الصلح الشيخ الكامل للنبي (صّ) و رغبة في إفادة الناس و تشبعهم بالقيم الإسلامية جعله في مصاف الأولياء و الدعاة للإسلام سواء في المغرب أو في إفريقيا الشمالية ككل..
ضريح الشيخ الكامل أو زاويته كانت منذ وفاته محطة بارزة في مكناس كلما حل عيد المولد النبوي الشريف للحفاظ على ما كان يقام في حيته من شعائر دينية حيث يحضر الفقهاء من كل حدب صوب لاستذكار المعرفة التي كان يتحلى بها الشيخ الكامل في أصول الدين و الفقه والقيام بليالي صوفية و لتكون كذلك فرصة لإقامة الحفلات الطائفية إذ القوافل العساوية تجوب محيط الضريح و مختلف شوارع مدينة مكناس القديمة من باب الجديد و باب البرادعيين و شوارع السكاكين وظهر السمن والرامزين و، كما تطوف محيط الضريح في تجاه سيدي سعيد و باب الخميس إلى ساحة زين العابدين إلى ساحة الهديم …. هذه النقط التي تكون مكتظة الزوار و المتفرجين إلى جانب فضاءات منتشرة هنا و هنا في مكناس الاسماعلية (المدينة القديمة) و تنصب بها خيام إقامة المتوافدين الذين لا أقارب أو اسر لهم بمكناس و المرتبطين روحيا بشعائر وطقوس الموسم الخاص بالشيخ الكامل.





منتجع وطني لكل الفصول:
الوجه الآخر لإقليم إفران

محمد عـبــيــد –

يعتبر إقليم إفران من الأقاليم القليلة التي حباها الله بجمالية و رونق الطبيعة ليكون منتجعا سياحيا ذي تراث طبيعي متميز حيث تغطي الغابة غالبية ترابه بأشجار متنوعة من الأرز و الصنوبر على وجه الخصوص و بفضل توافر منابع المياه و شلالات كشلالات عي فيتال الشهيرة إلى جانب الضايات و البحيرات ليكون الإقليم غنيا من ناحية الكثافة الايكولوجيـة و من أعلى المستويات .
من ناحية المواقع الايكولوجية القديمة فمجمل القول أن هذه الظاهرة تتعدد نقطها بتراب إقليم إفران ، مثل: زروقة ـ منظر يطو ـ و غابة البجر التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري ، إضافة إلى الصخور و القلعات ، مثل:÷ قلعة المهدي بن سوالة ـ قلعة تاولة المتواجدة قرب تيمحضيت و التي يعود تاريخها إلى عه الموحدين
و على مدى حكم الدولة العلوية ، يمكن الحديث عن القصبتين المؤسستين من قبل السلطان المولى إسماعيل : قصبة أزرو ـ و قصبة عين اللوح ـ فضلا عن الزوايا ، ك: زاوية سيـــدي عبدا لسلام ـ زاوية وادي ايفران ـ زاوية سيدي المخفي ـ زاوية سيدي المهدي ـ زاوية بن الصميم ـ زاوية سيدي إبراهيم التي يعو تاريخها إلى القرن الثامن عشر و فجر القرن التاسع عشر أما بخصوص التراث الشعبي ، فانه كذلك متنوع بتنوع أصل ساكنته إلى جانب غناه الطبيعي يمكن من إفران أن يحظى بمكانة متميزة من خلال التقاليد و الفنون خاصة من ناحية كيفية العمل و نمط الحياة ، إذ الملابس و الصناعة التقليدية و المطبخ و الزينة و الفلكلور الغنائي و الرقص الشعبي الأمازيغي/أحيدوس/...
هذا و إذا ما تعمقنا الحديث عن غنى التراث التاريخي و الواقع الإركولوجية القديمة ، فلا يمكننا أن نغفل ذكر مواقع تعود لما قبل التاريخ ، مثل: أقشمير الكبير بآزرو و الذي يصنف تراثا وطنيا بظهير وزاري في تاريخ 16/4/1948 ، فضلا عن كوديات إفران التي كذلك تم إقرارها بظهير وزاري بتاريخ 1/7/1953 ثم شلالات عين اللوح بقرار وزاري بتاريخ 31/12/1942 و قبلة بظهير شريف مؤرخ في 29/12/1942 ، و زاويـة سـيدي عبد السلام بجماعة تيزكيت بقرار في 6/9/1947 فضلا عن مواقع أخرى ، مثل: تيم ولولين و ضاية إيفــر و ضاية أفورار و ميشليفن و أكلمام و نشاط كورت و ضاية عوا و الشريف و عين مرزوقة و عين تاغميلات و أصاكا نهدوم و عين الكحلة........ فيما يعود تواجد المواقع الايكولوجية ل : إيفري أوبريد ـ ضاية حشلاف ـ واد تاوجطات ـ واد تيزكيت ـ تاكرفورت ـ و تودرين إلى ما قبل التاريخ .
هذه الكثافة و التنوع في الموارد الطبيعية والأثرية التي تعم مناطق إقليم افران تثير من جهتها الاهتمام السياحي نظرا للطابع الخاص بإفران حيث القرميد الأحمر و الشوارع الفسيحة و المنتشرة عبر حدائق الأزهار فضلا عن المناخ الجميل هي حافز لكل عاشق للسياحة الجبلية كي يدفعه فضوله للإقامة بها لفترة من الزمن كلما سنحت له ظروفه سواء صيفـا حيث الحرارة معتلة أو شتاء حيث التهاطلات الثلجية تغري بممارسة الرياضات الشتوية /التزحـلق/ و حتى خلال الفصلين الآخرين حيث تنظم خرجات و جولات لهواة تسلق الجبال و ممارسي الدراجة الجبلية.......

2ـ الوجه الآخـر لإفـران من الناحية التاريخية/الثقافية:
إذا كان إقليم إفران يعرف كمصطاف سياحي يشتهر بطقسه المعتدل صيفا و البارد شتاء و ما يزخر به م مؤهلات طبيعية خلابة و وديا و ضايات و شلالات و غابات و مناظر جميلة جذابة ، فان واقع الجانب الثقافي و التاريخي الغني يجهله الكثير علما أن المخزون التاريخي و التراثي يعود إلى العصور الحجرية القديمة و إلى الحقب التاريخية المتوالية...
فمن الناحية التاريخية ، فان مدينة إفران كانت تسمى سابقا
OURTI ـ أورتي ـ و هي كلمة أمازيغية تعني حديقة أو بستان ، و تجد المدينة أصلها في كلمة ـ افري ـ ...... IFRI.....ـ جمع افران و تعني الكهوف وبالامازيغية المغارات و هو الاسم الذي كانت تحمله في السابق زاوية ايت سيدي عبد السلام /قرية تبعد عن افران بحوالي7كلم/. فلقد كانت خصوصية الطقس و مناظر المدينة الطبيعية الخلابة و تدفق المياه أهم دافع لإحداث مدينة افران باقتراح من المقيم العام للحماية

3- إفران ، مدينة بعيون جديدة:
اليوم افران أصبحت صورة جذابة للزوار و المستثمرين مكنتها من التموقع كموجهة متميزة و كمدينة ذات مشاريع بنيوية مهمة مواكبة للتجديد قوى من جهته شعور ساكنتها بالانتماء إليها ، افران بطابع عصري و ديناميكي بنظرة متفائلة للمستقبل تجمع بين الأصالة و المعاصرة بمكونات قوية تنفرد بها تتجلى في البيئة الجبلية و الغابوية و البنايات ذات القرميد و لتكون لها مكانة بارزة ضمن أقاليم المملكة و لها دورها التربوي من باب تحسين نمط العيش بها في ظل التوازن التي تفرضه طبيعتها و ثقافتها.
و لعل الزائر سيلاحظ ذلك التغيير المثير في فضائها بوسطها فضاء للراجلين يشكل متنفسا و فسحة للقاء الأصدقاء و فضاء للنزهة العائلية خال من إزعاج السيارات و في مجال نقي ، فضلا عن ساعة عمومية و فضاء دائم الاخضرار أمام قاعة المناظرات مما عززها بطابع" المدينة-المنتزه"فضاءات مؤثثة بتجهيزات مريحة و بآليات إضاءة للتزيين.
غير بعيد و بأقل جهد بدني يمكن للزائر الاستمتاع بفضاء وادي تيزكيت ذي طابع بيئي سليم من التلوث و الازدحام كذلك يربط وسط المدينة بعين فيتال عبر تهيئة معبر للراجلين يسمح بالعودة إلى المنبع و يمكن من اكتشاف جمالية الأمكنة في جو نقي و خال من مخلفات تلوث السيارات.

4- مؤهلات طبيعية هائلة في حاجة إلى التفعيل لإقلاع حقيقي للنشاط السياحي:

إن كانت افرن قد حافظت منذ أمد بعيد على مكانتها السياحية كمركز للاستجمام بالدرجة الأولى ثم كذلك كمحطة شتوية أغلب الوافدين عليها من السياح المغاربة، فإنها تتجه نحو خلق منتوجات سياحية إضافية تستجيب لمتطلبات وأذواق فئة أخرى من السياح ولاسيما الأجانب منهم.. وعلى وجه الخصوص السياحة الإيكولوجية وسياحة التربصات الرياضية...

فان الملاحظ هو طغيان بعض الإكراهات التي يعاني منها القطاع، يمكن إجمالها في غياب وكالات الأسفار والسياحة والتي من شأنها القيام بتسويق وترويج المنتوج السياحي المحلي، وغياب رؤية واضحة وموحدة من طرف المهنيين في القطاع للتعريف بالمنتوج وتسويقه، والنقص في وسائل التعريف بالإمكانيات السياحية من خرائط ومطويات، وفي وسائل الدعاية والترويج للمنتوج المحلي. بهدف التمكن من بلورة إستراتيجية عمل مندمجة تتوخى تعزيز صيرورة الإقلاع الاقتصادي التنموي المنشود بإقليم افران ضمن مقاربة شمولية قوامها التماسك والتكامل في الأدوار والوظائف بين مختلف قطاعات ومجالات التنمية، وكذا الاستغلال الأمثل والعقلاني لإمكانيات التنمية بالإقليم، وانطلاقا من اعتبار الإقليم يتوفر على معالم أساسية ورئيسية لاستثمار الجانب السياحي به كونه يعد قطبا سياحيا فتيا يفتقر للعديد من المقومات التي تجعل مؤهلاته الطبيعية وارثه الثقافي وعادات ساكنته قابلة للاستهلاك وجديرة بالزيارة والمعرفة والاستطلاع من جهة واستثمار مؤهلاته الطبيعية والحيوانية والسياحية التي تتميز بالتنوع والغنى تتمثل في البحيرات ،المنابع المائية الشلالات ،الغابات ،الوحيش، المجالات الطبيعية.. كما أن الإقليم يتوفر كذلك على تراث ثقافي وفني متنوع بالإضافة إلى مهرجانات ومواسم مختلفة من بينها على الخصوص مهرجان تورتيت الدولي (افران) ،المهرجان الوطني لأحيدوس( عين اللوح) ، مهرجان البحيرات( ضاية عوا)، مهرجان ...(آزرو)، بالإضافة إلى عدة أنواع من فنون الصناعة التقليدية كالنحت على الخشب ، صناعة الزريبة...وبالتالي فان استغلال جل هذه المكونات والمؤهلات سيساهم في خلق وصياغة منتوج سياحي متنوع ومتكامل مما سيحتم اتحاد تدابير وإجراءات من طرف مجموعة من الفاعلين والمعنيين بالقطاع لضمان إنعاش سياحي من خلال اعتماد بنك للمعطيات خاصة بالمؤهلات السياحية والطبيعية ووضع تدابير خاصة بالتهيئة السياحية – إحداث تجهيزات بباحات للاستراحة ،تهيئة مجالات الصيد والقنص والتشجيع على إقامة بنايات للإيواء تتلاءم وطبيعة المنطقة كالمآوي السياحية الجبلية بالإضافة إلى تكوين المرشدين السياحيين من أبناء المنطقة وتوجيههم في مجال لتنشيط لسياحي.. مادام القطاع السياحي يعتبر من إحدى أهم الركائز لتحريك دواليب النشاط الاقتصادي والاجتماعي على مستوى الإقليم، وتراهن عليه جميع الأطراف المتدخلة لكي يلعب على المدى المتوسط دور محوري وقاطرة للتنمية المحلية...

وفي هذا الصدد، هناك منتوجات كلاسيكية يتم العمل على دعمها وتقويتها كالسياحة الاستجمامية بتأهيل المراكز الحضرية بالإقليم ومحيطها والتركيز على جانب التنشيط والترفيه السياحيين، فضلا عن خطة إدماج إفران في برنامج تنمية السياحة الداخلية في إطار ما يسمى ب"مخطط بلادي" بحيث تم تخصيص منطقة على مساحة 40 هكتار لاستقطاب بنيات استقبالية ومنشآت ترفيهية قصد تعزيز وتقوية المكانة السياحية للمدينة كقطب وطني للسياحة الداخلية.
كما أن القطاع السياحي بإقليم إفران يعتمد بشكل كبير على السياحة الشتوية، على أساس أن الإقليم يعرف تساقطات ثلجية خلال الفترة الشتوية وتتواجد بها محطتان للتزحلق(ميشليفن و هبري) والانكباب حاليا على وضع تصور لتأهيل المحطتين وخلق تظاهرات مرتبطة بنشاط التزحلق.

ومن بين المنتوجات السياحية التي يتم العمل على تقويتها وتنميتها، هناك السياحة القروية في إطار مخططين يعملان بشكل متكامل، ويتعلق الأمر ببرنامج « فضاء الاستقبال السياحي لإفران» الرامي إلى تنمية السياحة القروية و «المنتزه الوطني لإفران» هذا الأخير الذي وجب الذكر انه يمتد على مساحة تفوق 53.000 ألف هكتار، مشكلا نموذجا أمثل للأوساط البيئية التي تحتويها جبال الأطلس المتوسط، إن كان ذلك من وجهة تركيبته الجيومرفولوجية أو النباتية، أو المرفولوجية والمناخية، مما جعل المنتزه الطبيعي لإفران يمتاز عن غيره بتنوع مناظره الطبيعية، التي تشكل تارة سفوحا مفتوحة وفسيحة وتارة مرتفعات مكسوة بغابات كثيفة، وما يزيده بهاء ما تضفيه عليه البحيرات والضايات الطبيعية والمنابع والوديان والعيون والكهوف، من مشاهد جمالية أخاذة، تكسوه غابات أرز الأطلس إحدى أكبر الغابات امتدادا بالمغرب.
فلقد شكلت فضاءات المنتزه الشاسعة، موطنا لأروع الحيوانات أهمها أسد الأطلس والنمر والعناق و القضاعة، جرى حاليا تحديد 37 صنفا من الوحيش الغابوي الذي ما زال يعيش بمحمياته، مؤلفا أساسا من الثدييات يأتي على رأسها القرد "زعطوط" من حيث الوفرة، إضافة إلى 142 صنفا من الطيور و33 صنفا من الزواحف والضفادع ويمثل الغرن النهري من بين أهم الفقريات التي تعيش في بحيرات وأنهار المنتزه الوطني لإفران الذي يروم إلى تطوير السياحة الإيكولوجية داخل فضاءاته ،وقد تم في هذا الإطار قطع مراحل مهمة في تثبيت هذا المنتوج وجعل من إفران وجهة سياحية وقطب السياحة الإيكولوجية على المستوى الوطني...

كل هذه المبادرات تأتي في سياق دعم التميز الذي تحظى به مدينة إفران كمنتجع جبلي يرتكز على السياحة الداخلية وينفتح تدريجيا على السياحة الدولية، وذلك بما ينسجم مع إستراتيجية الدولة التي تسير في اتجاه تكريس التميز والتنوع والجودة.

و لكي يتحقق الرقي بالسياحة في إقليم إفران إلى مصاف الوجهات السياحية الرئيسية على المستوى الوطني. وفي إطار الحديث عن القطاع السياحي، رأت مصادر مسؤولة ضرورة تظافر جهود جميع الأطراف، من سلطات إقليمية وإدارة ومنتخبين ومهنيين، و العمل على توفير الظروف الحقيقية للإقلاع السياحي للمدينة والإقليم وفق برنامج طموح وتصور واضح.
وتتجلى تصورات هذا العمل أساسا في :
*أوراش التأهيل العمراني والسياحي لمدينة إفران و أزرو ومحيطهما والمراكز القروية (المساحات الخضراء، الإنارة العمومية، الترصيف، النظافة...).
* الاهتمام بالجانب التنشيطي والترفيهي ببرمجة مجموعة من التظاهرات ذات الطابع الثقافي التنشيطي والترفيهي على مدار السنة.
* تأهيل المؤسسات السياحية وتقوية البنية السياحية، وذلك عبر المراقبة بشكل دوري لتوفير جودة في الخدمات بالوحدات الإيوائية، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمار في مجالات أوسع (فنادق، إقامات، مآوي قروية، وكالات أسفار...). من اجل توفير عرض سياحي متكامل ذي جودة ويستجيب لميولات وأذواق واسعة.
* خلق جمعيات مهنية ( المجلس الإقليمي للسياحة، جمعية المآوي الجبلية وجمعية المرشدين السياحيين الجبليين)، بغية تنظيم المهنيين وبالتالي إشراكهم في البرامج والتصورات المتعلقة بالنشاط السياحي، و تأطيرهم لتنظيم المهن واخذ المبادرات سيما على مستوى التسويق والإنعاش.
* الحرص على تنوع المنتوج السياحي باستغلال محكم للمؤهلات الهائلة التي يتوفر عليها الإقليم ولاسيما الطبيعية منها، والغرض هو أولا التخفيف أو الحد من ظاهرة موسمية النشاط السياحي، ثم كذلك محاولة استقطاب زبناء من أذواق و ميولات متنوعة.

وتأتي هذه الأهمية بالقطاع نظرا طبعا للإمكانيات والمؤهلات الهائلة التي يتوفر عليها الإقليم والتي من شأنها أن تضمن إقلاعا حقيقيا للنشاط السياحي، ومن بين هذه المؤهلات ان ثلث مساحة الإقليم تتكون من الغابة خصوصا غابة الأرز، والتنوع في التشكيلات النباتية والحيوانية والتنوع في المناظر والمواقع الطبيعية من ضايات وشلالات وأودية...
كما انه موقع جغرافي متميز إذ يقع الإقليم وسط الأطلس المتوسط على علو 1600م وبالقرب من أهم المدن المغربية فاس ومكناس (حوالي 60 كلم) وبالإضافة إلى وجوده في مدار سياحي يشمل المدن العتيقة والمنتوج الصحراوي... فضلا عن انه تراث ثقافي غني يتنوع بين الفنون الشعبية والطبخ والصناعة التقليدية، والطابع المعماري الخاص يزيد من جمالية وجاذبية مدينة إفران ومحيطها.

انجاز: محمد عبيد – آزرو

فعاليات مهنية و جمعوية مهتمة بالشأن الغابوي تطالب بوقف نزيف أشجار الأرز بالأطلس المتوسط

محمد عـبــيــد –

تصاعدت في الآونة الأخيرة، عمليات سرقة خشب الأرز، خاصة مع حلول البرد والصقيع ، التي تتعرض لها الغابة، نظرا للظروف المناخية الصعبة التي تجتاح المنطقة باستغلال حاجة المواطنين في جبال الأطلس لحطب التدفئة تتزايد ، وهو ما يدفع عصابات تهريب خشب الأرز إلى الرفع من عدد محاولتها خلال هذه الفترة من السنة، مما دفع بعدد من المهتمين إلى دق ناقوس الخطر، داعين إلى تكثيف الجهود للحد من الاستنزاف، الذي يتعرض له شجر الأرز في المنطقة حيث تترصد مافيا الأخشاب، الخاضعة للسوق السوداء...ودعت فعاليات جمعوية في المنطقة إلى تنسيق الجهود بين كافة المتدخلين لوقف التدمير الممنهج، الذي يتعرض له شجر الأرز..

و يذكر أن عددا من الدراسات للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة كشفت عن تهديد أشجار الأرز بمنطقة الأطلس المتوسط بالاندثار لعدة أسباب منها الرعي المكثف والجائر،نظرا لما تعيشه الغابة بهذه المنطقة من عمليات النهب والسلب والاستنزاف والحرائق وما إلى ذلك من المسببات التي تساهم في عدم توازن المنظومة الغابوية وتؤثر على الغطاء الايكولوجي مما يفتح المجال على مصراعيه للطفيليات المدمرة والفطريات التي تلحق أضرار بليغة تتسبب في موت شجرة الأرز حيث أن ما يزيد عن 133 ألف هكتار من غابات الأرز مهددة بالانقراض والزوال موزعة بين منطقة الريف والأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير..

الأمر الذي يجعل من حمايتها أكبر تحد على اعتبار أن مافيات الغابة تمكنت من خلق لوبيات للضغط وهو ما جعل مشروع التقسيم الجديد يأخذ بعين الاعتبار الزيادة في مجالات استغلال الغابات سواء من طرف حق استغلال ذوي الحقوق أو السمسرات الخاصة ببيع الأخشاب..

وإذا كانت الدراسة قد حذرت فقط من خطورة الوضع بإقليم إفران فإن الأمر يأخذ طابعا أكبر بمناطق أخرى من جهة مكناس تافيلالت فبإقليم خنيفرة يغطي المجال الغابوي أكثر من 40 بالمائة من المساحة الإجمالية، أي بنسبة 526000 هكتارا، ويأتي شجر الأرز من أهم تشكيلاتها (65150 هكتارا) وهي مهددة بالاستنزاف والنهب المنظمين، إضافة إلى الرعي الجائر والقطع غير المشروع والترامي على الملك الغابوي وضآلة الاستثمار في القطاع الغابوي، إضافة إلى الحرائق وأمراض الشجر والطفيليات، ثم الذبول الذي ارتفعت إشكاليه ما بين 15 إلى 30 بالمائة ببعض المساحات الغابوية.

أما بخصوص الاهتمامات الحقيقية لمكونات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي والمحافظة عليه كما هو مسطر بقوانينها الأساسية فهي مدعوة الآن أكثر من أي وقت مضى لتتبع الأوضاع المزرية التي أصبح يعرفها القطاع الغابوي بالإقليم من استنزاف واستغلال لا مشروع ونهب وتجاهل فلم تسلم مختلف غابات الإقليم من عمليات سطو منظمة مقحمة و أثارت مصادرة مهتمة بالمجال الغابة إلى أن الإدارة أصبحت أكثر من أي وقت مضى مدعوة بكل حزم و مسؤولية إلى حماية هذه الموارد الطبيعية الهامة، وقد سبق في فترات متفرقة من ضبط شاحنات محملة بأشجار الأرز المغصوبة وتم ضبط العديد من محترفي اجتثاث الأشجار كما تم التستر وحفظ العديد من الملفات - بحسب المتحدثين إلى المساء - التي تم إقبارها وطمس معالمها بتنسيق بين الأطراف المستفيدة بل في بعض الأحيان يتم ضبط كمية لكن يصرح في المحاضر الرسمية بكمية اقل بكثير ..

أمام هاته الوقائع ، تنتظر فعاليات حرفية و جمعوية مرتبطة بالمجال أن تزيد مجموعة من الجهات المعنية من تجاهل الوضع السيئ الذي يعيشه القطاع الغابوي بالإقليم و تترقب اتخاذ تدابير زجرية وتفعيل دور الجهات المسؤولة بالدرجة الأولى ومحاولة إشراك الساكنة والمجتمع المدني عن طريق خلق مشاريع مدرة للدخل..

محمد نجمي مدرب اتحاد المحمدية

اتحاد المحمدية يلعب في أحسن الأحوال أمام خمسين متفرجا بملعبه

والورقة الرابحة للنادي المكناسي تتمثل في جمهوره

مكناس: عبد الإله بنمبارك

وصف محمد نجمي مدرب اتحاد المحمدي الجمهور المكناسي بالخرافي والمتميز بعد نهاية مباراة فريقه ضد النادي المكناسي برسم الدورة 21 من بطولة المجموعة الوطنية الثانية والتي انتهت بالتعادل هدف لمثله، وقال محمد نجمي إنه تفاجأ للحضور القوي للجمهور الذي ساند فريقه بكل أنواع التشجيع منذ بداية المباراة إلى نهايتها وكان السند الكبير للاعبين المكناسيين، وزادهم شحنات إضافية رغم أن الحظ لم يساعدهم في تحقيق الانتصار.

وبخصوص المستوى الذي ظهر به فريقه اتحاد المحمدية والذي لم يقدم أي شيء خصوصا في الشوط الثاني ، أكد محمد نجمي بأنه تفاجأ كيف رجع لاعبوه إلى الوراء الشيء دفعه إلى الاستغراب رغم أنه لم يعط تعليماته للاعبين للرجوع إلى الوراء ، والسبب في ذلك يرجع عل حد قوله إلى الهواية والخوف من الهزيمة أمام فريق يحسب له ألف حساب.

وأضاف بأن لاعبيه كانوا تائهين في الميدان خصوصا وأنهم لم يسبق لهم أن لعبوا أمام مدرجات مملوءة بالجمهور سيما وأنهم في أحسن الأحوال يلعبون أمام خمسين متفرج على الأكثر بميدانهم ويقدم اللاعبون مهارات فنية ولا يجدون من يصفق عليهم.

ولم يخف المدرب نجمي أسفه لأنه لم يستطع منذ بداية الموسم أن يلعب الفريق بتشكيلة رسمية ، ففي كل مباراة يعاني الفريق من غياب بعض العناصر الأساسية ، وأرجع ذلك إلى سوء الحظ الذي يعاكس فريقه رغم أنه يحتل مراتب متقدمة.

وحول تكهناته للفرق التي تملك حظوظا وافرة للصعود إلى القسم النخبة، قال محمد نجمي : أنا لا أجامل أحدا ، ومقارنة مع الفرق التي تستحق الصعود فإني أرشح بالدرجة الأولى فريق النادي المكناسي لأنه يمتلك كل مقومات الصعود من ملعب جيد وجماهير كبيرة ولاعبين متحمسين ن وحرام أن لا يكون لمدينة كبيرة مثل مكناس وطنجة ووجدة فريق بقسم النخبة .

وختم المدرب نجمي تصريحه ، بان اللاعب الذي ظهرت منه حركة غير رياضية واستفز الجمهور المكناسي بعد نهاية المباراة ، ونال على إثرها ورقة حمراء مجانية سوف يتعرض لعقوبة من طرف اللجنة التأديبية لأن الرياضة أخلاق وتربية.

الأحد، 13 فبراير 2011



اتحاد المحمدية يرغم النادي المكناسي على التعادل

مكناس: عبد الإله بنمبارك

مرة أخرى يعجز فريق النادي المكناسي عن كسب ثلاث نقط الفوز وكان ذلك أمام فريق اتحاد المحمدية في المباراة التي جرت بينهما بالملعب الشرفي برسم الدورة 21 من بطولة المجموعة الوطنية الثانية .

وكان الفريق الزائر هم السباق إلى التهديف بواسطة المهاجم بولكوابة بضربة رأسية بعد تمريرة من الجهة اليمنى وكان ذلك في الدقيقة 39 لينتهي الشوط الأول بفوز اتحاد المحمدية.

مع بداية الشوط الثاني أقحم المدرب هشام الإدريسي الذي كان مساندا بجماهير فاقت 4000 متفرج حسن عبد الوهاب مكان السداسي وحبوري مكان المهدي العامري، وقد أعطى هذا التغيير شحنة قوية للاعبين المكناسيين وسيطروا سيطرة مطلقة على الفريق المحمدي ، مما جعل المدرب نجمي يعطي تعليماته لتحصين الدفاع والتراجع الكلي للفريق حفاظا على هدف السبق ، وناور المكناسيون من الجهة اليمنى واليسرى بحثا عن هدف التعادل ، لكن التسرع وعدم التركيز كانا يفسدا على لاعبي الكوديم الوصول إلى مرمى الحارس محمد الرداني الذي بالغ في تضييع الوقت ، ومع إصرار فريق النادي المكناسي المتواصل بمؤازرة جمهوره استطاع أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة 62 بواسطة الضربة الرأسية للمدافع الأيمن بنقصو، وبعد ذلك عرفت الكرة اتجاها واحدا هو مرمى الزائرين الذين عرفوا كيف يحافظون على مرماهم باستماتة قوية إلى أن أعلن الحكم عبد الكريم لوماحي والذي ساعده محمد دكير وهشام بلعراقي من عصبة الغرب عن نهاية المباراة بروح رياضية كبيرة بين اللاعبين وطرد مجاني لمروان نجمي الذي كان احتياطيا بعدا عمل على استفزاز الجمهور بطريقة لا رياضية ، كما أشهر الحكم الورقة الصفراء في وجه كل من هيرمان وبلطام من النادي المكناسي والحارس محمد الرداني وياسين كريم ويوسف مدان من فريق اتحاد المحمدية.

وتجدر الإشارة إلى أن الجمهور المكناسي عبر عن نضج كبير في تشجيعه للفريق منذ بداية اللقاء إلى نهايته وتبادل مع اللاعبين والمدرب هشام الإدريسي التحية والتنويه على ما بذلوه من جهد واستماتة طيلة المباراة خصوصا وان اللاعبين لم يتسلموا ست منح المباريات الأخيرة.