السبت، 11 أغسطس 2012


من صكوك الغفران للسي بنكيران 

" بَانْ العربون "
..فلك الله أيها الشعب المغبون؟!!!....



















قضية و موقف//
محمد عبيد -  (آزرو)
هاته الخرجات الإعلامية و الخطابية التي نتلقاها كشعب لا يمت جله بصلة لأي إيديولوجية سياسية ، شعب غير متحزب حتى يقال انه شعب مدفوع لانتقاد الحكومة الحالية على حساب أجندة سياسية أخرى تتربص بكل هفوات السي بنكيران لتشويه صورته كما زعم هو نفسه بذلك في تصريحات صحفية متفرقة ، هل تعني أن السي بنكيران " أعلن باكرا عن هويته الحقيقية في فشله في تدبير  الشأن الحكومي؟ هل السي بنكيران تدبدب كلامه هنا و هناك أن الدستور المغربي الذي صوت له الشعب هو دستور "غير معقول" كما أشار إليه رفيق دربه في الحكومة السي مصطفى الرميد خلال لقاء لجنة العدل و التشريع بمجلس النواب غضون الأسبوع السابق؟؟؟؟ هل يمكن اعتبار تضارب تصريحات السي بنكيران انه واقع تحت ضغوطات معينة لا يجرا على الإعلان عنها صراحة؟ هل تحولت علاقات بنكيران مع محيط القصر من "سانك سانك" إلى " كلشي سينما؟" هل فعلا السي بنكيران كما قال" أنا مجرد رئيس حكومة و المسؤولية بيد الملك" ضرب بها بالصفر على مضامين الدستور الذي يخول له كامل و كافة الصلاحيات في أداء مهامه كرئيس للحكومة بعيدا عن كل تدخلات أو ضغوطات خارج الإطار الدستوري؟ كلها أسئلة  تبقى عالقة الأجوبة ميدانيا و علامات استفهام ترافق المشهد السياسي و الحكومي معا لتدفع إلى انطباع شعبي تهيمن عليه أكثر من علامات التشويش على مستقبل البلاد و العباد معا؟ هل سنكون ملزمين باستسباق الزمن والحكم على فشل ذريع لحكومة بنكيران؟ هل من المعقول أن نبق جامدين صامتين كعرائس من قصب أمام كل ما يروج من أحلام معسولة من حيث أن حكوماتنا " الحكيمة " كذبت علينا عندما تحدثت عن فرص الشغل و التوظيف، و تحسين الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية معا؟ هل من المعقول أن نتقبل أن كل من ثبت في حقه جريمة هدر المال العام  بل سرقته و اغتنائه به على حساب الشعب تلك المقولة " التي كشف عنها السيد بنكيران و بالبنط العريض"عفا الله عما سلف"؟...
كثيرة هي المواقف التي جعلتنا كشعب مغبون نمتعض مهام الحكومة الحالية التي كنا نحلم بأنها الفارس المغوار الذي جاد به الزمن المغربي للرفع من معنويات أبناء هذا الشعب و كل طبقاته الشعبية المغضوب عليها في عدد من البرامج التنموية الكفيلة بضمان العيش الكريم و لو في ظل التفهم القائم للإكراهات في العمل السياسي و الحكومي معا .... لم نكن كشعب مغبون لنستعجل أي خطوة بناءة سليمة المضمون و الشكل للحفاظ على هويتنا المغربية العربية الإسلامية المتجذرة الجذور عبر التاريخ... هل لنا أن نعذر الزمن و ما لم يمنحه للتجربة الحكومية الحالية من فرص لكسب المزيد من النضج و الفاعلية في الأداء و المهام معا؟...يـبـدو أنّ مـا كـان يُقـال عـن كـونِ نقـْص التـّجربـة السيّـاسيـة للحـزب الحاكم في المغرب حـاليا سيُـؤثـّـر على أدائه قـد بـدأ يتـجلـّـى عـلى أرض الواقع بشكـل مُتـسـارعٍ في الأيّـام القليلة الماضيّة.. فقد ارتكـب الحـزب، في مـؤتمـره الأخيـر، خطـأ مـن "الوزن الثـّقيـل" وهـو يسمـح لــ"النــّاشـط الحقـوقي" عوفيـر برونشتاين بحضـور فعاليات مؤتمره السابع.. في خطـوة غيرِ محسُـوبة تشـي بأنّ هنـاك ثمـة أمـوراً "غير مضبُـوطة" كمـا ينبغي في كواليس حكـومة "الإسلاميّيـن"...
لكن أسفنا بل ندامتنا تتعاظم كثيرا لتكتيك تعامل العدالة و التنمية بصفته الحزب الحاكم مع نقط ساخنة في  الشأن العام خاصة ما تعلق بالمال العام لدرجة أن المواطن المغربي يحسب أن حزب العدالة و التنمية لم يبرح مكانه و لم يغير دوره و آليات مساءلته كحزب معارض... إنها تصريحات مهمة؛ لكن للحزب؛ من موقعه كحزب حاكم؛  آليات تدبير أكثر فعالية،.... إن هذه السلوكات من شانها أن تقوقع الحزب الحاكم في ترهات البهرجة  و البوليميك السياسي. الشعب المغربي ينتظر من الحزب الحاكم قيمة مضافة خاصة على مستوى ربط المسؤولية بالمحاسبة. لا نريد تكرار تجربة التناوب التي خرجت من رحم التوافقات بين القصر و الكثلة. فالكل يتذكر مرافعة/جعجعة فتح الله ولعلو تحت قبة البرلمان بخصوص تخفيض الأجور الكبرى و إعادة توزيع الثروة الوطنية و تحقيق العدالة الاجتماعية... لكن ما إن بلغ أعتى حزب معارض للنظام سدة الحكم حتى تغير الخطاب و اختلط النهج الاشتراكي بالليبرالي. إن المعالم الأولى لتدبير العدالة و التنمية توحي أننا أمام تجربة تناوب جديدة ليس إلا أن الفرق أنها انبثقت من صناديق من زجاج؟
فإذا كـان الحـزبُ الإسـلاميّ قـد "دشّـن" دخُـولـَه الحكـوميّ بالـزيـادة "إيّـاهـا" في أثمنـة المحـروقـات، بمبـرّر دعـم صنـدوق المقـاصة لمـا فيـه "خيـرُ" الطبقـات الفقيـرة.. وهـي الـزيـادة التي خلـّفـتِ الكثيـرَ من الأخـذ والـرّد لينتـهيّ الجدالُ، في الأخيـر وكمـا هـو "معتـاد" في المغرب، بقـُبـول "الأمر الواقع"، فإنّ "خطـأ" استقبـال "عوفيـر" ومحـاولـَة تبـرير ذلك بكـونـه "مُجـرّدَ" نـاشط "حقـوقيّ".. في مـؤتمـَر عـرف -للمصـادفـَة المُفـارِقة- مشـارَكـة "نـاشِطٍ" آخـَر هـو الفلسطينيّ خـالد مشعـل، قـائد الجنـاح السياسي لمنظمة "حمـاس".. يبقـى أحـدَ المطبّـاتِ التي لن يخرج الحزبُ من تبعـاتِهـا المستقبليّة بسهـولة، على اعتبـار أنـّه يصعب "هضـمُ" هـذه "الدعـوة" لحضور فعاليات الحزب "الإسلامي" لشخصٍ من قبيل "عـوفير"، مستشار رئيس إسرائيل الراحل إسحاق رابين، خاصة أن أحد "الشعارات" المركزية للمُؤتمرين كان: "الشعب يريد تحرير فلسطين"!.. دون أن ننسى أن حزب العدالة والتنمية معروفة عنه (إلى حدود السّاعـة) مناهضته التـّطبيع مع "الكيّـان"، أيّـاً كـان نـوعُ التـّطبيـع....
أمـام هـذه "الأخطـاء" التي صـارت تتـوالى مـن قيـّـادة الحـزب، لا يسعُ المـرءَ إلا أن يقـول إن حزب عبد الإله بنكيران قد بـدأ، ربّمـا، يفقد "البوصـلة" وراح يخبط خبط عشـواء.. إذ لم تكــدْ "حايـحـة" استقبـال "النـّـاشـط الحقـوقي" عُـوفيـر "تبْـدأ" حتـّـى أتـْبعـهـا الحـزب بـ"تخريجـة" أخـرى، تتـعلـّـق بالتـّعليم هـذه المـرة، حيث أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لحسن الداودي، اليوم (من خلال حوار نشرتـْه "ليكـونـوميست") قرارَ الحكومة "إلغاء مجانية الدراسات العليا في التعليم العالي في إطار قانون المالية المقبل وكذا إنهاء العمل بنظام ترقية الأساتذة بناء على معيار الأقدمية...
أمـام تسـارُع القـرارات والأحـداث "الفـارقـة" في المشهـد السياسيّ المغربي بعد تـولـّي بنكيران زمـامَ الأمـور على رأس الحكـومة "الجـديدة"، بـدأ المغـاربة يتساءلون، بشكلٍ أكثرَ إلحاحاً يـوما عن يوم، مـا إذا كـانت هـذه الحكـومة التي راهَنـُـوا عليهـا من أجْـل إحـداث "التـّغيير" المنشُـود بخصـوص مُحـارَبة الفسـاد والمفسدين والقطـع مـع عهـودِ كانت فيها البلاد تتلخّـص في المعـادلة التـّالية: "المغـرب = البقرة الحَلـوب".. في ظـلّ ظرفيّـة عـالميّـة وعربيّة تتـّسـم بحـراك مجتمعيّ خطيـر ومُتـلاحق، تـزيـده الأزمـة المـالية العالميّـة تشنـّجـاً وتعقيـدا.. يتسـاءلـُون مـا إذا كـانت هـذه الحكـومة قـادرة، بالفعل، على العبـُور بالبـلاد إلى مرحلـة "المحاسَبة ومـن أين لك هـذا" أم إنّ الأمـرَ لا يعـدو كليشيهـاتٍ للاستهلاك الإعـلاميّ المُنـاسَبـاتيّ بـدأ يُصنـّـَف في "أرشيفـات" الحكـومة، التي فتحـتْ "ملفـّـاتٍ كبـرى" استـبشـرَ معـهـا المغـاربة خيـراً في إحـداثِ نقلـة نـوعيّـة نحـو تكريس مـا جـاء به الـدّستـُـور الجديد، خصوصا في ما يتعلـّق بمحـاربة اقتصـاد الـرّيع ونهـب المـال العـامّ وربط المسؤوليّـة بالمحـاسَبة.. ليجـدوا أنفسَهم، في الآونـة الأخيـرة، أمـام حكـومة لا يبدو أنـّها تختلف كثيـراً عـن "سابقـاتِهـا"..
فمـن الـزّيادة في أثمنـة المحروقـات ومـا تلاهـا مـن زيـادة -اعتبـاطيـة ولا تخضع لأيّ تقنينٍ- في العديد مـن السّـلع والخدمـات، بعـد ذلك.. إلى "التـّطبيـع"، ثـُمّ إلى إلغـاء مجـانية التـّعليـم العـالي (في انتظار إلغـائهـا، ربّمـا، في مختلف مراحل التـّعليم الأخرى).. تـتزاحم "إنجـازاتُ" حكـومـة بنكيـران وتـتـوالـى بشكـلٍ أخـذ يُثـير المخـاوفَ في نفـوسِ الشّـارع المغربيّ، الذي راهـنَ على "تجـريبِ" حكـومـةٍ "غيـرِ مُجرَّبـَة" يبدو لا تفعـلُ، بدورهـا، غيـرَ "تجريبِ" سيـاسـاتِهـا في "رؤوس" المغـاربـة وبالخصـوص في "جُيـوبـِهـم"، المُنهكـَة أصـلاً، بفعـل انعدامِ فـُرصِ الشّـُغل وانحسـار أفـُق التـّوظيـف في بلـدٍ صدحـتْ فيـه حنجـرة "ذهبيّـة"، ذاتَ فـنٍّ جميــل: "فيـنْ غــادي بـِيَّا خـُـويــا فيــنْ غــادي بــِيَّا"؟!!!....ولا يسعنا أمام "هاد صكوك رمضان للسي بنكيران" الذي تناول العديد من الموجبات في شهر الغفران إلا القول بان هاته الصرخات المبحوحة الصادرة  من الشعب وجب أن يؤشر عليها  بأن: "-العربون بَانْ-منذ محضر 20 يوليوز 2012 المذيل ب (عفا الله عما سلف)...فلك الله يا أيها الشعب المغبون".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق