ورقة تعريفية للملتقى الأول لسينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي
فضاء الأطلس المتوسط
هذه الورقة التعريفية و التقنية التي تلقيناها من إدارة الملتقى الأول لسينما أعالي الجبال للفيلم الامازيغي ، ننشرها تعميما للفائدة لمن يعنيهم و يهمهم أمر الفن السابع الامازيغي بصفة عامة :
إن الحديث عن المولود الجديد لسينما أعالي الجبال للفيلم الامازيغي ليس اختيارا اعتباطيا بل انه وليد للظرفية الراهنة بعزيمة وإرادة لاعضاء الجمعية ليسجل هوية ثقافية ذات الوقع الجديد بالمدينة و بربوع الوطن باعتباره يشكل فرصة لربط جسور التواصل والتقارب بين مختلف الفاعلين تمتينا للهوية الثقافية المغربية و تجسيدا لفضاء للحوار الجاد والنقد البناء حول إنتاجات ومقومات الفيلم الامازيغي واكتشاف جمالية الصورة وعمق المعنى على مستوى الكتابة السينمائية الامازيغية وعلى مستوى المشاهد والمقومات والبناء المؤطر للإنتاج موضوعا وصورة وإخراجا بالإضافة إلى تشجيع الطاقات المهتمة بالفنون الأمازيغية بأعالي الجبال و فتح نقاش هادف بين كل الفنانين والسينمائيين المشتغلين في المجال لرسم مسار الفيلم السينمائي الامازيغي الداعم للثراء والتنوع الثقافي للحضارة المغربية بجميع مكوناتها.
وان سينما أعالي الجبال فكرة كانت منذ ظهور السينما عند الأخوين ليميير حيث أماكن اختيار التصوير بالجبال كان واردا’ أضف الى ذلك االانتاجات الهوليودية كافلام الوستيرن وغيرها والتي كانت جلها تسعى الى إبراز الهوية عند الهنود الحمر و استحضارا كذلك فيلموغرافية الفيلم المغربي مع راعي الماعز ويطو وكنوز الأطلس و اوشتام و اللائحة طويلة ,كل هذا دفع بنا الي التفكيرالى إخراج هذا المشروع الي حيز الوجود من اجل الاطلاع عن قرب للتنوع السوسيوثقافي و البيئي بالجبال هذا التنوع الذي من خلاله تسعي الي دعوة كل عاشقي الصورة بجميع تراكيبها الى معانقة الجبال و التوغل فيها من اجل التقاط كل ما يؤثث الفضاء السينمائي من ديكورات طبيعية تقرب المشاهد الي المعرفة الحقيقية للأشياء موازة مع الموسيقي و اللغة باعتبارهما الرابط الذي يكسي المنظر العام جمالية و بهاء للواقع عند هؤلاء.
السينما الأمازيغية: إشكالات وتساؤلا
سعيد شملال
إن الحديث عن المكونات الثقافية الأمازيغية بشكل عام والسينما الأمازيغية بشكل خاص تستدعيه ضرورة الزمن الراهن المتمثلة في استحضار ما هو هامشي ومهمش والوقوف عند مميزاته، والاستماع إلى الأصوات المنسية التي ظلت لأمد بعيد يقتصر حضورها واستحضارها فقط على ما هو فولكلوري؛ في الحقيقة، إن السينما الأمازيغية ليست سينما قائمة بذاتها بشكل قوي بعد، ولكنها مكون بدأ يعلن عن ذاته شيئا فشيئا، وهكذا بدأت هذه السينما تساءل وتخلخل التمثلات السائدة للثقافة الأمازيغية من داخل السينما المغربية الناطقة بالعربية.
ولازالت السينما الأمازيغية- وليس الفيلم الأمازيغي- في إرهاصتها الأولية سينما تبحث عن ذاتها؛ بحيث إننا لا نتوفر بعد على إنتاج ’مستقر‘ يمكننا من رصد مدى تطور هذه السينما، وما يوجد حاليا في الساحة السينمائية هو محاولات متواضعة من طرف مخرجين يعدون على رؤوس الأصابع. وستحاول هذه الورقة الوقوف عند إشكالية اسم "السينما الأمازيغية"، والإطار التاريخي لهذه السينما، وعلاقتها بسؤال الهوية والتنوع الثقافي.
1_ إشكالية التسمية
نهدف هنا إلى طرح إشكالية تسمية السينما الأمازيغية، وذلك لكون أن هذه التسمية تستدعي إعادة النظر في خلفياتها؛ بحيث إنها تستحضر، بوعي أو بغير وعي، البعد الإقصائي في طياتها؛ ونقصد بالإقصاء هنا أن مصطلح "السينما الأمازيغية" يقصي، بشكل أو بأخر، المكون العربي في المجتمع المغربي، ولا ننكر أن هذا الإقصاء يمارس على المكون الأمازيغي عندما نطلق على السينما بالمغرب اسم "السينما المغربية"؛ حيث إن هذه التسمية تقصي، بوعي أو بغير وعي، المكون الأمازيغي، وهكذا يتم التعامل مع هذا الاسم على أنه هو ’العادي/ المألوف/ النموذج/ السائد‘، بينما يغيب استحضار الكينونة/ الذات الأمازيغية التي يتم تمثلها على كونها ’الآخر/ المقصي/ المبعد/ التابع‘.
ولا نخفي كون تسميات كلا من "السينما المغربية" و"السينما الأمازيغية" تستدعي إشكالات جنسية الأطر من داخلها، حيث إن كلاهما تستدعي مغربية أو أمازيغية الأطر التقنية التي تشتغل بها، فهل نتوفر على سينما بالمغرب قائمة بذاتها فيما يخص الممثلين والتقنيين والمنتجين؟ وهل يخلو جينيريك فيلم مغربي ما من اسم أجنبي؟ وهل يمكن الحديث عن السينما الوطنية بالمغرب أم عن السينما بالمغرب؟
ولكي نتجنب البعد الإقصائي في كلتا التسميتان، وتماشيا مع وعي يستحضر ميزة ’التعدد الهوياتي‘ في المجتمع المغربي، أتفق مع الناقد السينمائي إبراهيم أيت حو في طرحه لتسمية "السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية" جنبا إلى جنب "السينما المغربية الناطقة بالعربية".[i] ويهدف هذا الطرح إلى ترك البعد الإقصائي جانبا، واستحضار كل المكونات المغربية بشكل متواز وفاعل وشامل دون أي تمييز أو تفضيل أو أي شيء من هذا القبيل.
2_ الإطار التاريخي للسينما الأمازيغية
نطمح هنا إلى تحديد الإطار التاريخي للسينما الأمازيغية، وذلك عبر محاولات للإجابة على الأسئلة الآتية: متى ظهر أول فيلم سينمائي مغربي؟ لماذا تأخر ظهور السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية؟ وما هي الشروط المفعلة لهذا الظهور؟ هل يمكن الحديث عن حضور سينمائي أمازيغي وازن؟ أم أن السينما الأمازيغية لازالت تبحث عن موطأ قدم لها من داخل المشهد السمعي-بصري المغربي؟ وما هي الإضافة التاريخية التي أغنت بها التجربة الأمازيغية السينما بالمغرب؟
إن تحديد الإطار التاريخي للسينما الأمازيغية يعني الوقوف عند ظهور هذه السينما وليس ظهور الفيلم الأمازيغي، والذي تعود بدايته إلى التسعينات؛ وهكذا فإن أول فيلم سينمائي أمازيغي في التاريخ الرسمي للسينما بالمغرب هو فيلم «تيليلا» لمخرجه محمد مرنيش، وذلك سنة 2007، وهو فيلم تم تحويله من فيلم ﭭيديو إلى فيلم سينمائي. ويعتبر هذا الفيلم أول فيلم سينمائي أمازيغي، وذلك نظرا لعرضه بستة عشر يوما قبل فيلم «بوقساس بوتفوناست» لمخرجه عبد الإله بدر؛ فبينما تم عرض الأول بتاريخ 29 أبريل 2006، تم عرض الثاني بتاريخ 15 ماي 2006.[ii]
ونشير هنا إلى أن هذا الإطار التاريخي يحدد فقط تاريخ الأفلام الناطقة بالأمازيغية غير المصورة على طريقة الفيديو، وهكذا فإن الأفلام السينمائية الأمازيغية لازالت تعد على رؤوس الأصابع؛ وهكذا يمكن القول إن السينما الأمازيغية لازالت سينما تبحث عن ذاتها وعن موطأ قدم لها من داخل المشهد السمعي-بصري المغربي؛ فبالإضافة إلى الفيلمين السابقين، نجد فيلم «تمازيرت أوفلا» (2008) لمحمد مرنيش وفيلم «ايطو تثريت» (2008) لمحمد أومولود عبازي.
ونسجل هنا سيطرة جهة سوس على السينما الأمازيغية بثلاثة أفلام (في الوقت الذي يتم فيه التحضير لتصوير الفيلم الرابع وهو فيلم «واك واك أثيري» لمحمد مرنيش)، وذلك راجع إلى غنى التجارب التي راكمتها هذه الجهة من خلال أفلام الفيديو، وتحضر جهة الأطلس المتوسط بفيلم واحد لمحمد عبازي (بينما انتهى هذه السنة المخرج عز العرب العلوي لمحرزي من تصوير ثان فيلم ناطق بأمازيغية الأطلس المتوسط، والذي عنونه ب«أندرومان»)، بينما يتأخر ظهور جهة الريف إلى سنة 2010، وذلك بتصوير أول فيلم سينمائي ناطق بالريفية وهو «ميغيس» لجمال بلمجدوب.
وهكذا نسجل أن المخرجين السوسيين- محمد مرنيش وعبد الإله بدر- قدموا مباشرة إلى السينما الأمازيغية بعدما راكموا تجاربهم في أفلام الفيديو، بينما قدم كلا من عبازي وبلمجدوب إلى السينما الأمازيغية بعدما راكموا تجاربهم بالسينما المغربية الناطقة بالعربية؛ بحيث إن عبازي قام بإخراج فيلمي «ملواد لهيه» (1982) و«كنوز الأطلس» (1997)، بينما قام بلمجدوب بإخراج فيلمي: «ياقوت» (2000) و«الحلم المغربي» (2007).
ويعزى تأخر ظهور السينما الناطقة بالأمازيغية إلى طبيعة سياسات النظام المغربي في العقود السابقة، والتي كانت تمنع التعبيرات والمكونات المهمشة من الطفو على سطح الساحة الثقافية والسياسية، حيث إن سياسات بناء الهوية الوطنية كانت منساقة وراء خطاب القومية العربية، حيث كانت تعمل على تقوية البعد القومي/ العربي في الذات المغربية. وفي هذا الإطار تجادل الباحثة الأمريكية ساندرا ﯕايل كارتر فتقول: ”منذ أن بدأت خدمة التلفزيون كان تمثل الأمازيغ مقتصرا على حفلات الأغنية والرقص، وهكذا فإن السينما المغربية اشتغلت بنفس النمط وقامت بتهميش السكان الأمازيغ، وفضلت التأكيد على ساكنة وطنية مغربية عربية إسلامية“.[iii]
ونظرا لأن المؤسسات الثقافية كانت تشتغل في العقود الأخيرة من الألفية الثانية تحت رحمة الرقابة السياسية، فإن المركز السينمائي حينئذ، حسب كارتر، لم يبدي أي اهتمام تجاه دعم الإنتاجات التي تستهدف المكون الأمازيغي، وذلك راجع أساسا لسببين هما: أولا لأن الناطقين بغير العربية كان ينظر إليهم على أنهم غير ملائمين كجمهور مستهدف لأن غالبيتهم بدويون وفقراء؛ وثانيا لأن سياسات الهوية الوطنية كانت موجهة نحو تقوية الهوية العربية وضم المناطق والهويات المتنوعة في أمة واحدة.[iv] وهنا أستحضر رفض قبول سيناريو فيلم «ايطو تثريت» لمحمد عبازي من طرف المركز السينمائي المغربي في مرحلة السبعينات.
وهكذا لم تخرج السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية إلى الوجود إلا بعد حدوث انفراج وتغيير جدري في العقلية السياسية المغربية؛ حيث شهدت الألفية الثالثة بروز سينما مغربية ناطقة بالأمازيغية وتعالج مواضع أمازيغية وتأخذ فضاءات أمازيغية كمواقع تصوير لها. ونسجل هنا لهذه السينما الإضافة التاريخية التي تتجلى في إغناء التنوع الثقافي وتعبيراته وإبرازها لتعددية الهوية المغربية.
3_ السينما الأمازيغية وسؤال الهوية
إن سؤال الهوية في السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية يبدو سؤالا سهلا للإحاطة والفهم، بيد أن تركيبية مفهوم ’الهوية‘ جعلت علاقة السينما الأمازيغية بسؤال الهوية علاقة مركبة ومعقدة؛ وعلى هذا الأساس، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة: ما طبيعة العلاقة التي تجمع بين السينما الأمازيغية والهوية؟ هل تعبر السينما الأمازيغية عن مكون هوياتي هامشي؟ هل يستدعي هذا التعبير إعادة تحديد مفهوم الهوية بالمغرب؟ هل السينما الأمازيغية تحافظ على هوية الأمازيغ؟ وإذا كان الجواب بنعم، فكيف ذلك؟
إن علاقة السينما الأمازيغية بمفهوم الهوية علاقة مركبة بقدر تركيبية مفهوم ’الهوية‘، حيث إن هذا المصطلح استدعى في الدراسات الما بعد استعمارية إعادة تحديده؛ وهكذا خلصت أغلب الرؤى إلى كون الهوية مفهوم غير ثابت، أي أنه يتغير بتغير الأزمنة والأمكنة والتجارب الذاتية. ويجادل المفكر "مدان سارپ" فيقول: ”إن الهوية ليست لها علاقة بالكون وإنما بالتحول“.[v] وتعني كلمة ’التحول‘ أن الهوية دائما متجددة ومتغيرة حسب المتغيرات الزماكانية، وليست كينونة مستقلة قائمة بذاتها ولا تتداخل مع المكونات الأخرى كالزمان والمكان والجغرافيا والفضاء...إلخ؛ وهكذا تتشكل الهوية نتيجة عملية تفاعل بين الناس والمؤسسات والممارسات.[vi]
وتحاول السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية رد الاعتبار لمكون هوياتي هامشي من داخل النسق الثقافي المغربي ألا وهو المكون الأمازيغي، وهي بذلك مفتاح للحفاظ على المميزات الثقافية الأمازيغية بعيدا عن أي استيعاب ثقافي من المكونات الثقافية المسيطرة؛ وهكذا فإن السينما الأمازيغية تسير على نفس خطى الفيلم الأمازيغي في ما يخص الحفاظ على التراث والتاريخ والممارسات المحلية.[vii] وفي نفس السياق، يرى إبراهيم أيت حو أن ”توظيف التراث والاشتغال على البيئة المحلية، يعتبر إحدى نقط تفرد جل هذه الأفلام] الأمازيغية[ حيث ظل أغلبها وفيا لمعطيات البيئة المحلية الأصيلة] ...[.[viii]
ومن جهة أخرى، إن السينما الأمازيغية، حسب كارتر، هي بمثابة تحد للبناء السينمائي الوطني، وذلك باستعمالها للأمازيغية ولكل ما هو أمازيغي بما في ذلك اللغة ومواقع التصوير والممثلين والقصص.[ix] ونخلص إلى كون السينما الأمازيغية تدعو إلى إعادة تحديد مفهوم الهوية وتستحضر التنوع الثقافي لدى المغاربة، وتستدعي إعادة الاعتبار للهويات المهمشة في المغرب كالهوية الأمازيغية والهوية اليهودية والهوية الحسانية/ الصحراوية.
4_ السينما الأمازيغية والتنوع الثقافي
وكما سبقت الإشارة إلى ذلك، إن السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية هي إضافة نوعية لإثراء المشهد السينمائي الوطني، حيث إنها دفعت بنقاش التنوع الثقافي والهوياتي بالمغرب إلى الأمام؛ وإذا علمنا أن الإطار السينمائي الوطني ”لم يتجاوز الحدود الجغرافية لمدن الداخل وخصوصا الحزام الممتد من القنيطرة إلى الدار البيضاء بنسبة كبيرة جدا“[x]، فإن السينما الأمازيغية ستعيد لا محالة الاعتبار حتى للتنوع الجغرافي بالمغرب حيث ستأتي بفضاءات لم يتم تصويرها من قبل إلى الشاشة الفضية، ونعطي أمثلة فضاءات سوس والصحراء والأطلس المتوسط والجهة (الشمالية) الشرقية؛ وبهذا تشكل السينما الأمازيغية فرصة حقيقية لمد جسور التواصل والتفاهم مع جماهير عريقة ظلت مهمشة لأمد طويل] ...[.[xi]
إن سؤال التنوع الثقافي بالسينما الأمازيغية أغنته تجربة الاعتماد على اللغة الأمازيغية بوصفها لغة مهمشة من داخل الخطاب السائد بالسينما المغربية الناطقة بالعربية جبنا إلى جنب اللغة الحسانية؛ وإذا حضرت اللغة الأمازيغية في هذه السينما، فإن حضورها يبقى هامشيا ويقتصر فقط على البعد الفولكلوري المؤثث للمشاهد الفيلمية، وأستحضر هنا بعض الأفلام على سبيل الذكر وليس للحصر: «الباب المسدود» لعبد القادر لقطع (1998)، و«كيد النسا» لفريدة بنليزيد (2000).... ولا ننكر من جهة أخرى الاشتغال الفاعل لبعض الأفلام على مكون اللغة الأمازيغية كفيلم «الراﯖد» لياسمين قصاري (2004)، وفيلم «فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق» لمحمد عسلي (2004).
وعندما نطرح سؤال التنوع اللغوي في علاقته بالسينما الأمازيغية، فإننا نطرحه على مستويين اثنين: أولا، نقصد به تعددية اللغة في المغرب بما فيها العربية والأمازيغية والحسانية كلغات أم، وثانيا نعني به التنوع اللغوي من داخل الأمازيغية نفسها، حيث نجد أفلام أمازيغية ناطقة بتشلحيت وأخرى ناطقة بتمازيغيت وأخرى بتريفيت ولما لا أخرى ناطقة بتوراينشت (نسبة إلى أيت وراين بتاهلة وجرسيف).
5_ آفاق السينما الأمازيغية
للوقوف عند آفاق السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية، لابد من الاعتراف، كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقا، أن هذه السينما لازالت تبحث عن ذاتها من داخل المشهد السمعي-بصري بالمغرب؛ فلازالت الأفلام السينمائية الأمازيغية الطويلة لم تتجاوز بعد عتبة عشرة أفلام في ظرف أربعة أعوام، ولازال عدد مخرجي الأفلام الطويلة ينحصر في خمسة مخرجين.
بيد أن هذا لا يمنع من وجود نظرة تفاؤلية إلى مستقبل السينما الأمازيغية في ظل معطى أن السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية بدأت تفرض نفسها شيئا فشيئا على المستويين الوطني والدولي؛ فقد تم تتويج فيلم «ايطو تثريت» بجائزة أحسن صورة بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة سنة 2008، بينما فاز بالجائزة الكبرى (الزيتونة الذهبية) بتيزي وزو في مارس 2010؛ وتوج فيلم «تمازيرت أوفلا» هو الآخر بجائزة الموسيقى التصويرية بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة سنة 2008.
وفيما يخص الأفلام الفصيرة، فلقد حاز فيلم «سلام ديميتان» للمخرج محمد أمين بنعمراوي على الجائزة الكبرى لمهرجان مرتيل السينمائي في دورته الثامنة سنة 2008، بينما نال كذلك جائزة أحسن سيناريو بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة سنة 2008؛ في حين يبقى الفيلم الأكثر تتويجا هو «إزوران» للمخرج عز العرب العلوي لمحرزي، فمن بين أهم الجوائز التي حصل عليها نجد: الجائزة الكبرى للفيلم الأمازيغي بالجزائر سنة 2009، ونال بنفس السنة الجائزة الكبرى للفيلم الأمازيغي بمهرجان "إسني وورغ" بأكادير، وفاز كذلك بجائزة الفينوس ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم القصير ببادالونا بإسبانيا سنة 2008.
[i] إبراهيم أيت حو، السينما المغربية: الواقع و... الآفاق، سلسلة الحوار 51، منشورات الفرقان، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2001، ص، 97.
[ii] عمر إذثنين، عن الفيلم الأمازيغي: مقالات وآراء، منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، البوكيلي للطباعة والنشر، القنيطرة، 2006، ص، 99.
[iii] Sandra Gayle Carter, What Moroccan Cinema? A Historical and Critical Study 1956–2006, (
[iv] Ibid.
[v] Madan Sarup, “Home and Identity”, in George Robertson et al, eds., Travellers’ Tales: Narratives of Home and Displacement, (London & New York: Routledge, 1994), p. 98.
[vi] Ibid., p. 102.
[vii] Sandra Gayle Carter, What Moroccan Cinema?, p. 21.
[viii] إبراهيم أيت حو، السينما المغربية: الواقع و... الآفاق، ص، 99.
[ix] Sandra Gayle Carter, What Moroccan Cinema?, p. 21.
[x] محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، منشورات دار التوحيدي، الرباط، 2008، ص، 48.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق