الجمعة، 20 يونيو 2025

طنجة: مؤسسة “بالياريا” تقدّم أنطولوجيا “ماتريا” للشعر النسائي الإسباني والمغربي

 
فضاء الأطلس المتوسط/ م.ع
في إطار مبادرة ثقافية فريدة، قدّمت مؤسسة “بالياريا” بتعاون مع جمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد (AAAM)، أنطولوجيا شعرية تحمل عنوان “ماتريا”، تضم مختارات من الشعر النسائي المعاصر في كل من إسبانيا والمغرب. وقد جرى تقديم هذا العمل الأدبي خلال حفل احتضنه مسرح رياض السلطان بمدينة طنجة، بدعم من معهد سيرڤانطيس، وبحضور ممثلين عن مؤسسات إسبانية ومغربية، إلى جانب شخصيات أكاديمية وثقافية واجتماعية.
ويجمع هذا المشروع بين 16 شاعرة و14 فنانة تشكيلية من الضفتين، قدّمن أعمالهن الإبداعية التي زُيّن بها هذا الإصدار. وتُعرض النصوص الشعرية في نسخة ثنائية اللغة، حيث يتم الاحتفاظ باللغة الأصلية لكل شاعرة، إلى جانب ترجمة إلى اللغة الإسبانية (بالنسبة للنصوص المكتوبة بالعربية أو الأمازيغية أو الدارجة أو الفرنسية)، أو إلى اللغة العربية (بالنسبة للنصوص المكتوبة بالإسبانية أو الكتالانية أو الغاليثية أو الباسكية). وقد تولّت الأستاذة الجامعية سلمى المتوكل، من جامعة مراكش، مهمة الترجمة.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد خوان فيثينتي بيكيراس، مدير معهد سيرڤانطيس بطنجة، أن المعهد يتقاسم مع شركة “بالياريا” قناعة راسخة بأن “مضيق جبل طارق ليس له حدودًا تفصل، بل جسرًا ثقافيًا يربط بين اللغات والأصوات والحساسيات”. وأوضح أن هذه المبادرة تندرج ضمن رؤية تشجع الفن والكلمة باعتبارهما وسائل للفهم والتقارب بين شعوب الجارتين المغربية والإسبانية معبرًا عن أمله في أن تشكل بداية لشراكة دائمة.
من جهته، صرّح السيد ريكارد بيريز، رئيس مؤسسة “بالياريا”، بأن هذه الأخيرة تؤمن بقوة الثقافة كأداة فعالة للحوار والتفاهم والوحدة بين الشعوب، مؤكّدًا أن “أنطولوجيا ماتريا لا تكتفي بتقديم قصائد لشاعرات من ضفتي المتوسط، بل تبني جسرًا حقيقيًا يربط بين الاحساس واللغات المختلفة، على متن سفننا”.
أما خوسي ساريا، رئيس جمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد (AAAM)، فقد اعتبر أن تقديم “ماتريا” في طنجة “ليس مجرد نشاط ثقافي، بل دليل حيّ على أن الأحلام يمكن أن تتحقق حين تجتمع الإرادة، والحس الإنساني، والتعاون الحقيقي”.
وقد اختُتمت الأمسية الشعرية بقراءات قدمتها الشاعرات راكيل لانسيروس، أنخيلس غريغوري، فاضمة فَرّاس، ودليلة فخري، رافقها أداء موسيقي من الفنانة شيلا بلانكو.
يُذكر أن هذا المشروع الثقافي انطلق قبل أكثر من سنة من طرف مؤسسة “بالياريا” وجمعية AAAM، ويهدف إلى توزيع دفاتر شعرية تضم قصائد نسائية معاصرة ورسومًا لفنانات من المغرب وإسبانيا، مجانًا على المسافرين على متن خطوط الشركة البحرية الرابطة بين إسبانيا وشمال إفريقيا. كما يتم توزيع هذه الدفاتر في 11 مؤسسة تعليمية إسبانية بالمغرب، بفضل دعم القسم التعليمي التابع لسفارة إسبانيا بالرباط، في إطار مبادرة رمزية تعزز التقارب الثقافي بين الشعبين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق