الأحد، 25 ديسمبر 2011

حصيلة الرياضة المغربية خلال عام 2011
إنجازات تستحق التقدير
محمد عبيــد
هي سنة ليست كباقي السنوات ...سنة2011 تبقى راسخة في أذهان المغاربة ليس بالانجازات وتحقيق البطولات لكنها ستبقى سنة شاهدة على الإقلاع الرياضي الكبير الذي عاشته المملكة المغربية والقفزة النوعية والمتقدمة في المنشئات والبنيات التحتية التي اكتمل طور بناءها في هذه السنة بالذات ...في هاته الورقة نقف على أهم الأحداث والوقائع التي ميزت هذا العام :
* أهم انجاز في السنة وهو تحقيق كأس للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بفضل فريق المغرب الرياضي الفاسي على حساب النادي الإفريقي التونسي بركلات الجزاء كان بطلها كما هو حال باقي اللاعبين النمور الصفر "انس الزنيتي" الذي أهدى بمعية رفقاءه الكأس الفضية الغالية والتي بقيت في المغرب للعام الثاني على التوالي..
* انجاز أخر بطعم العلقم هو وصول نادي الوداد البيضاوي لنهائي كأس الأبطال افريقية والهزيمة بإكراهات أمام الترجي التونسي ، لكن تبقى وصمة العار في جبين هذه الكأس هي الاعتداءات السافرة والخطيرة للأمن التونسي في حق جمهور وداد الأمة الذي قدم الغالي والنفيس فداءا لروح المغرب والوداد وما تبع هذه القضية من تشنج أعصاب كل المغاربة.
تأهل الدراجة المغربية للألعاب الاولمبية بلندن 2012 ، هو ثمرة جهود لم تأت عن طريق الصدفة بل تتويجا لمجهود عمل جبار قامت به الجامعة و أعضاء المنتحب الوطني للدراجة سيما ما عرفته هذه اللعبة من تألق في العديد من المسابقة الوطنية و القارية ، و يعتبر المغرب البلد الإفريقي و العربي و المسلم الوحيد المشارك في الدورة الاولمبية بلندن و التي تعتبر اختبار للجنة الاولمبية في لندن و التي ستعرف مشاركة 143 متسابقا المؤهلين لهاته الاولمبياد؟أ المنتخب المغربي للدراجة و الذي يؤطره المدير التقني الوطني مصطفى النجاري،سيكون مثلا بخمسة متسابقين وهم: عادل جلول متصدر الدوري الإفريقي حسب تصنيف الاتحاد الدولي للدراجات وبطل المغرب (2011)،ومحسن لحسايني المتوج قبل شهور بلقب طواف المغرب ال24 لسباق الدراجات وبكأس العرش (2011)،وعبد العاطي سعدون متصدر الدوري الإفريقي عام 2010 (المركز السادس 2011) وطارق الشاعوفي (المركز الرابع في الدوري الإفريقي 2011) ومحمد سعيد العموري(بطل المغرب سنة 2010).كما تجدر الإشارة إلى أن الدراجة المغربية تسيد منتخبها عربيا بفوزه بلقب مسابقة الدراجات, ضمن منافسات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي اختتمت يوم الجمعة 23/12/2011 في الدوحة بحصده خمس ميداليات ثلاث ذهبيات وفضيتين.وأحرز الميداليات الذهبية الثلاث للمغرب عادل جلول في السباق على الطريق وأسماء النملي في السباق ضد الساعة فردي إناثا ومنتخب الذكور في السباق ضد الساعة حسب الفرق.وفاز بالميداليتين الفضيتن محسن لحسايني في السباق ضد الساعة فردي ثم منتخب الذكور في السباق على الطريق حسب الفرق.
وسجلت بعض الأنواع الرياضية الأخرى نتائج مشرفة في الاستحقاقات القارية والجهوية والدولية على غرار التايكواندو, الذي منح المغرب ثلاث ميداليات في بطولة العالم في كوريا الجنوبية, فضية بواسطة لمياء البقالي (وزن أقل من 53 كلغ) ونحاسيتين بواسطة سناء أتبرور (أقل من 49 كلغ) وعصام الشرنوبي (أقل من 80 كلغ), لكنه اكتفى بالمرتبة الرابعة في الألعاب العربية بمجموع 11 ميدالية (ثلاث ذهبيات وفضية واحدة وسبع نحاسيات).
ومن الرياضات الأخرى التي سجلت نتائج إيجابية الملاكمة والجيدو والكراطي والرماية والفول كونتاكت والكيك بوكسينغ والسباحة التي سطع فيها من جديد نجم سارة البكري بفضل تألقها الملفت في الألعاب العربية التي احتل فيها المغرب المركز الثالث في الترتيب العام برصيد 113 ميدالية منها 35 ذهبية و24 فضية و54 نحاسية علما بأنه شارك في 23 نوع رياضي...
هذا فضلا عن تصدر الملاكمة المغر بية سبورة الميداليات في دورة الدوحة بأربع ذهبيات وفضية واحدة ونحاسيتين وحلت رياضة الغولف ثانية بذهبية وفضية ونحاسية والجيدو ثانيا أيضا برصيد 14 ميدالية منها أربع ذهبيات وفضيتين وثماني نحاسيات والكراطي بمجموع 11 ميدالية, منها ثلاث ذهبيات وفضية واحدة وسبع نحاسيات.
ومن جهتهم, حقق رياضيو ورياضيات الأولمبياد الخاص المغربي خلال الدورة الثالثة عشرة للألعاب العالمية الصيفية, التي أقيمت في يوليوز الماضي بالعاصمة اليونانية أثينا نتائج طيبة, بإحرازهم 34 ميدالية (9 ذهبية و9 فضية و16 نحاسية)، وكان لرياضة السباحة حصة الأسد من هذا الحصاد بنيلها ثلاث ذهبيات وأربع فضيات ونحاسيتين.
* انجازات ثلاث أخرى لا تقل أهمية رغم أنها تظهر في محتواها كأخبار عادية ألا وهي تأهل المنتخب المغربي للكبار بقيادة المدرب "غيريتس" إلى الكان ، لكن تبقى الطريقة والأسلوب الرائعين والمشوار المتميز بما فيه الفوز التاريخي على حساب الجار بالرباعية المدوية والفرحة العارمة التي عمت الملايين من المغاربة ليبقى في حد ذاته انجازا معنويا..
وعلى هذه الخطى أبى المنتخب الاولمبي " إلا أن يكمل مشوار الفرح والبهجة.. و يهدي للشعب المغربي تأهلا للألعاب الأولمبية القادمة بلندن..
ثم تتويج المنتخب الوطني للفتيان( لأقل من 17 سنة) بدورة شمال إفريقيا التي احتضنتها الرباط ما بين 20 و 23 دجنبر 2011 اثر فوزه فتياننا على نظرائهم الجزائريين بهدفين لصفر ..
في خضم هذه الإنجازات المادية والمعنوية ولكي يساير التطور البنيوي للمنشآت التحتية،سارت المملكة المغربية في تبسيط أرضية ملائمة لتعطى غلة ممتازة ... واهتدى المسؤولون على الشأن الكروي بافتتاح ملعبين جميلين من نوع الملاعب الجيل الجديد ألا و هما ملعبي طنجة و مراكش ،اللذين كان فخرا ومصدرا لانجازات كروية رائعة السالفة الذكر وكان افتتاحهما عن طريق دوريات دولية جميلة شهدت مشاركة أندية أوربية عريقة من فرنسا و إسبايا (ليون و باري سان سيرجمان و أتليتكو مدريد ..) الرياضية كان لازما على الجامعة الملكية لكرة القدم الاستغناء عن ثوب الهواية و ارتداء آخر ببصمة احترافية، و أن كان المظهر الجديد يحومه الكثير من الغموض واللبس إلا أن المبادرة في ولوج هذا النظام العالمي أملتها ظروف الساعة ومواكبة الأحداث الرياضية العالمية والقادم من الأيام والممارسة سيحسن أداء هذا الاحتراف في عقلياتنا وهويتنا الكروية ... نتائج هذا التطور الملموس و الملحوظ في الشأن الرياضي للبلد كان لها فعل السحر والتأثير على المحيط..
الخارجي حيث بدأت تتهاطل على المملكة من كل جهة فتم الظفر ب: البطولات والدورات التنظيمية
_تنظيم كأس إفريقيا للأمم سنة 2015
_الظفر بتنظيم كأس إفريقيا للفتيان 2013
_تنظيم كأس العالم للأندية سنتي 2013/2014
_تنظيم بطولة العالم للألعاب القوى 2014
هو حصاد جيد وايجابي من هذه القفزة النوعية الكبيرة في ظل هذه المكتسبات، لكن ما شهدته الأيام الأخيرة من سنة 2011 يستدعي من المغرب دبلوماسية رياضية أكثر قوة للتصدي لأعداء الوحدة الترابية ، إذا ما ذكرنا ما تعرضت له خريطة الوطن المغربي من بثر لجزئه الغالي "الصحراء المغربية" ، حيث انقشع المستور و تلقى المغرب طعنة من اقرب المقربين إليه عربيا ألا وهي دولة قطر في الدورة العربية التي جرت دجنبر 2011 ، إذ في صورة سافرة لشرف المغرب و كبريائه تم عرض خريطة المغرب مبتورة من صحرائه المغربية التي أستشهد فيها الرجال وحمل فيها النساء والرجال مصاحف القرآن والأعلام المغربية وصور عاهل المملكة ومهندس المسيرة الخضراء المرحوم الحسن الثاني وتأتي هذه الأخيرة وأمام أنظار العالم بأسره لتقزم خريطة المغرب في مشهد تتقزز له النفوس وتقشعر له الأبدان.. نفس المهزلة تعرضت لها خريطة المغرب مبتورة من صحرائه المغربية في بطولة إفريقيا للأندية البطلة في كرة السلة التي احتضنتها مدينة سلا مؤخرا.
في الأخير...لن يوقفنا كيد الكائدين ولا حقد الحاقدين ولا حسد الحاسدين ولا غيرة الغيورين ...على تمسكنا بتلابيب المملكة المغربية المقدسة بشعبها وملكها وأرضها من طنجة للكويرة الحبيبة ولن تقف ابتسامتنا ..ضحكاتنا ... فرحنا ....وبهجتنا ...لأننا بكل بساطة شعب كريم مضياف وكبير نعشق كل ما هو مغربي ونعشق التحدي.. وكل أيامنا انجازات وبطولات إن شاء المولى عز و جل وسنة 2011 ما هي إلا امتداد أبدي وأزلي للروح الرياضية الكبيرة التي يتمتع بها كل قلب مغربي ... كل الخير والنماء نرجوه يا بلدي يا اعز البلدان...
و ختاما لا يسعنا إلا الترحم على الرواح بعض الرياضيين الذين فقدتهم الرياضة المغربية خلال سنة 2011 إذ انتقل إلى دار البقاء اللاعب الدولي والمدرب السابق لأسود الأطلس لكرة القدم عبد الرحمان بلمحجوب, اللاعب الفنان والمبدع الذي كان يلقب ب"أمير ملعب حديقة الأمراء" عن سن يناهز 79 سنة بعد معاناته مع المرض لمدة طويلة ولاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب الوطني لكرة القدم الشاب زكريا الزروالي إثر مرض مفاجىء وعبد العزيز المسيوي أحد الوجوه البارزة في الحقل الرياضي والذي تعددت اهتماماته بين ما هو رياضي ونقابي وسياسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق