الجمعة، 26 أغسطس 2011

قضية و موقف

هيمنة الإيديولوجية على السياسة .. 
أي مسار في دينامية الثقافة الحزبية ؟؟

إن المكون السياسي داخل البنية الاجتماعية يحيلنا إلى تحديد الدور التاريخي الذي يلعبه الحزب كمثقف جماعي يسهم في بلورة وعي سياسي باعتباره أداة لتحويل العلاقات الثقافية القائمة و استبدالها بتصور جديد للطبقة التي يمثلها الحزب و الذي يوجد في حالة إمكان و ذلك عبر خلق هيمنة مضادة للهيمنة القائمة تتيح وصول الحزب إلى الفاعلية و احتضان الجماهير ..
فتحقيق هيمنة الحزب الإيديولوجية عملية معقدة تستلزم محددات أساسية تتضمن رفض العضوية السلبية ، و تحديد علاقة الحزب بالطبقة أو الطبقات التي يحتلها و يكون رمزا لمطامحها و الحرص على تكوين وعي مستقل عن وعي الطبقة السائدة ، و ذلك من خلال بلورة الشروط التي تبرز تاريخيا وجود حزب سياسي تبعا للحركة التاريخية الحقيقية أو ديناميات الثقافة الخاصة التي يعمل من خلالها...
فالحزب السياسي يختلف عن الحزب الإيديولوجي الذي يستوعب عدة فئات و تلقى عنده تصورات مختلفة ، و من تم ضرورة مراعاة التفاعل و تبادل التأثير في هذين المستويين ، و لأجل ذلك يلزم أن تصبح الضرورة حرية لدى المناضلين من خلال اقتناعهم بأن التنظيم و الانضباط هما الوسيلتان اللتان تحكمان طبقة تابعة من أجل أن تتحقق أهدافها و أن تغير محتوى الهيمنة و تؤثر في توجيه الصراع السياسي..
إلا أن ما يسترعي الانتباه أن نجد أحزابا اليوم تضع نفسها ضمن دائرة الفعاليات السياسية التي تلح على تخليق الحياة السياسية في المغرب و هي لم تتمكن لحد الآن من تأطير مسؤوليها للانضباط لتواثبها و لمساطرها التنظيمية، بحيث أضحوا غير مكترثين بأخلاقيات حزبهم و الانضباط للقوانين الداخلية، و أصبح شغلهم الشاغل هو قضاء مآربهم الخاصة..
فبالإضافة إلى القيادة الثقافية فان القيادة السياسية للحزب و التي تتولى انجاز الإصلاح الأخلاقي و الثقافي للجماهير الواسعة و تعمل على خلق أرادة واحدة للنضال ضد الطبقة الساذجة و هذا ما لا يمكن للحزب أن يقود الجماهير الشعبية إذا لم يباشر إصلاحها ثقافيا و أخلاقيا ،من تم فضرورة الربط بين الإحساس الفكري و الفهم و المعرفة ، فالعنصر الشعبي يحس لكنه لا يفهم و بالمقابل فالعنصر الفكري يعرف لكنه لا يفهم أولا. خطا المثقف هو في اعتقاده بأنه يستطيع أن يعرف دون أن يفهم و على الأخص من دون أن يحس، و في الاعتقاد لا يمكن أن يكون مثقفا حقيقيا ( لا مبدعا) إذا كان متميزا و منفصلا عن الشعب (الأمة ) .. و إذا كان لا يحس بأهواء الشعب و مطامحه و تطلعاته و بالتالي لا يفهما و لا يفسرها و لا يبررها في الوضع التاريخي المحدد، من خلال إعادة ربطها جدليا بقوانين التاريخ و يتصور أعلى العالم قائم على منهج عالمي شامل (المعرفة) و بدون هذا الربط المنهجي و الحسي بين المثقف و الشعب لا تقوم قائمة السياسة.

هناك تعليق واحد:

  1. حديث يثير شجونا،حديث يدكرنا بالايام الخوالي،يوم كانت الاحزاب في المغرب لضيقة بهموم المواطنين.فكان الثقافي يؤطر السياسي وكان السياسي يقود الثقافي.اما اليوم فلم يبق لنا سوى البكاء على الاطلال، مند ان اعلنت النخبة السياسية المغربية خيانتها للشعب،وفتحت مقراتها للخونة والمفسدين والجهلاءوأصحاب الشكارة.اليوم تبقى اولى الاولويات ان تؤمن الاحزاب بالنزاهة،وان تفتح نقاشات داخل هياكلها.....باختصار عليها ان تبدا،لاجل القطع مع الماضي والا فالاسوء آت لا ريب ..
    غيور على هدا الوطن من ازرو.

    ردحذف