الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

FESTIVAL D'AHIDOUSS D'AIN LEUH... EN APOTHEOSE



المهرجان الوطني لفن أحيدوس
في دورته العاشرة
حضور متميز للموروث الأمازيغي ترسيخا للقيم المغربية العريقة

محمد عــبــيـــد – آزرو
عاشت قرية عين اللوح بداية الاسبوع الجاري من الاثنين 2 إلى الأربعاء غشت 2010 فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني لفن أحيدوس - و التي مرت في أجواء تمازجت فيها إيقاعات بنغمات و أصداء البنادير و رقصات تعبيرية متميزة لفن أمازيغي عريق شدت إليها الانتباه بالاستمتاع إلى أصوات النشادين و النشادات المفعمة بالمواويل لفن أحيدوس- تماويل و تماويت فانصهرت فيها طقوس الانسجام و الانبهار من قبل الجمهور العريض الذي حج من مختلف المناطق و الأقاليم بل كذلك من الجالية المغربية المقيمة ببلدان المهجر للبصم على الاعتزاز و الافتخار بالفن العريق الذي تتناقله الأجيال أبا عن جد حفاظا على الأصالة المغربية المتجدرة الأصول.
عروض فنية لفرق القرص و الغناء و أيضا للشعر (إيمديازن) قدمتها ال 32 فرقة لفنون أحيدوس ممثلة لأقاليم(14) : الخميسات والرشدية وتازة وصفرو وفاس وبولمان وبني ملال وفكيك و تنغير وخنيفرة و ميدلت و مكناس و الحاجب و إفران..فضلا عن سبع مجموعات لشعراء "ايمديازن" بالفضاءات و الجبال المحيطة - دادا حمو و أجغبو- بقرية عين اللوح

وقد قام المهرجان الذي تشرف على تنظيمه وزارة الثقافة و جمعية تايمات بتعاون مع الجماعة القروية لعين اللوح ،بتكريم بعض الفنانين الرائدين في هذا النوع من الفنون الامازيغية و الذين كرسوا مشاورهم بعطاءات متميزة في الغناء الامازيغي ، و يتعلق الأمر بكل من باحسين ازكارنة، و ولد احماد اورحو، و ولد ابراهيم بريش ، و السعدية شاني و محمد مغني الذي عانى السنة الماضية مرضا ألزمه الفراش لمدة لا يستهان بها ، ثم الشاعر الأمازيغي بوعزة زاقا.
و كان أن ترأس حفل افتتاح المهرجان في دورته العاشرة لفن أحيدوس بعين اللوح بإقليم إفران كل من أحمد اكويطح الكاتب العام لوزارة الثقافة و كريم قاسي لحلو عامل إقليم افران بالملعب القروي لعين اللوح رفقة الأستاذ حمو أوحلي رئيس جمعية ُثايمات لفنون الأطلس ، و محمد البهوات رئيس الجماعة القروية لعين اللوح و عدد من الشخصيات الإقليمية و المسؤولين عن مصالح سواء داخلية أو خارجية بعمالة إقليم إفران حيث تميز الحفل بلوحات فنية لعرس أمازيغي (تامغرا إيمازيغن)..
و على هامش الدورة10قال السيد محمد قادري – المسؤول عن الاتصال في جمعية تايمات لفنون الأطلس : كما تتبعتم فان المهرجان الوطني لفن أحيدوس قد عرف في دورته العاشرة هذه نجاحا فوق المنتظر و على جميع المستويات إذ شاركت فيه 32 فرقة أحيدوسية و 7 فرق للشعراء إلى جانب أنشطة موازية كالندوة الفكرية في موضوع تجدر فن أحيدوس في الثقافة الأمازيغية ، حفل حول عادات ختان الأطفال عند قبائل آيت عياش و جلسة شعرية لأباطرة الشعر الأمازيغي (تيفارت – إزلي – ثموايت) و فضاء لتجسيد مفهوم ثاضا عند قبائل آيت إيكو إلى جانب معارض حول المنتوج السياحي و الغابوي بإقليمإافران و بمنطقة عين اللوح و الصناعة التقليدية بآزرو و النسيج بعين اللوح و الفنون التشكيلية الأمازريغية .....
و لقد سجلنا في هذه الدورة المتابعة الجماهيرية التي حجت من جميع أنحاء المغرب إلى فضاء المهرجان للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية خلال ثلاثة أيام فضلا عن الحضور الملفت للجالية المغربية المقيمة بالخارج فأصبحت عين اللوح قبلة للزوار إذا ما اشرنا إلى الجمعيات الأمازيغية لتحدث ملتقى وطني لتلاقح الثقافة الأمازيغية ليس فقط على نطاق الأطلس المتوسط و لكن كذلك على صعيد المغرب ككل...
نشكر كل الذين سهروا و يسهرون على تنظيم المهرجان و دعمه ماديا و معنويا من سلطات إقليمية و محلية بإقليم إفران ورجال الدرك و القوات المساعدة و قيادة الجماعة القروية لعين اللوح و المجلس القروي فضلا عن وزارة الثقافة السند الدائم لقيام المهرجان كل سنة ، كما لا تفوتني الفرصة أن اوجه تحية امتنان و تقدير لكافة وسائل الإعلام الوطنية سواء منها المرئية أو المسموعة أو المكتوبة التي واكبت بصفة مواظبة تغطية فقرات المهرجان فبدون إعلام لا يمكن أبدا أن يتقدم المهرجان خطوات إلى الأمام لمزيد من الإشعاع ليس فقط وطنيا بل دوليا و هو الهدف الذي نسعى بلوغه و تحقيقه في اقرب دورة من المهرجانات القادمة بحول الله.
أما السيد محمد البهوات بصفته رئيس الجماعة القروية لعين اللوح فلقد تحدث من جهته لمدونة "فضاء الأطلس المتوسط " قائلا: يجزم القول أن المهرجان الوطني لفن احيدوس في دورته العاشرة قد عرف نجاحا كبيرا و تميز بكثرة الفرق المشاركة من عدة أقاليم و بالتالي مكن من التعرف على تنوع الفن الامازيغي شعرا و إيقاعا.. و يهدف المهرجان إلى العناية بالموروث الشفهي الوطني ا المغربي خاصة الأمازيغي منه ، بالإضافة إلى التعريف بهذا الفن و تقريبه من الجماهير و تحبيبه الصاعدة و تشجيع مجالات البحث و الدراسة في مجالاته المتعددة والمتشعبة.
و هي مناسبة بالنسبة لسكان جماعة عين اللوح لاستقبال الزوار و القبائل المشاركة و كذا الجالية المغربية المقيمة بالخارج و بالتالي فسح المجال أمام هذه الساكنة لخلق رواج اقتصادي فضلا عن الأساسي من المهرجان هو التعريف بالمؤهلات الطبيعية و السياحية التي تزخر بها الجماعة ، فقرية عين اللوح - و بالمناسبة لمن لا يعرفها - تقع وسط جبال الأطلس المتوسط الوسيط تعلو على سطح البحر بحوالي 1450 متر ، وتبعد على مدينة آزرو ب 28 كلم ، سكانها هم قبيلة بني مكيلد التي تضم 5 فرق وهي : - آيت مولي و آيت مروول و آيت محمد ولحسن و آيت واحي و آيت إلياس . وهذه الفرق هي التي تكون قبيلة بني مكيلد انتسابا للوالي الصالح سيدي مكيلد المنحدر من تافيلالت ،:ويعتمد اقتصاد سكان هذه المنطقة بالأساس على الكسب والفلاحة كما تعتبر المواد الغابوية أهم المداخيل التي تعتمد عليها الجماعة.
و في تصريح للسيد محمد بنعلي المسؤول الإعلامي عن وزارة الثقافة – قال: *" عموما لقد مر المهرجان في ظروف جيدة و الحمد لله، من ناحية التنظيم فما يمكن قوله هو أن المشاركة الفنية للفرق و كذا الجمهور الغفير الذي تابعه يعطي الانطباع بأن المهرجان أصبحت له مكانته الهامة ضمن المهرجانات الوطنية و كذا الإعلام، أشكر بالمناسبة كل الذين ساهموا و كدوا من أجل أن تمر أجواء المهرجان في ظروف حسنة من جمعية تايمات و الجماعة القروية المحلية لعين اللوح و أطر وزارة الثقافة.. شخصيا أتمنى أن يستمر المهرجان لعمر طويل لان هذا الفن بإيقاعاته و أشعاره الجميلة يستحق كل الاهتمام، كما أتمنى أن تتمكن كل من جمعية ثايمات و الجماعة المحلية لعين اللوح و كذلك وزارة الثقافة من إيجاد سبل الدعم من جهات خاصة كالشركات و المؤسسات العمومية لتطوير هذا المهرجان و إعطائه صبغة عالمية،و لم لا؟..مادامت بعض الدول كدول شمال إفريقيا تتوفر على فنون مماثلة لفن أحيدوس، و يصبح بذلك مهرجانا دوليا."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق