الاثنين، 3 أكتوبر 2011


"مساءلة حصيلة العمل البرلماني خلال الولاية التشريعية
والحقل السياسي بالمغرب بعد المصادقة على الدستور"
عنوان الحلقة8 من حوار مفتوح لجمعية شباب بلا حدود في آزرو
 
آزرو – ف.أ.م
يمكن اعتبار أهم استنتاج ما خرجت به حلقة حوار مفتوح جرت مؤخرا بمدينة آزرو التي شاركت فيها فعاليات سياسية  و أخرى مهتمة و متتبعة للمسار البرلماني و العمل الحكومي و ما تضمنته خطابات الدستور الجديد  وما لهاته المجالات من ارتباط  بالشؤون المحلية و الإقليمية و الوطنية ، أن حصيلة تنفيذ برامج عمل الحكومة خلال الولاية الجارية لم تستجب لآمال الشعب المغربي عموما و لم تساهم كما كان يعول عليها لتحسين الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية لهذا الشعب سيما من حيث النمو الاقتصادي ، بالرغم مما يتم من محاولات لتنفيذ برامج عمل الحكومة إلا أن الملاحظ على الصعيد الاجتماعي هو تزايد الفقر بين سكان المدن والقرى .. مؤشرات مقلقة من الهشاشة والانحراف بالرغم من درجة ترسخها ليبقى الرهان الكبير موقوفا على المستقبل عقب التصويت على الدستور الجديد كوسيلة لإرساء الديمقراطية و الخروج بالبلاد من سكتة قلبية دبت هواجسها النفوس ... وقد ذهبت بعضُ الآراء إلى حد تفسير هذا السلوك الحكومي و تحميل الأحزاب و البرلمان مسؤولية هاته الأوضاع لعدم ربط إيديولوجياتها و نداءاتها بالمواقف العملية ، و أن السبب الحقيقي يتجلى في  غياب الشجاعة السياسية و الحد من الميوعة و الخلط في تدبير و تسيير بعض المواقع ذات الأهمية و المرتبطة بالمواقف الحسّاسة والحاسمة في العمل السياسي ، وخاصة في ظروف تتسم بسخونة الشارع، وتوالد الاحتجاجات الاجتماعية وتكاثرها بتصاعد وتيرة السخط الشعبي بسبب فشل السياسات التي تسعى إلى تغييب المنطق  بتغليب المصالح الخاصة و الشخصية على المصلحة العامة للبلاد و العباد.
الحلقة الثامنة من برنامج "حوار بلا حدود"بقاعة دار الشباب أقشمير بآزرو في موضوع: "مساءلة حصيلة العمل البرلماني خلال الولاية التشريعية و الحقل السياسي بالمغرب بعد المصادقة على الدستور" اشرف على تسييرها السيد محمد بوسعيدي بضيافة  كل من محمد أوطالب- البرلماني الإقليمي عن حزب التقدم و الاشتراكية-، و كريم نيتلحو - عضو المكتب السياسي من نفس الهيئة-، حيث حاورهما كل من محمد العثماني عضو جمعية قرى للتنمية بتكركرة و جواد أوجدي ناشط في الحقل الأمازيغي والهاشمي أبرباش مدون و رئيس جمعية فنون الأيادي بعين اللوح.
فعلى مدى أربع ساعات من الزمن ، ناقش المحاورون و كذا الحضور، الحصيلة البرلمانية للسيد محمد أوطالب، إذ تطرق المحاور محمد العثماني لمشكل ضعف التواصل بين البرلماني و الساكنة ليكون أول لقاء لتدارس الحصيلة التشريعية مبادرة من المجتمع المدني، ثم في مداخلة ثانية له تساءل العثماني عن أسباب تذبذب المرجعية الحزبية لأوطالب بين حزبه الحالي و حزب الحركة الشعبية، و مدى تأثير ذلك على ثقة الناخبين. مساءلة المحاور جواد أوجدي جاءت مباشرة و دقيقة حين استفسر عن غياب الحزب طيلة الفترة التشريعية ثم ظهوره المفاجئ في مشهد دعم الحركات الأمازيغية، في لقاء 19 من الشهر المنصرم بمدينة إفران...
أما المحاور  الهاشمي أبرباش فقد وجه بدوره سؤالا عميقا للبرلماني حول موقفه من المشهد السياسي في المغرب، و إلى أي حد ساهم التقدم و الاشتراكية في ممارسة المسؤولية البرلمانية إقليميا و وطنيا، و في مؤاخذة أخرى، عاد إلى قراءة البرنامج الانتخابي لسنة 2007 متسائلا إن كان فعلا قد تحقق منه شيء في مجالات التشغيل و الصحة و التعليم و التنمية الاجتماعية.
بداية، استعرض محمد أوطالب مساره السياسي، ثم قدم جملة من الإجازات تهم عدة قطاعات كتوسيع التغطية بشبكة الكهرباء في جماعة ضاية عوا مثلا، محاربة الهدر المدرسي، تهيئة الطرق و المسالك... و ذلك على أساس الاشتغال بمبدأ الأولويات لترشيد نفقات جماعات الإقليم و التي تعرف تفاوتا من ناحية المداخيل.
تدخلات الحضور كانت موزعة بين فترتين، جاءت في مجملها في صيغة المساءلة حول الحصيلة التشريعية، من بينها ما همت المطالبة بحصيلة برلمانية صرفة و واقعية بعيدا عن أي خلط مع صلاحيات المجالس المحلية، والاستفسار ا عن سبب وجود مناطق معزولة حتى الآن و لم تستفد من المسالك الطرقية التي تكلم عنها السيد أوطالب، و عن ضرورة العمل على أن تكون تكلفة الماء و الكهرباء بهذا الإقليم أقل بكثير مما يتم اعتماده حاليا في التسعيرة الاستهلاكية لدى المواطن  إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، الموارد المائية و الغابوية للإقليم.فيما ذهب تساؤل آخر عن مدى إلمام البرلماني بملف السكن الاجتماعي،خصوصا بعد التصعيد الأخير الذي شهده الموضوع و ما صاحب ذلك من وقفات احتجاجية بمدينة إفران...أما عن حركة 20 فبراير فقد جاء سؤال ركز عن غياب الحزب عن الشارع محليا.
من جانب الضيف الثاني ، فلقد أثيرت مع كريم نيتلحو عضو المكتب السياسي لحزب التقدم و الاشتراكية أسئلة من المحاورين بخصوص مواقف الحزب من عدة أمور كالتحالفات، ملف الأمازيغية، ظهير 1919، رخص الملك الغابوي ثم عن الخلل الذي يطال العمل الحزبي عامة في المغرب ما أدى إلى ظهور حركة 20 فبراير. رد عضو المكتب السياسي لحزب الكتاب جاء من خلال تقديمه لعرض حول مرجعية الحزب و كذا أحزاب أخرى جوابا على سؤال مصداقية التحالفات، فتطرق بعد ذلك إلى الربط بين مجهودات حزبية منذ 2007 لتشخيص مواطن الخلل مبينا أن حركة 20 فبراير سرعت من وتيرة إصلاح و تغيير كانا قد بدآ قبل السنة الجارية.
جمهور الحاضرين أيضا  تقدم بعدة تساؤلات حول مدى تفعيل مقتضيات الخطاب الملكي الأخير فيما يخص تشبيب الأحزاب و ضعف الجانب التواصلي الشيء الذي يبقي الأحزاب خارج المرحلة.
و قد سجل انه خلال هذا الحوار أن الضيف كريم نيتلحو لم تفته المناسبة لتقديم مجموعة من الوثائق، بداية مناقشة الإصلاحات الحالية و ذلك منذ 2007 في إطار حركة لكل الديمقراطيين، مسودة اقتراحات الحزب بخصوص الإصلاحات الدستورية.. كما اقترح حوارا موسعا في موضوع ظهير 1919 المتعلق بالتشريع الغابوي، و طالب بيوم خاص لتدارس مشكل التفويض لشركة النظافة بحكم كونه يترأس اللجنة المكلفة بالبيئة، ليختم عرضه و تدخله بتوجيه نداء إلى الشباب للتفاعل مع العمل السياسي لأن الكوطا أحدثت لحماية فئة كان من الممكن أن تسقط من الاستحقاقات، مؤكدا أن الشباب هو المسؤول الأول و الأخير عن التغيير لأنه الجيل الذي يعمر طويلا.
للإشارة ، فانه و بحسب برنامج جمعية شباب بلا حدود و ضمن سلسلة حلقات حوار مفتوح ، فان الحلقة9 المزمع تقديمها الأسبوع الأخير من أكتوبر الجاري سيخصص محورها لموضوع الحراك الشبابي بمشاركة قيادي و ممثلي عدد من التنظيمات الشبابية على المستوى الوطني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق