الاثنين، 6 أغسطس 2012


//كلمة في مغزل//
اهتموا بالبشر عوض الحجر!!!؟
لم تغب في انشغالات ملك البلاد أبدا قضية التنمية و ربطها بالعنصر البشري و التي كانت من بين العناوين التي تطرق لها جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده في خطاب العرش بمناسبة حلول الذكرى ال13     لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، العنوان الذي قال في شانه جلالته :" إنّ الحكومة مدعوة للتجاوب مع المتطلبات الاجتماعية للمواطنين بهدف تحصين القدرات التنموية للمغرب والحفاظ على مصداقيته على الصعيد الدولي" وأورد الخطاب الملكي أنّ العنصر البشري وخاصة الشباب الواعد "ينبغي أن يتواجد في صلب كل المبادرات التنموية وغايتها الأساسية".
تحقيق التنمية يستلزم إزالة جميع المصادر الرئيسية لافتقاد الحريات: الفقر و الطغيان، و الحرمان الاجتماعي و الاستبداد السياسي، وأن تتوخى مشروعا تنمويا يكون محوره الإنسان و كل قوى المجتمع المنتجة و المبدعة و المشاركة في مختلف أوجه الشأن العام.
التنمية في تصورها الإنساني و الحضاري هي التي تسخر أغراضها و مقاصدها لخير الإنسان و لخدمة المجتمع، و اعتماد منهجية التلازم و التناغم بين الاقتصادي و الاجتماعي... ذلك أن القرن الواحد و العشرين يؤشر على ميلاد نموذج اقتصادي جديد يقوم على خلق العقول القادرة على الابتكار. الأمر الذي يؤدي إلى خلق أسباب الغنى و الثروة أكثر من الصناعة.
إن تنمية رأس المال البشري و تنمية قدرات الإنسان لا تأتي قسرا؟، ولا تتحقق في مناخ استبدادي. و يفضل المفكر الاقتصادي العالمي (أمارتيا صن) استخدام عبارة رأس المال القدرة البشرية بدلا من رأس المال البشري كهدف و أساس للتنمية...ذلك أن الدراسات عن رأس المال البشري تنزع إلى التركيز على فعالية البشر كأدوات في زيادة إمكانات الإنتاج...
 يؤشر مشهد الاقتصاد المغربي على ظرفية تتسم بتدني مستوى الأداء الاقتصادي و ركود الناتج المحلي الإجمالي من جراء آثار الجفاف الذي أصاب الإنتاج الفلاحي وهو القطاع الذي يراهن أداؤه باقي القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية.
و الملاحظ أن اقتصادنا اليوم يعاني من عدد من الاختناقات الهيكلية و من غياب أفق واضح لحل معضلاته البنيوية. بل إن تحقيق التوازنات المالية لم يتم و تفاقمت المديونية الداخلية التي تطورت بشكل أثر سلبيا على الموارد المتاحة للاستثمار... و استمر تأثير التغيرات المناخية على معدل النمو الذي ينتقل من السلب إلى الإيجاب حسب المحصول الزراعي للسنة الذي يخضع هو أيضا نفسه لمستوى المطر... و استقر ثقل ميزانية التسيير و أداء مستحقات الدين و خدمته طاغيا على حساب ميزانية الاستثمار، مما كرس التناقض المضطرد لإنجاز البنيات التحتية الضرورية لإعطاء دفعة قوية للاستثمار. و لإنجاز المرافق الاجتماعية التي تلبي الحاجيات الأساسية للمواطنين.
إن الأمر يتطلب تقوية النسيج الإنتاجي الصناعي و الخدماتي و التجاري، و تكثيف الجهد التأهيلي للإطار المؤسساتي لاقتصادنا الوطني، و الرفع من مستوى أدائه العام من خلال تعزيز نسيج المقاولات الصغرى و المتوسطة. ففي مواجهة التحديات المتلاحقة، و لكسب رهانات التنمية الشاملة ، يكتسي تأهيل العنصر البشري و تثمين الموارد البشرية و الاستثمار في الطاقات و المهارات المبدعة و الخلاقة أهمية بالغة و مكانة متميزة في مسلسل التحديث المؤسساتي و التنمية. ﺇن الاستثمار في الموارد البشرية هو الرافعة القوية للتقدم و التنمية و تدبير الثروات و الخيرات و مصادر العيش و الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق