الثلاثاء، 15 فبراير 2011

فعاليات مهنية و جمعوية مهتمة بالشأن الغابوي تطالب بوقف نزيف أشجار الأرز بالأطلس المتوسط

محمد عـبــيــد –

تصاعدت في الآونة الأخيرة، عمليات سرقة خشب الأرز، خاصة مع حلول البرد والصقيع ، التي تتعرض لها الغابة، نظرا للظروف المناخية الصعبة التي تجتاح المنطقة باستغلال حاجة المواطنين في جبال الأطلس لحطب التدفئة تتزايد ، وهو ما يدفع عصابات تهريب خشب الأرز إلى الرفع من عدد محاولتها خلال هذه الفترة من السنة، مما دفع بعدد من المهتمين إلى دق ناقوس الخطر، داعين إلى تكثيف الجهود للحد من الاستنزاف، الذي يتعرض له شجر الأرز في المنطقة حيث تترصد مافيا الأخشاب، الخاضعة للسوق السوداء...ودعت فعاليات جمعوية في المنطقة إلى تنسيق الجهود بين كافة المتدخلين لوقف التدمير الممنهج، الذي يتعرض له شجر الأرز..

و يذكر أن عددا من الدراسات للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة كشفت عن تهديد أشجار الأرز بمنطقة الأطلس المتوسط بالاندثار لعدة أسباب منها الرعي المكثف والجائر،نظرا لما تعيشه الغابة بهذه المنطقة من عمليات النهب والسلب والاستنزاف والحرائق وما إلى ذلك من المسببات التي تساهم في عدم توازن المنظومة الغابوية وتؤثر على الغطاء الايكولوجي مما يفتح المجال على مصراعيه للطفيليات المدمرة والفطريات التي تلحق أضرار بليغة تتسبب في موت شجرة الأرز حيث أن ما يزيد عن 133 ألف هكتار من غابات الأرز مهددة بالانقراض والزوال موزعة بين منطقة الريف والأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير..

الأمر الذي يجعل من حمايتها أكبر تحد على اعتبار أن مافيات الغابة تمكنت من خلق لوبيات للضغط وهو ما جعل مشروع التقسيم الجديد يأخذ بعين الاعتبار الزيادة في مجالات استغلال الغابات سواء من طرف حق استغلال ذوي الحقوق أو السمسرات الخاصة ببيع الأخشاب..

وإذا كانت الدراسة قد حذرت فقط من خطورة الوضع بإقليم إفران فإن الأمر يأخذ طابعا أكبر بمناطق أخرى من جهة مكناس تافيلالت فبإقليم خنيفرة يغطي المجال الغابوي أكثر من 40 بالمائة من المساحة الإجمالية، أي بنسبة 526000 هكتارا، ويأتي شجر الأرز من أهم تشكيلاتها (65150 هكتارا) وهي مهددة بالاستنزاف والنهب المنظمين، إضافة إلى الرعي الجائر والقطع غير المشروع والترامي على الملك الغابوي وضآلة الاستثمار في القطاع الغابوي، إضافة إلى الحرائق وأمراض الشجر والطفيليات، ثم الذبول الذي ارتفعت إشكاليه ما بين 15 إلى 30 بالمائة ببعض المساحات الغابوية.

أما بخصوص الاهتمامات الحقيقية لمكونات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي والمحافظة عليه كما هو مسطر بقوانينها الأساسية فهي مدعوة الآن أكثر من أي وقت مضى لتتبع الأوضاع المزرية التي أصبح يعرفها القطاع الغابوي بالإقليم من استنزاف واستغلال لا مشروع ونهب وتجاهل فلم تسلم مختلف غابات الإقليم من عمليات سطو منظمة مقحمة و أثارت مصادرة مهتمة بالمجال الغابة إلى أن الإدارة أصبحت أكثر من أي وقت مضى مدعوة بكل حزم و مسؤولية إلى حماية هذه الموارد الطبيعية الهامة، وقد سبق في فترات متفرقة من ضبط شاحنات محملة بأشجار الأرز المغصوبة وتم ضبط العديد من محترفي اجتثاث الأشجار كما تم التستر وحفظ العديد من الملفات - بحسب المتحدثين إلى المساء - التي تم إقبارها وطمس معالمها بتنسيق بين الأطراف المستفيدة بل في بعض الأحيان يتم ضبط كمية لكن يصرح في المحاضر الرسمية بكمية اقل بكثير ..

أمام هاته الوقائع ، تنتظر فعاليات حرفية و جمعوية مرتبطة بالمجال أن تزيد مجموعة من الجهات المعنية من تجاهل الوضع السيئ الذي يعيشه القطاع الغابوي بالإقليم و تترقب اتخاذ تدابير زجرية وتفعيل دور الجهات المسؤولة بالدرجة الأولى ومحاولة إشراك الساكنة والمجتمع المدني عن طريق خلق مشاريع مدرة للدخل..

هناك تعليقان (2):

  1. موضوع مهم جدا إلا أنه أغفل المسسببات الحقيقية لهذا الدمار الذي يطال ثروتنا الغابوية.
    إن ما يدمر الغابة و خصوصا شجر الأرز هو الإستغلال الفاحش و الغير منظم من طرف مستغلي المجال الغابوي، أصحاب المنشرات و تجار الخشب الذين أصبحوا لوبيا يتدخل، بل يفرض رأيه و قراراته في شتى الميادين الإقتصادية و الإجتماعية. هؤلاء (و الكل يعرفهم) هم من دمر و يدمر الثروة الغابوية من أجل الحصول على الملايين و استعباد العباد. أما ساكنة المنطقة المحرومة و المقهورة فإن لجوئها و دخولها المجال الغابوي يكون إجباريا من أجل الحصول على حطب للتدفئة. لا يأخذ هؤلاء إلا الخشب اليابس الساقط مستخدمين في أحسن الحالات فؤوس و دواب لا يمكن أن يصل ضررها جزءا واحدا في المائة من الضرر الذي يسببه المستغلون الكبار الذين يلجون المجال الغابوي بمباركة السلطات و المسؤولين و يستعملون آلات ضخمة تحطم اليابس و الأخضر.
    زيادة على هذا إن عائدات الجماعات المحلية من المجال الغابوي يجب استخدام خمسها في مشاريع لتنمية المجال الغابوي (تعويض ما تم قطعه، و هنا يقصد المشرع الأغراس الجديدة على الخصوص)، إلا أن هذه الموارد تستخدم في غير مجالها حيث تستخدم لشراء سيارات فارهة يستخدمها البعض في أغراض شخصية و حملات انتخابية.
    احتراما للمقال أكتفي بهذا القدر و أدعو كل الغيورين إلى مناقشة الأمور بصدق و إثارة المشاكل الحقيقية.

    ردحذف
  2. هناك كذلك أمور أخرى تضر بالغابة كالمقالع المتواجدة بالمجال الغابوي و هنا بمنطقة أزرو أضرب مثالا بمقلع تغزافت الذي كان مستغلا من طرف أحد أقارب العامل السابق لإفران و الذي كان يستغل دون حسيب و لا رقيب في ضرب لكل القوانين وفي تحد لكل المسؤولين.أدعو كل غيور لزيار هذا المقلع للوقوف على الكارثة البيئية التي خلفها في المنطقة،

    ردحذف