الأحد، 31 أغسطس 2014

تحقيق// المعلوم والخفي في فاجعة الإنفجار بمدينة آزرو قنينة الغاز في قفص الاتهام في انتظار تبرئتها من إدانتها؟

تحقيق//
المعلوم والخفي في فاجعة الإنفجار بمدينة آزرو
قنينة الغاز في قفص الاتهام في انتظار تبرئتها من إدانتها؟

البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
أقفل الأسبوع الأول من فاجعة الانفجار المسجلة لمدينة آزرو ولم يقفل معها بعد ملف الأبحاث والتحقيقات من كل الجهات المباشرة لهذا الملف...

فلقد وضعت حالة الانفجار التي وقعت بمدينة آزرو يوم الاثنين 25غشت الأخير كل الجهات المسؤولة محليا وإقليميا وجهوريا في حيرة من أمرها بشأن سر هذا الانفجار الغامض وما رافقه من محاولات تعتيم الأسباب الخفية؟.. وإن كان الرأي العام المحلي قد روج فور الحدث عن حالة انفجار قنينة غاز بالمحل الذي يعتبر صاحبه بقالا (يقطن بنفس سكنى البقالة)، لكن يظهر مع مرور الوقت أن القنينة التي وضعت في قفص الاتهام لا أثر لأي مؤشر يفترض اقترافها هذا الجرم..
 الحدث الذي أدى إلى تطويق مسرحه منذ أسبوع لغاية كتابة هذه السطور يطرح معه أكثر من علامة استفهام حول هذه النازلة التي رافقتها أبحاث وتحقيقات من مختلف الدوائر المعنية سواء أمنيا أو إداريا أو تقنيا أو مهنيا و الذين شوهدوا على مدار الأسبوع وهم يتناوبون على إجراء خبرتهم بعين المكان بحثا عن مؤشر يوضح السبب الرئيسي وراء هذه الفاجعة التي أصابت سكان مدينة آزرو عموما سواء في زنقة البقالة المسماة زنقة القاهرة أو بباقي نواحيها من أحياء النجاح ومسعودة وبويقور وامتدادا لشارع الحسن الثاني وبعض تجزئات الأرز وحي البام المحيطة بمسرح الحادث (على مدار قطر ناهز الكيلومتر والنصف) كونهم كانوا فجر الواقعة أصيبوا بهلع وفزع قويين من دوي الانفجار لمعاينة الكثير منهم أشخاصا وقد تطايرت أجسادهم في الهواء كريشات قبل أن تطرح أرضا منها جثتين هامدتين (بائع تقسيط سيجارة، وسيدة أخرى عابرة سبيل وقد تدحرجت ونتج عن سقوطها أرضا بثر ذراعها في واجهة مقر الانفجار فيما في الواجهة الخلفية له لم يكن بحسان فتاة في عقدها الثالث سكرتيرة مكتب تعليم السياقة أنه آخر يوم ولحظة من حياتها وهي تستقبل شبابا من الإقليم يستعد للتسجيل أو لاجتياز مباراة الحصول على رخصة السياقة والذين منهم لم يسلم من الإصابة ..(حصيلة خسائر بشرية: 4وفيات و9اصابات )...
منظر بشع خلف خسائر تعدتها إلى المادية بتناثر أبواب ونوافذ مساكن مجاورة انتشرت عبر الأزقة بل أيضا أدى دوي الانفجار إلى تعرض سيارات كانت راسية أو مارة بعين المكان لخسائر (إن بإطاراتها أو بزجاجها) .. أصابع الاتهام كلها حينها أشارت إلى انفجار قنينة الغاز... البعض لاحظ عدم انتشار نيران ولا أثر لدخان نيران سواء داخل مسرح الحدث أو في سمائه بقدر ما كانت هناك غمامة على شكل "عجاجة" يقول أحد الجيران الذي فاجأه ذوي الانفجار ومشاهده المرعبة وهو يهم الخروج من منزله...لا علامة لحريق بل انهيار مباني وتطاير للحجر والبشر...
الانفجار مر بسرعة البرق وفوره انتبه البعض ممن عاينوه إلى أناس في حاجة إلى الإنقاذ أو الإسعاف فاستفاقوا من فزعهم ولم يعودوا يبالون بأي خطر حين اجتهد كل حسب طاقته في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر ونقل المصابين وإخراجهم من بين الأنقاض ...صاحب المحل عثر عليه تحت الأنقاض حيا أول ما تلفظ به"أأألاباس..أأأألاباس"..
نعم هذا البأس رغم حدته لم يكن أكثر حدة لوقوع كارثة أعظم لو تعلق الأمر بانتشار نيران، انهيار بدون نيران... لو كانت نيران لكان الكارثة أعظم ولخلفت معها أكثر من ضحية حينما نعلم أن موقع الحدث بين مباني متلاصقة وخلفه مقاهي يجلس بها زبناء منتشرون بفضائها الخارجي..مرور البأس دون إحداث نيران لكانت الفاجعة أكبر لانتشار أسلاك كهربائية عمومية تطلبت معها دعما لرجال المطافئ الذين حضرت فرقتهم المحلية دون تكبدها عناء إخماد نيران مفترضة، بل لكانت لربما الصدمة قد تعاظمت لدى الرأي العام من خدمة الوقاية المدنية التي سجل على حضورها ضعف ملحوظ وكبير من حيث الوسائل الوقائية وحتى التدخل المسؤول رغم شجاعة متطوعين لمساندتها في حمل ونقل المصابين إلى سيارة وحيدة حاشا تسميتها بسيارة إسعاف؟؟
 الانفجار انتشر خبره محليا وإقليميا وجهويا اضطر معه عامل إقليم إفران إلى تسريع وثيرة حفل مغادرة وتنصيب رجال سلطة لينتقل من مقر عمالته إلى عين المكان والوقوف على الفاجعة..
 السلطات الأمنية حضرت بقوة كل باشر مهامه حسب الاختصاص، تطويق مسرح الحدث... وليتم فتح التحقيقات الأولية، تحفظ كبير في الكشف عن سبب الانفجار الغامض.. "في الوقت الراهن...أخذت كل الافتراضات في الاعتبار"، يقول مسؤول فضل عدم الكشف عن هويته، موضحا "أن أعمال الحفر في الموقع ستستمر بمجرد استقرار الوضع"...
التهمة الآن انتشرت ووضعت القنينة في قفص الاتهام لدى غالبية الرأي العام لكن الألباب من بين هذا الرأي العام لم تكن التهمة مقنعة لديهم، مؤشرات عديدة مسجلة على الحدث،: "راه ماشي بعيد تكون القنينة بعيدة عن سبب الانفجار راه مستحيل حيث لم يعثر على القنينة ولا شظاياها؟؟ وكيف لم يتم اشتعال الحريق في البوتان المتسرب وكيف لم تنفجر باقي القارورات؟... أسئلة وغيرها تتبادر إلى الأذهان وحتى الإصابات بعيدة أن تكون من قنينة؟ الأمر يحيرنا كساكنة آزرو"..يقول أ. إدريس في تعليق تقدم به إلى الجريدة..
وتتناسل الأسئلة بين المناقشين للحدث: أين النيران؟ كيف أن المباني انهارت وتناثرت الحجارة وانتشرت غمامة غبار بلا دخان؟ إصابات أكثرها بخارج المحل؟ حتى القارورات التي يتوفر عليها المحل تظهر نقية وسليمة ولم يسجل عليها أي تأثير؟..أوراق وكارتون على الأقل داخل المحل لم يصبها إلا غبار الهدم ولا اشتعال ملحوظ؟ لم يتطلب الأمر الاستعانة بالمياه لإخماد أية شعلة نار؟..لا رائحة للغاز؟؟؟ ..
 من هنا انطلق بل تطلب الأمر من ذوي الاختصاص تعميق الأبحاث؟ تحقيقات في المحيط البشري لمسرح الحدث.. معاينة خبراء من عدة تخصصات (من شركة التوزيع –زيز- و من E.E.P.L..).. تكتم كبير عن إفشاء على الأقل أولى المؤشرات لسبب الانفجار"يبقى هذا الكشف معلقا في انتظار ما ستؤول إليه من نتيجة "المختبرات المختصة" التي نقلت إليها عينات من بقايا وتراب لأجل إجراء الخبرة؟
 تساؤلات ترافق هذه الخبرة بعين المكان:"هل تم العثور على جزء من شظايا القنينة المتهمة بالانفجار؟"
 غموض يستمر لتأكيد أو نفي اتهام قنينة الغاز وإن كانت بعض الملامح ترمز لغياب مؤشر اتهام أسطوانة البوتان؟
وسائل الإعلام سواء منها المرئية أو المسموعة أو المكتوبة تناقلت على الفور الحدث مركزة في نشراتها على مصادر محلية وكلها ركزت على تهمة بوتان غاز كون المواطن المغربي عموما والآزروي على وجه الخصوص يعيش معاناة مع "فوبيا بوطاغاز"؟.
ليبقى هذا الحادث يثير معه النقاش في انتظار الكشف عن نتائج الخبرة لإثبات أو لعدم إثبات تهمة القنينة وثبوت من عدم إدانتها؟
الأكيد في هذا الحادث والمؤكد أنه بعيد كل البعد عن عمل إرهابي كما حاولت بعض النشرات الإخبارية تلفيفه في تغطيتها.
في انتظار الكشف عن الخفي لابد من التذكير أيضا أن جزء من هذا الخفي حمله معه صاحب المحل الذي كانت آخر عبارة تلقاها مباشرة منه من سحبوه من تحت الأنقاض : "أأألاباس..أأأألاباس"...... ليحمل معه سر "البأس" وهي عبارة تحمل الكثير من المعاني حول الغموض الذي يرافق الحدث.

هناك تعليق واحد:

  1. Al Mostapha TITOL=le27aout2014
    Article très intéressant, beau travail !. O Lah irhem nass li matou mssakn

    ردحذف