الخميس، 27 يناير 2011

معاناة ساكنة إقليم إفران مع التدفئة و مستلزماتها

فضاء الأطلس المتوسط- م.ع. أبو سعد

هناك مشكلة اسمها «حطب التدفئة» وهي مشكلة تثار باستمرار حين يتسم الطقس بالبرودة وتنخفض درجات الحرارة كما هو حال هذه الأيام الباردة.
هي إذن مشكلة «موسمية» لأننا سرعان ما ننساها خلال الأيام الحارة والمشمسة ونحشرها في باب كم حاجة قضيناها بتركها.
وننسى أيضا أن هناك شريحة مهمة من مواطني هذا البلد، خصوصا في الأطلس والمناطق الباردة يعانون الأمرين من شدة البرد.. ولأنهم في الغالب الأعم من الفقراء فإنهم يدارون هذا البرد بما تيسر لهم من أسمال ومن حطب هو كل زادهم في هذه المواجهة المريرة.
ولعل من المفارقات في هذا المجال أن هذه المناطق تعتبر في غالبيتها مناطق غابوية تكثر فيها الأشجار والحطب لكن بذريعة المحافظة على الثروة الغابوية يحال بين السكان وبين الحصول على بضعة أغصان وما تيسر من حطب لتدفئة ضلوعهم المجمدة بفعل البرد القارس.
وكل من تجرأ على قطف غصن من شجرة أو التقط حطبا تساقط من جذوع الشجر يجد حراس المياه والغابات له بالمرصاد، ويجد نفسه أمام غرامات و ذعائر ما أنزل الله بها من سلطان.
قد يكون مفيدا المحافظة على الثروة الغابوية، ولكن سيكون مفيدا أيضا تمكين السكان من حطب التدفئة ولو بمقابل على قد حالهم وأحوالهم.
لكن كيف سيكون شعورهم وهم يرون بأم أعينهم المستنزفين الحقيقيين للثروة الغابوية، وكيف تشحن الشاحنات بجذوع الأشجار وكميات الحطب لتأخذ وجهتها إلى ما يعلمه إلا الله.
طبعا سيكون شعورهم مطبوعا بالغبن.. أو ليس جحا أولى بجلد حماره؟...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق