الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

آزرو بين مفهوم التنمية وعقلية النَّمِّية.. أش خصك يا العريان؟--"مُهَرِّجْ والآن"أمولاي!

آزرو بين مفهوم التنمية وعقلية النَّمِّية..
أش خصك يا العريان؟--"مُهَرِّجْ والآن"أمولاي!

*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
أية قيمة مضافة سيقدمها"مهرج...ان"آزرو في طبعته الأولى خلال ايام 18و19و20غشت الجاري2017؟ إذ في غياب الوقوف على البرنامج العام لهذا المهرجان فإنه، مهما يكن من محاولات تلميع صورته وحضوره وأمام الحالة التي عليها المدينة من عدة نواحي بنيوية واجتماعية واقتصادية، لا يمكن إلا وصفه بمهرجان تمييع سياسة "النَّمِّية" خصوصا إذا علمنا كيفية الإعداد التي سادتها أجواء الارتباك والخوف من عدم تنفيذ تعليمات فوقية بقدرة قدير عندما تحكمت حرباء المجلس في عدد من الأمور المرتبطة بتسيير وتدبير المهرجان أبرزها التموين الذي تحكم فيه  فرض الأمر الواقع بعد أن كانت قد عرفت المصادقة على اتفاقية شراكة بين الجماعة ومنتدى إفران خلال دورة استثنائية جرت مع بداية شهر يوليوز الاخير..
ولما كان الغلاف الخاص  بالعرض لتقديم هاته الخدمة قد تم كشف قيمه المالية بشطر المصاريف بين الموقعين على الشراكة //20مليون سنتيم لكل طرف// قد خلفت امتعاضا لدى الدوائر المسؤولة إقليميا مما كان له الأثر في تأخير الموعد الذي كان قد أعلن عنه بتنظيم المهرج نهاية يوليوز الأخير...
(لن نناقش هنا مصداقية تنظيم مهرجان من قبل جماعة ترابية بدل جمعية عمومية حسب الجاري به العمل؟؟؟ ولو ان الجماعة الترابية لآزرو هنا استظلت بشراكة مع جمعية اقليمية  !!!).
ظروف الإعداد سبقها نوع من المغالطة والتكتم بعد أن خلف الإعلان عن تنظيم هذا المهرجان ردود فعل في أوساط محلية التي رأت أن تبدير هذه الأموال كان الأجدر تخصيصها لخدمة جمالية المدينة... سيما إذا ما قمنا بجولة عبر عدد من الأماكن من شوارع وأزقة ودروب للوقوف عن حالاتها الداعية للشفقة من حيث معاناتها مع انتشار الحفر ومشاكل الزبال والأتربة... ناهيك عن الظروف المعيشية للساكنة وما وجب الاهتمام به لضمان لقمة العيش لهاته الساكنة حيث الشباب يتكبد محن البطالة في غياب أي مشروع اقتصادي يؤمن لهم موارد قارة...
ونقف هنا على رأي لآحد المتتبعين والمهتمين بالشأن المحلي وهو فقط واحد من جملة الاراء التي تلت تنظيم مهرجان افران والذي جاء فيه:"إذا كانت المهرجانات تهدف إلى تشجيع الثقافة، وإحياء التراث، فضلا عن التنشيط، فإن مهرجان إفران مثلا  والذي جرى خلال يوليوز الاخير في طبعته الثانية ضرب عرض الحائط كل هذه الأمور، ولن تتذكر منه ساكنة الإقليم إلا كلفته التي ناهزت 6 مليون درهم (600 مليون سنتيم) حسب المقربين منه.
غلاف مالي لو صرف في فك عزلة أبناء الجبال والمناطق المهمشة بالإقليم، لكان الأثر الذي يتركه اكبر وأعمق من ذاك الذي خلفه صرف مستحقات فنانين بعيدين كل البعد عن الثقافة وعن الموروث المحلي... ولا قامت ساكنة هذا الإقليم الاحتفالات لأيام، بل لأسابيع يحييها الفنان المحلي، ويشجع فيها الشاب المبدع، ويكرم خلالها من أسدى الخدمات الجليلة للمنطقة وثقافتها، وبكلفة جد معقولة...
والأمر من هذا، أن الجمعية المنظمة لمهرجان إفران "منتدى إفران" والمتحكم فيها عن بعد، سعى مهندسوها إلى فرضها غصبا على مجلس مدينة آزرو؟...
فهل يا ترى إقليم إفران، المتعدد الخصاص في شتى المجالات، والضعيف البنى التحتية، ستحل مشاكله بإقامة المهرجانات... من استفاد أكثر من توزيع الريع في تنظيم المهرجانات؟ مهرجانات الإنفاق المفرط وعلى أصحاب الشأن أن يرسموا مهرجانات تعنى بالتنمية المستدامة التي تخدم البشر والحجر معا... مع ضرورة ترشيد عقلاني توضع من خلاله معالم لعمل مدروس ضمن إستراتيجية  تنموية فاعلة.
فلعمري نعم الانجاز لمجلس غاب بعد مرور سنتين عن تحمله مسؤولية تسيير المدينة ليظهر بمساحيق التجميل؟ ومتى يكون التجميل حاجة وضرورة؟ والأوضاع البنيوية والبيئية والجمالية ككل بالمدينة تعاني من ضياع بشتى أنساقه المادية منها والمعنوية؟".
"إن ثقافة الكرنفالات والاحتفالات عديمة الجدوى لا تصنع وعيا ولا توجه ضميرا ولا تعلي قيمة الإنسانية". 
فهل هذا هو نصيب مدينة آزرو الأطلسية من التنمية؟  وهل هذا هو حظها مع التنمية التي يروجون لها أن المهرج (المهرجان) من أجل مدينة مبادرة ومنفتحة؟؟؟؟!!!... 
آزرو التي يعتبرها من يعرفون خباياها وأسرارها، بستانا كثير الثمار والمنافع، لا يصل منها شيء لزارعها وغارسها وساقيها، بلغتها رياح التغيير من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، واسألوا العارفين للحصول على المعلومات الصحيحة، ومن موقع الجماعة الترابية للمدينة، ومواردها المالية، وفي ما تصرف وعن مشاريعها التنموية، وعن الجالسين في مكاتبها من مختلف الأطياف والطبقات الاجتماعية... من ألف إلى ياء ومن موظف إلى من لا مهنة له ولا انتماء..
 عرفت المدينة في العقد الأخير نموا ديموغرافيا ملحوظا، وخرجت أحياء جديدة  إلى الوجود بفضل هذا التوسع العمراني، أبنية ومساكن جميلة متناسقة – أزقة رديئة – وحفر بالمئات، وجمعيات متناثرة لا شيء عندها غير اليافطات وبعضها لها الاسم وليس لديها مقر، هي تزهو الآن بمهرجانها "آزرو"" ورصدت له أموال لا يعلمها إلا أصحاب البهرجة ولكن يعرف حجمها بالتقدير والتخمين، ولن تكون يسيرة هينة (حسب معلومة من مصادر عليمة بلغ الغلاف ما لا يقل عن 40مليون سنتيم) .... لتبدأ طقوس الاحتفال .. ولتفرغ عينة من الناس كبتها من عبء ثقيل ومعيش يومي مرير..
وماذا بعد هذه البهرجة وصداع الأبواق؟ في زمرة من العشوائية والفوضى .....
هل ينفع المهرجان المدينة وساكنتها؟؟ هل للساكنة في الغابة وذهبها الخالص"شجر الأرز" حصة أو نصيب؟ هل تم القضاء على مرحلة الارتجال والارتباك؟ 
من يحكم المدينة أو يعتبر نفسه مسؤولا عن إدارتها يعرف الجواب... والساكنة قاطبة تتحدث عن تغيير رديء حقا.. وسكانها الأصليون يتحسرون على سنوات عقود خلت من قبل أربعين سنة كانت المدينة جميلة عامرة، سالكة متعاظمة ليس فيها ضيق في الأزقة والدروب والطرقات، ولم يكن فيها ضيق في الرزق لأن أسواقها وساحاتها وأطرافها القروية كانت تعج بالحركة التجارية.. وهي اليوم تتزين بمساحيق مستوردة من عطارة قديمة، وما يفسده الدهر لا يصلح له العطار شأنا..
 ليس هذا ما ينقص آزرو وساكنتها-  برأي المتتبعين-، ولا يوجد تبرير موضوعي لصرف أموال لصنع الطنين، كان الأولى أن تستعمل لتجميل الأزقة والدروب ودعم الأنشطة المدرة للدخل، وتحريك عجلة الاقتصاد لمدينة لم تظهر عليها آثار النعمة بعد، فهي النقمة البادية اليوم..
فموعد الساكنة والمدينة فصل الشتاء لتتفقد تقارير الأرصاد الجوية والإسعافات الأولية.. أوأراك للفراجة!!!
 فمن لا غيرة له على شبر من هذا الوطن، فهو أصلا دخيل أو عميل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق