الأربعاء، 15 مايو 2013


 قضية و موقف//
شباط وحكاية الدفايه ٱسباب شرالبلية


محمد عبيد (آزرو)     
تقول إحدى الروايات المستملحة في تاريخ العرب أن حضرميا (والحضرمي في المفهوم الأصلي هو مطبخ ينسب إلى منطقة الشرق الأوسط المؤثرة بشكل كبير في باقي أرجاء العالم العربي  لانتشار العديد من مأكولاته في الكثير من البلدان العربية لمرحلة وصلت الى عدم معرفة أهل البلدان بأنها بالأصل حضرمية واعتقادهم بان هذه المواد من صنع أجدادهم) سألوه إذا جاء البرد واش تسوي؟..قال أقرب من الدفايه...قالوا: وإذا زاد البرد؟ قال الحضرمي:أقرب من الدفايه أكثر...قالوا: وإذا زاد أكثر وأكثر؟...قال الحضرمي: خلاص أشغل الدفايه..(والدفايه هي المدفئة الشهيرة بنيرانها)..
هذه الرواية النكتة أصلا تحلينا على ما وقع نهاية الأسبوع المنصرم من مشهد حسب للأسف على المشهد السياسي بوطننا الغالي... ذلك حين صدر بيان اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال يكشف تناقضا سياسيا صارخا، فالأمانة للحزب قررت الانسحاب من الحكومة وتفويض اللجنة التنفيذية للحزب تصريف هذا القرار، بعد ذلك عقدت اللجنة التنفيذية للحزب اجتماعا لتغير بيان شباط..
هذا التناقض يظهر ان انسحاب الحزب من الحكومة مجرد لعبة طفولية لحميد شباط... لو كان همه مصلحة البلاد لما قام بخطوة عشواء في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد، و ما تعيشه البلاد الآن من أزمات إلا بسبب فساد سياسي قبل أي فساد آخر..
كون الكلام في السياسة وعلى لسان السياسيين، هو الكلام غير الثابت، فئة تقر بالأزمة وأخرى تنكرها وتقول كل شيء على مايرام، هؤلاء يعترفون بوجود الفساد والآخرون يجحدون ذلك ويرفعون أصواتهم بالنقاء والطهر، إنه الوجه المشترك على حد قول المغاربة:” الوجه المشروك، عمرو ما يتغسل"
الوضعية السياسية، التي تحولت إلى مجرد منتوج للفساد السياسي، الذي يعم المجتمع المغربي، من خلال المؤسسات التي تفرزها المحطات الانتخابية، الفاسدة أصلا، ومن خلال الحكومة التي تفرزها المؤسسة البرلمانية، ومن خلال تواجد العديد من الأحزاب، التي وقفت الإدارة المخزنية، أو الدولة المخزنية، وراء تشكيلها، ورعايتها، وتزوير الانتخابات، لإيصالها إلى المؤسسات المزورة، وإلى الحكومة، والتي تستغل مختلف المؤسسات، التي تتواجد فيها، لتعميق الفساد السياسي، ولنهب ثروات الشعب المغربي، من أجل توظيفها، لنشر الفساد السياسي، في النسيج الاجتماعي، حتى يصير المغرب مرتعا لهذا الشكل من الفساد، الذي لا يستطيع النظام المخزني المغربي التخلص منه.
وقد كان المفروض أن يهتم جميع أفراد المجتمع، في المجتمع، وفي المقاهي، وداخل الأسر، وفي المنتديات الخاصة، بالقضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي لها علاقة بالواقع، والمنبثقة عن التفاعلات العميقة، التي يعرفها الواقع في تجلياته المتنوعة، من أجل الوصول إلى رسم صورة متكاملة، وعلمية، ودقيقة عنه، من أجل رسم صورة متكاملة، ودقيقة، لما يجب أن يكون عليه، سعيا إلى تطويره، بما يتناسب مع التصور القائم في البلدان المتقدمة، والمتطورة، والتي لا يهتم أفراد المجتمع فيها، إلا بالقضايا الجوهرية، التي تهم مستقبل بلدانهم المتطورة أصلا، سعيا إلى حماية ذلك التطور، وأملا في الاستمرار على نفس وتيرة التطور، التي تضاعفت، من رفاه الأفراد، والجماعات في تلك البلدان.
هذه الوضعيات تتشكل منها الأفكار المستوحاة من الواقع، والتي يفترض فيها أن تصير أساسا لمعرفة الواقع، في تجلياته المختلفة، من أجل الوعي به، وامتلاك تصور لما يجب أن يكون عليه، والنضال من أجل تغييره تغييرا جذريا، حتى يصير مستجيبا لمتطلبات، وحاجيات الشعب المغربي، الذي يعاني أصلا من قهر، وظلم الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
وهذه الأفكار المستوحاة من الواقع، في حالة معرفتها، والوعي بها، وامتلاك تصور عن الواقع البديل، والانخراط في النضال من أجل تغيير الوقع القائم، إذا تغير الواقع؟... أما إذا بقي على ما هو عليه فإن المستفيد من تردي مختلف الأوضاع، هو الطبقة الحاكمة، وكل المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي للمجتمع المغربي.
وهذا الفرق القائم بين كلام الناس، والكلام المستوحى من الواقع، لا يمكن وصفه إلا بالفرق بين الغيبي اللا مجسد، الذي لا يمكن القبض عليه، وبين الواقعي المجسد، الذي يمكن إدراكه بمجموع سماته.
والناس لا يتطورون أبدا، مادام كلامهم غيبيا، وما دامت الأحاديث التي تجري فيما بينهم، ذات مواضيع غيبية، لا تلتمس أن تجد لها مكانا في الواقع، الذي يبقى متخلفا، تخلف العقول التي لا تفكر إلا في الغيب، حتى وإن كان أصحاب تلك العقول، يحملون أعلى الشهادات.
الكلام عن الحقائق والحق وهو كلام العلماء والبلغاء والحكماء والفصحاء، لا تحركهم نزوة إلا رغبتهم في تنوير عقول الناس وتعليمهم، أحرفهم معدودة وكلماتهم موزونة، الأصل عندهم الصمت والاستثناء عندهم الكلام..
عندما ننصت إلى ما يدور في المجتمع من أحاديث، سوف نجد أن عقول أفرد المجتمع فارغة، وأن هؤلاء الأفراد، لا يفكرون في أبعد من وضع أقدامهم، وأن ما يروجونه من أفكار بسيطة، لا تتجاوز أن تكون أساسا لقيام الجواسيس بتكوين تصور عن الواقع، وترتيب تلك الأفكار، وإعداد التقارير، ورفعها إلى الأجهزة الموظفة لهم، إلى درجة أن تلك الجهة الداخلية، أو الخارجية، تصير عالمة بالسر، وأخفى، عن المجتمع، أكثر من الأفراد المكونين له، الصانعين لأحداثه، المساهمين في بناء حياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمفكرين في كيفية صياغة مستقبله، كيفما كانت هذه الصياغة، وكيفما كان هذا المستقبل، مما يمكن أن يقوم به أفراد المجتمع، الذين يتداولون فيما بينهم أفكارا بسيطة، بساطة الإنسان المغربي، الذي لا يهتم بأي شيء يمكن أن يذهب عنه النوم.
الطبقة الحاكمة و التي تندرج ضمنها القيادات السياسية ، التي ينشغل المغاربة بالمشاكل اليومية، عن ممارستها للاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وغير ذلك، مما يجعلها مطمئنة على ثبات حكمها، وعدم التشويش عليها أيديولوجيا، وسياسيا، من قبل الإطارات التي يفترض فيها أن تصير كذلك، من أجل أن تلعب دورا أساسيا، ومركزيا، في مواجهة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ولكن عندما نستنطق الواقع، نجد أنه يمدنا بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت من الأفكار العميقة، والغنية، عن مختلف الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تعج بالكثير من المشاكل، التي تفتقد الحلول المناسبة، والتي تنعكس سلبا على واقع الإنسان المغربي، المعبر عن تردي مختلف الأوضاع، التي لا تنال اهتمام غالبية أفراد المجتمع، حتى وإن كانوا ضحايا ذلك التردي، نظرا لكونهم نشأوا، وتربوا على اللا مبالاة بما يجري حولهم، خوفا من أن يصيروا موضوع مساءلة من قبل الجهات الاستخباراتية، والأمنية، وغير ذلك.
و في آخر هاته المعمعة السياسية الحضرمية ، استودعكم بالنكتة التالية هاته المرة صعيدية مصرية ، جاء فيها:
قرر شيخ الصعايدة أن يثبت بأن الصعايدة اذكياء جدا... فجمع أكبر عدد منهم في برنامج يبث على الفضائيات مباشرة وقال لهم : بصوا..هاسألكم سؤالين،السؤال الأول: مين اللي فاز بمعركة أ ُحد؟ المسلمون  و لاّ المشركون؟ جاوبوه: المشركون..انبسط قوي..
السؤال الثاني: مين فاز بالمباراة امبارح بالليل؟ البرازيل ولاّ الأرجنتين؟؟ جاوبوه: البرازيل.
انبسط كثيرا لأنهم طلعوا أذكياء قدام الكاميرات...

فجأة رفع صعيدي أصبعه، فقدموا له الميكرفون.. فقال: معلش يا كبيرنا، سؤال لو سمحت..

قال شيخ الصعايدة: تفضل يا بني.

قال الصعيدي: يعني دلوقت البرازيل والمشركون هيلعبوا ع النهائي؟
خلاصة القول: شر البلية ما يضحك، يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق