الأربعاء، 4 يوليو 2018

هنا إفران بحروفها المتمردة، وعلى سبيل المثال:"من قال أن القنافذ لا تتلاصق بعضها بالبعض؟"

هنا إفران بحروفها المتمردة، وعلى سبيل المثال:
"من قال أن القنافذ لا تتلاصق بعضها بالبعض؟"
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
يفترض أن نفعل جميعاً في دنيا الناس، أو بعض الناس على الأقل، فهؤلاء البعض كالقنافذ، يحيطون أنفسهم بأشواك غير منظورة، لكن وخزها سرعان ما يبدو مؤلماً جداً، خاصة لأولئك الذين يقتربون أكثر مما يجب أو يقتربون من دون داعٍ أحياناً أو يقتربون من دون حذر؟..
البعض يصيبنا سريعاً من دون سابق إنذار، لأننا انخرطنا معهم بغير حساب، وتفاعلنا معهم بنوايا بريئة أكثر مما ينبغي؟؟؟...
تشابه بعض الناس مع القنافذ في سلوكيات كثيرة، فلهم الأشواك نفسها، التي إذا ما وجهوها لك، فإن شرَّ وخزتها لا يمكن نسيانه، هذا إذا أبقتك الوخزة على قيد الحياة، والقنفذ جبان يختبئ عند الضرورة، وكثيرون يختفون عندما تشعر بأنك بحاجة إليهم، لكنهم يظهرون كسرعة البرق إذا ما احتاجوا إليك، وهي كائنات براجماتية "مصلحجية"، لكن هذه السمة ليست سيئة بالمطلق، حتى وإن ارتبطت في أذهاننا بتوجه فكرى قائم على النفعية والفردانية السيئة، التي لا يرى أصحابها من الدنيا سوى مصلحتهم فقط".
ربما من الذكاء أن ننظر في سلوك هذه القنافذ الآدمية، ونحن ننعى حظنا في صداقات وعلاقات ومعارف لا نتذكر منها سوى الجحود!!!..
فالقنافذ تبدو حكيمة جداً، وهي تعلمنا أننا حين نقترب من البعض، فإن علينا ألا نندفع كثيراً وألا نصدق كل شيء، على اعتبار أن ليس كل ما يلمع ذهباً!!.
إن الحياة بلا أصدقاء وزملاء ومعارف تبدو كئيبة ومملة وفارغة، فحتى أنبياء الله سألوا الله الرفقة، وألا يتركهم وحدهم يواجهون مرارات الدنيا، نقترب من أصدقائنا لنتشارك معهم لحظات الفرح والأوقات الصعبة أيضاً، لا بأس في هذا... إنه سلوك إنساني طبيعي يظهر تلك الطبيعة القديمة جداً في الإنسان، كونه كائناً اجتماعياً بامتياز، يرغب دائماً في الرفقة وأن يكون له صفوة من الأصدقاء المقرّبين...
لكن بشكل عام، يجب -لكي نعيش في سعادة- أن نحذر من تطبيق قواعد وسلوكيات العلاقات الحميمة مع الجميع، فهذا قد يعود علينا بآلام وهموم نحن في غنى عنها...
لنحذر من أن تكون بوابات قلوبنا مشرعة دائماً بلا مفاتيح ليل/نهار(!؟@)... فساعتها قد يتسلل قنفذ بأشواك سامة إلى فناء القلب، وقد يجتهد في ان يصيبنا بضربة قاتلة...
كذلك هي حالتُنا في علاقاتنا البشرية، لا يخلو الواحد منا من أشواك تُحيط به وبغيره، و لكن لن يحصل على الدفء ما لم يحتمل وخزات الشوك و الألم.
فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا....
قال أحمد مطر في وصف العرب :
يكذبون بمنتهى الصدق
ويغشون بمنتهى الضمير 
وينصبون بمنتهى الأمانة 
ويخونون بمنتهى الإخلاص 
ويدعمون أعداءهم بكل سخاء 
ويدمرون بلدانهم بكل وطنية 
ويقتلون إخوانهم بكل إنسانية 
وعندهم مناعة ورفض في تطوير الذات والتقدم والبحث العلمي وتبلد ذهني للغاية .
كل أحلام البشرية تنمو وتكبر في طريق تحقيقها، سوى تلك المبتلات بعوامل الجهل والديكتاتورية الموؤدة لأحلام الوطن والمواطن... ومن جارا حبرا عسى حقيقة تتجلى ومعلومة تتكشف!!..
تظلم الحياة وتسود الضبابية، وتعلو أناة المستضعفين والمهمشين، لابد من ميلاد ثورة الحروف للتمرد فقد تكون مُرَّةَ وقد لاتكون.
...
تحياتي للألباب...
... الحاصول:"الله يحفظنا ويحفظكم يا أصحاب النية من كل لسعة حية آدمية مخزية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق