فعاليات تلتئم في مكناس من أجل إرساء أسس قيم التسامح والتعايش
*/* البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"
//مكناس:حسن جبوري//
اِلتأمت صباح يوم السبت 23/01/2016 بفندق المنظر الجميل بمكناس فعاليات وفدت من مدن وجدة، والناظور، وبركان ، ومكناس، وآزرو، وأكادير وتطوان بهدف إرساء تصور شمولي مبني على أسس القيم المدنية ولمناقشة موضوع التسامح من أجل نبذ كل أشكال الكراهية المبنية على اللون والعرق والجنس واللغة والدين في حياتنا العامة والخاصة وحصريا داخل فضاء المؤسسات التعليمية...
لقاء ضم عددا من الميسرين المحليين لبرنامج المنتدى المغربي لشباب التسامح أطره كل من السيد محمد النص مدير البرنامج بالمغرب والدكتور جمال بندحمان بالإضافة إلى كل من الأساتذة عبد الإله الصغير من تطوان وخالد العلمي من فاس.
وانطلقت محاور هذا اللقاء التواصلي بعرض تعريفي لبرنامج المنتدى المغربي لشباب التسامح ألقى من طرف السيد محمد النص مدير البرنامج والذي أعطى نبذة تاريخية عن أهداف وظروف التأسيس والإنزال والسياقات التي يشتغل فيها البرنامج على مستوى الأجرأة والتفعيل والجدولة الزمنية للإنزال على ارض الواقع بالمدن المستهدفة معتبرا أن الدعامات الأساسية للبرنامج تتغير التصدي للظواهر السلبية المتنامية داخل المجتمع على مستوى العنف اللفظي والجسدي والذي طال فضاءاتنا التعليمية بكل مستوياتها، مما حتم إرساء تصور شمولي مبني على أسس القيم المدنية ذات الصلة بمبادئ التسامح والتعايش والقبول بالاختلاف المرسي للتعايش المشترك داخل فضاءاتنا التعليمية المعنية بترسيخ هذه القيم بها باعتبارها المشتل الملائم والمؤهل لهذا الإرساء....مؤكدا على الدور الأساسي للمؤسسات التعليمية باعتبارها فضاءات ميسرة لتنشئة الأجيال الصاعدة المنتصرة للثقافة المدنية المرتكزة المشترك وعلى ترسيخ أسس المواطنة المعززة للتسامح والقبول بالآخر ونبذ السلوكيات العدوانية المهددة للقيم وللحقوق المدنية المنبثقة من المواثيق الكونية لحقوق الإنسان ومن أدبيات وسلوكيات ثقافتنا العريقة المرسخة لهذه المبادئ.
مؤكدا بان التركيز على المؤسسات التعليمية لم يأت اعتباطا بل ارتكز على المؤشرات الإحصائية الدالة على تنامي ظواهر العنف بالوسط المدرسي والذي يعتبر إشكالا حقيقيا تترتب عنه العديد من الانعكاسات السلبية على المناخ التربوي بفضاء المؤسسات التعليمية...بالإضافة إلى كل التمظهرات التي تشكلها الممارسات العنيفة المهددة للرسالة التربوية للمؤسسة التعليمية خصوصا ما يتعلق منها بالتحرش والتدخين والتعاطي للمخدرات واقتحام الفضاءات التربوية إلى غير ذلك من الممارسات المنتهكة لحرمتها وقيمها التربوية مما يتطلب المواكبة والتتبع عبر إرساء أندية تربوية تعمل لعلى محاصرة كل الظواهر المرتبطة بالعنف اللفظي والجسدي من خلال إعمال مبادئ التسامح عن طريق الممارسة البيداغوجية وبواسطة المسلكيات المعززة للتواصل والاحترام وتقبل الآخر والتعايش معه تفاعليا وإدماجيا وإبداعيا.
مداخلة الدكتور جمال بن دحمان طالت الجانب التعريفي بالبرنامج وإلحاحيته التأطيرية والتنظيمية واستجابته لحاجة مستعجلة وماسة على مستوى محاصرة الظواهر المتسربة لفضاء ومحيط المؤسسات التربوية مؤكدا على ارتفاع ظواهر العنف وثقافة اللا تعايش واللا تسامح وغياب ثقافة تدبير الاختلاف وتغييب السلوك المدني في فض الخلافات الطارئة معتبرا أن إرساء الموضوع داخل المؤسسات التعليمية أصبح ضرورة تربوية آنية وملحة لمحاصرة كل الممارسات السلبية الخادشة لدور التربية ولدور المؤسسة التعليمية داخل المجتمع، والتي يمكنها من خلال الإرساء الديداكتيكي لمفهوم التسامح من خلال التمكين والتأطير على مستوى الأندية لتمرير المفاهيم والمصطلحات والأهداف والبرامج المنتصرة لكل المقاربات التربوية المجسدة والمعززة للتسامح والداعمة لمبادئ التعايش المدبر للاختلاف بكل أنواعه ومستوياته وتمظهراته... معتبرا أن تبني مفاهيم التسامح وثقافة التعايش والقبول بالآخر يؤدي إلى محاصرة ورصد كل مظاهر العنف الاجتماعي سواء داخل فضاءاتنا التعليمية أو بالشارع العام وبالتالي فالتحدي المرفوع أمام كل الفاعلين التربويين والجمعويين والسياسيين يتجلى في مواجهة ظواهر العنف بكل مستوياته اللفظية والجسدية وتصريف المواقف والإجابات الضرورية تجاه الظاهرة لمحاصرتها والحد من تأثيراتها السلبية تجاه التماسك الاجتماعي....مؤكدا على ان تمرير قيم التسامح وثقافة التعايش والقبول بالآخر يعتبر مدخلا أساسيا لنبذ كل مظاهر العنف داخل المجتمع من خلال الانخراط الواعي للمؤسسات التعليمية وجمعيات الآباء والأولياء وكل الفاعلين من خلال اعتماد كل المقاربات التشاركية الممكنة لتقوية التعبئة المجتمعية للتصدي لظواهر العنف واللا تسامح وبالتالي ترسيخ وتأصيل ثقافة مدنية قائمة على نبذ كل مظاهر العنف والتصدي لكل الممارسات السلوكات الحاطة بالكرامة الإنسانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق