السبت، 29 سبتمبر 2018

ما وراء توقيف الحملة الثالثة لقتل الكلاب الضالة في آزرو؟

ما وراء توقيف الحملة الثالثة لقتل الكلاب الضالة في آزرو؟
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
توقفت الحملة الثالثة المسجلة خلال ولاية المجلس الجماعي الحالي لمدينة آزرو والتي استهدفت إبادة الكلاب الضالة بالرصاص الحي في معظم مناطق وأحياء المدينة باستثناء حي الأطلس2، وذلك خلال الساعات الأولى (ليلا) من السبت 29شتنبر2018، بدعوى مسها بالصحة العامة وسلامة الساكنة...
وخلال هذه المحطة من الحملة الثالثة التي أشرف عليها كل من باشا المدينة ورئيس الجماعة الترابية لآزرو وبمشاركة القوات المساعدة وأعوان السلطة وموظفي جماعة آزرو وشركة ديريشبورغ، حيث تمكنت خلية حاملي الرصاص (الخرطوش) من قتل حوالي92 كلبا... إلا أنها عرفت بعض الاحتجاجات والتعرضات من بعض سكان المدينة الذين عبروا عن انزعاجهم من الطلقات النارية وسط الليل كونها تسببت في رعب نفوسهم ولدى بعض ذويهم .. 
فإذا كان عدد من سكان المدينة قد أيدوا قرار التخلص من الكلاب الضالة التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة لمكافحة هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا على أرواح المواطنين، حيث أصبحت تهدد أرواح وحياة المارة والأطفال نظرا لما تشكله من خطورة على الفرد والمجتمع أثناء عبور الناس الطريق وما تسببه هذه الكلاب من رعب في نفوس الأطفال عند ذهابهم إلى المدارس فضلا عن أضرار أخرى كثيرة (إما أن تنشر وباء ينتج عنه أمراض عديدة تؤدي إلى الوفاة مجرد لدغ الإنسان أو قد تتسبب فيه من الأذى للإنسان والحيوان "داء الكلب /السعار"، الأكياس المائية، الليشمانيات...) واصفين قتلها بالبادرة المحمودة بالرغم من قسوتها... فإن هناك من السكان من استنكر طريقة التخلص من هذه الحيوانات التي وصفها بالوحشية للتخلص من الكلاب الضالة بالقتل بالخرطوش، ووصفه من ناحية أخرى بالاستقواء على الكائنات الضعيفة عوض انتهاج التخلص من هذه الكلاب بواسطة إما  إبرة الموت أو توفير المبيدات والسموم، ومعتبرين أن قرار إعدام الكلاب الضالة بالرصاص الحي بالقرار "الخاطئ"، ومشيرين إلى طرق أخرى للتخلص من تكاثر الكلاب الضالة ومحاربة داء السعر... فيما رأى البعض الآخر أن الحملة  تشكل خطرا على الساكنة بحكم تفعيلها وسط التجمعات السكنية وفي غياب أي حماية، أنه كان من الأفضل استعمال التنويم كالتلقيح بمخدر وتجميعها بهدف علاجها أو خصيها عوضا هذه الطريقة التي قالوا عنها إنها "بربرية" وغير قانونية وتتم بشكل عشوائي سيما وأن القانون113.14المادة100الفقرة الرابعة منه، لا تتيح لرئيس المجلس البلدي إلا فرضية الإمساك وإلقاء القبض على الكلاب، وليس الرمي بالرصاص الحي بغرض القتل.
من جهتهم، لم يخف بعض أعضاء المجلس الجماعي لآزرو ما تخلفه هذه الحملة من جدل الاختلاف في كيفية التي يمكن بها التخلص من الكلاب الضالة، وبأن ما تقوم به الجماعة ماهي إلا تدابير احتياطية كوسيلة وقائية للحفاظ على أرواح سكان المدينة خصوصا بعد ارتفاع أصوات التنديد وتعدد الشكايات من مواطنين كانوا عرضة للإيذاء من قبل هاته الحيوانات في عدد من المناطق بالمدينة... إذ اشتكى بعضهم تعرضه للنهش من قبل كلاب ضالة وحيث تبين كذلك أنها تشكل خطراً حقيقياً على الصحة والسلامة العامة وتمثل مشكلة خطيرة تتطلب حلا سريعا وجديا... ولذا وجدوا في العملية ما تنطبق عليه مقولة:"الوقاية خير من العلاج"... وبالتالي، ذكروا بأن توقيف الحملة جاء مؤقتا احتراما لمشاعر السكان، ولو أن هذه الحملة فرضتها ضرورة التخلص من هذه الحيوانات وذلك على أمل إيجاد طرق رحيمة للتخلص منها وببدائل أفضل وبإمكانيات كفيلة لتوفير مواد ووسائل أنجع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق