بالرغم من إكراهات التشتيت السكاني
وأخرى بشرية لمخطط عمل بإقليم إفران:
الصحة القروية في خدمة التنمية البشرية
إفران- محمد عبيد
كشفت أشغال اليوم الدراسي حول واقع و آفاق الصحة بالعالم القروي - كرافعة
أساسية للتنمية البشرية على مستوى إقليم إفران- عن مصادفة القائمين عن القطاع إقليميا
لجملة من الإكراهات الكفيلة بالتوازن في العروض و الطلبات أي بين الخدمة و تلبيتها
لفائدة ساكنة العالم القروي، و من بين أبرز الإكراهات صعوبة المواكبة والتوافق في أداء المهام بسبب
توسع المجال السكاني المتشتت بالوسط القروي من جهة، و من جهة أخرى العامل البشري آي الموارد البشرية المتوفرة لا تنسجم و حاجيات هذا
العالم القروي الذي يشكو من معاناته مع التطبيب لضمان ما رسمته الدوائر المسؤولة
وطنيا من مخطط تسريع وثيرة النهوض بالصحة بالوسط القروي من خلال الاهتمام بصحة
الفرد وبيئته، واهتمام المنظومة الصحية بالرفع من مستوى الخدمات الصحية وتحسين
مؤشرات البرامج الوطنية.
فبهدف تحقيـق رعايـة صحيـة أوليـة عادلة ومتكاملة على جميع الأصعدة
وخاصة بالوسط القروي، نظمت مندوبية وزارة الصحة بإقليم إفران يوم الأربعاء
27/02/2013 يوما دراسيا تحت شعار:“ الصحة القروية في خدمة التنمية البشرية ”
بشراكة مع السلطات الإقليمية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، حيث تقدم
الدكتور توهتوه المندوب الاقليمي لوزارة الصحة بعرض استعرض من خلاله إنجازات وآفاق
الصحة القروية بإقليم إفران مبرزا الدور الذي يلعبه الوسط القروي في بلادنا كدور
أساسي في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية معتبرا بذلك منبعا رئيسيا للثروات
الطبيعية التي يزخر بها المغرب، لهذا يستحق كل العناية في جميع الميادين
الاجتماعية، الثقافية، التربوية،التنموية والصحية ...
وتماشيا مع التوجيهات الملكية
السامية لفك العزلة عن العالم القروي من خلال تزويده بالتجهيزات اللازمة، سطرت
وزارة الصحة مخططات عمل في صلب أولويتها العناية بالصحة القروية بخلق برنامج وطني
يهدف إلى فك العزلة عن ساكنة المناطق النائية والجبلية و تقوية التغطية الصحية و
تقريب الخدمات الصحية للساكنة و توزيع معقلن للموارد المتاحة في إطار مقاربة
شمولية و تشاركية.
و من هذا المنطلق جاء تنظيم هذا اليوم الدراسي بإقليم إفران بهدف
إشراك جميع المتدخلين من سلطات إقليمية و محلية ومنتخبين لتعزيز التغطية الصحية
بالوسط القروي...لينتقل العارض إلى تقديم معطيات عامة عن الوضعية الصحية بالعالم
القروي على مستوى إقليم إفران، حيث تبين بالمناسبة أن المبادرة الوطنية للتنمية
البشرية تعد إطارا ملائما يقارب القضايا الصحية الأولية من خلال برامج تنموية
واقتصادية واجتماعية تستهدف الساكنة الهشة والمفتقرة إلى الخدمات الاجتماعية
الأساسية بما فيها الرعاية الصحية لمجموع السكان وذلك قصد تحسين الولوج لعلاجات
صحية ذات جودة وتحسين التغطية الصحية المتنقلة بالمناطق النائية، بالإضافة إلى
تقوية برامج الشراكة الجماعاتية لفائدة البرامج الصحية بالعالم القروي.
و بخصوص الوضعية الصحية بإقليم إفران و خصوصا على مستوى العالم القروي
فقد أفرزت معطيات عامة (عن الفترة ما بين 2010 و 2012) من الناحية الديمغرافية ان
عدد سكان هذا العالم القروي بإقليم إفران ناهز ما مجموعه 67الفا نسمة وان الفئات
المستهدفة من الخدمة الصحية بالنسبة للنساء منها 17749 في سن الإنجاب
(مابين154و45سنة) و ان عدد الولادات قارب 1425 فيما بلغ عدد الأطفال 15161 منهم
1391 دون السنة من عمرهم و ان المتمدرسين 6165 مسجلا أن العالم القروي بالإقليم
يطبعه التشتيت السكاني أحيانا يفصل إلى 10كلم بين تجمع وتجمع.
فيما يخص البنية الصحية بهذا الوسط القروي فسرد العرض أن هناك 7 مراكز
صحية جماعية مع دار الولادة، و20 مستوصفا قرويين من بينهما فقط مع دار للولادة، و
مختبر واحد و قسم للأشعة و مكتب لحفظ الصحة، تم توفيرها بفعل رصد اعتمادات مالية
مهمة لمصالح المساعدة الطبية الاستعجالية للتوليد في إطار البرنامج الوطني للأمومة
السليمة وما ساهم به مدها بآليات الاتصال ووسائل النقل لإسعاف النساء الحوامل
وتوسيع لائحة الأدوية الخاصة بصحة النساء وكذا اقتناء المعدات الطبية الأساسية
(الفحص بالصدى، آليات مختبرية...).
هذا مع العلم إلى أن هذا
العالم القروي بإقليم إفران خلال الموسم الجاري 2012/2013 شملته خدمات لوحدات طبية متنقلة ب8 جماعات
قروية كانت في خدمة 23ألف من الساكنة ب100 دوار سجلت الفحوصات بها 93ألف وأخرى
علاجات تمريضية (23250) فتلقيح 156 طفل إلى جانب التخطيط العائلي لفائدة715
أسرة الى جانب ما عرفه الوسط القروي بهذا
الإقليم من برمجة لعدد من القوافل الطبية (12 قافلة طبية ) استهدفت عدد الساكنة
بالجماعات القروية بالإقليم من خلال 9607 فحص طبي في أمراض العيون والقلب وأمراض
النساء والتوليد وأمراض الأطفال وأمراض الأذن والأنف والحنجرة وصحة الفم والأسنان
فضلا عن كشوفات عن السيدا(388) ...
كل هاته الإجراءات و التدابير جاءت تلبية للحاجيات الأساسية بالعالم
القروي التي تميزت بجملة من الخدمات الطبية المتخصصة مزودة بالوسائل اللوجيستيكية
والبشرية اللازمة... كما ان الصحية البيئية حظيت بالاهتمام المطلوب حيث وصل عدد
عمليات المعالجة لمياه الشرب 2090 إلى جانب عدد من التحاليل المائية و الغذائية...
و لم يغفل العرض التذكير بان
كل هاته العمليات جاءت بفضل التكوين المستمر من دورات تكوينية لفائدة الأطر الطبية
وشبه الطبية العاملة بالوسط القروي أدت إلى تحسين قدرات الشغيلة الصحية المهنية لمسايرة
التطورات التي يعرفها القطاع عموما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق