الجمعة، 28 سبتمبر 2018

التفاتة إنسانية لفاعلين جمعويين لإعادة تهيئة مقبرة في أزرو

التفاتة إنسانية لفاعلين جمعويين لإعادة تهيئة مقبرة في أزرو
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
أقدمت مجموعة من الفعاليات المدنية بمدينة آزرو على خطوة إنسانية متميزة تجلت في مباشرتها العمل منذ منتصف شتنبر الجاري/2018/ على توسيع مقبرة بويغيال بأحداف مع إحداث ممرات وولوجيات مابين القبور فضلا عن تعبيد الطريق الجانبية المؤدية إلى المقبرة، وتنظيف الممرات بداخل المقبرة خصوصا وأن المقبرة تقع فوق ربوة، وهي في حاجة إلى وقايتها من الفيضان والسيول وتيسر زيارات قبور الموتى.
وتتشكل مجموعة المساهمين من كل من جمعية شباب بلا حدود وودادية بويقور بأحداف وبعض المحسنين... إذ تطوع السيد رشيد السناوي بصفة شخصية للإشراف على الجانب التقني بتعاون مع أحد الفاعلين المجتمعيين السيد بوجمعة الدريوش..
ولقد تم تفعيل هذه المبادرة بعد توقيع محضر من خلال اجتماع أشرف عليه باشا مدينة أزرو وحضرته الجمعيتان ورئيس جماعة أزرو، وممثل عن المكتب الوطني للماء والكهرباء قطاع الماء، وممثل عن المياه والغابات والقسم التقني بالجماعة .
 وبالنسبة للأشغال الجارية فتشمل تعبيد الطريق المحاذية لسور المقبرة من الجهة الشرقية، على طول 180متر، مع تجهيز موقف لسيارة الإسعاف في نهاية الطريق موضوع الأشغال... كما سيتم توسيع أجزاء مهمة من المقبرة وهو ما سيسمح بإضافة ما يقارب 800 موضع للدفن...
كما تشمل الأشغال تسهيل الولوج إلى القسم العلوي من المقبرة من خلال ممرات سالكة.
العملية الإنسانية التي تعتبر مبادرة شخصية من هؤلاء الفاعلين والذين يتابعون ويقفون عن كثب على كل الأشغال الجارية والذين فضلا عن وضع آليات وشاحنات شخصية والتكفل باليد العاملة تقدر تكلفتها المالية ما يناهز ال50مليونا من السنتيمات...
والملاحظ على هذه العملية أنها منذ انطلاق الأشغال تم تسجيل غياب أي تتبع للعملية من قبل القسم التقني بالجماعة.
وتأتي هذه المبادرة في وقت رفعت فيه الجماعة الترابية يدها الحفاظ على حرمة المقبرة والاهتمام بفضائها خاصة وأنها كثيرا ما كانت محطة استنكار زوارها نظرا للوضعية المزرية التي عليها في غياب الصيانة الواجبة... بل الأنكى أن هذه المبادرة لم تفلت من محاولات التشويش عليها من قبل فئة تزعم انتماءها لكتيبة موالية ومحسوبة على الحزب الحاكم لتدبير وتسيير الشأن المحلي مما خلف معه عدة علامات استفهام حول هذا السلوك الذي يسعى إلى إحباط روح المواطنة عوض تحفيز المبادرات الشخصية بعيدا عن أية أيدلوجية!؟... علما أن المقبرة تعد مرفقا عموميا جماعيا، يعود تدبير شؤونها وصيانتها من المهام الملقاة على عاتق الجماعات المحلية بالمغرب، وأن وزارة الداخلية تعترف بوجود تقصير جماعي حيال صيانة وتجهيز مقابر جديدة، وتعتبر مؤسسات رسمية أن عددا من مقابر البلاد لا تتوفر على مستوى الاحترام الأدنى للأموات، في وقت فيه ظهرت جمعيات مدنية تدعو إلى مواكبة هذا الملف، والمطالبة بتوفير مقابر جديدة للموتى، وتحسين وضعية المقابر القديمة لكونها توجد في وضعية كارثية... بينما تدعو جمعيات أخرى محلية إلى القضاء على مشكلة الاكتظاظ في المقابر، بتوفير قطع أرضية مخصصة لإيواء رفات الموتى وحماية وصيانة المقابر...
وفي تعقيب من أعضاء خلية متابعة المشروع المشكلة من بعض أعضاء الجمعيتين وكذا السيد رشيد السناوي تم التأكيد على  أن العملية ستشمل أيضا تنظيف المقبرة، وإزالة ما فيها من أعشاب، ودعوا إلى تكاثف الجهود لإنجاح هذا العمل الخيري الذي يتقاسمه جميع أبناء مدينة أزرو، وعبروا عن امتنانهم وشكرهم لكل المحسنين، والتمسوا من كل الفعاليات الحاضرة مواصلة التعبئة لإتمام هذا العمل.
وجدير بالذكر أنه وفي خضم  قيام هذه الأشغال، قام المشرفون عليها بفتح قناة التشاور مع فعاليات اجتماعية مساء الأربعاء الأخير 26شتنبر2018 بعين المكان بغرض إشراكها وتلقي اقتراحاتها لوضع لتصور ميداني من حيث مجمل إعادة تهيئة وتصميم المقبرة... ومن بين المقترحات التي عرفها هذا اللقاء التواصلي والتشاوري الأخذ بعين الاعتبار بفئة الأشخاص في وضعية إعاقة وكبار السن من الرجال والنساء، وذلك بالعمل على إيجاد صيغ مناسبة لتسهيل ولوج هذه الفئة إلى المقبرة، بالإضافة إلى مد أنبوب للماء إلى الشطر العلوي من المقبرة لتسهيل عمليات الدفن إلى جانب توفير الإنارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق