الثلاثاء، 19 أبريل 2011



على إثر ما عاشته 24 قطعة و ما يناهز 48 آلاف متر مكعب من شجر الأرز نهبتها مافيا الأخشاب في غابة الأطلس المتوسط:
لجنة من المندوبية السامية للمياه و الغابات تحل بإقليم افران للتقصي و التحقيق في مجزرة أشجار الأرز

آزرو – محمد عبيـــــــد

تتواجد بإقليم إفران منذ فاتح ابريل الجاري لجنة من المصالح المركزية للمندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر في إطار القيام بمهام التحقيق والبحث في المنطقتين الغابويتين لكل من سلوان الشرقية والغربية بمقاطعة عين اللوح التي تخضع لها جماعة واد افران ..

و يأتي تقصي الدوائر المركزية في هذا القطاع بعد أن كان قد خرج عدد من مستغلي الغابة بإقليم إفران عن صمتهم منذ أشهر ليضعوا الدوائر المسؤولة عن القطاع الغابوي في قفص الاتهام التي كثيرا ما كانت سهامه تتجه فقط صوبهم تضعهم في موقع التواطؤ في الشؤون الغابوية كمستنزفي ومهربي شجر الأرز الذي يتم تهريبه من منطقة الأطلس المتوسط إلى عدد من المناطق المغربية يباع فيها بأثمان باهضة لاوراش النجارة على وجه الخصوص بمدينة مراكش.. لتتوصل لمصالح المياه والغابات على مستوى جميع الأصعدة إقليميا ،جهويا ووطنيا بما ي لا يقل عن 13 شكاية كلها تحذر الجهات المسؤولة من الأخطار المحدقة بالمجال الغابوي بإقليم افران و بمناطق مختلفة جراء ما يتعرض له بشكل متواصل من عمليات اجتثاث و قطع واستنزاف من طرف عصابات منظمة تتكون من مجموعات تقوم بعملية التسلل إلى الغابة وقطع الأشجار ونشرها ثم نقلها بواسطة الشاحنات والدواب إلى نقط البيع بالإضافة إلى العشرات من الهكتارات التي كانت عرضة لالتهامها بالنيران في ظروف غير مفهومة ، لا زالت التحقيقات سارية في شانها لتدقيق الأسباب والملابسات التي أدت إلى عدم توازن المنظومة الغابوية ، والتأثير سلبا على الغطاء الايكولوجي مما يفتح المجال على مصراعيه للطفيليات المدمرة و التي تلحق أضرارا بليغة وتسبب في موت شجرة الأرز، حيث أن مجموعة من الدراسات للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أفادت أن مساحات مهمة من أشجار الأرز بمنطقة الأطلس المتوسط مهددة بالاندثار والانقراض ،كما أن عمليات النهب التي تلحق شجرة الأرز تسبب خسارة كبيرة لخزينة الدولة في علاقتها مع الجماعة المحلية حيث أن الكميات المسروقة تفوق قيمتها مئات ملايين الدرهم لو تم اعتمادها في مشاريع استثمارية وتنموية لفائدة الساكنة المجاورة للغابة لكانت قد ساهمت في تحمل الجميع مسؤولية الحفاظ على هذه الثروة الغابوية...

مساحات مهمة ومتفرقة من غابات الأرز بإقليم افران تم اقتلاعها وقطعها بطرق احترافية ودون أي تخوف ، يقول احد مستغلي الغابة المستنكرين ، مضيفا : تساؤل عريض يمكن طرحه عن دور مصالح المراقبة بالمياه والغابات بإقليم افران ، فغابة سلوان الشرقية والغربية موضوع الشكايات التي وجهت إلى الجهات المسؤولة كانت بهدف تحذير هاته الجهات مما يلحق الغابات من نهب إلا أنها لم تكن لتولي الأمور الجدية المطلوبة لوضع حد آني لتلك المجازر ، فكان اللقاء الذي نظم بإفران من طرف جامعة المولى إسماعيل بتنسيق مع جميع المتدخلين مناسبة لاستنكار جرائم القطع والنهب الغير القانوني الذي يلحق غابات الأرز بمباركة من طرف من أوكلت لهم مهمة السهر والحفاظ على الغابة...

واقع المجال الغابوي و ما يعرفه من استنزاف لثرواته و بخاصة أشجار الأرز التي تم نهبها من طرف لصوص الغابة بمباركة وتدبير ممن أوكلت لهم مهمة الحماية عوض التستر مقابل إتاوات وصفقات سوداء إذ أن أكثر من 8 قطع غابوية بتاعريشت و8 قطع غابوية أخرى ب:ايش اوخوان بسلوان الغربية عرفت اجتثاث لشجرة الأرز لم يسبق له مثيل نفس الأمر بمنطقتي تلاغين و دادة موسى أكثر من 8 قطع أخرى عرفت نهب واستنزاف حيث أن عملية التقصي قادت منذ الوهلة الأولى من الزيارة إلى ضبط اجتثاث أكثر من500 شجرة أرز في انتظار ما قد تكشف عنه التحريات الجارية من كميات اخرى و ما ستحمله التقارير المنجزة لاحقا من انتهاكات مست المجال الغابوي بهذه المنطقة..

و كان أن تناقلت أصداء من بين المهتمين و المتتبعين للشأن الغابوي بالأطلس المتوسط أن الكميات المسروقة من شجرة الأرز – الذهب الأسود – توجه إلى مناطق ايت بومزوغ بخنيفرة – اكرسيف بميدلت – أنوا أوعلا بالقباب – آيت ودير ببومية بواسطة ناقلات بمحرك والدواب الأحصنة كما أن مجموعة من المناطق تعتبر بمثابة مخازن للخشب المسروق بواد سرو وكروشن على سبيل المثال ليتم نقل الأخشاب بعد نشرها إلى مناطق سواء في تجاه الجنوب إلى خنيفرة ، بومية وميدلت ،مراكش أو تجاه الشرق بكل من مكناس و فاس...

كما أن بعض المصادر المقربة من القطاع الغابوي بإقليم إفران أثارت انه منذ 3 سنوات و الغابة تتعرض للتدمير في سرية تامة مما جعلها عبارة عن مجزرة لأشجار الأرز التي تتحول إلى مجموعات من القطع (مادرية) سجلت أرقاما قياسية كون انه جاء في تقرير للجنة الجهوية أن حجم الأرز في نونبر 2009 الذي يترك على بقع المخالفات وصل إلى 9 آلاف متر مكعب و في يونيه 2010 انتقل إلى 18 ألف متر مكعب ليصل إلى حجم إجمالي قدر ب 36 ألف متر مكعب أي ما يناهز 4 آلاف شجرة أرز ، هذه الإحصائيات التي تكشف تقريبا عن 4800م3 فقط في 11 دفعة إضافة إلى 2400 جزمة خشبية من الأرز تم حجزها من قبل المصالح الغابوية مما يفرز معه مدى الكارثة البيئية التي تعد سابقة في المغرب مما أضحى بسببه الغطاء الغابوي في إقليم إفران ، مهددا بالانقراض في أي لحظة، جراء استهدافه من قبل مافيا تهريب شجر الأرز..وما يفسره من الضغط الذي تتعرض له الغابة، من قبل مافيا التهريب... و بحسب مهنيي الخشب فان القطعة الواحدة من خشب الأرز المهرب تباع على الأقل ب ب200 درهم، في حين أن الثمن العادي للقطعة لا يتجاوز خمسمائة درهم في الحالات العادية.

خلفت هذه العملية – التي ليست بالأولى من نوعها و التي تكررت في أكثر من مرة خلال السنتين الأخيرتين على وجه الخصوص – ردود فعل لدى الرأي العام الإقليمي الذي استنكر ما تتعرض له الغابة بإقليم افران من نهب و ضغط كبيرو ممنهج تتعرض له الغابة لاحتوائها على شجر الأرز و طلبت فعاليات مهتمة بالشأن الغابوي المصالح المركزية للمياه و الغابات و معها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالتدخل السليم و الصريح للكشف عن حقيقة و هوية مجرمي الغابة و الضرب على أيديهم و تطبيق المساطر القانونية المعمول بها في إطار تجريم السطو على الغابة كتراث عالمي و ما يتم إعماله في إطار القانون الجنائي الخاص بالمسطرة الجنائية الدولية و ما يتطلبه الأمر من اعتماد المشرع المغربي إلى الرفع من درجة تجريم الاعتداءات على الغابة و جعلها في درجة الجنح و الجنايات، للحد من خطورة الأوضاع التي تهدد المجال الغابوي و تأثيرها على التوازن البيئي و ما يترتب عن ذلك من تهديد للحياة و من تهديد التشكلات الغابوية بالإقليم من أشجار و غطاء نباتي و ثروات حيوانية، محملا المسؤولية بصفة خاصة للجهات الموكل إليها حماية الغابة و وضع التدابير الملائمة لحماية هذه الثروة باعتبارها التراث الوطني، مع العلم أن الغابة بإقليم إفران كانت قد شهدت مؤخرا عمليات متعددة لقطع الأشجار الخضراء بعشوائية مما عرض عددا من البقع بالغابة إلى إتلاف أشجار قبل الأوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق