البغلة ما كاتولدش أسّي الفهري و السّي الطاوسي...
علاش؟؟؟؟؟
محمد عبيد - آزرو
لعل صدمة
الخروج من الدور الأول من كاس الأمم الإفريقية بجنوب إفريقيا كـانت قوية،ولم تكن
الصدمة تتجلى في التعـادل الثالث على التوالي بقدر مـا تجلت في غياب المنتخب غياب
شخصية المنتخب المغربي... من الواضح أيضا ان الطـاوسي فشل في الفصل بين
شخصيته كمدرب مطالب بقيادة الأسود وسفينة المنتخب لشط الأمـان وبين شخصيته كمواطن
مغربي يشجع منتخبه ويفقد الأعصـاب لمجرد اهتزاز شباكه وإن قارنتم الحالة التي كـان عليهـا مدرب جنوب إفريقيا و قبله مدرب الرأس الأخضر - خلال مواجهة فريقيهما لفريقنا المغربي - والحالة التي كان عليهـا رشيد الطاوسي ستلاحظون
دون شك كيف ان المدربين معا كـانا واثقين
في إمكانياتهما وفي عملهما عكس الطاوسي الذي كـان يعطي انطباعا للاعبين وأيضا
للجمهور المغربي أن أجواء كل من المبـاراتين خرجت عن السيطرة تماما، وحالة الطاوسي
لم تكن فردية للأسف فحتى اللاعبين دب إلى أقدامهم الشك في قدراتهم مباشرة بعد
تسجيل الهدف، فظهر الكل تائها مـا جعلهم
يخرجون تماما من أجواء المبـاراتين معا مع قرب نهايتيهما ..
فعندما زف
لنـا رئيس الجـامعة بشـرى اهتداء الجـامعة أخيرا إلى تعيين مدربـا مغربيـا على النخبة
الوطنية في إحدى خرجاته الإعلامية النـادرة الكل استبشر الكثير من المغاربة خيرا من
هذه الخطوة المبـاركة ولو أن الشعب المغربي يدري جيدا أن الخلل لا يكمن وحده في ربـان
الأسود بقدر ما هو خلل يهم المنظومة الكروية ككل في البـلاد لكن وكجرعة مسكنة للألم
تقبلنـا هذه الخطوة بارتياح كبير واضعين في الحسبان وفي البال تجاربنـا الإيجابية مع
الأطر الوطنية في مختلف المنـافسات القارية.
انتظرنا بفارغ
الصبر الخروج الأول الإعلامي لرشيد الطاوسي ليشفي به غليل فضولنـا حول الخطوط العريضة
لمشروعـه الكروي المنتظـر وبالفعل لم تخرج تصريحات الطاوسي عن المتوقع فأكد لنـا بالحرف
أن باب المنتخب بات مفتوحا للجميع وزمن التكتلات والتدخلات ولى من غير رجعـة وخصوصـا
بالنسبة للاعبين المحليين الذين عانوا كثيرا من ويلات التهميش والنفي خـارج أسـوار
المنتخب لسنوات عدة رغم تعاقب المدربيـن. خطوة استحسنهـا الكل في ظل سطوع نجوم نوادينـا
في البطولة الاحترافية وتراجع مستوى محترفينـا في البطولات الأوربيـة وتجاربنـا المريرة
معهم في أكثر من مناسبة جعلتنـا نخرج بقناعة أن اللاعب المحترف بات عـاجزا عن الدفـاع
عن ألوان المنتخب وسط الأدغـال الإفريقية دون التشكيك في وطنيتهم لأننـا لا نعلم ما
تخفي الصدور وهذا يدخل في علم الغيب.
"لقد ربحنا منتخبا معدل أعماره 24 سنة وهو النواة التي سنعتمدها
مستقبلا خلال البطولات القادمة"، هكذا بدأ رشيد الطوسي مدرب المنتخب المغربي تصريحه
مباشرة بعد نهاية المباراة بالتعادل (2- 2) مع جنوب إفريقيا والذي أخرج المغرب من كأس
الأمم مبكرا...." احنا المدرب اللي جا و العام اللي جا نتهرب إلى الأمام: نبقي
فريق المستقبل".
الطاوسي
تتغلب عليه الوطنية و العصبية في كل لقاء تجده "يتعصر" و تظهر على محياه
علامات التحسر و الحيرة رغم انه لم يسجل علينا او لم نجد منفذا لمرمى الخصم.. لكن
يجب ان نؤكد انه ثمة بون شاسع بين الأحلام و الواقع و الأحلام هي كثرة كلامه و أمنياته...
لكن هذه الصور
الوردية التي رسمهـا لنـا بيكاسو زمانه رشيد الطاوسي في أذهاننـا البريئة والساذجة
والتي تصدق كل شيء كانت للأسف الشديد مجرد أضغاث أحلام حاول من خلالهـا ابن الدار دغدغت
مشاعرنا المرهفة وأحاسيسنا المنكسـرة من تراكم الخيبات و الانكسارات فلم يتغيـر حال
لاعبنا المحلي عن ما سبق فقد كان قدره محتومـا وأقوى من تمنياتنا وطاله النسيـان والنكران
بين جدران أشباح لاعبين محترفين في أوروبا.
استدعـاء
خمسة لاعبين محليين من بينهم ثلاثة حراس !! يؤكد بالملموس أن المسيو الطاوسي لم يستطع
بعد التخلص من تركة من سبقوه من العباقرة الذين ساروا على نفس النهج فحصدوا الخيبات
وخرجوا من أضيق الأبواب وكلفوا جيوب المواطنين ملايير السنتيمـات. لا أنتقد الطاوسي
لاعتماده على المحترفين بالقدر الذي أنتقده أنه روج لخطـاب كاذب بين النـاس ولم يف
بـه فيما بعد. فقولـه أنه سوف يعيد الاعتبار للبطولة الوطنية كانت فقط خطوة خبيثـة
لاستمالة قلوب السذج من النـاس وها نحن الآن أمام واقع لتكريس تواضعنـا في المحافل
القاريـة التي تتمرد فيه الصغـار على الكبـار الذين بالطبع لازالوا يعيشون داخل كبسولاتهم
الزمنية التي تعود إلى سنوات السبعينات دون أن يستطيعوا الخروج منهـا والنظر إلى ما
وصلت إليه منتخبـات كانت تائهة في الخريطة الإفريقية بالأمس.... إنها الآن سـائرة لإعادة
رسم معالم النظام الكروي الإفريقي الجديد ولم يتعلم المنتخب المغربي من أخطائه وواصل
اللعب بالنار... واش عارفين باللي البغلة ما كاتولدش؟ علاش و كيفاش؟.. ينطبق وضعها
على منتخب الكرة المغربي.. يوم تولد البغلة غادي يكون عندنا منتخب اللي كيفرّح...
يحكى أنه
في إحدى القرى الإفريقية الواقعة وسط أدغال تعزل سكانها عن العالم الخارجي، الأمر
الذي جعلها في عزلة و جعلها غامضة بالنسبة للسكان العالم الخارجي، الأمر الذي دفع
بعض الباحثين عن المغامرة على السعي لاكتشاف هذه القرية...
بعد الصعوبة
الناتجة عن الطريق الصعب وسط الغابة، و الخطورة الدائمة التي تجعل الشاب فريسة
سهلة لحيوانات الغابة، نجح الشاب في الوصول للقرية، كان الاستقبال القرويين له
يغلب عليه طابع الحذر، و هذا أمر طبيعي، فالشاب بالنسبة لهم هو غريب و قد يشكل
خطورة على القرية،الأمر الذي دفع الشاب للبقاء معهم مدة من الزمان ليكسب ثقتهم و
يتعرف على عاداتهم و تقاليدهم...
مرت
الأيام و بعدها الشهور..و كسب الشاب ثقة القرويين..الأمر الذي أعطى للشاب الحرية
في التنقل وسط القرية و محادثة الجميع... فحسب الشاب فالتواصل مع الساكنة هو
الطريق الأمثل لمعرفة القرية و تاريخها...
في إحدى
الأيام اجتمعت القرية عند كوخ زعيمها.. فالتحق الشاب بالركب قصد معرفة سبب هذا
الاجتماع الغريب.. و نجح في إيجاد مكان له قريبا من الزعيم.. فإذا بالاجتماع هو
محاكمة لساحر القبيلة و طبيبها.. و التهمة هي ارتفاع عدد الوفيات بين سكان القرية
بسبب مرض مجهول انتشر منذ سنوات بل إن هذه المحاكمة ليست الأولى فقد سبقتها
محاكمات أخرى، و التي كان الحكم فيها بإعدام الساحر و استبداله بآخر جديد...
أمام هول
هذه الحادثة قرر الشاب مغادرة القرية و الرجوع لدياره... و عند مغادرته أخذ معه
عينة من دم أحد المصابين بالمرض المجهول ليقدمه لأطباء قصد تحليله و تحديد أسباب هذا
المرض الذي ينهش أرواح القرية.. و بعد مدة قصيرة تلقى نتيجة الفحص، فالمرض المجهول
ما هو إلا مرض وراثي وجد الوسط المساعد لكون السكان القرية لا يخالطون الأغراب و
لا يتزوجون من خارج القرية....
هذا
تماما ما يقع في جامعتنا الموقرة للكرة القدم.. و التي يمكن تشبيها بالقرية
المعزولة و التي تسهر على تسير قطاع كروي أصبح مريضا و يتخبط في النتائج السلبية..
و كقصتنا هنا شخص واحد هو من يدفع الثمن حتى و لم يكون هو المسؤول على الفشل و
المرض...
في سنة 2006 حتى
لا نعود كثيرا للوراء، فشل المنتخب المغربي في تحقيق نتائج إيجابية في العرس
الإفريقي،و كان قرار زعيم القرية هو محاكمة الساحر، و كان حينها هو المدرب الوطني
محمد فاخر، فتمت إقالته بعدها و استبداله بالساحر الفرنسي هنري ميشيل ليفشل بدوره
في عرس 2008، و تتم بدوره محاكمته و استبداله بساخر آخر و كان بدوره فرنسي و هو
المدرب لومير الذي فشل في نصف الطريق لتتم استبداله بما عرف بالتركيبة الرباعية، و
يفشل الجميع في تحقيق التأهل لعرس العالمي و الإفريقي سنة 2010، ليتم تعيين مرة
أخرى ساحر جديد و كان هذه المرة بلجيكيا (المدرب غيريس) ليكون الفشل حصيلته في
العرس 2012 بالغابون و غينيا، هنا أيضا
تمت إقالته و اعتماد على ساحر مغربي جديد و هو الإطار الوطني الطاوسي...هل يخرج مصيره
عن هاته اللائحة؟؟؟؟؟؟
أين يكمن
الخلل؟ وما هو الداء؟ هل في الحاكم؟ ألم نغير الحاكم واستمرت النكسات والزلات.. أم
هناك لوبي يتحكم في دواليب الجامعة من وراء الستار... لأننا
شاهدنا نفس السياسة المتبعة،ليس هناك تغيير في النهج، نفس الأخطاء ترتكب وكأن
المرض الوراثي في كل جامعة...
خلاصة
القول ياسادة هي أن " الديك لا يبيض
و البغلة لم ولن تلد" نقطة وارجع إلى السطر عفوا إلى الصفر. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق