بعد أن عاشت نيابة إفران فوضى وسوء تدبير وتسيير
العقلنة والانفتاح على التشاركية أرجعا للتعليم هيبته
وقيمته
كان قطاع التربية والتعليم بإقليم إفران قد فقد الكثير من بريقه في
الأوساط التعليمية والمجتمعية معا قبل الموسم الدراسي الجاري(2013/2014) أساسا وقبل
أن يعرف هرم الإدارة التعليمية بالإقليم تغييرا فرضته جملة من المعطيات المسجلة
على البعض ممن سبقوا إلى تدبير وتسيير المجال حتى أضحى مسرحا لجملة من المواقف
التي اهتزت لها مشاعر كل المكونات المتداخلة في القطاع سيما منها التشاركية التي
سجلنا في "العلم التربوي" عنها الكثير من المحطات الاحتجاجية والكثير من
المواقف التصعيدية التي أثرت على العمليتين التربوية والتعليمية معا كادت أن تعصف
بالكثير من المقومات التي من شأنها الدفع بعجلة التعليم إلى الإمام...
كان القطاع من قبل يتخبط في مشاكل جمة بسبب
الضبابية في التعامل مع بعض القضايا التعليمية التي سادت في المرحلة السابقة حين
اختلطت فيها الأمور، ساهمت في تضيع الأولويات، بالسير في الاتجاه المعاكس للنجاح
والبُعد عنه، وبدأت بالتخبطات في اتخاذ القرارات التي اعتبرت أسيرة للقرارات
الارتجالية، التي من أهم سماتها أنها اتُخذت بعيداً عن الروية والتأمل والتدبر
كونها غالبا ما كانت تذهب للقشور بدلاً من أن تعقلن عملها بالاستناد على الجوهر،
مركزة التعامل على الشكليات وتقديمها على الجوهر الذي من شأنه تطوير الشأن
التعليمي وصفاء جوه، والمساهمة في رقيه وتطوره وازدهاره...
نعم، لقد كان للإدارة الإقليمية بإقليم قسط كبير من حجم التردي والقصور
الذي تعرفه المدرسة المغربية، قبل السنة الجارية ونحن لا نلقي بكل اللائمة على
هاته الإدارة ولا نكيل لها انتقادات مجانية في نفس الوقت، لان واقع الحال يكشف
بالملموس ما عاشته هاته الإدارة سابقا من اختلالات تدبيرية وتسييرية كان مثار
الكثير من المواقف التي ناهضت ذاك الواقع سواء من قبل الهيئة التعليمية (تربويا
وتعليميا) أو من قبل الفعاليات التي تدخل في صنف التشاركية (جمعيات الآباء والنقابات)
وأيضا المتمدرسين ... حتى أن محطات الاحتجاج كانت ترافق القطاع بدون انقطاع وهذا
ما يجعلنا في تحليلنا هذا ابعد عما يمكن أن يكون مردود عليه من تعليق بحثا عن مشجب
تعلق عليه كثير من الإخفاقات وأشكال الفشل والقصور كون المسجل أن الإدارة الإقليمية
كانت تفتقد لمبادئ حكامة رشيدة وجيدة من جل النواحي فعمت الفوضى والاهتزازات التي
كادت تعصف بالمدرسة المغربية الفاعلة ككل...قبل أن تعرف التغيير الذي معه انتعشت
روح التعليم إقليميا والتي يقرها الكثير من المتداخلين في القطاع من فرقاء الاجتماعيين وأطر تربوية بالإقليم، الذي في استقراء للرأي من الجريدة
عبروا عن أن تحسين صورة التعليم إقليميا جاءت نتيجة عدة عوامل منها اعتماد حسن
الظن بالأسر التربوية بالإقليم رغم صعوبات المناخ والتضاريس، ووضع يد في اليد من أجل
الرقي بالمنظومة التربوية كفريق عمل موحد والاشتغال مع كل الفرقاء والشركاء
بالإقليم، و الثقة في طرح سواء القضايا أو
المشاريع بذكاء معين مما ساهم الارتقاء بالمدرسة العمومية وتجاوزها إقليميا لجملة
من الإكراهات السلبية، فضلا عن وضع برنامج وتصورات وفق عمل تشاركي من خلال
الانفتاح على الكفاءات التي ساهمت في بلورة هذه المشاريع على أرض الواقع...
باعتماد التشاور والعمل الجاد .
هذه المدرسة التي بفضل الإصلاحات القائمة تبطن أشكال مجددة من
المتابعة والتدقيق والمحاسبة، مما يدفع الرأي العام إقليميا إلى الاطمئنان على
مستقبلها وهي تتنفس أجواء هذه الإصلاحات...وبالتالي جعل المدرسة أكثر جاذبية،
واستقطابا، وديمقراطية، وعدلا، وإفادة ،وإمتاعا، وإنتاجا، وإلى جعل موظفي القطاع
أجود أداء وأكثر عطاء وإخلاصا.. وإن كان هذا التألق موضوعيا لا يستثني أن هناك
اختلال ملحوظ وإصلاحات مجهضة، لكنه إصلاح مايزال في المزيد إلى الحاجة لتأصيل متين ومنهج رصين ودعوة إلى العمل
والتشمير والتخويف من التقصير.. وهو
رهان المشروع المجتمعي التنموي واضح الرؤيا ينطلق من حاجات المدرسة المغربية
ويستجيب لمتطلباتها وقيمها ومثلها وثوابتها ...و لن يتأتى هذا إلا من خلال توفير
حوافز مهنية معقولة وعلى الاستثمار في التكوين المستمر والإشراف الدائم والمراقبة
والمحاسبة العادلة والموضوعية وتعبئ من أجل كل ذلك كل إمكاناتها وقواها الوطنية
والمجتمعية وتطلق العنان للمبادرات المجددة والمبدعة لتجاوز إرهاصات وبلوغ غايات
الإصلاح..
نقلا عن جريدة العلم بتاريخ الاربعاء 7ماي 2014 (العلم التربوي الصفحة7)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق