معاناة النساء الحوامل
مع المستشفى الإقليمي للولادة بآرزو
طبيبة واحدة لحوالي 12 امرأة حامل،
و وعود عرقوبية ل "ياسمينة بادو" طال انتظارها؟
آزرو – محمد عبـيـــد
معاناة النساء الحوامل في مدينة آزرو مع المستشفى الإقليمي للولادة تزداد حدة من توالي الأيام و الشهور إذ عدد منهن وهن بالكاد يتنقلن لشدة الأوجاع و في كثير من الأحيان ما عليهن إلا الانتقال إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس إن تقبلن مزيدا من المتاعب و مصاريف التنقل و إلا فلا أمل لهن في وضع جنينه في ظروف مريحة .. ذلك أن تردد هؤلاء الحوامل على مستشفى الولادة بآرزو لا يمكن بأية حال أن تضمن لهن حالات الاستعجال ولادة في ظروف عادية كانت أو تطلب إجراء العمليات عند الضرورة..مما يشكل هاجسا قويا لدى هاته الأمهات قبل وضعهن لمواليدهن.. و مرد هاته الظاهرة التي تعددت حالاتها أكثر من سنتين بهذا المستشفى هو انه لا توجد إلا طبيبة واحدة لعدد من الساكنة بالمدينة و نواحيها في وقت لزم أن يكون على الأقل طبيبان مختصان في الولادة ...هذا في وقت تدعي فيه وزارة الصحة أنها تعمل جاهدة من اجل توفير الخدمات للمواطنين، لكن حقيقة الواقع عكس ما تزعمه الوزارة التي لا يغيب عنها هذا العجز في الموارد البشرية بالمستشفى الإقليمي للولادة في آزرو.. و تبقى آخر حالات سجلت امتعاض و قلق حوامل و أسرهن ، تلك التي سجلت يوم الثلاثاء الأخير من شهر الصيام ( 30/08/2011) حيث اضطرت امرأتان حاملتان الانتظار أزيد من5 ساعات كلها مشقة وتعب دون أن تحضر الطبيبة التي اعتبرت في رخصة أسبوعية ( تداوم أسبوعا في العمل و أسبوعا راحة ) لم تمر حالتهما دون ضجيج ملحوظ في أركان المستشفى الإقليمي للولادة بآرزو قبل أن تضطر أسرتيهما إلى تحمل تكاليف الولادة بنقلها على وجه السرعة إلى مصحة خصوصية نظرا لحالتيهما الخطيرتين من شدة المخاض...
عن هاتين الحالتين ذكر أفراد من الأسرتين للجريدة أنهما لم تنفعهما كل محاولات استعجال عملية الولادتين ، إذ فقط صادفوا بالمستشفى ممرضات قابلات لم يتمكن من القيام بالمهمتين على أحسن وجه مادامتا تتطلبان علمية جراحية للولادة سيما و أن الحالة الأولى التي همت سيدة في سن 22 سنة في أولى ولادة لها معقدة بعض الشيء، احتج زوجها بشدة لدى إدارة المستشفى التي اقترحت نقل الحامل إلى مكناس لكن الزوج رأى أن حرمه في حالة جد خطيرة لا ضمان في نقلها إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس قد يأخذ تعب التنقل و ما سيرافقه أيضا هناك من انتظار من حالتها الصحية، مما دفعه نهاية الجدل إلى نقلها إلى مصحة خصوصية تطلبت تكاليف العملية 8الاف درهما، أما الحالة الثانية التي سجلت في مساء نفس اليوم ، فلم يجد أفراد أسرة الحامل الأخرى من يحاورون من الإدارة أمام نفس الموقف الحرج للممرضات و لم تكن للمكالمة الهاتفية للطبيبة المقيمة بفاس أي ردة فعل إنسانية قبل أن نقول استحضار الضمير المهني ، فكان أيضا أن نقلت الحامل إلى نفس المصحة الخصوصية الوحيدة بالمدينة كلفت مصاريفها 6الاف درهما ( واجب فقط من باب الإنسانية من إدارة المصحة التي بحسب أفراد الأسرة عاينت صدفة الحالة الخطيرة و تفهمت الوضعية الاجتماعية للأسرة)...
و عن هذا الخصاص في الموارد البشرية للمستشفى الإقليمي للولادة ، قال مدير المستشفى الإقليمي 20غشت بآرزو ، أن إدارته راسلت الوزارة بخصوص هذا العجز و أن هناك وعدا من المصالح المركزية للصحة بتوفير طبيب اختصاصي في الولادة في اقرب الآجال.. هذا التفسير ليس بالجديد و إن كان المدير الجديد الذي لم يتجاوز تسليمه مهمة هاته الإدارة الشهر الواحد فانه كان نفس الكلام الذي روجه سابقه خلال سنوات مهامه لهاته الإدارة لكن مع كل هذا لا تزال دار لقمان على حالها؟؟؟؟ فهلا عفت وزارة الصحة هذا المرفق التابع لها بآرزو من متطببات المعاناة و التشكي و المواقف الحرجة التي تتسبب في حالات الفوضى والارتباك، تدفع كل طرف - إن من الحوامل أو من العاملين بهذا المستشفى - الإحساس ب"الحكرة"؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق