الثلاثاء، 9 أغسطس 2011


تحقيق حول مدينة آزرو 
جوهرة الأطلس المتوسط



الوردة  في الظاهر 
.... و الشوكة في الباطن

انجاز و إعداد: محمد عبـيـــد
( المدونة الالكترونية : فضاء الأطلس المتوسط)







جاء في رواية أنه في التاريخ الأمازيغي القديم و في زمان غابر،كان أحد الأشخاص يدعى" إلياس " سليط اللسان في قومه ملحاحا في احترام كرامة أهل قبيلته ، ضاق صبر سلاطنة قومه من كل هذا السلوك، وحاولوا التخلص منه ، فهرب ممتطيا جواده من جنوب الصحراء ، ليطارده فرسان قومه بجيش عرمرم..                                                               
ركض " إلياس" على متن جواده و ركض إلى أن حل بمنطقة الأطلس المتوسط و بالذات إلى رقعة كلها صخور مستوية.. و فوق إحدى هذه الصخور لم تقو قوائم جواده على مزيد من الركض ، فاعتقد مطاردوه أنه استسلم.. إلا أن ملاكه من الجن أفلته من قتلة مستحقة، عندما تأججت نيران حول الصخرة التي عليها " إلياس " فارتفعت به عن بقية الصخور في شموخ تسبب قي فزع و هلع الفرسان و جيادهم ليعودوا من حيث أتوا خائبين و لينعم " إلياس " بمزيد من العمر إلى أن لقي حتمه فوق تلك الصخرة ...الصخرة هي التي تتموقع حاليا وسط مدينة آزرو بعرينها الأشم لا يؤثر فيها الزمان و لا يزحزحها تعاقب الأيام والتي يستمد منها سكان المدينة الأنفة و العزة . 
 " صخرة أقشمير". (و العمدة على الرواة من شيوخ المنطقة)


ديباجة : كان الإهمال و التهميش و اللامبالاة يطبع مدينة آزرو خاصة بالأحياء الهامشية و التجزئات السكنية القائمة حاليا دون احترام لدفاتر التحملات من قبل الوكالات المعنية بالعمران و في كل مجالات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الفاعلة و الرياضية.. و أصبح سكان آزرو مقتنعون بانعدام فرص الشغل لقلة المرافق و انغماس القائمين عن الشأن المحلي في فسيفساء لا تمت بالنهج الإيديولوجي الذي تركب قاطرته مهما تنوعت نوافذ إستراتيجيته ..

 و ظل الآباء و الأمهات يعانون الأمرين في البحث عن مصير قوتهم و قوت عيالهم... و أمسى الشباب متسكعا في الشوارع و الأزقة طالبين صداقة من أصحاب المال و الجاه.. و بات شغل هذه الفئة عماد مستقبل البلاد هو البحث عن المخدر و "قراعي" الخمور..
فما فتئ الناس بمدينة آزرو المنسية و المقصية و المهمشة من كل تنمية اجتماعية حقيقية لا يمكن إلا عكسها في برامج تنموية اقنصادية تعفي عنهم ما يتغنى به أصحاب الشأن المحلي في بناء و تشييد مرافق لا تعدو أن تخدم إلا مصالحهم مما تزعمه من مشاريع سوسيو-تربوية ..
و ما انفك المنتخبون غائبون عن مدينتهم و أحيائها الهامشية التي تئن من ويلات تدهور بيئي في غياب خدمات بلدية واجبة لانشغال هؤلاء في صراعات باحثين بينهم على فريسة لحجب عيوب مهامهم..و ما برح الإهمال يزداد حتى انتقل إلى الشوارع و الأزقة و الطرقات حيث يمشي المواطن الآزروي و هو رافع أكف الضراعة طالبا السلامة إلى داره بفعل انتشار الحفر و الأخاديد المتكاثرة كل حين نزول قطرة ماء من السماء لتعري عن واقع مرير لهذه الانجازات الطرقية التي لم تنفع معها أية ترقيعات لدر الرماد على الأعين..ناهيك عن النفايات و الازبال و القاذورات التي بكثرتها ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذه المدينة ...
 و مادام سكان آزرو و هم على هذه الحال مع كان و أخواتهم كأدوات ناسخة للأفعال فإنهم يتمنون صادقين أن يتخطى هذا الدرس كل من يعنيهم أمر هذه المدينة لانتشالها من يد كف عفريت عسى أن يكون الدرس المقبل كفيلا باستعمال الحروف الناسخة من أن و أخواتها..
و في انتظار ذلك و لتجاوز الأوضاع المزرية على جميع المستويات للنهوض بالمدينة و تفعيل مؤهلاتها البشرية و الاقتصادية و الطبيعية، نضع كل معني و مهتم في الصورة مما يلي:

 نبذة تاريخية عن آزرو:
 يرجع الفضل في تعمير وسط المغرب إلى التحركات الكبرى التي قامت بها القبائل الرعوية مندفعة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ابتداء من القرن 15، و قد استقرت هذه القبائل بالسلاسل الجبلية و الهضاب نظرا لما تتميز به من توفير العشب و الماء.
 و قد كانت منطقة الأطلس المتوسط وجهة بعض هذه القبائل و منها قبيلتا بني امكيلد و آيت مجاط المنحدرتين من قبائل صنهاجة البربرية المعروفة في التاريخ ب"آيت أمالو" أي "لسان الظل"...
و قد اشتركت هذه القبائل بدورها في التحركات القبلية الكبرى و أخذت تنتشر بالمنطقة ابتداء من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر ، و فد كان لحزام القصبات التي أنشأها المولى إسماعيل أثر كبير في الحد من الهجرات و التحركات ، و من هذه القصبات قصبة لتحمي ظهر الامازيغ الذين سكنوا هذه الجهة و لمراقبة تحركات القبائل و ذلك سنة 1684، كما أن الظروف الطبيعية للمنطقة ساهمت في تغيير أسلوب المعيشة من حياة شبه الرحال إلى الاستقرار في تجمعات و مراكز تطورت عنها قصبة آزرو(قبل بناء مدينة افران1926..
 و بعد ذلك بقرنين قدم السلطان الحسن الأول لهذا المكان و منح أعيان الامازيغ محلا للسكن بعد تشييده بما يعرف الآن ب"تيزي مولاي الحسن" لكبح مطالب هؤلاء الأعيان و لمنع الهجرة القروية، و مع الاحتلال الفرنسي قام الجيش الفرنسي ببناء مركز عسكري لتغيير بعض الشيء  معالم و شكل البنايات بآزرو،و لكي تتحول بناءات الطوب القائمة بين خطين متناقضين بين ثروة جبل"بويغيال"و "تمرابط"(مربط الحمير)و جبال منظر ايطو إلى بناءات ذات هندسة فرنسية من خزرفة بقرمود أخضر على طول و شرق مدينة آزرو التي تتوسطها صخرة أقشمير التي منها استمد اسمها عربيا"آزرو تعني الصخرة بالبربرية، تلك الصخرة الواقعة بعرينها الأشم لا يؤثر فيها الزمان و لا يزحزحها تعاقب الأيام والتي يستمد منها سكان المدينة الأنفة و العزة و إن طالهم غبن يحق لهم الفخر بامتلاك آزرو الصخرة جمالا و روعة و إن طالها كذلك التهميش في شتى المجالات التنموية اقتصاديا و اجتماعيا تتفرج عليها مجالس منتخبة متعاقبة لم ترق بعد إلى مستوى و طموحات أهلها نظرا لما تتفجر بها و بدون سابق إعلان و كل حين من الدهر جملة من السلوكات المسيئة للفعل الجماعي باعتماد المصلحة الشخصية بعيدا كل البعد عن الهاجس الاجتماعي الخارق...
 "منظار" التهميش و اللامبالاة للوضعيات الاجتماعية و البنيوية بمدينة آزرو:
 تعتبر مدينة آزرو حاليا من أكبر التجمعات السكنية بإقليم افران إذ تمتد على مساحة 873هكتارا يقطنها ما لا يقل عن 50ألف نسمة ، تقع على ارتفاع 1200متر من سطح البحر بين غابات الأرز و الكالبتوس..
 و إن كانت قد تطورت في مجال الإسكان و التعمير بخلق جملة من التجزئات السكنية خصوصا بالجهة الشمالية الغربية بها بما يعرف من أحياء أحداف ذات تصاميم محكمة و مع ذلك يعيش هذا المجال على نقيض تحقيق الأهداف بتفشي ظاهرة المضاربات العقارية و النزاعات القائمة بين الراغبين في الاستفادة من السكن الاقتصادي أو الاجتماعي - كما تعاني آزرو من انتشار دور الصفيح بحي امشرمو و بحي القشلة و سيدي عسو و تيزي أوريبان و تيبوقلالين و بويقور – هذه الدور التي و إن اجتهد أهلها في بنائها فان بعضها بفعل البناء العشوائي و تحولها إلى سكن غير لائق يشهد بتواجد عددها ما لا يقل عن 100 إلى 120 المهدد بالانهيار و الآيل للسقوط –و هي حالة قد تساهم في حصول كوارث أمام واقع المدينة الواقعة على منحدرات على شاكلة صحن و مما قد تتسبب فيه إحدى التهاطلات المطرية العاصفية..
 التطور الإداري بالمدينة و إن كان ملحوظا في توفير مصالح بلدية و مقاطعات بلدية في انتظار ما يروج من بناء قصر بلدي فان هذه المقاطعات البلدية ( تشير الأصابع إلى تواجد بناية جاهزة منذ ما لا يقل عن ستة أشهر بتجزئات النخيل يتوقع جعلها مقاطعة تعنى بساكنة تجزئات الحديثة مسعودة و النخيل و الأطلس لم يفهم سر تأجيل اعتمادها في خدمة المواطنين؟؟؟)
وجب في هذا الصدد توسيع شبكة المرافق العمومية و بإحداثها بالتجزئات السكنية المحدثة التي تغيب عنها جملة من المرافق الإدارية/ الاجتماعية)،فضلا عن إدارات عمومية كالمياه و الغابات و السكنى و التعمير و مديرية الضرائب و مكتبي البريد ، و تخلف الوضعية البنيوية للمفوضية الجهوية للأمن الوطني بالمدينة التي يعود إحداثها لعام 1979 انطباعا مثيرا لكونها غير مناسبة لمهامها نظرا لصغر حجمها أمام التوسع العمراني و نظرا لما أصبحت عليه بنايتها من حالة مهترية مما يتطلب إحداث دوائر أمنية بمختلف التجمعات السكنية في إطار تقريب الإدارة من المواطنين و لمدينة ساكنتها في نمو فاق 50ألف نسمة يِثر على مردودية الخدمات الأمنية المحتاجة من جهتها إلى تعزيز مواردها البشرية و اللوجيستيكية....
 و يبقى مجمع الصناعة التقليدية محلا في حاجة إلى تفعيل حضوره إذا علمنا أن هذا المجال يبقى نشاطا موجها للإنتاج و التسويق فانه هنا بآزرو غير كذلك بقدر ما هو نشاط لسد الحاجيات العائلية و امتدادا لممارسة الأجداد إذ تتجلى الصناعة التقليدية في نحث الخشب و نسج الزرابي الأطلسية و الهندورة و الحنبل و الكطيفة و الوسائد و غطاء الأفرشة..
و نظرا لأهمية هذا القطاع فقد تم تأطير هذه الحرف في تعاونيات و جمعيات و مع ذلك فيكاد النبض يقف في قلب هذا المجمع و معه تتوقف لقمة عيش ما لا يقل عن 80عائلة على سواعدها علا صرح هذا المجمع مما يستدعي مراجعة الموقف به خصوصا و انه قد أعلن خلال السنوات الأخيرة جدا عن إفلاسه بسبب سوء التدبير و التسيير..

نافذة على مجمع الصناعة التقليدية بآزرو بين التأهيل و زخرفة التعمير
يرجع تاريخ تأسيس مجمع الصناعة التقليدية بآزرو إلى أواخر الخمسينيات إلا أن البناء النهائي لهذه المعلمة التي تساهم في إبراز الموروث الثقافي المحلي من خلال منتوجات الصناعة التقليدية كان منذ أواسط الستينيات 1967 و نظرا الاعتبار مدينة أزرو من أهم التجمعات السكانية بالإقليم و احتلاله لموقع استراتيجي فقد عرف منذ العشرينيات باستقطاب العديد من الصناع التقليديين خاصة في مجال نسج الزربية الأمازيغية زربية ابن مكيلد الحنبل المحلي بالإضافة إلى النقش على الخشب نظرا لما تتوفر عليه المنطقة من غابات الأرز ثم صناعات بدأت تعرف الانقراض لصناعة البلغة للرجال و تمنقشت للنساء و النعالة ثم النجارة الحديدية كل هذه المعطيات ساهمت بشكل مباشر في بروز مجمع الصناعة التقليدية بازرو التي اختير كموقع وسط المدينة حيث ساهمت هذه المنشئة في احتضان  مجموعة من الصناع التقليديين في مجال نسج الزربية النقش على الخشب و الصناعة الحديدية و يتوفر هذا المجمع على قاعة كبيرة للعروض تمكن الصناع التقليدين من بيع منتوجاتهم .
إلا أن مرور زمن طويل على إنشاء هذا المركب كان من الضروري إعادة النظر في خدمات هذه المؤسسة من خلال وضع برنامج لتأهيلها و إطفاء عليها حلة تتوافق مع التطورات التي عرفها هذا القطاع مع الحفاظ على الوجه المعماري العتيق و ضع تصور يتضمن محورين
محور يرتبط بالجانب المعماري
محور يتعلق بمؤشر المنتوج برنامج تأهيل المجمع 2010-2012 خصصه له 8 مليون درهم ساهمت فيه الوزارة الوصية 50% المجلس الإقليمي 25% و عمالة افران 25% و ذلك لاحتضان 200 صانع و صانعة  و يرتكز هذا البرنامج على ثلاثة ادوار محركة لدور المجمع و ذلك بناءا على :
إحداث موقع الكتروني للتعريف بادوار المجمع
دفع برنامج لدعم المنتوج المحل ي لتكوين الحرفي المستمر لفائدة الحرفيين
 ضمان الترويج التجاري عبر الانترنت و تهدف المرتكزات المذكورة سالفا إلى إحداث قطب      الاستقطاب  الزوار و إدماج موقع المجمع ضمن المدارات و المواقع السياحية جعل مقاربة فضاء المجمع مستهدف زيارة تمتد لفترة طويلة الاطلاع على أماكن التنشيط الحرفي و فضاء الاستراحة المتمثل في مقهى مطعم يداخل المجمع التعاونيات المتواجدة بالإقليم
تعاونية
تاريخ الإحداث
عدد المتعاونين
تعاونية عين اللوح
الفتح للنجارة
الأمل للنسيج
تعاونية النجاح للنساء
تمازيغت للطرز و الخياطة
فرح للناسجات تيمحضيت
تعاونية بوحرش
امربطين ايت عيسى
تعاونية التحدي بن الصميم
1979-08-31
1999
1999
2001
2005
2007
2008
2009
2009
11
22
25
09
17
10
24
15
08
 أما عن واقع التعليم بمدينة آزرو،فيحق للمرء أن يقف وقفة إجلال لما قام به السلطان محمد بن يوسف سنة 1930 عندما أسس المدرسة الحرة (مدرسة أمير الأطلس مولانا الحسن المغلقة حاليا) أول مدرسة لتعليم القران الكريم و اللغة العربية و الرياضيات و الجغرافيا كموقف وطني ضد الاستعمار الفرنسي ، و كذا الدور الذي لعبته المدرسة الفرنسية البربرية المحدثة سنة 1923 و إن كان الجهاز الفرنسي يديرها فان وظيفتها التربوية كانت هادفة لمجابهة الاستعمار و بعدها تحولت إلى ثانوية في عهد محمد الخامس 1955 مباشرة بعد عودته من المنفى ليطلق عليها الاسم الشهير:- ثانوية طارق بن زياد ، كأول ثانوية بالمغرب،-إلا أن واقع هذه الثانوية و نظرا للضغط الذي عرفته تم تحويل بعض الشعب منها (الآداب العصرية و العوم الإنسانية ) إلى الإعدادية التي أصبحت ثانوية و نعني بها ثانوية محمد الخامس التي وجب إيلاء محيطها كثيرا من العناية سيما منها البيئية المؤثرة على صورتها كمعلمة دراسية ، بالمناسبة يتم حاليا بناء ثانوية جديدة بأحياء أحداف (ثانوية ميشليفن) من شانها أن تخفف عن حدة الضغط المسجل فيما يخص هذا السلك التعليمي بالمدينة ...
 الشبكة التعليمية بازرو تتوفر على 4اعداديات و 9 مدارس ابتدائية ..فيما يعني القطاع الخصوصي فتتناسل عدد من المؤسسات التعليمية الحرة ناهزت العشرة ...
و في المجال الاجتماعي هناك محطة طرقية أنشئت منذ بداية التسعينات من القرن الأخير بنايتها تدعو إلى المراجعة من حيث الجودة في الانجاز قبل أن نقول من حيث الخدمات لفائدة المتوافدين عليها خصوصا و أن الموقع الاستراتيجي للمدينة يتطلب منها أن تلعب دورها الأساسي بسبب رواج مهم في نقل المسافرين عبر الحافلات التي تمثل نسبة 12في المائة من التنقل عبر جهة مكناس-تافيلالت و 0,5في المائة وطنيا،هذه المحطة الطرقية أيضا مثار الأحاديث في الوسط الآزروي إذ تشير مصادر إلى تواجد تلاعبات بالجملة خاصة علاقتها بقسم الجماعات المحلية بفعل تغيير الأنشطة دون احترام لدفتر التحملات..
 بجانب محطة الحافلات محطة خاصة للنقل عبر سيارات الأجرة التي فاق عددها 220 و بالرغم فإنها تشكو من عدة سلوكات تضر بمصالحها، أضف إلى هذه الوسائل سيارات الأجرة الصغيرة(الحضرية) حوالي 70 لكن بطرق استفاد منها البعض على حساب ذوي أهليتها ..
 و في القطاع الصحي يتواجد بآزرو مستشفى 20غشت و دار للولادة و مصحة متعددة الاختصاصات إلى جانب مراكز صحية ،عن دار الشباب بآزرو فإنها كمؤسسة وحيدة حاليا تسترعي اهتمام فئات الشباب الفاعل تجمع مختلف الجمعيات إلا أن هذه الدار بدورها في حاجة إلى مراجعة من حيث البناء و التصميم و إلى بعض التجهيزات حتى تلعب دورها كاملا،و إن كانت المدينة قد تعززت بنيتها السوسيو-اجتماعية بالمركب الاجتماعي الرياضي الذي ضمت إليه دار للشباب (الأطلس) لكن هذه الدار لم يعرف تسييرها  بعد طريقه نحو الإشعاع الشبابي المنشود ، في حين تبقى دار الأطفال المحسوبة على المجلس البلدي في حاجة إلى تفعيل الواقع بعيدا عن المناسبات و الأعياد إذا ما وقفنا على الوضعية الاجتماعية المعوزة لدى شريحة من أبناء و رجال و نساء هذه المدينة في غياب مع_معامل و مصانع و إن كانت بجوارها تنتشر بعض الوحدات لصناعة الخشب مما يضفي بالقول أن ساكنة آزرو بنسبة 70في المائة منها ذات دخل دون المتوسط بل منها من لا دخل لها مما يدعوها إلى مجاراة الزمان و محاولة احتراف أية حرفة عشوائية من سلع مهربة و بيع بالتقسيط لمختلف المواد الممكن عرضها بالشارع ضمانا للقمة العيش الآني ..
 هذا في غياب ملحوظ لما يسمى بالعمل في الإنعاش الوطني و التعاون الوطني الذي كان إلى أمد قريب يمكن من الهروب من ضيق الحال عند عدد من العائلات خصوصا في فصل الصيف.. الواقع الرياضي يثير من جهته امتعاضا كبير و يفرز عدم اعتناء القائمين عن الشأن المحلي به يفرزه تراجع مهول في نتائج بعض الرياضات منها ألعاب القوى التي كانت خزانا وطنيا أفرز أسماء بصمت مسيرتها في محافل وطنية و مغاربية بل منها من كان له البروز دوليا مما يفضي بالقول بأنه "لا أمة بلا رياضة"..
خاصة وأن المنطقة تزخر بطاقات واعدة في مجال ألعاب القوى وكرة القدم على الخصوص فلا مركز للتكوين و التهييء البدني، البنية التحتية الرياضية تعرف حاليا إعادة هيكلتها بما اصطلح على تسميته بالمركب الرياضي إذ إعادة عشوشبة أرضية الملعب البلدي و بناء قاعة مغطاة ..
 تبقى إشارة واجب إثارتها يمكن أن تمنح للقائمين عن الشأن المحلي نقطة تقويمها الرقمي مفسوح أمام من يعنيهم الأمر ، و تتجلى في من استغلال للملك العام من كافة المقاهي و المحلات التجارية بوسط أزرو و بشارع الحسن الثاني لتضيق الخناق على المارة و مستعملي الرصيف، و يعود سلبا على سلامة الراجلين الذين يضطرون إلى السير على قارعة الطريق الخاص بالسيارات..

آزرو والسياحة الجبلية ( عين أغبال نموذجا)
إن سحر مدينة آزرو يكمن بالأساس في طبيعتها الخلابة، وموقعها الإستراتيجي، ومائها العذب الزلال، وغاباتها الممتدة، وجوها الصحي، ناهيك عن طيبوبة أهلها وجمال أبنيتها، وأصالة تراثها، وتنوع روافدها، مما يجعلها مدينة فاتنة، تأسر قلوب قاطنها وزائريها على حد سواء. و إذا كانت مدينة إفران قد حضيت بشهرة أكبر لما أولي لها من عناية واهتمام، ولما رصد لها من موارد مالية، فإن ذات الأمر يجب أن يتخذه المسؤولون المحليون في تركيزهم على قطاع السياحة بآزرو، والذي يعد محركا أساسيا لكل تنمية مستدامة وفعلية للمدينة، خصوصا وأن المنطقة لا تزال تعتبر عذراء من حيث ندرة الاستثمارات في مجال السياحة الجبلية مقارنة مع مؤهلاتها الهائلة.
خرزوة، تيومليلين وتباضليت وتقموت نعودلما وعين أغبال و ابن الصميم...وغيرها، مناطق لا يجادل على جمالها، لكن ما مدى شهرتها في أوساط السياح المغاربة والأجانب، أليست هذه المناطق نموذجا حيا للمؤهلات الضائعة، التي لو تم استغلالها بشكل مناسب لخلقت رواجا اقتصاديا مهما يعود نفعه على المدينة ونواحيها؟!! 

عين أغبال، ذاكرة في طور الإهمال:
ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر عين أغبال، هذه العين التي تشكل متنفسا سياحيا لساكنة آزرو، حيث يقصدونها سيرا على الأقدام في نهاية أسبوع، وأيام العطل، كما يقصدها كل من يرغب في ممارسة رياضة المشي أو الجري، ومن يريد ابتياع سمك الترويت أو على الأقل الاستمتاع برؤيتها، كما يقول المثل: " للي ما شرا يتنزه".
عين أغبال، تراث في طور الإهمال:
هذه العين المعطاءة التي تجود بمائها العذب النضَّـاخ، منذ سنين وأعوام، ولكنها لم تجْن سوى التلوث والإهمال، حتى صارت كئيبة المنظر، مبخوسة الحق، موضوعة القدر، فلا الزوار يلتزمون بنظافتها، ولا المسؤولون يفكرون في إعادة الاعتبار لها واستثمار مؤهلاتها جلبا للمنفعة العامة، والصور رفقته غنية عن التعليق.
المقترحات:
  * إعادة تأهيل الطريق المؤدية إلى عين أغبال بتوسعة وتعبيد الطريق المعبدة حالبا،
  * تحويل الطرق غير المعبدة إلى مضامير رملية  صالحة للجري والمشي،
    * تخصيص مقاعد على جوانب هذه الطرق ،
    * نصب لافتات تضم تعريفا بمؤهلات المنطقة من ثروة طبيعية نباتية وحيوانية ، ومن منتجات محلية،
  * تأهيل العين بإعادة بناء الصور والساقية بشكل أكثر جمالية،
   * بناء محلات تجارية، بمقربة من العين، لعرض المنتجات المحلية، وبيع الأطعمة وغيرها
  * توفير عدد كاف من الحاويات لجمع النفايات مع الحرص على تنظيف العين بصفة دورية من كل الأوساخ والأزبال،
  * القيام بحملات تحسيسية لدى السكان والزوار، للحفاظ على جمالية المكان
   * القيام بحملات إشهارية  و تظاهرات ثقافية ومسابقات رياضية ورحلات منظمة، تعرف بالعين وبمؤهلاتها،
   * التفكير في إنشاء مصنع لتعبئة قنينات المياه، على غرار عين  ابن الصميم
إن ما قلناه عن عين أغبال يمكن أن يعمم على مناطق أخرى من نواحي المدينة، على أمل تحقيق نهضة تنموية سياحية مستدامة لمدينتنا ومنطقتنا التي تستحق الأفضل.

خدمات في آزرو، من باب تحصيل الحاصل، تبقى خارج التغطية؟
عندما نتحدث عن مدينة آزرو فإننا غالبا ما نستحضر الجانب البيئي والايكولوجي فقط. فلا أحد ينكر أنها تتوفر على مؤهلات طبيعية تجعلها مدينة سياحية بامتياز لكن قلما نتحدث  عن مشاكلها الحقيقية ونجسد واقعها  المر، سواء على المستوى الاجتماعي، الاقتصادي ، الثقافي أو الرياضي.
أكيد أن آزرو مدينة الماء والخضرة والوجه الحسن -وهذا بفضل الله- لكن الإنسان يبدو بخيلا في عطاءه لمدينته. وهنا لست أعمم حتى لا أكون مجحفا في حق بعض الغيورين عليها،فإذا استثنينا بعض الجمعيات ذات توجه ثقافي ورياضي عموما و المعدودة على رؤوس الأصابع وكذا بعض فعاليات المجتمع المدني، فان المدينة تبدو غارقة في سبات وسباتها واضح للعيان، على جميع الأصعدة ، خاصة السوسيو اقتصادي الذي يعد الركيزة الأساسية لتنمية باقي المجالات والذي تنطبق عليه المقولة الشعبية " حتى كتشبع الكرش عاد كتقول للرأس غني."
أ- الجانب الاجتماعي.و الذي من المفروض أن يكون المحور الأساسي في التنمية، يلاحظ أن هناك نقص حاد إن لم نقل غياب تام لفرض الشغل والمشاريع المدرة للدخل إضافة إلى عدة  خدمات من شانها النهوض بأوضاع الإنسان الآزروي الاجتماعية.
ب- المستوى الاقتصادي. فالتجارة تعرف ركودا ملحوظا حيث إذا قمت بتشخيص للوضع فانك ستلاحظ أن التجارة بالمدينة تعرف كسادا بسبب غلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية للمواطن الآزروي مما يؤدي بالعديد إلى الهجرة نحو البحث عن فرص للشغل سواء خارج أرض الوطن أو في كبريات بعض المدن المغربية أذكر منها على وجه الخصوص مدينة طنجة.
ج- المجال الرياضي: حدث ولا حرج فالرياضة عموما تعرف أزمة حادة بل نكسة منذ أكثر من عشرين سنة في شتى الأصناف :كرة القدم ،كرة السلة ،كرة اليد وألعاب القوى باعتبار أن جل هذه الرياضات الجميع يشهد لها بالمستويات المشرفة التي وصلت إليها والأمجاد التي تغنى بها أبناء المدينة قبل أن تصل إلى ما وصلت إليها اليوم.
ولما استبشرت الساكنة خيرا حينما أعطيت انطلاقة مشروع المركب الرياضي من طرف جلالة الملك في عهد وزيرة الشباب والرياضة السابقة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،كان من المفروض أن تنتهي الأشغال به بعد 18 شهرا ،وهي المدة المحددة لانجاز المشروع. إلا أن الأشغال وللأسف لم تنتهي به لحد الساعة..
د- الجانب الثقافي.: فالمتحف الكائن بوسط المدينة ،هو الآخر لاتزال أشغاله في طور الانجاز، بعد أن شهدت توقفا لمدة من الزمن لأسباب يجهلها المواطن بحيث أعطيت انطلاقة بناء المشروع منذ عهد المجلس البلدي السابق( ح.ع.ت).
ذ-على المستوى السمعي البصري: لنبدأ بالبصري، فالساكنة محرومة من تتبع برامج القناة الثانية الأرضية منذ مدة طويلة خاصة حينما يكون الطقس سيئا- فان الطين يزيد بلا- حيث تحرم الساكنة من مشاهدة القناتين الوطنيتين معا، حتى عندما يكون الطقس مستقرا، كما هو الشأن بالنسبة للأيام الأخيرة. فرغم استقرار الأحوال الجوية، فغياب القناتين الوطنيتين٬ اللتين من خلالهما سيتجلي المواطن الآزروي  همومه و يتتبع نشرات الأخبار وكذا بعض الانشطة الفنية و الثقافية أو المنجزات الرياضية المشرفة و التي تستحق المشاهدة و التتبع ، لا يزال مستمرا في ظل ما تشهده البلاد من أحداث سياسية تستدعي إصلاحا فوريا للعطب علما أن المواطن يؤدي مكس إنعاش السمعي البصري" ٬كما تدعى في فاتورة الكهرباء".
أما في ما يخص المجال السمعي٬ فيستحيل التقاط الإذاعات الوطنية العمومية وخاصة على  أمواجFMعلى غرار عدة مدن، في الوقت الذي نتحدث عن تأهيل المجال و تحريره دون أن ننسى قسوة المناخ ...
إذن  هذا بعض من واقع المدينة الذي يبدو جليا،فإذا استمرت العقول المتحجرة في نهج سياستها التخريبية و عرقلة سير التنمية بمدينة ازرو، وإذا لم تستشعر الفشل الذريع الذي آلت إليه، فان أميرتي النائمة ستستمر في نومها...
 فقد آن الأوان لاولئك الذين تقادموا  لفسح المجال للذين يريدون الاشتغال بإرادة حقيقية و انخراطا جادا للنهوض بأوضاع هذه المدينة لا يسعون وراء  تحقيق أهداف شخصية بقدر ما يريدون خدمة الصالح العام٬ حتى تصبح مدينة ازرو من بين المدن المنعم عليها...

 التجربة الجماعية بأزرو في الميزان:
فيكفي أن تجالس مواطنا آزرويا موضوعيا و ما إن تفاتحه في خلاصته من التجربة الجماعية الحالية حتى يصب جام غضبه و سخطه على القائمين عن الشأن المحلي معبرا بأنواع من المرادفات المعنية بالتسيب و العبث اللذان يستشريان جسد هذه الهيئة المنتخبة التي لم تفرز أي تغيير ديمقراطي حقيقي يكفل للساكنة كرامتها و عيشها الكريمين باستغلال الفقر و الجهل اللذين يضطهدان الفئات الشعبية بشراء الذمم و باستعمال أساليب التمييع لتزوير إرادة الناخبين و استغلال المناسبات للخطب بوعود كاذبة مكشوفة للهرولة إلى الانقضاض على كراسي المجلس البلدي دون طرح أي تصور سياسي أو برنامج و خطط لتكون المشاريع التي تم اعتمادها من طرف هؤلاء القابعين على أنفاس المواطنين و المواطنات قد أدت إلى الإجحاف الاجتماعي و الاقتصادي على حساب عامة ساكنة المدينة دون المساس بمصالح ذوي النفوذ نتيجة تواطؤات و توافقات مع الفئة المسيطرة على اقتصاد المدينة يخدم مصالح فئة محدودة على حساب أغلبية الجماهير الكادحة ، تتحكم في حياتهم و تحركاتهم و تدوس على حقوقهم و مصالحهم و كرامتهم..

 حصيلة المجلس الجماعي لآزرو لم تفرز أي مشروع اقتصادي ذا بال يمكن أن تكون له انعكاسات ايجابية على الناحية الاقتصادية المتدهورة بالمدينة ..فكل المشاريع التي عرفتها المدينة، و إن كانت من باب تحصيل الحاصل، تبقى مشاريع صغيرة هنا و هناك ذات طابع إصلاحي ترقيعي لمشاريع تم خلقها خلال عقود سابقة، مشاريع تثير مجموعة من الملاحظات و الانتقادات بخصوص جانبين أساسيين، أولهما يهم جدوى هذه المشاريع بالنسبة للساكنة في ظل وضعية مجتمعية تتسم بالركود و بتدهور الخدمات و التجهيزات الأساسية ، أما الجانب الثاني فانه يتعلق بالتكلفة الحقيقية لهذه المشاريع الصغيرة و في مدى احترام دفتر التحملات في انجاز الصفقات المتعلقة بها، و في اعتماد الشفافية في التعامل مع المقاولين المعنيين بها..
 أما عن تسيير الجماعة الحضرية لآزرو فيمكن اختصار الوضعية بتصعيد الخلافات و النزاعات التي تأججت في وسط القائمين على تدبير الشأن المحلي مما خلف معه تذمرا في وسط الشغيلة البلدية ويكفي بهذا الخصوص التذكير بالإضرابات للشغيلة الجماعية في أكثر من مناسبة دون ان تجد هذه المحطات مخرجا خدمة للصالح العام بسبب تعطل خدمات المواطنين و المدينة معا ...
 التجربة في المجالات الثقافية و الفنية التي كانت المدينة تجد من خلال تنظيمها صيفا متنفسا و رواجا اقتصاديا و من إعدام الرياضة بفعل تغييب الدعم الكافي للأندية الرياضية و العجز في الميزانية الذي لم تعرفه محطات سابقة لتدبير و تسيير الشأن المحلي و من غياب رؤى واضحة في عقلنة التسيير المالي..
 تخليق الحياة العامة من الأولويات الأساسية للتصالح و التعايش بين الإدارة و المواطنين من جهة و من جهة ثانية خلق الثقة بين مختلف مكونات المجتمع ، إلا أن الواقع بمدينة آزرو عروس الأطلس المتوسط و القلب النابض لإقليم افران يعكس حقيقة غير تلك المنتظرة من حكامة جيدة و تواصل أكثر ..
 يعاني شباب المدينة من خصاص واضح في المنشآت ذات الطابع الثقافي والتربوي والترفيهي،إذ لا وجود لدار الثقافة ولا لمركز لتلبية حاجيات الشباب و جمعيات المجتمع المدني إزاء هذا الخصاص تأثرت الحركة الثقافية والإشعاعية و الرياضية و هكذا يجد الشباب المحلي ضالته في ارتياد المقاهي التي تناسلت بصورة مثيرة خلال الأعوام الأخيرة وسط المدينة، وبحي أحداف على الخصوص، وقد بات بعضها أوكارا لتعاطي للمخدرات والشيشة و ممارسة أنواع القمار...
و رغم توفر آزرو ونواحيها على مؤهلات طبيعية فاتنة وقربها من مناطق الجذب السياحي بكل من إفران وميشليفن وعين فيتيل وأرز "كورو "، فإن مدينة آزرو تعتبر نقطة عبور بامتياز للقوافل السياحية في اتجاه مدن مراكش، الرشيدية، إميلشيل، زاكورة، ورزازات، فاس، مكناس.
فإن الوضعية الاقتصادية للمدينة تعرف العديد من الإكراهات التي تحول دون تحقيق الأفضل عدة اعتبارات منها انعدام الاستثمارات و غياب مشاريع اقتصادية مهمة فباستثناء الوظيفة العمومية لا شيء يمكن ذكره بحيث أن معظم الساكنة لا دخل قارا لها..
فكون مدينة آزرو تعتبر القلب النابض للإقليم على كافة المستويات فإنها أمام غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، بدأت تلوح في الأفق ملامح الركود والفقر الذي تعرفه المدينة بفعل ركود الحركة التجارية، وهي ظواهر حسب العارفين بعلوم الاقتصاد والاجتماع تدل على الشيخوخة وعدم القدرة على مجاراة النمو الديمغرافي والتوسع العمراني الذي تعرفه المدينة بوتيرة سريعة ومتنامية وهذا بالطبع في ظل ابسط البنيات التحتية الاقتصادية التي من شانها أن تخفف من عطالة اكبر هرم بالمدينة ألا وهو هرم الشباب الذي يئن تحت وطأة الذي يأتي أو لا يأتي. الوضع أو المأساة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة، كباقي اغلب المدن المغربية تولد عنه تفريخ جيوشا من العاطلين عن العمل وساهم في تنامي حرف هامشية وأخرى محظورة، وأدى إلى بروز حالات من السرقة والإجرام.
لقد كان بالامكان ان أن تحظى مدينة ازرو و ساكنتها بفرص أفضل في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالنظر إلى مؤهلات المدينة الفلاحية والسياحة والبشرية، وكذا موقعها المتميز كملتقى للحضارات والقيم والقبائل والتعايش فيما بينها في ظل الاحترام المتبادل بل أيضا ملتقى للطرق المؤدية إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب، وكحاضرة تقع بالقرب من جوهرة الأطلس المتوسط، مدينة إفران الجميلة بمناظرها الخلابة وتراث المنطقة الأمازيغي.
 والوجه الحقيقي للمدينة ومأساة اغلب ساكنتها يظهر واضحا في الصباح الباكر وقرب ما يسمى ب فندق آزرو.. على الطريق المؤدية إلى مدينة خنيفرة، يجلس العشرات من المواطنين وأغلبهم عنصر نسوي، يضعن لثاما على وجوههن، لعدم رضاهن بهذه الوضعية، في منظر يغلب عليه طابع البؤس والفقر، وقد أسندوا ظهورهم للسور المجاور للطريق من أجل تدفئة أيديهم بالهواء الساخن المتدفق من أفواههم، أغلبهم ينتظر فرصة عمل تبدو بعيدة المنال، قد تأتي وقد لا تأتي للظفر بأجرة لن تتعدى في بعض الأحيان 30درهما لليوم الواحد.
 يفوق عدد سكان مدينة آزرو غير النشطين بالمدينة أكثر من ثلث سكانها، فيما يفوق عدد العاطلين حاملي الشهادات أكثر من 400 معطلا،
 ويعود السبب في ذلك إلى هزالة عروض الشغل بالمنطقة، التي يغلب عليها الطابع القروي الصرف، وهشاشة النسيج الاقتصادي المحلي المبني أساسا على النشاط الفلاحي والسياحي، وضعف البنيات التحتية القابلة لاستقطاب استثمارات وإنعاش مقاولات صغرى ومتوسطة، وغياب مؤسسات إنتاجية في الميدان الصناعي والحرفي، ومحدودية أوراش العمل في قطاع البناء والتجهيز، بالإضافة إلى الإجهاز على فرص العمل التي كان يوفرها الإنعاش الوطني.
 وعلاوة على هذه الظروف البنيوية، تساهم عوامل أخرى في استفحال حدة البطالة، خاصة في أوساط حاملي الشهادات ، دون إغفال وضعية العشرات من الشباب الذين أقبلوا على برنامج التكوين من أجل الاندماج مع بعض المحلات التجارية والمؤسسات الحرفية البسيطة والجمعيات العاملة في المجال التنموي بالإقليم، كما يغيب دور البلدية في مجال تشجيع مبادرات التشغيل وعجزها عن خلق أوراش للعمل وأحياء حرفية منظمة ومشاتل للمقاولات الصغرى، مع أن المنطقة زاخرة بمؤهلاتها الفلاحية والتي لا تحتاج سوى لإرادة العمل من أجل نفض غبار الإهمال عنها.
 تزايدت وتيرة الهجرة القروية ومحدودية فرص التنمية الاقتصادية في المجالين الفلاحي والسياحي، فنتج عن هذا الوضع جيوشا من العاطلين ومحترفي الدعارة والحرِِِِف الهامشية والأطفال المشردين الذين يركضون وراء زوار المدينة، لمسح الأحذية وبيع السجائر بالتقسيط...
 شباب مدينة آزرو : أي غذ في ظل إعادة تأهيل المدينة جماليا ؟

  






بعد أن كانت الأشغال المبرمجة في إطار إعادة هيكلة مدينة آزرو قد عرفت ركودا ملحوظا خلال أشهر من السنة الميلادية الجارية ، فان بعضا منها عرف مؤخرا بعض التحرك لكن بشكل حلزوني قبل أن نقول يشكل محتشم يتسبب في تعثر السير و الجولان..
 و الحال في هذه الوضعية و مع ما يتداوله شباب المدينة بخصوص مستقبلهم بترويج السؤال:"هل هذا حظنا من هذه المدينة؟" بصيغة التساؤل بخصوص ما تعرفه حاليا مدينة آزرو من أوراش مفتوحة لإعادة تأهيلها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إذ تمتت برمجة عدة مشاريع ، ومن بينها:

 * تهيئة الشوارع الرئيسية بالمدينة ( إحداث فضاءات خضراء و محطات لوقوف السيارات) بتكلفة مالية قدرها 48.5 مليون درهم.
 *ترميم و إصلاح المدينة القديمة بتكلفة مالية قدرها 6 ملايين درهم .
 * تهيئة السوق الأسبوعي و السوق المغطى و المجزرة بتكلفة 8.16 مليون درهم
* إحداث مدار و حديقة أقشمير بتكلفة مالية قدرت ب7.5 مليون درهم .
 *إصلاح و ترميم مجمع الصناعة التقليدية ب 8 ملايين درهم.
* هيكلة الأحياء الغير المجهزة بغلاف مالي قدر ب34 مليون درهم .
 * ترميم المنازل الآيلة للسقوط بكلفة مالية 14.32 مليون درهم .
 *تقوية الشبكة الكهربائية بغلاف مالي قدر ب 14.85 مليون رهم.
 * الحماية ضد الفيضانات بغلاف مالي بلغ 42 مليون درهم .
 * تطهير السائل بتكلفة مالية قدرها 61 مليون درهم .
* تقوية الطريق الرابطة بين افران و آزرو على مسافة 15 كلم و إحداث مدار بمدخل مدينة آزرو بتكلفة مالية قدرت ب 10 ملايين درهم .
 * تقوية البنية الصحية بغلاف مالي قدر ب45 مليون سنتيم.
 *تقوية و إصلاح المؤسسات التعليمية بغلاف مالي قدر ب 40.2 مليون درهم .
* تهيئة المركب الرياضي و إحداث قاعة مغطاة و مسبح مكيف بكلفة 9.5 مليون درهم. و بذلك تكون التكلفة الإجمالية لكل المشاريع المزمع القيام بها 349.13 مليون درهم ، وتستهدف هذه المشاريع المندمجة ساكنة مدينة آزرو و التي تقدر ب حوالي 60 ألف نسمة .
كما تميزت كل المراحل التهييئية لهذه المشاريع باعتماد عامل الإقليم و المصالح الخارجية منهجية القرب و الإنصات و التشارك توجت بلقاء 17/10/2008 حول عرض البرنامج العام لتأهيل مدينة آزرو هذا اللقاء الذي جمع عامل الإقليم بأعضاء المجلس البلدي لمدينة آزرو و ذلك في أفق انخراط الجميع في هذه الأوراش الكبرى التي تعتبر رافعة أساسية للتنمية المحلية المستدامة.
و يذكر أن إعداد هذه المشاريع مر عبر ثلاثة مراحل كان أولها التشخيص الدقيق و العلمي للمشاكل التي كانت تعرفها المدينة بحيث تطلب الأمر ما يزيد عن 40 اجتماعا من قبل القائمين عن الشأن الإقليمي بإفران بإشراك كل الفعاليات و الأخذ بآرائها بعدما تم تحديد أهداف الدراسة و آليات تتبع انجاز هذه المشاريع .
 و يراد من عملية تأهيل مدينة آزرو إعطاء انطلاقة لتنميتها و النهوض بأوضاعها حتى تخرج من حالة الركود و الجمود و الفوضى التي سادتها لعقود و التحاقها بركب التطور الذي تعرفه المراكز الحضرية بالمغرب، وجعلها أيضا قطبا اقتصاديا و سياحيا مهما بالجهة و تطوير قطاعاتها الحيوية .
 ومن أهم المحاور المستهدفة في مشروع تأهيل المدينة :
* تحسين المنظر العام الحضري للمدينة .
 * خلق دينامية و إنعاش الحركة الاقتصادية بها .
 * تشجيع و تنمية الصناعة التقليدية بها و بعث الروح في نشاطها .
 * تقوية التجهيزات الأساسية من صحة و تعليم و شباب و رياضة و تجهيز الأحياء المهمشة وذات الهشاشة القصوى و تقوية شبكة التطهير.
و ما يميز هذا البرنامج مراعاته للطابع المعماري للمدينة الذي يمزج بين الخصوصية المحلية و الوسط البيئي و الطبيعي و يحفظ ذاكرتها التاريخية كمدينة لعب دورها التاريخي في شد لحمة الوحدة و التنوع. من جانب آخر تخضع مدينة آزرو حاليا لتصميم التهيئة العمرانية، ،إلا أن الأشغال بها عرفت تأخرا، زد على ذلك أنها لم ترقى لمستوى طموحات السكان، كما تحققت بعض المشاريع البسيطة خلال السنوات الأخيرة، في حين لازالت بعض الأحياء تفتقد لشبكة التطهير وتعرف تهميشا واضحا في البنيات التحتية، كحي "امشرمو" و"حي السلام"....
على مستوى الأزقة التي تبدو متحفرة، كما يهدد الانهيار عددا من البنايات السكنية العشوائية بحي "سيدي عسو" وحي "القشلة" وأحياء أخرى من هذه الأحياء المهمشة بهذه المدينة؛ في المقابل تعرف المدينة بين الفينة و الأخرى فوضى عدم احترام الشركة المفوض لها بتدبير النفايات و نظافة المدينة مما يتسبب في انتشار النفايات و الأزبال المتراكمة هنا وهناك والتي تشوه جمالية المدينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق