الأربعاء، 16 أغسطس 2017

في إفران عاصمة المياه والعيون والمجاري لالة لالة .. سكان في الجبل نهارهم عطش، وليلهم عمش... والسلطة تقول:"أمرهم لله"

في إفران عاصمة المياه والعيون والمجاري لالة لالة..
سكان في الجبل نهارهم عطش، وليلهم عمش...

والسلطة تقول:"أمرهم لله"
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
لا يتوانى المتحدثون عن شهرة  إفران وما يؤثثه الحزام الأخضر المحيط بها  والسيول المتدفقة بانسياب من المجاري المائية للوديان والعيون، لجمالية طبيعية وجيولوجية، والتي يصفها الإعلاميون والمتتبعون ب"جوهرة الأطلس المتوسط". حيث كانت المياه متدفقة بالوديان والشلالات يسمع خريرها على بعد من عدة كيلومترات، ظلت منبع وحوض المياه الجوفية..
فهل فعلا مازالت تحتفظ لنفسها بهذه الامتيازات الطبيعة؟ وهل فعلا ينعم أهلها خصوصا في الجبل بما يمكن أن توفره لهم هذه الامتيازات الطبيعية من عيش واكتفاء ذاتي على الأقل من خلال توفيرها الماء والكهرباء؟
بلى، فواقع الحال ينفي جملة وتفصيلا هذه الوظائف المنتظرة من انتشار العيون والمجاري والشلالات بالمنطقة حين نعلم أنها خلال المدة الأخيرة وبالخصوص هذا الصيف أضحت مؤشرات العطش مصدر صيحات عدد من النقط بالإقليم وأساسا بالعالم القروي سيما وان الحال التي عليها جل المجاري والعيون تسجل بها ندرة المياه وتقلصت كمياتها، بعد أن استنزفت الفرشات المائية لعوامل ولأسباب عدة منها ما هو"رباني"، حيث قلت التساقطات بنوعيها الأمطار والثلوج وحيث لم تسجل الأمطار خلال الموسم الاخير إلا حوالي 400 مم كما شهدت المنطقة هذا الصيف موجة من الحرارة غير مألوفة ساهمت في نبض العيون..
ويضاف إلى ما سبق ذكره تزايد عمليات حفر الآبار بترخيص وبدونه وتساهل بعض الجهات وغض الطرف مما ساهم بشكل كبير في امتصاص المياه الجوفية وفراغ الفرشات المائية، أضف إلى ذلك عدم استغلال مياه الأمطار خلال فصل الشتاء وقلة السدود التلية لتجميع مياه التساقطات والفائض من السقي..
وزاد من حدة الوضع بحسب ما تلوكه الألسن محليا وجود عشرات الآبار بالمراكز الحضرية بالإقليم تم حفرها داخل مركبات وفنادق وإقامات بدون سند قانوني أو ترخيص مسبق إضافة إلى حفر الآبار  بالجماعات  القروية بدون موافقة الجهات المختصة وحفر أكثر من بئر  في موقع واحد.
وطبعا يضاف الى ما سلف ذكره تزايد عدد المتعاطين للفلاحة وغراسة الأشجار المثمرة والخضروات كالبصل والبطاطس وغيرها وتوسيع وإعداد المساحات الصالحة للفلاحة في غياب سياسة مائية تنهجها كل الجهات المعنية بهذا المجال من بناء سدود تلية وخزانات للمياه ومواكبة وتتبع المستفيدين من الدعم  المقدم للبعض  في إطار مخطط المغرب الأخضر الذين استفادوا من إعانات مالية بهدف تشييد أحواض لتخزين المياه لكن تخلوا عن هذه المشاريع وتركوها جانبا وراحوا يستغلون مياه السواقي مما كان له أثارا سلبية مع التضييق على غير المستفيدين...
الخطر يداهم المنطقة بعد أن جفت اغلب العيون  وقل صبيب بعضها وراح شبح الجفاف وندرة المياه يهدد الفلاحة بمزروعاتها والساكنة والماشية... ويعم الخوف الكثيرين من أن يأتي يوم لا وجود خلاله ما يروي به  العطش للبشر والبهائم  والأرض... والاستخدامات المعيشية...
"ولينا نخافوا على ماشيتنا من العطش!" يقول احد الفلاحين، قبل أن يضيف:"أما سقي الفدادين والأشجار فسيكون من سابع المستحيلات"... أموال مخطط المغرب الأخضر تهدر وستضيع هباء منثورا إن لم  تتم اتخاذ مبادرات مسؤولة تخضع  لنهج سياسة مائية تتجلى في تشييد سدود تلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مستقبلا من شقين مواجهة الفيضانات وتجميع المياه...
أصوات التنديد بالأوضاع الاجتماعية، ارتفعت بسبب العطش ووازاها ارتفاع أصوات أخرى وكلها أساسا بالعالم القروي بهذا الإقليم حيث من بين أستار العتمة يعيش سكان دوار آيت عبد الرحمان آيت مروول بأمغاس جماعة واد إفران، على وقع النسيان، يعم الغضب والتذمر جراء عدم مد دوارهم بالشبكة الكهربائية، وهم الذين يرون أعمدة الكهرباء تمر على بضع أمتار من الدوار...
 كلام السكان حاليا منصب حول الكهرباء، كلمات تحيل إلى أن هذا العنصر الحيوي بالنسبة لسكان دوار أيت عبد الرحمان هي الشموع التي تضيء حياتهم، هي أمل واستشراف لغد أفضل يأملونه لأبنائهم، خصوصا في أوقات الدراسة بحيث يستعصى مراجعة الدروس أمام هذا الوضع المزري.
وقد تم وضع شكايات متعددة بمكتب رئاسة جماعة واد إفران، منذ سنة2011، بحيث بقيت مطالبهم حبرا على ورق تراوح أروقة الجماعة دون تدخل فعلي من أصحاب القرار لحدود كتابة أسطر هذا المقال...
هذا بالإضافة إلى إرسال مضمون للسيد عامل إقليم إفران من أجل إنصافهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لفك العزلة عن الدوار...
وبحسب ممثلي بعض هؤلاء السكان فإن همهم الوحيد هو إدخال الفرحة إلى قلوبهم عن طريق مدهم بالشبكة الكهربائية من أجل ضمان عيش كريم يتلاءم والأسر القروية المغربية من حيث استعمال التكنولوجيا الالكترونية بالمنازل كالتلفاز، الثلاجة والحواسيب.....
ويذكر أن إشكالية ندرة الماء وعدم تعميم شبكة التيار الكهربائي بالعالم القروي بهذا الإقليم،  جاءت في شانه رسالة واضحة من قبل المسؤولين بعمالة إفران تم إعلانها  في آخر اجتماع للجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية/المنعقد يوم الثلاثاء 8غشت الجاري/ كونها أن برنامجها المعلن في هذه المناسبة لم يستهدف قطاعات المياه والكهرباء والتعليم في إقليم  إفران، حيث ارتفع العجز في المناطق الريفية... أيضا، فإن الأموال المخصصة للإقليم لا تزال غير كافية لتحديد الاحتياجات الأساسية لسكان القرى الذين يمثلون أكثر من نصف عدد السكان بالإقليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق