الخميس، 28 سبتمبر 2017

قانون القوة... وقانون الغابة... "أومنّك لله يا الظالم واخّا تكون حاكم" (مقاربة في واقع)

قانون القوة... وقانون الغابة...
"أومنّك لله يا الظالم... واخّا تكون حاكم"
(مقاربة في واقع)

*/* مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/* 
القضاة ثلاثة:اثنان في النار وواحد في الجنة كما جاء في حديث عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار "رواه الأربعة وصححه الحاكم".
إن ما يستفاد من الحديث هو أن فضل الحكم بالحق وفضل القضاء، لكن مع عظيم خطره وبيان شدة شأنه، وقد تركه كثير من السلف والخلف من أهل الفضل و العلم والورع في غير حال فرض العين.
الناجي من النار من القضاة من عرف الحق وعمل به فإن عرف الحق ولم يعمل به في قضائه كان كمن حكم بجهل سواء في النار.
ظاهر الحديث أن من حكم بجهل وإن وافق حكمه الحق فإنه في النار لأنه يصدق على من وافق الحق وهو جاهل في قضائه أنه قضى على جهل، التحذير من الحكم بجهل أو بخلاف الحق مع معرفته به، لا اعتبار لحكم القاضي بجهل أو جور.
عندما يبسط القانون رداءه على الجميع فان الكل سيشعر بالدفء والأمان، أما أن يشعر الناس بان قانون القوة هو الذي يسود وان شريعة الغاب لها الكلمة العليا في إدارة شؤون البلاد، فهذا نذير شؤم لن نجنى من وراء إلا الأشواك التى تدمى القلوب.
 
قوة القانون تحفظ لكل ذي حق حقه، وتجعل القوى ضعيفا حتى يؤخذ الحق منه، والضعيف قويا حتى يسترد حقه المسلوب منه...
 
إن القانون لابد أن يكون له مخالب وأنياب ليرتدع المبطلون السفاحون والمعتدون والنصابون...
أما أن يكون القانون أسنانه غضة طرية متهالكة فهذا يعنى انه لن يستطيع الإمساك بالمجرمين المعتدين الذين ينتهكون المحارم ويقطعون الطرقات على كل سالم مسالم...
لابد أن تكون شبكة القانون أحبالها قويه وخيوطها متينة حتى تستطيع اصطياد الحيتان الفاسدة واسماك القرش المفترسة التى تربت في بحر الفساد ومصت الدماء وانتفخت بطونها وتورمت كروشها من فيض الثروات المنهوبة والأموال المسروقة.
أما لو كانت تلك الحبال ضعيفة متهاوية وخيوطها هشة فإن تلك الشبكة لن تستطيع بسط ذراعيها إلا على الأسماك الصغيرة البريئة التي لا حول لها ولاقوه ولا تستطيع المقاومة وستكون صيدا ثمينا يعوض بها الصياد فشله الذريع وخيبته الكبيرة في اصطياد الحيتان والقطط السمان واسماك القرش وسيظل بحر الحياة السياسية تموج به الاضطرابات والأمواج العاتية التى ستعطل بلا شك الملاحة في هذا البحر...!وهذا ما يريده اللصوص وقطاع الطرق والنصابون انه لا صوت يعلو فوق صوت القوة وشريعة الغاب والبقاء للأقوى ولا بقاء فى تلك الغابة إلا للأسود الجائعة والذئاب المفترسة والوحوش المسعورة ولتذهب دولة القانون إلى الجحيم وليعلو صوت كل خائن لئيم...! فلا غرابة أن تجد عصابة الاستيطان الجديد والتسلط على أراضي الجموع وسلب ذوي الحقوق ممتلكاتهم بممارسة شتى أنواع الإرهاب والترهيب بوجوه غير مكشوفة وجرائم مفضوحة في حق هذا الوطن كل القوة ممن يفترض فيه الحكمة وحماية الضعفاء... ولا عجب في ذلك فنحن في زمن لا يزداد الشر فيه إلا إقبالا ولا يزداد الخير فيه إلا إدبارا.
ما تقدمت دولة من الدول وما وضعت قدميها على أول درجة من درجات سلم الرقى والتقدم إلا بالقانون وبقضاء حر أمين شريف لا يمرغ أنفه في تراب الخلافات ولا يلطخ ثوبه في وحل المنازعات ولا يسود وجهه الناصع البياض بالانحياز لهذا الفريق أو ذاك...!
فالقضاء هو الحصن الحصين والركن الركين لأي مجتمع متحضر قوى معاصر... فإذا تم دك حصون هذا الحصن المنيع وتم غزوه وجره من عنقه شطر وجهة ليست وجهته والى قبلة ليست قبلته وحشره في زاوية ضيقة لا تليق بمقامه الرفيع فقل على الأمة السلام وصلى عليها أربع تكبيرات لا ركوع فيها ولا سجود!!!...
إن يد العدالة لابد أن تكون ممتدة ودولة القانون لابد أن تكون دوما محتدة على كل باغ وظالم وكل معتد أثيم. أما أن نطبق قانون الجاهلية الأولى إذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد وقتلوه وإذا سرق القوى تركوه وبرؤوه وبل وكافئوه...! فهذا بداية الطغيان وأصل الخسران ومنبع الذل والهوان.لابد للدولة أن ترفع شعار "لا تطلبوا بالضعف حقا ضائعا... ما للضعيف الحول من أشياع!"... 
لابد ليد للدولة أن تكون قوية على الخارجين على القانون قادرة على الإمساك بهم وتقيدهم ومحاكمتهم...
أما أن تبدو الدولة أمام المجرمين ضعيفة... وأمام الخارجين مستكينة... وأمام قطاع الطرق غضة طرية... وأمام العالم كله لا حول لها ولا قوة فهذا أول السفر وآخر الوداع!!!.... 
إن ضعف وارتخاء يد العدالة تغرى قطاع الطرق والبلطجية في التمادي في الباطل والتعدي على الأبرياء بلا ذنب ارتكبوه أو جرم فعلوه...
ولن تقوم لدولة القانون قائمة ولن يكون لها يد تبطش بها ضد المجرمين الفوضويين بدون سيادة القانون ويد الشرطة والدرك مغلولة إلى عنقها لا من ضعف ولكن بفعل فاعل وبتخطيط دقيق... فإما أن تبسطها كل البسط فتعتقل وتسجن وتبطش دون قيد من قانون أو دستور وإما تكون متساهلة متسيبة رافعة شعار لا اسمع لا أرى لا أتكلم حتى إشعار آخر؟!.
إن الأيادي الخفية التي تحرك البلطجية وتفبرك القضايا وتدعم النصابين والمفترين بسلوكاتها اللا مسؤولة تغريهم وتعدهم وتمنيهم بان لهم من الأجر العظيم إذا عاثوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد ليست ببعيدة عن الأعين لأنها أصبحت مكشوفة ومفضوحة وعارية لأن ورقة التوت التى كانت تختبئ وراءها قد سقطت فانكشف المجهول وظهر المستور... وما يحدث اليوم من متابعات مفبركة وممنهجة باسم صاحب الجلالة لاغتصاب الوطن لأمر يندى من هوله الجبين عدد سنين!...
ولنا في ما يجري هذه الأيام بإقليم إفران عموما وبمدينة آزرو على وجه الخصوص ما يثير الغرابة في محاولات لاستعباد العباد وقهر الضعفاء وتقوية الظالم والمتجبر وحتى النصاب ما يكفي كنموذج حي يشمئز منه الرأي العام المحلي والإقليمي ككل؟..

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

منك لمولاك يا الظالم... فاللهم أجرنا من الظلم

منك لمولاك يا الظالم...
فاللهم أجرنا من الظلم
*/* مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/* 
روى أبو هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال:
"بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا...يبيع دينه بعرض من الدنيا".
وفي هذه التدويبنة نتناول حالة من حالات تناقض الأمور والمواقف والسلوكات والمهام وما يرتبط بشخصية المرء وصفته حين يتعلق الأمر بالمسؤولية أمام الله قبل أي كان في هذه الدنيا... نقف عن حالة الظلم...
فالظلم حالة تصيب الناس بدون شعور أو وعي منهم، لكن لا بد من التحري والدقة فيما نفعل، حتى لا نكون مصابين بالجمود العاطفي، وحتى لا نخالف سماحة الإسلام ونكون قد وصلنا إلى التهلكة...
الظلم من احد الأفعال التي يمقتها الجميع، لما له من عواقب وخيمة تعود على الفرد بل تسعى لتصل إلى إصابة المجتمع بالتفرقة، ولقد تم التحذير في كثير من المواضع من قبل الخالق عز وجل من جانب الظلم ونهى عنه وأمر بتجنبه وعدم الخوض في هذا الجانب منه.
يأخذ الظلم صورا متعددة وأيضا يترتب عليه عقبات وخيمة في الدنيا والآخرة وتصل إلى أقصى درجات القلق للجميع.
هناك حالة من القلق الدائم والداخلي في نفس الظالم، حتى وإن تظاهر بالسعادة والفرح لملاحقة ضميره له باستمرارية حتى ولو مضت السنون، وكالعادة لا بد من رجوع الحقوق لأهلها، والتي قد كانت السبب في الفرقة...
إنّ الظلم خزي وعار، وسبيل إلى الهلاك والدمار، وسبب في خراب القرى والديار، موجب للنقم، ومزيل للنعم، ومهلك للأسَر والشعوب والأمم.فلا يظنّنَّ أحد أنّ ظلمه للعباد بضرب، أو سب أو شتم، أو تزوير، أو أكل مال بالباطل، أو سفك دم، أو غيبة أو نميمة، أو استهزاء أو سخرية، أو جرح كرامة.
لا يظننَّ أحد أنّ شيئاً من ذلك الظلم سيضيع ويذهب دون حساب ولا عقاب. كلا، كلا... فلابُدّ للظالم والمظلوم من الوقوف بين يدي الله عز وجل ليَحكم بينهما بالعدل الذي لا ظلم فيه ولا جاه ولا رشوة ولا شهادة زور. ﴿اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [الحج: 69]. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقادَ للشاة الجلحاءِ من الشاة القرناء».
الظلم قبيح من كل الناس ولكن قبحه أشد إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم، حيث يصعب رفعه عنهم، لما للحكام ومعاونيهم من  سلطة ونفوذ وسطوة، ولأن من أهم حقوق الرعية على الرعاة دفع الظلم عنهم، وحماية الضعفاء من جور الأقوياء، ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه عندما ولي الخلافة:"الضعيف منكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه".
إن هذه القاعدة النبوية الجليلة: "الظلم ظلمات يوم القيامة" لا تستثني أحدًا من الناس، ويعظم الوعيد ويشتد على من استغل قوتَه أو مكانتَه أو سلطتَه في ظلم العباد، وانظر كيف كانت نهاية فرعون حين تجبر وطغى {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} يونس- 39، ولمّا ذكر اللهُ قصةَ ثمود وما حلّ بهم، قال تعالى:{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} النمل- 52.
اللهم أجرنا من الظلم لأنه من أسرع موجبات الهلاك والخراب للأمم والمجتمعات.