قضية و موقف//
لقاءات للمجتمع المدني بجامعة الأخوين تحت المجهر؟
منذ
أواخر القرن الماضي، وباقتحام الثقافات الدخيلة على المجتمع المغربي مع مجيء
العولمة، كان لابد للثقافة الاجتماعية هي الأخرى أن تشهد تغيرا جذريا في الأنماط
والعادات عما كانت عليه، وقد يكون مرد ذلك لعدة عوامل أهمها تغير المفاهيم
المرتبطة بتركيبة المجتمع المدني ولنا في إقليم إفران بسلطته، منتخبيه، جمعياته،
أحزابه، نقاباته وجميع الفاعلين الذاتيين والمعنويين نموذج...، سيما عندما يقع هذا
المجتمع المدني في يد هياكل ليست بالهينة لها مالها من أغراض لاحتضان وجلب كل الأطياف
من المجتمع ........ وقد استغرب العديد من المتتبعين بإقليم إفران مثلا كيف أصبحت
جامعة الأخوين بإفران مرتعا لاحتضان ملتقيات لتنظيم حملات منظمة بدأت ملامحها
تتكشف، هدفها الضغط السياسي على المجتمع بإقليم إفران من خلال فسح أبوابها لمن هب
ودب لعقد لقاءات بدعوى الانفتاح على المحيط الخارجي للجامعة وتحت مقلصة أنها جامعة
تساهم من خلال دعوة طلبتها الانخراط في أعمال اجتماعية كشرط لاجتياز امتحانات
الماستر خاصة في مجال السياسة والأعمال ، لذا يتوجب على كل طالب تقديم دروس خصوصية
بالمجان لأبناء سكان القرى المجاورة.. يقول مسؤولوها إنها جامعة عمومية، مفتوحة في
وجه الجميع... ونتيجة ذلك اختلطت على المتتبعين للشأن الجامعي بهاته المؤسسة أسودها
مع أبيضها سيما عندما جعلت عددا من انشطتها الموازية والمحتضنة لها إقليميا بجميع الألوان
تتلخص في لون رمادي أقرب منه الى الظلام.. لقاءات تتداخل فيها الحساسيات السياسية
وتصفية الحسابات بين المنظمين أو المشاركين بل وحتى بعض المشرفين على تلك اللقاءات
بين الأطراف النافذة في السلطة وتضارب المصالح ..
نعم من
حق هاته الجمعيات او الفعاليات المجتمعية أن تعقد وتنظم لقاءات للتدارس و للنقاش
حول واقع الشؤون الإقليمية والمحلية كفرص بمقدروها كشف جزء من المستور والمسكوت
عنه، ولا يمنع هذا النهج الفعاليات المجتمعية من ممارسة دورها في الرقابة المشروعة
حول تدبير الشؤون الاقليمية والمحلية معا مادامت الرقابة تلعب دورا هاما وفاعلا
على العمل التسييري والتدبيري، كما تساعد على خلق الوعي السياسي داخل المجتمع
بالمقابل يجب أن يتحلى المنتسب أو المنتمي أو العضو النشيط بالقناعة الشخصية لخدمة
المواطن والوطن، وليس خدمة أجندة ونخبة أو لقضاء مآرب شخصية على شاكلة الطابور
الخامس.
مثل هاته
الحالة من اللقاءات المفتوحة لمن هب ودب
خارج النهج التعليمي الأكاديمي المسطر فإنها كل
ما يمكن وصفها به هي لقاءات التحريض على الفوضى في مختلف القطاعات الحساسة
بالإقليم و التي عرفت خلال السنة الجارية عددا منها؟ و هل فعلا تساهم جامعة الأخوين
في تحريض الناس على التظاهر وتقديم مطالب للسلطات المحلية وتأليب المجتمع المدني
على الشؤون المحلية؟، لا يمكن وصف ما رفع منها حتى الآن إلا بالمطالب العادية
جداً، ولا علاقة لمطالبيها بالاستراتيجية المرتبطة و بالتنمية المحلية ككل وأقصاها
كان مزيداً من الحرية دون أن يحدد من يهتف بذلك ما "الحرية" التي يطالب
بها.
وبحسب
متتبعين للشأنين الإقليمي و المحلي فإنه أصبح
من الواضح من كل ذلك أن هناك مجموعات مهنية ومنظمة تعمل من خارج الوطن وبدعم من
مجموعات بالداخل منهم من هو معارض فعلاً ومنهم من هو مغرر بالمال وبالوعود الكاذبة
ومنهم من يعتقد أن الأمر تسلية ويريد المشاركة وأغلبيتهم من الشباب الذين تتراوح
أعمارهم بين العقدين الثاني والثالث دون أن يعلموا مخاطر الوقوع في هذا الفخ...وهذا
النوع من الشباب هم الأكثر استهدافاً من قبل منظمي اللقاءات التي تدعي انها لقاءات
في خدمة الشان المحلي.....
ولنكن
أكثر صراحة، فالأمر الخطير الوحيد هو حالة الطمأنينة عند المسؤولين الذين يعتمدون
على سمعة الجامعة، يعلمون بما ينظم وما يحاك داخل الجامعة من قبل فئات تدعي نفسها
مجتمعا مدنيا بالإقليم يبقى هؤلاء
المسؤولين مكتوفي الأيدي، فالمطلوب اليوم من كل أطياف المجتمع السياسي
المسؤول والجمعيات الحقوقية المسؤولة وكل مكونات المجتمع المدني المنظم والحريصين
على الاستقرار التحرك ليس لحصار اللقاءات التي تفتح بالأخوين في وجه يافعين سياسيا
واجتماعيا بل لتوعية الشباب والمغرر بهم
ومن يمكن تغريره بخطورة ما يحاك تجاه الإقليم والوطن ككل، فهذه ليست مسؤولية
الدولة بل مسؤوليتنا جميعاً لأننا كلنا مستهدفون، كما يترتب على المسؤولين أن
يخرجوا عن صمتهم وأن يقفوا بكل جلاء للكشف عن سرهذا الكرم الجامعي في احتضان
لقاءات صنفها متتبعون بأنها فرص تحريضية على الشؤون المحلية والتدخل فيها لا أن
يختبئوا خلف مكاتبهم.. فجميعهم مطالب اليوم الاستجابة لمطالب الناس وكرامتهم وحفظ
الامن والأمان الاجتماعيين..
وليتذكر
الجميع أننا نتعامل هنا مع مجموعات تكوّن تكوينا مهنيا للغاية تدرك جيداً ما تقوم
به من خطوات وهي بحاجة إلى مواجهة شاملة من كل المجتمع الإفراني على وجه الخصوص.
لا نسعى إلى
شن هجمة على جامعة الأخوين لكن بدا بعض المجال كئيباً خلال بعض اللقاءات التي احتضنتها الجامعة
في فترات من السنوات الأخيرة مع انتشار ظاهرة الربيع العربي وحريات المجتمع المدني.. ودون
الدخول في تفاصيل ..لأن المهم هو فرز العمل الصالح من العمل الطالح لتفادي تمييع
جدلية الإصلاح والفساد في قالب منهجي تدافعي بزعم الدفاع عن هوية المواطن
الإفراني واستغفاله بالغوص في صراعات انتخابوية تروم إلى ترسيخ العصبية الحزبية
والأنانية النفعية في محاولة لتمويه الرأي العام المحلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق