الثلاثاء، 7 أغسطس 2012


اختتام الدورة4 لمهرجان آزرو لفنون الفرجة
بالتوقيع على نجاح بكل المقاييس

آزرو- محمد عبيد
كم كان الاستمتاع بمهرجان آزرو لفنون الفرجة   و ما لعبه من دور متميز ذي وقع بالغ في الأهمية ببصمته اللافتة التي أعلنت عن  نجاح منقطع النظير باستضافته لأعمال مسرحية مهمة إلى جانب الفرجة و ما رافقها من ألوان فنون الحلقة التي  أضافت البهجة والفرحة على قلوب المتفرجين من الساكنة المحلية  التي تم استقطابها بشكل كبير و واضح  لتفرز اختيار الجمعية المنظمة  للعروض المسرحية على مستوى العرض الوطني،حيث عمل هذا الاستقطاب على تلاقح التجارب المسرحية المتميزة التي تعرفها الساحة الوطنية حاليا المرتبطة بالميلودرامية  لتؤدي بذلك غرض المهرجان  بشكل واضح..
 مدينة آزرو التي بهذا المهرجان تعدت قبلتها السياحية بالرغم من أجواء رمضان الفضيل حين تحولت  إلى فضاءات في مجالات العروض المسرحية و الفرجوية بل أيضا إلى فضاء التنظير والتجريب وتبادل الخبرات الفنية المسرحية ...
لقد أضافت جمعية شباب بلا حدود بإقليم افران بصمة فنية جديدة في التعامل مع الأحداث والعقبات التي رافقت أيام المهرجان إزاء الرواد والمبدعين الذين بصموا حضورا متميزا في أجمل العروض الإنسانية ....
ذلك عند تحملت جمعية شباب بلا حدود في آزرو بشكل كبير تنظيم هذا المهرجان إن على مستوى التخطيط والتصميم والتنظيم، لتدفع به إلى أن يكون رائدا  و من اجل إقامة أنشطة  فنية ثقافية متعددة و مختلفة ومن بينها أو كما نقول على رأسها مهرجان آزرو لفنون الفرجة الذي شعل شمعته الرابعة بالرغم من كل المعوقات التي صاحبته...
فلقد كان الوقع كبيرا من خلال الاحتفالية بالمخزون الشعبي المليء في عطاءاته الكبيرة وهو يقدم الفرجة، الفرجة الجميلة الفنية ذات النكهة الخاصة بأهل المدينة، مدينة آزرو جوهرة الأطلس المتوسط، احتفالية حقيقية تعبر عن مشاعر الاعتراف والعرفان والجمال، والتذوق الفني، فالتفضيل الجمالي والقيم الجمالية والرموز كلها تتساوق مع مكونات وعناصر الفن من اجل انتاج جماليات جديدة وارتقاء بالتذوق الفني عند المتفرج.. كل ذلك، من خلال عروض حصلت على  اكبر متابعة و مشاهدة لإقليم إفران عموما و مدينة آزرو بصفة خاصة التي تفتقر إلى تنمية شمولية و تعاني من متطببات التهميش و العزل لتسعد في لحظة من الزمن بفرصة معانقة مهرجان غالبية مشاهديه من الطبقة الشعبية و من فقراء بفعل تحقيق طموح أثمر حلم شباب اجتهد و كد  لإبراز مكنونه الفكري و الثقافي و الفني، أربع سنوات من الجهد  الفعلي لم تكن محض صدفة بل كانت مشروعا  يكبر و يرمي نحو التكامل و المساهمة في قاطرة التنمية الاجتماعية للإقليم من خلال التفضيل الجمالي والقيم الجمالية والرموز التي كلها تتساوق مع مكونات وعناصر الفن من اجل إنتاج جماليات جديدة وارتقاء بالتذوق الفني عند المتفرج...بحسب المفهوم المعرفي الذي تتشبع به الجمعية التي تعبر المسرح وفنون الفرجة الأخرى التي لها من الإمكانيات التعبيرية ما يمكنها من تحفيز الشباب وباقي المتلقين على الاكتشاف والتعرف على الذات وطرح أسئلة جديدة تبعث على الأمل وتدفعهم للاهتمام بالبعد الجمالي والفني والإبداعي...
و هكذا و بعد ثلاث أمسيات من رمضان المبارك و منذ الخميس 2 غشت الجاري و تزامنا مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 13 لعيد العرش المجيد، أسدل الستار في الليلة الرابعة -مساء يوم الأحد 05 يوليوز الجاري- على فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان آزرو لفنون الفرجة ، تحت شعار:" مغرب ما بعد الاستقلال: نصف قرن من الممارسة المسرحية، الحصيلة و الآفاق"...المهرجان الذي نظمته  جمعية شباب بلا حدود إقليم إفران بدعم من عمالة إقليم إفران و وزارة الثقافة  وجهة مكناس تافيلالت و المجلس البلدي لمدينة آزرو، إذ أتت فعاليات تنظيم هذه التظاهرة الفنية- بحسب بلاغ صحفي صدر قبيل انطلاقة الدورة - في إطار تفعيل أهداف الجمعية الرامية إلى رفع مستوى الذوق الفني للمتلقين، وتنشيطا لبرنامجها السنوي، إلى جانب إيمانها القوي بتكريس هذا التقليد سنويا في مدينة تفتقر إلى فرص التنشيط الفني و الإمتاع الجاد وخلق فضاء للحوار الثقافي و الاطلاع على التجارب الفنية التي تزخر بها بلادنا.  
 و قد عرفت النسخة الرابعة لهذه السنة مشاركة فرق مسرحية وطنية، حيث أبانت كل الأعمال الفنية المسرحية  التي تم عرضها خلال هذه التظاهرة ، و التي جمعت في شانها بوابة " فضاء الأطلس المتوسط" انطباعات مختلف الأطياف إن الفنية أو الجماهيرية  ، عن اختيار لذوق راق و ذي أهداف نبيلة،سيما من خلال نصوصها التي عالجت مجموعة من القضايا الاجتماعية الاقتصادية وكذا القضايا المتعلقة بالسلم والسلام، أعمال استأثرت بتتبع واهتمام بالغين من طرف جمهور عريض حج بكثافة سواء بقاعة الشريف الإدريسي بثانوية طارق بن زياد أو برحبة المسرح بفضاء أقشمير لمتابعة فصول هذه العروض التي نالت استحسانا كبيرا وخصوصا أن الجمهور الازروي  جد متعطش لمشاهدة عروض مسرحية جادة، في ظل الركود والجمود  الذي يعرفه أب الفنون بالمدينة خلال الألفية نتيجة عدة إكراهات أساسية تتمثل في النقص الحاد على مستوى البنيات التحتية من قاعات للعروض بمواصفات مقبولة بإمكانها أن تساهم إلى حد كبير بالنهوض بهذا المجال الفني،إضافة إلى غياب الدعم والتشجيع للفرق المسرحية التي تعيش على إيقاع الفقر المدقع وكذا الإقصاء والتهميش من لدن الجهة التي تتولى أمور العناية والاهتمام بما هو فني وثقافي.
 و هكذا ،كان لعشاق الخشبة مواعيد مع عروض لأربع مسرحيات (بالأبيض و الأكحل و بالألوان من إخراج خالد ديدان- الدق و السكات من إخراج عبد الكبير شداتي- نقطة،ارجع للسطر من إخراج أنواري زهراوي- الجريحة من إخراج المصطفى ازبل ) ....كما ان الدورة سجلت تكريم احد أبناء المدينة المبدعين في فنون المسرح و السينما و يتعلق الأمر بالسيد عبد الله بلبشير الذي ألقيت في حقه شهادات اعتراف من بعض المتتبعين لمساره الفني الذي اعتبر بالنضال في كل أشكاله الميدانية و العملية لتأكيد حضوره و فرض هويته الفنية المتميزة رغم الإكراهات التي صادفت هذا المسار و التي لم تحد من طموحاته و أحلامه في أن يكرس حياته لهذا الفن الأصيل... و بالموازاة مع العروض المسرحية ،كان فضاء أقشمير وسط المدينة مسرح عروض في فن الحلقة استأثرت بالمتابعة و المتعة من قبل رواد الساحة... فضلا عن ورشتين تكوينيتين في موضوع إدارة الممثل و السينوغرافيا جرتا بقاعة المنتزه الوطني لإفران..
و كانت السهرة الختامية بمثابة مسك عنبر للمنظمين حيث فاق عدد جمهورها ال5الاف الذين تتبعوا أمسية فنية روحية لفرق السماع و المديح و الملحون وعيساوة ....
ومن باب الاعتراف بالجهود و العطاء المتميزين، كان لابد لنا في بوابة "فضاء الأطلس المتوسط" من تقديم الشكر لكل الشباب  المساهمين على إدارة المهرجان الذين عملوا بشكل دءوب ومتفاني، فكانت الجهود جبارة من اجل إنجاح هذا العرس الفني الكبير ... كما لا تفوتنا الفرصة للتنويه بكافة أعضاء الجمعية التي يترأسها الشاب عادل إنجدادي...و الإشادة أيما إشادة بكل الطاقم الإداري والفني المرافق لمدير المهرجان الزميل سليمان عبيدي...دون إغفال ذكر الدور المميز للسلطة المحلية في شخص باشا المدينة و الدوائر الأمنية في شخص عميد الشرطة و القوات المساعدة في شخص قبطانها و مساعديهم الذين سهروا جميعه من اجل ضبط الأمور و تيسير مجالات للحضور..
"مبروك" نقولها للجميع و إلى المهرجان القادم نتمنى أن نساهم جميعا في النجاح من اجل التواصل الفني الإنساني لرفع راية الثقافة والفن الوطنيين عاليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق