الأحد، 7 ديسمبر 2014

هدنة زوبعة استعمال الفحم الحجري بالمؤسسات التعليمية بإقليم إفران

هدنة زوبعة استعمال الفحم الحجري
 بالمؤسسات التعليمية بإقليم إفران
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/ محمد عبيد-آزرو 
فصل الاجتماع المنعقد بعمالة إفران مساء الجمعة ما قبل الأخير( 28 نونبر 2014) في الإشكالية التي استأثرت بانشغال كل من الفرقاء في العملية التعليمية والإدارات العمومية سواء منها عمالة إفران آو المرتبطة بالقطاع التعليمي ليستقر الرأي على الاستمرار في استعمال الفحم الحجري كوسيلة للتدفئة بالمؤسسات التعليمية هذا الموسم الدراسي الجاري 2014/2015..وبالتالي الإعلان عن هدنة زوبعة شغلت الرأي العام التعليمي بالإقليم ككل..... ولتضع المناسبة حدا لمخاض انتظار النقابات التعليمية أساسا التي سبق وان نددت باستعمال الفحم الحجم معتبرة إياه بالصفقة الفاشلة، وبعد أن سبق وأن هددت بالتصعيد ضد استعماله، جاء الفصل خلال الاجتماع المنعقد  بعمالة إقليم إفران... إذ توصلت الإدارات المعنية إلى إقناع الفرقاء في العملية التعليمية بتأجيل استعمال مادة الحطب والاستمرار في اعتماد الفحم الحجري كوسيلة للتدفئة...
الاجتماع الذي ترأسه السيد محمد بنريباك عامل الإقليم رفقة السيد محمد جاي منصوري مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت والسيد أحمد امريني نائب الوزارة بإفران والسيد محمد الشاوي رئيس تدبير الحياة المدرسية والشؤون الإدارية والمالية بالأكاديمية بحضور كل من الكاتب العام للعمالة ورئيس قسم الشؤون  الداخلية ورؤساء المصالح بنيابة التعليم  فضلا عن ممثلي النقابات التعليمية الخمسة الأكثر تمثيلية  بالإقليم وأعضاء مكتب جمعية مديري مؤسسات التعليم الابتدائي وأعضاء مكتب الفيدرالية الإقليمية لجمعية آباء وأولياء التلاميذ والتلميذات، خصص لمناقشة مشكل التدفئة بالمؤسسات التعليمية  بنيابة إفران.
فبعد طرح مشكل التدفئة بالمؤسسات التعليمية من جراء اعتماد مادة الفحم الحجري والتي هي موضوع مجموعة من الاحتجاجات والوقفات والإضرابات  التي نظمت إقليميا وجهويا ، بحيث  تنطلق مع بداية كل موسم دراسي منذ سنة  2008 ،  ولم تجد الإدارة حلا لحد الآن، وبعد نقاش بين الحاضرين استهل بالتذكير بكرونولوجيا ملف التدفئة بقطاع التعليم بالإقليم  منذ موسم 2008/2009، فتوضيح أسباب رفض النقابات التعليمية استعمال الفحم الحجري في التدفئة بمجموعة من المؤسسات التعليمية ( مواصفات المدفأة الحالية، نوعية الفحم الحجري ، مسالك تسريب الدخان غير صالحة .... ) وما ترتب عن استعمال هذه المادة من أخطار على الصحة وتلويث للبيئة ولفضاء المؤسسة، معتبرة أن  صفقة الفحم الحجري  صفقة فاشلة واستنزاف للمال العام . مستدلة بكون جميع القطاعات بما فيها المياه والغابات تستعمل الحطب اليابس في التدفئة وقطاع التعليم بالإقليم هو الوحيد من يعتمد التدفئة بالفحم الحجري رغم أن المحافظة على الثروة الغابوية من مسؤولية الجميع مطالبة باستبدال مادة الفحم الحجري بالحطب إسوة بأكاديمية جهة فاس بولمان .. لتدعو إلى تفعيل التبويب الخاص باقتناء الحطب في ميزانية الأكاديمية  واقتراح حذف كلمة الفحم الحجري واستبدالها بكلمة التدفئة فقط، حتى يبقى المجال مفتوحا لاختيار مادة التدفئة  .
فيما رأت الفيدرالية الإقليمية لجمعيات الآباء أن تجربة اعتماد الفحم الحجري بنيابة إفران للمحافظة على البيئة لست سنوات خلت  لم تعط أي نتيجة  ايجابية.... من جهتها  كشفت جمعية مديري ومديرات المؤسسات التعليمية أن مشكل  التدفئة مشكل يورق رؤساء المؤسسات التعليمية حيث أن هناك أكواما من الفحم الحجري غير صالحة  لم تستعمل  لسنوات ، تشوه فضاءات المؤسسات التعليمية في غياب لقاعات للتخزين ...
بعد الاستماع إلى تدخلات مختلف الأطراف، أعطيت الكلمة لمدير الأكاديمية الجهوية الذي ذكر بالتوجهات الرسمية للوزارة في هذا الموضوع وأن اعتماد الفحم الحجري يدخل في إطار استراتيجيه وطنية للمحافظة على البيئة والثروة الغابوية وأن الصفقة وطنية  منذ سنة 2008 وتشمل مختلف النيابات الباردة، وأن تبويب الميزانية يفرض اقتناء مادة " الفحم الحجري " وأن إدارته ملزمة بالإعلان عن صفقة الفحم الحجري إلى حين تغيير اسم المادة.. ليتدخل مجموعة من الفرقاء  على ما جاء في كلمة مدير الأكاديمية برفضهم اعتماد الفحم الحجري كمادة للتدفئة بالمؤسسات التعليمية وأن جميع التلاميذ يعتبرون مؤمنين داخل مؤسساتهم وأن المدة التي استغرقتها هذه الصفقة كافية لتقييمها، وأنه لولا دعم جمعيات الآباء لعرف قطاع التعليم بالإقليم أزمة خانقة وأن صفقة الفحم الحجري تعتبر صفقة فاشلة وهدر للمال العام .
ليوضح مدير الأكاديمية أن صفقة الحطب برسم 2014 مستحيلة حاليا، ويمكن للسادة المديرين اللجوء إلى جمعية مدرسة النجاح لحل المشكل مؤقتا. وان إدارته ستعمل على تغيير مصلح "الفحم الحجري" بمصطلح " اعتماد خاص بالتدفئة" في تبويب ميزانية 2015 ..  
في تدخله، ذكر نائب الوزارة  بالإجراءات التي قامت بها النيابة لسنوات لاحتواء المشكل مع الفرقاء وجمعيات الآباء وبالتدابير التي قامت بها النيابة الإقليمية  لتحديد الحاجيات من مادة الفحم الحجري للموسم 2013-2014، باعتماد المتوفر من الفحم الحجري بالمؤسسات في إطار ترشيد نفقات الدولة، بحيث تم اقتناء 350 طن من ميزانية 2013 بدل 1350  طن كانت تطلب في مواسم سابقة ، كما تمت الإشارة إلى  أن النيابة  طلب 240 طن فقط  للموسم الدراسي  2014/2015 برسم ميزانية  2014 ... وبالنسبة لجودة الفحم الحجري فقد تم ضبط عملية مراقبة الجودة  واحترام المعايير المتفق عليها  خلال الموسم 2013-2014 بالوقوف شخصيا لرئيس المصلحة على هذه العملية .
أما كلمة  رئيس قسم تدبير الموارد البشرية  والشؤون الإدارية والمالية  بالأكاديمية فأشارت إلى انه  في ميزانية 2014 لا يمكن اقتناء الحطب ولا يمكن إلغاء الصفقة وأنه بالنسبة لميزانية 2015 ،كان هناك اجتماع بالوزارة يوم 26/11/2014 مع مدير الميزانية ، والأغلفة  المالية المخصصة لأكاديمية مكناس تافيلالت تم التقليص منها. وأن أحسن تدبير لهذا المشكل هو تدبير القرب للمؤسسة التعليمية .
هذا وقد عبرت النقابات على هذه التوضيحات خصوصا ما جاء في كلمة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم من خلال استعمال لفظة:" سنعمل... " عن عدم ثقتها في الوعود المقدمة  التي قد لا تتحقق ، مذكرة بنتائج  ووعود  اجتماعات سابقة بمقر العمالة  لم تنجز ولم تنفذ ، لتلتمس من عامل الإقليم التدخل شخصيا  لإيجاد حلول عاجلة لمشكل التدفئة بالحجرات الدراسية  نظرا للوضعية المزرية  وغير الصحية القائمة حاليا قد حل فصل الشتاء البارد، وذلك باقتراحات أهمها: توفير اعتماد 2000 درهم  تحول لحساب جمعية مدرسة نجاح  بكل مؤسسة لا تتوفر على تدفئة مركزية (في إطار مشروع المؤسسة) أو تدخله لدى المياه والغابات أو المجلس الإقليمي أو الجماعات المحلية لتوفير حطب التدفئة خلال هذه الفترة الباردة والصعبة (60 يوما  على الأكثر)...
مدير الأكاديمية عبر عن تفهمه للوضعية الحالية ووصف تدخلات الشركاء الاجتماعيين بالوجيهة وأنها تنم عن غيرة على المصلحة العامة ، وأنه حصل لديه اقتناع بضرورة تغيير الوضعية .
عامل الإقليم عبر عن كون المشكل القائم عبارة فقط عن مقاربة ما دامت هناك حلول واعتمادات مرصودة لهذا الغرض، وأن هذا الاجتماع كان مناسبة لطرح هذا الملف لإيجاد حلول ناجعة لطيه بعد 06 سنوات من الاحتجاج ، مشيرا إلى ضرورة إيجاد حل آني لتوفير التدفئة للمؤسسات الباردة بمنطقة البقريت وسنوال وأكدال وتيمحضيت مطمئنا الفرقاء الاجتماعيين بإعطائهم  ضمانات لتحقيق نتائج هذا الاجتماع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق