الاثنين، 2 يونيو 2025

أزرو في ذاكرة أبنائها/ مؤلف جماعي لنخبة من جيل القرن الماضي سلطت الضوء على الإرث المشترك وعمق الروابط الانسانية في المجتمع الأزروي

فضاء الأطلس المتوسط/  محمد عبيد 
استحضرت فعاليات تربوية وثقافية وفكرية ذكريات تاريخ مميز لمدينة أزرو، وناقشت الهوية الأزروية، وسلطت الضوء على الإرث المشترك وعمق الروابط الانسانية التي تميز بها المجتمع الأزروي ومدى اتساعها...
هذه المواقف والمشاعر التي تمت ترجمتها في مؤلف تحت عنوان" أزرو في ذاكرة أبنائها"، مستحضرة الذكريات، الشخصية أو الجماعية، في شكل "خيالي".
المؤلف الذي كان موضوع اللقاء الذي احتضنه المركز الثقافي بأزرو يوم السبت الأخير 31 ماي 2025، يشمل ثلاثين مقالاً لنحو عشرين مؤلفاً، تناول مواضيع متنوعة، وهو عبارة عن مخطوطة تتجاوز ثلاثمائة صفحة، تعكس جهداً جماعياً رائعاً.
جميع المشاركين تقريبًا من كبار السن: متوسط أعمارهم سبعة وستون عامًا وسبعون عامًا، التحقوا بالمدرسة الابتدائية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، في فترة كان فيها تعليم اللغتين (العربية والفرنسية) متاحًا للجميع، كتابةً وتحدثًا، وكانوا منغمسين فيه تمامًا. 
وهذا ما يفسر إتقانهم له، وخاصةً الفرنسية - التي ليست لغتنا الأم! - وسهولة كتابتهم وتعبيرهم عنها. 
ساهم بعضهم في هذه المجموعة من الكتابات، حيث سردوا ذكرياتهم الشخصية والمشتركة، مقتطفات من حياتهم الماضية، واصفين مكانًا، ورواية حدثًا... ممزوجين بمشاعرهم وقلوبهم!
الكتاب بشكل عام يقدم نظرةً هادئةً ومستنيرةً عن الروابط التي نشأت داخل المجتمع الأزروي، في سياقٍ تُشكّل فيه قضايا الذاكرة والهوية جوهرَ النقاشات المعاصرة.
ويسلط المؤلف الضوء على الإرث المشترك، والاستمرارية والانقطاعات، والتحديات المشتركة لمستقبلٍ يُبنى معًا.
ففي وقتٍ تُشكّل فيه قضايا الذاكرة والهوية محورَ جدلٍ أكثر من أي وقتٍ مضى، يدعو الكتاب إلى قراءةٍ هادئةٍ وواعيةٍ للعلاقات، مُلقيًا الضوء على الاستمرارية والانقطاعات التي ميّزت مصائرهما المتشابكة وتاريخهما المتوازي، وذلك من خلال نهجٍ يجمع بين التاريخ والجغرافيا السياسية وعلم الاجتماع، وتأملاتٍ في الذكريات المتعددة لكلا الجانبين. 
يُقدّم الكتاب استحضارًا للإرث المشترك والتحديات المشتركة للمستقبل.
الكتاب دعوةٌ لتجاوز الكليشيهات، ورفض التبسيط، واحتضان التاريخ بكل ثرائه وتعقيده..

وقد عرف اللقاء تقديم المؤلف" أزرو في ذاكرة أبنائها" تدخلات لعدد من الحاضرين الذين أثنوا الثناء الكبير والشكر الجزيل للمشاركين في الكتابات، ولمن سهروا على التنسيق والإشراف على إخراج هذا المؤلف في شخص السيدين عزيز القاسمي العلوي وعبد العزيز الطوري، مستذكرين روح الفقيد عبد القادر رتناني، الذي وافته المنية في نوفمبر 2023 قبل صدور هذا الكتاب.
يذكر أن المساهمين في هذا العمل هم السادة: 
حسن العلوي، مفتاح عامر، مصطفى بن رحو، عبد الله بوحميدي، زوينة الشمدي، عبد الرافي الديوري، بوجمعة إدرويش، علي الأمين، نور الدين الهاشمي الودغيري، حفصة الحسني، عزيز القاسمي العلوي، مولاي هاشم المحمدي العلوي، سليمان الجابري، سعيدة كيساني، محمد المالكي، عبد اللطيف معمري، عبد الواحد مزيان، أحمد السرغيني، إدريس تدجستي، محمد الطائفي، عبد العزيز توري، وحسن توري.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق