الاثنين، 5 ديسمبر 2011


رســـــــالة إلى السيد بنكيران...
لا نريد وزراء صامتين في الرياضة و الإعلام؟

ف.أ.م//م.ع 
مرت الانتخابات وجاءت بالنتائج التي انتظرها الجميع بشغف كبير، فمحطة 25 نونبر كانت موضعا آخر للتفرد المغربي الذي نفتخر به جميعا ...انتخابات شهد العالم بنزاهتها ، وسيشيد بها المغرب جسورا من الديمقراطية المنشودة التي بدأت منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله زمام الأمور في هذا البلد الطيب ...إن المغرب يسير إلى الأمام وما علينا جميعا هو المساهمة في هاته المسيرة التي لا تخص فردا واحدا منا فقط بل تخص الجميع ...بل تخص الشعب بأكمله ....والمغرب اليوم يحتاج إلى جميع بناته وأولاده للمساهمة الفعالة في تكريس الواقع الجديد إنها الديمقراطية المغربية الفريدة... و لا جرم أن الجميع تابع بفضول كبير ما آلت إليه صناديق الاقتراع ..والتي أعطت لنا نتائج متباينة عكست إرادة المصوت المغربي في جميع ربوع المملكة المغربية الحبيبة، وبهذا يكون حزب العدالة والتنمية هو الفائز في هاته الانتخابات لكنه لم يستطع إحراز أغلبية مريحة ..بل وجب عليه أن يدخل في تحالفات وائتلافات...سنرى نتائجها قريبا حينما يتم تقديم أفراد الحكومة الجديدة إلى صاحب الجلالة محمد السادس. في مستهل الأيام القليلة القادمة ..
رسالتي إلى السيد بن كيران المحترم تتلخص في محورين هامين ...اهتم بهما الرأي العام الرياضي اليوم كثيرا ، ففي ظل نهاية حكومة السيد عباس الفاسي وتشكيل أخرى، اعتبر المتتبعون للشأن الرياضي أن مهمة  السيد منصف بلخياط انتهت الذي مهما كانت من آراء متضاربة فإنها فغي مجملها أشرت على انه قام بعمل يستحق عليه كل تقدير وذلك عرفانا بالجميل ...لكن مع الأسف السيد منصف بلخياط خارج الحكومة الآن... ناهيك عن إشاعات تدور كون حزبه خارج التوليفة الحكومة..بل هو سيقبع في المعارضة الوطنية في البرلمان ...كل ذلك جميل فاللعبة الديمقراطية تفرض عليك دائما تقبل الأدوار التي منحتها صناديق الاقتراع ..غير أن المشكل الأساسي الذي يثير الجدل وسط الرأي العام الرياضي ، هو أن السيد منصف فتح أوراشا كثيرة وكبيرة خلال ولايته للشأن الرياضي ...ومع مغادرته لا يجب أن تتوقف مثل هاته الأوراش ..وليتم ذلك وجب على السيد بنكيران أن يختار وزيرا ملما عارفا بخفايا الرياضة المغربية ومشاكلها ، ليسير على نفس النهج ..ويتمم عمل سلفه السابق الذي أبان عن وطنية وحنكة كبيرة في الكثير من المواقف التي مرت بها الرياضة المغربية..ولا يجب أن يكون وزير الرياضة تكملة عدد كما تعودنا في حكومات سابقة ..بل وجب أن يحمل شخصية وكاريزما تمكنه من التدخل دون لومة لائم ..لأن الرياضة المغربية تعتريها الكثير من الصعاب والعقبات...ناهيك على أننا مقبلون على تنظيم كأس إفريقية ...يجب أن تكون في أعلى مستوى ممكن، خصوصا وأننا سننظمها بعد جنوب إفريقيا وإذا علمنا إمكانيات جنوب إفريقيا سنعلم أننا أمام تحد كبير جدا جدا  ..سأتطرق لإشكالية في موضوع آخر إن شاء الله تعالى...
هذا كله يجعل من تواجد وزير بمواصفات عالية أمرا ملحا وضروريا...فمسيرة الاحتراف الكروي في بدايتها ...ووجب احتضانها من الوزارة الوصية قبل الجامعة نفسها ....هكذا تسهل الأمور ناهيك عن قطاعات رياضية لازالت ترزخ في غياهب النسيان ..وجب أن تنفض عنها الغبار ...وأخرى وجب أن تعود إلى الساحة العالمية كما كانت فخرا لنا في السابق منها ألعاب القوى التي...طالتها أيادي الإهمال...
وباختصار تام وجب أن يكون لنا وزير يدافع عن كرامة المغرب رياضيا في المحافل الدولية ..وأن يسمع صوت المملكة خارجا ، لا نريد وزيرا صامتا صمت أهل القبور بل نريده متمكنا من أدواته والثقة تعلو محياه ...إنه بدون شك لا يمثل نفسه بل يمثل أمة عظيمة إنها الأمة المغربية العريقة...
لا يمكن أن نرى تطورا حقيقيا لأي بلد في الكون دون أن يكون الإعلام حاضرا متما لهاته النهضة المأمولة ...فواقع إعلامنا ليس بخير، إعلام مازال هاو، رغم مرور سنوات كثيرة على نشأته...هوايته تتجلى في عدم جاهزية من يديرونه تكوينيا وفنيا وتقنيا مما يسبب  للمغاربة إحراجا كبيرا في الكثير من المناسبات ...فالمنظومة الإعلامية المغربية تعاني الكثرة على حساب الجودة..وهو أمر غير مقبول البتة.. ، سأحسر انتقاداتي للقناة الرياضية التي وبعد مرور سنوات على بدايتها لازالت ماضية في نفس الخط العشوائي الذي مازال هو الفكرة المسيطرة داخل هاته القناة الفقيرة بشريا وماديا وتوجيهيا...افتقارها للكوادر المكونة أمر يعرفه الصغير قبل الكبير...فيكفي تواجد ثلة من المراهقين للأسف تسيطر على التعليق المغربي ...ليجعلنا نفر منها كما يفر المرء المعافى من المرء المصاب بالجرب..وإذا دخلنا إلى المعمعة فإننا، سنذهل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...فهل يعقل تحليل كل التظاهرات الرياضية في أستوديو واحد ..بديكور ينم عن فقر جمالي غريب جدا، ناهيك عن كون ذلك الأستوديو عبارة عن قفص صغير ربما يصلح لأن تربى فيه الطيور ...فكيف يعقل أن تناقش فيه الأمور الرياضية ...ولن أتطرق للفضائح التي تحوم حول تلك القناة الغريبة العجيبة...كان أبطالها العاملين فيها ...
إن ما نود رؤيته هو قناة رياضية مغربية...بإمكانيات عالية تكون للأطر المكونة مكانة بارزة فيها ..و بأستديوهات تجاري ما يدور في بلدان عربية ولا أقول عالمية ...فالقناة هي واجهة المغرب...وتستطيع أن تنتقل إلى وضع أفضل..لو أعطيت لها فرصة أخرى وذلك بالصرامة من الوزراة الوصية والتدقيق في الحسابات ..وإعطائها المزيد من الموارد المادية ...فالمغرب كبير وواجهته يجب أن تكون عملاقة ...وهذا ليس بشيء كبير ...فقط مزيدا من الشفافية هذا ما نريده..وإلاّ كيف يعقل أن تكون شبكة قنوات عصرية تحتوي على إمكانيات ضخمة تفوق كل قنواتنا المغربية ..وهي قناة خاصة ...مهما كانت موارد صاحبها فهي لن تصل إلى موارد الدولة ...إذن هناك خلل ما في جهة ما ، وجب تصحيحه بكل صرامة ...وهنا وجب تذكير السيد بنكيران بالحاجة الملحة إلى وزير للاتصال يواكب المرحلة ، يفتح المشهد الإعلامي المغربي ...لننتقل من مشهد إعلامي عام إلى آخر خاص ...ومن خلال تواجد هذين المشهدين سيكون التنافس حاضرا وبالتالي سيكون البقاء للأفضل...
إذن نريد وزيرا للاتصال ...لا يقل كاريزمية وشخصية وحبا للوطن ودراية بالميدان...وأن يستعجل في فتح المشهد الإعلامي ..فلا يعقل أن يكون المغرب لحد الساعة لا تتواجد فيه قنوات خاصة هذا عيب كبير جدا وجب تداركه لأن الدول المجاورة ستجتازنا بمراحل فوجب تدارك هذا النقص ...كما وجب أن يعاد النظر في سياسة الهاكا ...التي لعبت دورا في إسقاط مشروعات خاصة كثيرة...لأسباب مجهولة وغير موضوعية ... لو أردنا أن نسير إلى الأمام وجب تدارك الوقت الذي أضعناه سابقا...و لا مزيدا من تضييع الوقت اليوم وغدا...إن ما نحتاجه لكسب رهانات رياضتنا المغربية هي وزراة شباب متكاملة  ووزارة اتصال تعطي للمفهوم الإعلامي الرياضي بعدا أخر...غير الذي تعودنا عليه في مراحل سابقة ...
خلاصة القول، ومن خلال ما سبق اتضحت معالم الرسالة إلى السيد بنكيران ...نحتاج أناسا قادرين على تحمل المسؤولية ليرتفع سقف رياضتنا المغربية عالميا ...و الأمر هنا لا يقتصر على كرة القدم بل يهم جميع الرياضات المغربية...فيكفي مسلسل العشوائية التي مرت به بعض الرياضات المغربية والتي كانت لها باع طويل ...إن التحديات المطروحة على الحكومة الجديدة هي كبيرة جدا ..وتحتاج لمعالجة جدية ...ومن أولوياتها الرياضة التي تعتبر متنفسا للاقتصاد الوطني وأحد روافده..وبالتالي إهمالها هو إهمال لرافد من روافد تقوية الاقتصاد..كما لا ننسى إصلاح الإعلام المغربي بصفة عامة والإعلام الرياضي بصفة خاصة..سيعطي صورة للآخر وبالتالي بروز فرص للاستثمار في المغرب والسياحة ..وهذا لن يتأتى سوى بوزيرين يعملان أكثر من مما يتكلمان...اعتقد أن السيد بنكيران يعلم ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق