الأحد، 16 ديسمبر 2012



مهرجان ثيمات للثقافة الأمازيغية بالحاجب 

الحاجب- محمد عبيد
تطرقت ندوة فكرية في موضوع "آليات تفعيل اللغة الأمازيغية" جرت بمدينة الحاجب السبت الأخير إلى سبل تفعيل و أجرأة الدستور و إعداد القانون التنظيمي للأمازيغية و قانون المجلس الوطني للغات و الثقافة، من خلال استعراض الإطار المرجعي ( خطب العرش 2001 و أجدير 17 أكتوبر 201 و الخطاب الملكي ل 9مارس 2011 و الظهير المؤسس و المنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و الدستور الجديد و خاصة المادة 5 منه و مشروع القانون التنظيمي الخاص بالامازيغية ) و من حيث المبادئ الأساسية (العربية و الأمازيغية لغتان رسميتان للبلاد) و المرتكزات الخمس التي تشكل المحاور الرئيسية في البرنامج الحكومي ( تعزيز الهوية الوطنية و ترسيخ دولة القانون و الجهوية و الحكامة، مواصلة بناء اقتصاد وطني قوي و متنوع، تطوير و تفعيل البرامج الاجتماعية ف تعزيز التفاعل الايجابي مع المحيط الجهوي و العالمي) إذ– قال الدكتور محمد المنور- بموازاة  ذلك العمل على تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية عبر وضع قانون تنظيمي يحدد كيفيات إدراج الأمازيغية و إدماجها في التعليم و الحياة العامة مع صيانة المكتسبات المحققة و وفق جدولة زمنية تراعي المجالات ذات الأولوية و اعتماد منهجية تشاركية مع مختلف الفاعلين في مجال النهوض باللغة و الثقافة الامازيغيتين مع تعزيز دور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتباره مؤسسة وطنية فاعلة في هذا المجال و إعادة النظر في اختصاصه على ضوء إحداث المجلس الوطني للغات و الثقافة المغربية...
 في إطار كفيل  بوضع آلية للتتبع تتيح إمكانية تقييم ما يتم إنجازه لإعطاء الأمازيغية المكانة التي تستحقها كمكون أساسي للهوية الوطنية.. و استعرض المتدخلون في الندوة الإطار العام لصياغة القوانين المتعلقة بالامازيغية من خلال  رؤية شاملة و واضحة المعالم تستحضر المكتسبات و تأخذ بعين الاعتبار الأولويات و الرهانات الجديدة التي يفرضها السياق الجديد الذي تجتازه البلاد لتقريب وجهات النظر و الوصول إلى أرضية مشتركة تساهم في صياغة قانون تنظيمي يحظى بأغلبية الفرقاء و طرح لاقتراحات عملية حول تركيبة و اختصاصات المجلس الوطني للغات و الثقافة...
كما لم يخف العديد من المتدخلين في المناقشة التي تلت عرض هاته الندوة والتي ضمت منصتها كلا من الدكتورين محمد المنور و ناصر ازداني عضوا مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والأستاذة نزهة بن عتابو باحثة في الثقافة الأمازيغية ،  ضرورة العمل من اجل بلورة رؤية شاملة و واضحة المعالم لتفعيل آليات الطابع الرسمي للغة الأمازيغية باستحضار المكتسبات و و الاخذ بعين الاعتبار الأولويات و الرهانات الجديدة التي يفرضها السياق الجديد الذي تجتازه البلاد لتقريب وجهات النظر و الوصول إلى أرضية مشتركة تساهم في صياغة قانون تنظيمي يحظى بأغلبية الفرقاء و طرح لاقتراحات عملية حول تركيبة و اختصاصات المجلس الوطني للغات و الثقافة  باعتماد القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية من خلال  عناصر القانون التنظيمي المطابق للدستور من جهة و مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية من جهة أخرى فضلا عن القانون المتعلق بالمجلس الوطني للغات و الثقافة ...
الندوة الفكرية التي جاءت بمناسبة تنظيم "مهرجان ثيمات للثقافة الأمازيغية" التي جرت يومي الجمعة و السبت الأخيرين بمدينة الحاجب و التي كانت قاعة الاجتماعات للبلدية مسرحا لجملة من الأنشطة التي أقيمت بالمناسبة تحت إشراف كل من جمعية أسوريف الخير و جمعية الخاطر للثرات و الفلكلور الأمازيغي بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حيث هدف المهرجان بحسب المنظمين له إلى خلق تواصل بين الجمعيات الوطنية الأمازيغية و الباحثين و المهتمين، و صون النمط الشعري طبقا لنداء اليونسكو-15 أكتوبر 2001- و الرفع من قيمة الأمازيغية لغة و ثقافة و هوية و تثبيت مقوماتها و التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي ، و جمع المتون الشعرية و توثيقها و نشرها.. حيث أكد حمزاوي عبد المالك مدير هاته الدورة في حديث له مع "الأخبار" على أن المهرجان إلى جانب الأهداف المسطرة يسعى إلى التعريف بخصوصية المنطقة و إدماجها في النسيج الاقتصادي الجهوي و الوطني ، و أيضا إلى إدماج المكونات اللغوية فيما بينها ، عربية و امازيغية، و تلقيح بعضها ببعض من اجل الرفع من المستوى العلمي للأمازيغية و لاحتواء التطورات العلمية و مواكبة انجازات البحث العلمي..."
رئيسا الجمعيتين المنظمتين رشيد أعراب عن " اسوريف الخير" و بنعيسى الشامي عن "الخاطر للثرات و الفلكلور الامازيغي " بالحاجب أجمعا في كلمتيهما للجريدة على أن تنظيم المهرجان بصفة مشتركة بينهما فرضته الأهداف المماثلة التي تشتغلان فيها في نفس الحقل موضحان أنهما يسعيان من خلال هذه الدورة إلى الدعم والمشاركة بشكل فعال في التنمية للرفع من المستوى الثقافي والفني والمعرفي والتربوي للأمازيغية بتقديم الأفضل والنهوض بهذه الثقافة المتجذرة في الأطلس المتوسط بشكل خاص و بالمغرب بشكل عام.
 و يذكر أن برنامج هذا المهرجان تضمن معرضا لكتب إصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و اللوحات التشكيلية لرسامين محليين في اليوم الأول من هاته التظاهرة الفنية ، و في اليوم الثاني توج عقب الندوة الفكرية بزيارة معرض الكتب و اللوحات التشكيلية ثم سهرة ختامية شملت عروضا للشعر الأمازيغي( 5 فرق انشادن من زيان و اشقيرن و بني امكيلد و كروان و بني امطير) فأحيدوس (4فرق من عين تاوجطات و إيموزار و ضاية عوا و بني امطير) إضافة إلى فقرات فكاهية امازيغية  (فرقة بوغانيم من الحاجب و حميد من آزرو ) .. فتكريم و توزيع الشواهد التقديرية قبل كلمة الاختتام... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق