السبت، 1 فبراير 2014

لم ُنخلَقْ للهزيمة


لم ُنخلَقْ للهزيمة

*/*البوابة الإلكترونية فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
بقلم لحسن شرماني
حينما ننظرُ إلى الوجودِ نجدُ أن الإنسانَ أكمل مخلوقاتِ الخالق، ولأجل كماله هذا جعلَ الخالقُ له في هذا الوجودِ كلَّ شيءٍ مُسخَّراً... كُلَّ شيءٍ طَوعَ إرادته إذا أراده صادقاً وجَدَّ في الحصولِ عليه... وهذا معنى التسخير.
هذا المعنى لا يُمكن معه أن يكون الإنسانُ في حالِ هزيمةٍ أبداً، لا من حيثُ الإمكانيات المُسخَّرةِ ولا من حيثُ ما يبذله هو، فهزيمةُ الإنسانِ في هذا الوجودِ لا تكون بسببِ استحالةِ الأشياء، فالمُسخَّراتِ لا تكون مُستحيلاتٍ، وإنما هزيمته بسببِ ذاته هو... فلو كان قد بذل كلَّ شيءٍ أمكنَه أن يبذله، وقدَّمَ كلَّ ما يقدِرُ عليه لبلغَ ما يريده، ولا مستحيلَ في هذا الوجودِ مما هو مُمكِنٌ للمخلوقٍ، إذ المُستحيلُ على المخلوقِ ما كان من شأن الخالقِ.
الإنسان ينتصرُ دائماً في كلِّ نواحي الحياة، فقط حينما يجد نفسَه في المعركةِ المناسبة، وبالسلاحِ الفعال... أما إذا لم يكن في مكانٍ مناسبٍ له، أو ليس لديه آلَةَ كسْبِ الانتصار فإن الهزيمةَ تكونُ ملومةً إذا لم تَعتَرِه ولم تَلتصِقْ به...في سيرة الإنسانِ العظيم.
 الإنسان الذي انتصرَ في الحياةِ وكسَبَ معركته مع الوجود، نجدُ ذلك الإنسان في تمام الاستعداد لخوضِ الحربِ مع الحياة، وليس مع الحياة حرْبٌ، إنما خَوضٌ لكسبِ معنى عِمارتها، فهو مستعدٌّ معرفياً، فلم يكن ذلك الخائضُ الذي لا يدري شيئاً، ولم يكن ذلك المغامرُ الذي يُقحِمُ نفسَه في مهمة وضياع، وإنما الخائضُ الذي يدخلُ في المغامرةِ وفي بالِهِ وذهنه ذلك المقصَدُ المَرومُ، فيكسبُ الانتصار... كذلك نجدُه حينما يخوضُ مع الحياةِ لكسَبَ انتصاراً متمتعاً بالهمةِ وقويَّ العزيمة، فليس للكسلِ حضورٌ في حياته، إلا حضوراً واحداً حينما يكونُ سابقاً للجِدِّ والاندفاعِ القوي، فلا يجدُ مَن يريد الانتصارَ حالةً، ولو يسيرةً، لينالَ رُوَيْحةَ الكسلِ، أو التكاسُل، والتكاسُلُ الحكيمُ شجاعةٌ خفيَّةٌ... كذلك، ما كان ذلك المنتصِرُ يوماً ما كاسباً الانتصارَ إلا وهو دائم التركيز على نُقاط قوته، وعلى قوة السلاح الذي يملكه. 
فمتى نظر الإنسانُ إلى أسلحةِ البقاء والانتصار في الحياةِ نظرَ المُقلِّلِ من قوتها، ونظرَ المُغلِّبِ لضعفها فإنه سيخسر ولو مكثَ خصمُه واقفاً مهيئاً له كل جوانب الانتصار، فبقدْرِ ما يرى الإنسانُ ما لديه يرى الناسُ ذلك. فمن رأى إمكاناته تؤهلُه للنجاح فإنه سينجح ولو كانتْ إمكاناته فيها ضعفٌ، ومن رأى إمكاناته على عكسِ ذلك وضده فإنه لن ينجح، ولو كانت إمكاناته من القوة بمكان... فمجرَّدُ شُعور الإنسان بما لديه يكون ذلك الشعور لدى خصمه، فيندفعُ أو يقبَع. 
إن رأى الإنسانُ يوماً أنه نالَه شيءٌ من الانهزام فإن ذلك ليس انهزاماً، ولو وصفَه الواصفون كلَّهم بذلك، إنما هو درْسٌ في الشجاعةِ والانتصار لا يَفهمه إلا الشُجعان.
 فأقلُّه شجاعةُ الفكرِ الذي حثَّ على الخوض في تلك التجربة، فأفادتْ الإنسانَ أن هذه سابلةٌ لا تُخاضُ، لأنها لا تُوصِلُ إلى انتصار، فيتجاوزها، ولو صورة الانهزامِ ما عرفها الإنسان.
حينما نفشَلُ في حياتنا، كما يرانا البعضُ، فإننا نصنعُ جانباً من التجربةِ المفيدة، ولو ترتَّبَ على ذلك تأخُّر وصولنا إلى الانتصارِ في معركة الحياة.
 فدرْسُ الانتصارِ في الحياةِ يُنالُ بالهزيمةِ كما يُنالُ بالنصر، ولذة النجاحِ تكمُن كثيراً في الفشلِ. 
هذا الإنسانُ المجعولُ خليفةً في الأرضِ يَعمرُها كما يشاءُ، ليس بخارجٍ عن قوانين الطبيعة، لا يُمكنُ أن يكون شيئاً من فعلِهِ انهزاماً، إلا عند أولئك الذين لم يعرفوا الخوضَ لأجل الانتصار. بل الذين لم يعرفوا الخوضَ لأجلِ معرفةِ الحياة، فلذلك كانتْ حكمةُ الخائضين لمعرفة أسرار الوجودِ أنَّ كلَّ ما يُسمَّى فشلاً، و كلَّ ما يُنعتُ بأنَّه هزيمة، كلَّ ذلك ليس إلا ملاحظةً من تجربةٍ تُضافُ إلى مكاسبهم، كمعرفةٍ وعلمٍ جديدٍ. 
فالخطأ علمٌ و الفشلُ معرفةٌ،إذا أدركنا، نحن بني الإنسان، هذا الشيءَ أدركنا كمال وجودنا الإنساني، وأنه ما كان إلا شيئاً جميلاً في كل نواحيه، وأدركنا أنه بإمكاننا أن نعيشَ كلَّ محاولةٍ منَّا على أنها مكسبٌ لنا يُضافُ إلى كثيرٍ من مكاسب وجودنا، حينئذٍ نسلَمُ من لومِ النفسِ ومن جلْد الذاتِ، ونسلمُ كذلك من تأنيب الضمير، كذلك تسلَمُ حياتنا من أن نصِفَها بسوءٍ أو ننعتها بمَشِيْنَةٍ.

الخميس، 30 يناير 2014

ملف//الصفقة الخاسرة للفحم الحجري بالمؤسسات التعليمية بإقليم إفران:



ملف
 الصفقة الخاسرة  للفحم الحجري بالمؤسسات التعليمية 
بإقليم إفران:

البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
شكل ولا يزال يشكل مشكل استعمال الفحم الحجري الأسود للتدفئة بالمؤسسات التعليمية بالأطلس المتوسط عموما قضية مثيرة للجدل منذ أن تم إبرام الصفقة الخاصة بتدفئة المؤسسات التعليمية باستعمال مادة الفحم الحجري ابتداء من سنة 2007 /2008 في إطار إستراتيجية وطنية للمحافظة على الثروة الغابوية، هذه الصفقة معتمدة وطنيا من طرف الوزارة الوصية على القطاع وتدبيرها يتم في إطار تفويض جهوي يخول لمدير الأكاديمية إبرام الصفقة المرتبطة بتزويد المؤسسة التعليمية التابعة لجهة بمادة الفحم الحجري .
و لكن، بمجرد وصول الفحم الحجري للمؤسسات التعليمية بإفران بشكل مفاجئ لوحظ أن الإقبال على استعماله من طرف الأساتذة كان ضعيفا لعدم الاستئناس باستعمال هذه المادة وكذا للمشاكل التي انبثقت من خلال استعماله خاصة وان الأساتذة سجلوا أن المدفئات التي خصصت لاستعماله كانت بعيدة كل البعد عن المواصفات الحقيقية لمدفئات الفحم الحجري، ذلك لكونها لم تكون سوى علب "قزديرية" اسطوانية الشكل بفتحات في الأعلى وذات حجم صغير.
الرغبة في اكتشاف هذا النوع الجديد من التدفئة أو السعي لتخفيف وطأة البرد القارس في الحجرات الدراسية قاد العديد من نساء ورجال التعليم إلى خوض تجربة إشعال هذه المدفئات باستعمال الفحم الحجري إلا أن النتائج كانت في العموم مخيبة للآمال بعد استحالة إنجاح عملية الإشعال في الكثير من الحالات وكذا تسرب غازات خطيرة ناتجة عن عملية احتراق الفحم مما يضطر الأساتذة وتلامذتهم إلى مغادرة الحجرات الدراسية حفاظا على سلامتهم الجسدية لمدد زمنية طويلة إلى حين خروج الروائح الكريهة والخانقة من الحجرة الدراسية .
هذا المستجد غير المرحب به إقليميا أشعل فتيل الاحتجاجات في صفوف شغيلة قطاع التعليم ضد هذا النوع الجديد من التدفئة، احتجاجات أطرتها غالبا النقابات التعليمية الإقليمية وتنوعت بين وقفات احتجاجية داخل المؤسسات التعليمية أو أمام النيابة الإقليمية للوزارة وكذا إضرابات عن العمل، ولحد الساعة تستمر رحلة نضال شغيلة القطاع إقليميا في هذا الإطار من خلال اعتزام التنسيقية النقابية الثلاثية المكونة من : الجامعة الوطنية لموظفي التعليم (UNTM ) و الجامعة الوطنية للتعليم (UMT) والنقابة الوطنية للتعليم (CDT) خوض وقفة احتجاجية إنذارية أمام مقر عمالة إقليم إفران الأسبوع المقبل –(الاربعاء 5فبراير2014- انظر البلاغ أسفله)- سعيا منها لإسماع صوت شغيلة القطاع وكذا المتعلمين الصغار الذين لم تعد لهم  القدرة على تحمل هذه المعاناة الممتدة  لأكثر من 6 سنوات من الألم، هذه المحطة التي قال في شانها احد المسؤولين النقابين في حديث له مع الجريدة:"هي مجرد البداية في برنامج نضالي متنوع تم تسطيره للوقوف في وجه الجهات المصرة على فرض الفحم الحجري كخيار وحيد للتدفئة بالمؤسسات التعليمية تحت ذريعة الحفاظ على الثروة الغابوية في الوقت الذي تكتظ فيه الأسواق إقليميا بمادة الحطب المعروضة للبيع بكميات ضخمة، وبالتالي كان جديرا بمن يدعون الحرص على المصلحة العامة التفكير مليا في مصلحة المنظومة التعليمية عامة ومصلحة أبناء وبنات المغاربة خاصة قبل الدخول في صفقة الفحم الحجري التي لم تجني من ورائها مدارسنا سوى تلويث فضاءاتها بتلال من أكياس الفحم الحجري المنبوذ".
ليست فقط وحدها نوعية الفحم الحجري الأسود هي مثار غضبة نساء ورجاء التعليم بالإقليم بل تعداها الأمر إلى إثارة نوعية المدفئات المعتمدة في استخدام هذا النوع من التدفئة والذي إن كانت النقابات الآن تلوكه ألسنها بين فئاتها فانه كان موضوع كتابات صحفية من أقلام صحفية محلية بيوميات وأسبوعيات وطنية حين ظهور هاته المدفئات سنة 2007 أساسا  من حيث الصفقة المشبوهة التي رافقت جلب هاته المدفئات ورغم التعتيم الشديد من قبل الجهات المعنية بالموضوع سيما ذاك الذي تفرضه الإدارة الجهوية للقطاع على تكلفة صفقة الفحم الحجري فإن بعض الأرقام المسربة حول هذه الصفقة  تشير إلى أن  سعر الواحدة من المدفئات  يقدر بما لايقل عن  600 درهم في حين أن ثمنها الحقيقي بالسوق بمواصفاتها الحالية لن يتجاوز في أقصى الحالات 200 درهم، أما  ثمن الكيلو غرام الواحد من هذا النوع من الفحم الحجري الأسود فانه يتراوح ما بين درهمين إلى درهمين ونصف حسب نوعية الفحم المطلوب كما يلاحظ أن النوعية التي تم التعاقد عليها بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلالت والشركة المكلفة بتزويد المؤسسات التعليمية بالفحم خلال السنوات السابقة هي من النوعية الرديئة التي لا تصلح سوى لتلويث جمالية المؤسسات التعليمية ذلك لكونها عبارة عن مسحوق الفحم وليس قطع حجرية،وأفادت مصادر مضطلعة أن الصفقة المبرمة برسم السنة الجارية  تم الحرص على تحسين جودة هذا الفحم من خلال تغير النوعية المطلوبة حيث يسجل وصول الشحنات الأولى من حصة هذه السنة من الفحم إلى العديد من المؤسسات، لكن في غياب المدفئات المناسبة لاستعماله، مما أجج لهيب الاحتجاجات لتصحيح الوضعية  للحد من استمرار مسلسل هدر المال العام بهدف لتقييم الصفقة والوقوف على الأثر الذي ترتب عن اعتمادها،والأموال التي خصصت لها ومدى نجاعة هذا الاختيار في توفير تدفئة ملائمة بمؤسسات إقليم إفران على سبيل المثال المعروف بطقسه البارد في أغلب فترات السنة.
يشار إلى أن أقاليم أخرى كانت مستهدفة أيضا بالتدفئة عن طريق الفحم الحجري كإقليم يولمان المجاور قد تخلت هذه السنة عن صفقة الفحم واستبدلته بالحطب من خلال قرار جريء من طرف المسؤولين الجهوين عن قطاع التعليم بجهة فاس بولمان ونيابة إقليم بولمان خاصة، بعد رفض نساء ورجال التعليم استعماله على غرار زملائهم بإقليم إفران الذي لازال المسؤولون على تدبير القطاع به مترددين في اتخاذ القرار المنتظر والمطلوب من شغيلة القطاع ألا وهو تبديل الفحم بالحطب وإنهاء هذا المسلسل الدرامي الذي ساهم بشكل أو بآخر في تكريس ظاهرة الهدر المدرسي بالعديد من المناطق خاصة بالعالم القروي.

تجاوزا للسفسطة؟ محمد بنريباك عامل الإقليم يتفاجئ للعروض التي تستند برامجها على الأفكار




تجاوزا للسفسطة؟

محمد بنريباك عامل الإقليم يتفاجئ للعروض التي تستند برامجها على الأفكار 
خلال الدورة العادية ليناير 2014 للمجلس الإقليمي لعمالة إفران

البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
أثار محمد بنريباك عامل إقليم إفران في أول فرصة لمواكبته للاجتماعات الإقليمية ملاحظات وتوجيهات بغية الرفع من وتيرة الإصلاحات المتعلقة بتعزيز وتنمية الاستثمارات بهدف الرفع من التنافسية والاستقطاب, وركز بشكل ملفت الانتباه على بعض القطاعات ذات الارتباط بالهموم الاجتماعية أساسا عندما توجه بملاحظاته بخصوص عروض حول حوض سبو والتعمير والعمران موضحا أنه لا يمكن مناقشة قضايا كهاته في غياب وثائق لها ومعبرا عن مفاجأته بهذه العروض التي تستند برامجها على الأفكار وأهاب بالجميع إلى الاستعجال بالوثائق خصوصا في مجال التعمير.. مما يفسر أن الوضع العمراني والتعميري بالإقليم لم تكن تلك الوعود والملاحظات المقدمة من قبل السابق العامل جلول صمصم في نفس المناسبة من دورة يناير العام الماضي - بكون المخطط الإقليمي لإفران كوثيقة تهم التعمير سيتم انجازها لتصحيح بعض الاختلالات المعمارية في مجالات السكنى والاستثمار- لم يتم تفعيلها لحد الآن سيما وأن هناك مشاريع متعددة تتطلب كلفة مرتبطة بكل قطاع انطلاقا من التخطيط ألاستثباتي مع إدراج مجموعة من المشاريع التي لها انعكاس ايجابي على مختلف القطاعات ..
ويتضح من تعليق العامل على هاته العروض الاستثمارية أنه يسعى إلى تجاوز السفسطة لتحديد المسؤوليات ولتجاوز مركب من الوهميات المعروفة بغرضها تمويه الحقائق وإقحام المحاور وإسكاته...
 محمد بنريباك العامل الحالي في كلمة له بمناسبة حضوره وتتبعه للدورة العادية للمجلس الإقليمي لعمالة إفران المنعقدة يوم الأربعاء الأخير(29يناير2014) بقاعة الاجتماعات بالعمالة بحضور نصف أعضاء المجلس الإقليمي (6+الرئيس وغياب النصف الأخر) وحسن برادة الكاتب العام للعمالة ورؤساء المصالح الداخلية والخارجية بالإقليم، اعتبر أن المجلس الإقليمي يعد المؤسسة التشريعية بالإقليم وأنه منذ تنصيبه على رأس هاته العمالة انكب على دراسة مجموعة من القضايا بالإقليم وبرمجة زيارات لمجموعة من الجماعات المحلية لعقد لقاءات عن قرب – اجتماعات محورية من أجل تسطير برنامج عمل ومن أجل التتبع لتقاسم المسؤوليات والعمل على حفظ الممتلكات والعمل ترسيخ مختلف المشاريع، و من أجل التعبئة الشاملة لبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اعتبرها رافعة أساسية لحل مشاكل الهشاشة والتهميش، مؤكدا أن الإكراهات متواجدة كما هو الشأن في كل المجالات لكن بالعزيمة والإرادة – يقول العامل- سنعمل على التمكن لتجاوز كل الشوائب والإكراهات لما فيه خير المصلحة العامة بمواكبة لمتطلبات الحداثة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وللمساهمة  بشكل أفضل في تقدم الإقليم ككل وفقا لخصوصيته التي يتميز بها عن باقي الأقاليم...
و قد صادق المجلس الإقليمي بإجماع الأعضاء الحاضرين(07) على الحساب الإداري برسم السنة المالية 2013 و برمجة الفائض منها الذي ناهز11.644.661 درهما ..  حيث تم خلال هذه الدورة التي ترأسها رئيس المجلس عبد الله أوحدة بعد الاستماع لعروض عدد من رؤساء القطاعات العمومية والشبه العمومية بالإقليم والتي سجل عليها غياب نقاشات عميقة في شأنها من قبل الأعضاء الحاضرين اللهم ما كان من تدخلات لعنصر واحد الذي ركز على ضرورة إيجاد حل لتوفير الوثائق للسماح بالتعمير خصوصا ما يهم الدور الليلة بالسقوط بالمجمعات السكنية لتكريكرة .. والتساؤل إذا ما كان المستثمرون يتهافتون على مشاريع سياحية بإقليم إفران فما هو الدور الذي قامت به وزارة السياحة و مامدى استفادة الإقليم من هاته المشاريع...
 و في باقي نقط جدول أشغال هاته الدورة، تمت الدراسة والمصادقة على اتفاقية شراكة بين المجلس الإقليمي والمجلس البلدي لإفران بشأن الأشغال الكبرى لصيانة شبكة السقي والتشوير العمودي بمدينة إفران (اعتماد مالي قدره:350الف درهما)...فالتصويت على بيع الآليات المتلاشية بالمستودع الإقليمي..  لترفع الأشغال بتلاوة برقية ولاء وإخلاص موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده بمناسبة انعقاد هاته الدورة للمجلس الإقليمي لإفران.        

كلنا يحمل جاسوساً يراقبه



كلنا يحمل جاسوساً يراقبه

البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
د. مصطفى يوسف اللداوي
لا أريد أن أخيف أحداً، ولا أن أبث الرعب في قلوب المواطنين، ولا أحاول أن أهول الأمر، وأضخم الواقع، وأرهب الناس، وأجعلهم يشكون في كل شيء، ويتلفتون حولهم خوفاً، ولا يؤمنون لأحد، ولا يثقون في غيرهم، ولا أريد أن أصف الآخرين بالعبقرية والنبوغ، والتفوق والتطور، وبالمكر والخبث والدهاء، ولكني أريد أن أضع بين يدي المواطن العربي بعض الاحتمالات الممكنة، وأن أسلط الضوء على بعض المحاولات الخبيثة، وهي كثيرة وعديدة، علماً أنها بالنسبة للآخرين طبيعية ومشروعة، لأنها تأتي في إطار عملهم، وتقع ضمن أهدافهم المعلنة.
فقد بينت بعض الجهات الأمنية أن المخابرات المركزية الأمريكية، تتفق مع كبرى الشركات العالمية المنتجة للشرائح الإليكترونية الدقيقة، المشغلة للحواسيب الشخصية والمهنية الكبيرة، وتطلب منها زرع بعض الشرائح الخاصة، التي لا يستطيع المهني المختص معرفة وظيفتها، أو تحديد أهميتها، في الوقت الذي قد يكون لها وظيفة وهمية، وعملاً غير حقيقي، يخفي حقيقة دورها، وهي دوائر كهربائية كاملة، تصدر الأوامر، وتخترق الحواسيب، وتنقل كل ما فيها إلى حواسيب المراقبة العملاقة، وتزرع ببساطةٍ ودون تعقيدٍ في كل الحواسيب، ولا يستطيع أحد أن يشك فيها، أو يحددها بدقة من بين آلاف الدوائر الإليكترونية المشغلة للحواسيب.
وفي أحيان أخرى تقوم شركات إليكترونية أمنية خاصة، بتصنيع بعض الدوائر والبطاقات الإليكترونية المحددة الاختصاص، والمعروفة الوظيفة، ولكنها تضمنها دوائر أخرى، تكون مهمتها مغايرة لمهمة التشغيل، والانتظام في العمل، خاصة أن هذه الدوائر الصغيرة مصمتة، ومحكمة الإغلاق، وإذا فتحت فإنها تفسد، وتفقد قيمتها، بما يجعل من محاولة معرفة كنهها مهمة صعبة، إذ أن الدائرة تفقد صفاتها ومميزاتها بمجرد الفتح، وقد تتعطل كلياً، بما يجعل من المستحيل إعادة جمعها، أو دراسة حقيقة دورها، ومدى أهميتها في الحاسوب.
وتقوم هذه الدوائر الدقيقة التي تتصل تلقائياً بالتيار الكهربائي، وتعمل داخل الجهاز على مدى الساعة، بنقل جميع بياناته ومعلوماته إلى جهات الاختصاص والمتابعة، ويمكن من خلالها التحكم في الجهاز وتوجيهه، عبر سلسلة من الأوامر المبرمجة فيها مسبقاً، علماً أن تقنية التحكم في الحواسيب عن بعد، أصبحت سهلة وممكنة جداً ضمن الاستخدام الاعتيادي للمواطنين، وهو بالضرورة أسهل بكثير بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية المختصة بصناعة وتشغيل هذه الدوائر، ويكفي أن يكون الجهاز شغالاً لدقائق حتى يتم نقل كل ما فيه، أو نسخ الجديد منه وتحويله.
ويقول بعض العارفين في أمن المعلومات، أنه يوجد تقنية خاصة يتم زرعها في الحواسيب، تستطيع أن تخلق مجلدات خاصة بالتخزين في داخل الجهاز، بحيث يتم نسخ كل ملف أياً كان، صورةً أو نصاً أو صوتاً، وينقل مباشرة إلى المجلد الخاص، علماً أن هذا المجلد لا يمكن أن يرى، ولا يظهر أنه يأخذ حيزاً من سعة الكمبيوتر، ولا يستطيع المختصون الوصول إليه، كونه لا يظهر ولكن ليس بميزة إخفاء المجلدات، ولا يبدو أنه يأخذ جزءاً من المساحة المتاحة للحفظ، إذ أن له حيزاً خاصة مزروعاً ضمن الدوائر المصمتة، التي لا يمكن معرفتها أو تحديد ما فيها، خاصة أن أي محاولة للتعرف أو الفهم، فإنها تقود تلقائياً إلى إتلاف الشريحة بكل ما فيها.
تستطيع أجهزة المخابرات من خلال هذه الدوائر الصغيرة، التي باتت موجودة في كل حاسوبٍ وجهاز هاتفٍ ذكي من الجيل الثالث وما بعده، معرفة المعلومات المسجلة، والأخرى المتبادلة، كما تتمكن من متابعة البريد والمراسلات الخاصة، والأحاديث المشفرة، فضلاً عن تسجيل وسماع المحادثات الصوتية، والتي تتم مباشرة عبر الهواتف النقالة، أو من خلال غرف الدردشة الخاصة، أي أنها تستطيع أن تراقب وتتابع مستخدم الجهاز، ومعرفة كل المعلومات التي يخزنها أو يتعامل معها، كما أنها تكون قادرة على مصاحبة حامل الهاتف الجوال حيث يكون.
يعتقد بعض الخبراء الفنيون أن هذه الأجهزة لا تعمل إلا إذا كان الحاسوب متصلاً بشبكة الإنترنت، أو في حال كون الهاتف النقال شغالاً، ومتصلاً بالشبكات المحلية أو غيرها، وبالتالي فهم يشعرون بالأمان في حال كون الجهاز غير متصل بالإنترنت، أو أن الهاتف مغلق وغير متصل بالشبكة، ويغض الفنيون الطرف عن دوائر كهربائية خاصة، تعمل بنظام الموجات اللاسلكية، وفيها بطاقات دقيقة، تعمل بدقةٍ عالية، وبمهنية كبيرة، وتقوم بوصل الجهاز لاسلكياً بشبكات الإنترنت، وإن لم يكن الجهاز متصلاً بها أصلاً، وذلك عبر موجات خاصة تصدرها للبحث عن أقرب الشبكات، تماماً كفكرة البلوثوث، وإذا كان الجهاز أو صاحبه مقصوداً، فإنه يتم تركيب شبكة خاصة قريبة من مكتب أو بيت الهدف المرصود، الذي يحاول أن يتذاكى، بأخذ الحيطة والحذر، ويفصل جهازه عن شبكة الإنترنت، لكنه ينسى أن تقنيات أخرى حديثة وسهلة، تعيد وصل جهازه بشبكاتٍ محلية وخاصة.
أما عن قدرة جهاز الهاتف الجوال على تحديد مكان حامله بدقة، وتسجيل صوته، والاحتفاظ بمكالماته ومراسلاته، فإنها باتت معلوماتٌ قديمة، يعرفها عامة الناس قبل خاصتهم، فضلاً عن القدرة على معرفة الأجهزة المختلفة التي يستخدمها حامل الرقم الهاتفي، أو عدد الأرقام الهاتفية التي استخدمها الجهاز الواحد، وغير ذلك من المعلومات المختلفة التي يقدمها الهاتف الجوال إلى مختلف الأجهزة الأمنية، التي تنشغل في جمع وتصنيف وفرز الكم الهائل من المعلومات التي تصلها يومياً من كل الأهداف المرصودة، دون الحاجة إلى جهودٍ بشرية ملاصقة للمتابعة والمراقبة والتصوير والتسجيل.
كثيرةٌ هي الأدوات والوسائل الخطرة والمعادية، التي باتت لصيقةً بنا، وملازمةً لنا، التي تقوم بمراقبتنا ومتابعتنا والتجسس علينا، نحملها بأيدينا، أو نجلس قبالتها، ونصفها بأنها صديقة، وغيرها الكثير مما لم نذكر، نسلمها ما عندنا، ونفضي لها بأسرارنا، ونضعها في جيوبنا، أو قرب قلوبنا، ونحن أمامها ضعافٌ مسلوبو القوة والإرادة، لا نستطيع حماية أنفسنا منها، كما لا نستطيع أن نتخلى عنها، لأنها باتت من ضروريات الحياة، رغم أن فيها مقتلنا، وبها تنتهي آجالنا أحياناً.