الأربعاء، 6 فبراير 2013


قضية و موقف//
أسطورة الغول و الخل الوفي
محمد عبيد (آزرو)             
هذا زمن صار فيه الفهم جنونا والغباء لياقة، صار فيه المباح محظورا والمحظور مباحا..(بإيقاع سريع) صار فيه النهب كرامة وصار فيه الفقر عقاب..صار فيه الحرف جريمة وصار فيه الصمت صوابا... صار فيه الجبن حيادا والحمار جواد... صار فيه المنطق هراء والخرافة أم العلوم...صار فيه التملق وضوحا والتسلق طموحا... صار فيه المبتدأ خبرا والخبر مبتدأ(إيقاع سريع) صار فيه الماضي مضارعا والمضارع ممنوعا من الصرف..هذا زمن كثرت فيه حروف العلة...صار فيه الفعل محذوفا والفاعل ساكنا نائبه مجرورا والجملة الفعلية في محل اتكال لا محل لها من الأعراب......هذا الحوار الدراماتورجي يقودنا إلى تفكيك لعبة الحروف...لنبدأ بحرف الجر...ههههههههه حرف الجر خطير لأنه استطاع أن يبلور جوهر الأشياء إلى صالحه..يحول جلده بسهولة مع أي لون من الألوان أقصد بذلك"الفكر" له مميزات خطيرة يجر من ورائه/قطيع/ من أنعام خلائق الرحمن... مرات باسم الوعد والوعيد ومرات باسم السلطان ومرات باسم حور العين وكبت المكبوت..لسانه سليط مسلط على رقاب حروف النفي و إلصاق التهم التي تمس الخطوط الحمراء عند ذوي السلطة والبيان...عندما يجادل في الكذب يلبس قناع الإقناع...."صفيق" بامتياز ...من لا يعرف جدل علم النفس يصدقه بحجج عرفية وان دعت الضرورة بالقسم ويقسم بصفاقة جميلة ولا يبالي بالحنث العظيم...حرف الجر علامة متميزة في الدهاء.. تمتاز به الأنثى والذكر على حد سواء... فأقلام اليسار سكتت وانتحبت إلى حد "الصرع" وأخرى انتهازية مجرورة جرا باسم المجرور"التقديس الشوفيني" زادت في غيها تلعب على حبال الإشاعات فوظفت باسم"خير أمة أخرجت للناس".. يتقنون فعل"الجار" مثلهم كمثل مجلس الشيوخ الأميركي الذي يدير الشؤون السياسة لأميركا سواء جاء رئيس أسود أو أبيض لا يطبق إلا ما يفتى عليه من الفوقي(الفواق)..والغريب أن من يسيرون بعض المرافق القطاعاتية هم في الكواليس"أدمغة موسوعة موسوعية كرؤوس الشياطين، موجودين في كل مكان وزمان كأنهم مارد من نار رجيم...خلقوا علم مفهوم المصلحة وروجوا لها على مستوى السياسة والتسييس، لا صديق لهم ولا رحيم إلا من ركع إلى عالم تبادل المصلحة في كل شيء حتى في قضاء حاجتك إن كنت من أصحاب السياسة اعلم أن كاميرا خفية تسجل بإتقان"لحظات بور ازك"الغائط" الكئيب.. أو بولك المثلج من حميم.......هذا الغول الذي ألبس لنفسه حرف الجار..لا يمكن القضاء عليه إلا بشرط واحد فقط: ( لا النافية ولن القطعية) هما السم السقيم!!! ..لكن كيف؟ لا جواب لي فهذا السؤال مقفل و مغلق..أتمنى أن تتفكك رموزه الأجيال الأستشرافية" شرط نهيئ لها الأرضية الخصبة:.. "التكوين العلمي الجميل والصحيح...."الصح المزيان وليس تفانقي والوش وخرافات الغول و الغولة"..نعم  هي قصص مرعبة عن  أمنا الغولة قصص رعب أساطير وخرافات أصل حكاية أمنا :هل رأيت أمنا الغولة من قبل؟ هل صادفتها ولو مرة واحدة في حياتك؟ أسطورة الغولة في لسان العرب هي : حيوان خرافي له عين واحدة في وسط وجهه ولون حدقتها احمر شديد اللمعان  وتعيش على أكل لحوم البشر أحياء ويذكر ان قبيلة عربية كانت تعيش قديما في شبه الجزيرة العربية كانت تعرف باسم الغول وكان أفرادها يأكلون لحوم البشر أما أمنا الغولة في القصص الشعبي فهي تلك الساحرة الشريرة ذات الوجة القبيح والمخيف التي استعملت سحرها في التفريق بين الشاطر حسن وست الحسن والجمال وتحدثت العرب عن مخلوق خبيث غريب بالأوصاف المذكورة فكان كأنه حيوان ثم أصبح نصف حيوان ونصف إنسان ، وقد تكون حقيقة الأمر أنه ولما كانت الحياة سابقاً أقرب إلى الأرياف والبداوة وكانت الأخطار التي تتهدد الصغار في المساء من ذئاب وضباع وحيات ( وعقائد مثل الجن والعفاريت ) فقد كان لا بد من صنع ( رقيب داخلي ) يجبر الطفل على العودة إلى المنزل قبل حلول الظلام ويحفظ الطفل من الابتعاد عن منزل الأهل ومضارب العشيرة ،،، فكان لا بد من صنع (فوبيا) أو خوف ما يكون ضميراً حافظاً لهؤلاء الصبية...
قليل أولئك الذين ملكوا الشجاعة وكسروا حاجز الخوف وساروا في  وجدان الشعب و تجسد له الخوف والفزع رغم إدراكه خاصة جيلنا الذي كانت حواديت الجدات ترسخ في أذهانه رسوخ الأسطورة أن الأساطير كل الأساطير قليل من الحكمة وكثير من الخيال ومازال الناس يخوفون الأطفال بأمنا الغولة و لدنية  التي تخطف الأطفال وتحيى الأسطورة في عقولهم وقلوبهم والجنية أول مره يتضح لى أن الكبار أيضا يخافون من أمنا الغولة. 
وظل موقع تمثالها مكانا يخشاه الناس حتى بعدما توارى تحت أنقاض العصور الطويلة ونسى الناس قصة سخمت ولكن الخوف من المكان مازال راسخا في وجدانهم من الغولة.
لقد ارتبطت هذه الأسطورة بإراقة الدماء والرعب والتنكيل والتخويف  و ظلت رمزا للإرهاب ومازلنا نتحدث عن السخمتة أو السخمطة في حديثنا الدارج تعبيرا عن التشويه والدمامة .
 وهكذا سنظل نردد حكايات " أمنا الغولة " إلى أن يظهر لنا من هو أكثر بشاعة وأشد افتراساً من ذلك الكائن الذي صاغته مخاوف الإنسان البدائي وظل يخيفنا حتى اليوم، فكما جاء في التفسير ان الغول ليس حقيقة فهو من الأساطير في الحكايات الخرافية و  العنقاء و هو طائر خرافي في أساطير الحكايات و أيضا الخل الوفي بمعنى الصديق الوفي فمن المستحيلات وجوده...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق