الاثنين، 27 أغسطس 2012


تورتيت من مهرجان دولي إلى وطني
 لم يفقد هويته و حضوره المتميزين
 
إفران – محمد عبيد
اختتمت مساء أمس الأحد 26 غشت الجاري فقرات الدورة6 لمهرجان تورتيت بإفران الذي تشرف على تنظيمه "جمعية تورتيت للتنشيط الثقافي والفني والمحافظة على تراث المدن الجبلية" تحت شعار "الطبيعة في ملتقى الثقافات"، و الذي يهدف إلى تقوية البعد السياحي والبيئي والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والموروث الثقافي المحلي، من خلال مجموعة من الأنشطة الثقافية والرياضية والندوات الفكرية والسهرات الفنية، احتضنها العديد من الفضاءات التي تزخر بها المنطقة، ومنها الفضاءات التي تستقطب العديد من الزوار المغاربة وأبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج.. و بالرغم فان المهرجان هيمن عليه  التراث المغربي الغني بتنوع فنونه وتجلياته الجمالية...بعد أن امتدت خلال الأيام الثلاث للمهرجان أجواء الاحتفاء بشتى الأنماط الشعبية والتراثية المغربية... إضافة إلى أنشطة أخرى متنوعة، كانت عبارة عن فسيفساء من التعبيرات الفنية، الجمالية  و الرياضية أيضا احتضنتها العديد من الفضاءات التي تزخر بها المنطقة، إلى غير ذلك من الفضاءات التي تستقطب زوار وعشاق هذه المدينة الأطلسية الجميلة... ففضلا عن تنظيم معارض فنية ومسابقات حول الطبيعة والبيئة ومسابقات للصناع التقليديين بجبال الأطلس المتوسط٬ بالإضافة إلى أنشطة رياضية همت صيد السلمون وفن الرماية، فإن البرنامج كذلك شمل لقاءات شعرية والعديد من الفقرات الثقافية والترفيهية إلى جانب برمجة 3 سهرات فنية حيث كان زوار مدينة إفران خلالها على موعد مع ألوان فنية متعددة شارك فيها عدد من الفنانين أمثال حاتم عمور وليلى براق و الداودية ورشيد قسمي و أوستينا تونو وفرقة السهام٬ و الفكاهي جواد عبد الفتاح (نجم كوميديا 2011)  و الداودي، فيما مثل الأغنية الأمازيغية الفنان مصطفى أومغيل والفنانة تاشنويت والشيخ مبروك ،إلى جانب فنانين أمازيغيين محليين مثل حوسى كبيري من آزرو، تخللتها فقرات منها تكريم احد الشعراء الأمازيغ السيد علي عبوشي و الفنانين الأمازيغيين لحلو و بوعزة بناصر.. كما نظمت وسط المدينة أروقة تحت اسم " قرية الطبيعة والتنمية التضامنية" التي خلالها نظمت مسابقة حول "المنتوج المحلي" خصصت لها جوائز لأفضل كشك أو جمعية أو تعاونية الأكثر دينامية كانت من نصيب كل من تعاونية الزرابي لعين اللوح( جائزة العراقة) و تعاونية تاطفي فتعاونية النجارة (آزرو).. ورشات أيضا نظمت حول الفنون التشكيلية والرسم لفائدة أطفال المخيمات الصيفية، ومسابقة حول موضوع الطبيعة والماء والانحباس الحراري في خيال الطفل أطرها عدد من الفنانين من إقليم إفران وجمعية حماية البيئة...
و لعل الإكراهات المالية (بالخصوص 70مليون مديونية الدورة الأخيرة) التي عانى منها منظمو مهرجان تورتيت بمدينة افران في الدورات الخمس الأولى من عمر هاته التظاهرة الفنية كانت بارزة و بشكل جلي من خلال تقليص مدة المهرجان على غير ما عرفته بعض دوراته السابقة قيامه أسبوعا كاملا اكتفاؤه هاته الدورة ب 3 أيام فقط..
و إن كان أن تألقت الأغنية المغربية بألوانها سواء منها العصري أو الشبابي  أو الشعبي أو الأمازيغي،تبقى ملاحظة تم الوقوف عليها تم الوقوف عليها في هاته الدورة السادسة لمهرجان تورتيت بإفران تتجلى في غياب المشاركة الدولية على غرار سالف الدورات، و لعله أيضا السر الذي يمكن استنتاجه من خلال الإعلان عن تسمية المهرجان التي كانت من قبل تحمل إشارة الدولية (مهرجان تورتيت الدولي) لتقتصر على تسميته ب"مهرجان تورتيت" فقط....و إن كان المهرجان في نسخته السادسة هاته بحاجة إلى حل مشاكله المالية، و سعى إلى الحفاظ على جودة البرمجة وهدف الوصول إلى الجمهور أكثر تدفقا فانه على الرغم من النجاح المسجل فإن ما توفر من الغلاف المالي لم يتجاوز 100 مليون درهم ..و على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه بدليل أن مجموع عدد الجمهور في السهرات الثلاث ناهز ال50 ألف متفرج، و هو الرقم الذي راهنت عليه الجمعية المنظمة ...
و عن هاته الدورة قال عبد القادر العشني مدير المهرجان في حديث خص به الجريدة: إن تنظيم مهرجان "تورتيت الدولي " منذ انطلاقته الأولى و حتى حلول هاته الدورة السادسة كان دوما  يروم إلى أن يكون ملتقى للحوار والنقاش بين العديد من الفاعلين في مختلف الأشكال التعبيرية والثقافية، والذين عمدوا إلى التعريف بهوياتهم وإثراء تنوعهم الثقافي، لأن ترسيخ ثقافة وقيم الحوار لا يتم فقط عن طريق التعبير الشفوي وإنما بمختلف الوسائل الإبداعية سواء الريشة والألوان أو الإيقاعات والأوزان، وهذا ما أعطى لهذا المهرجان أبعادا متعددة من بينها فك العزلة والتعريف بالتراث وبالثروات المتوفرة ما يسهم دون شك في خلق حراك تنموي يشكل الثقافي والإبداعي حوافزه، لأن للكلمة واللون والإيقاع سلطة وآليات للتغيير والتطور... فإذا كانت المدينة تحمل مثل هذه الدلالات والرموز في متخيلنا الجمعي، فهي بالضرورة تستحق مهرجانا كبيرا ومتنوعا يتأسس على خمسة أقطاب أو محاور: الفن والثقافة، الطبيعة، لقاءات ونقاشات، رياضة وترفيه والمحور الخامس يتمثل في سهرات غنائية وحفلات موسيقية".
و جدير بالذكر أن "إفران" كلمة أمازيغية تعني الكهوف، وتجمع الروايات أن التسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي، وفي فترة من فتراتها التاريخية الموغلة في القدم كان يطلق عليها اسم "تورتيت" وهو الاسم الذي اختير لمهرجان إفران الدولي، و"تورتيت" كلمة أمازيغية تعني البستان أو الحديقة.
المهرجان بالصور الناطقة
مجموعة السهام
الفكاهي جواد عبدالفتاح /نجم كوميديا 2011
فقرة غنائية من حفل الداودي 
انطباعات بعض الجمهور و تصريح للسيد محمد السعودي مدير المهرجان
 
تصريح مواطنة من افران و السيد عبدالقادر العشني رئيس جمعية تورتيت المنظمة للمهرجان 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق