السبت، 18 أغسطس 2012



كلمة السيد وزير الشباب والرياضة
بمناسبة   الندوة الصحافية حول المهرجان الوطني الأول للألعاب التقليدية
 ايفران 17 غشت  






  
 
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام
على أشرف المرسلين 
-        السيد عامل إقليم ايفران
-        السيدات والسادة ممثلو وسائل الإعلام الوطنية
-        حضرات السيدات والسادة؛ 
يسعدني غاية السعادة وأنا أتناول الكلمة أن أرحب بكم في هذه الندوة الصحافية المخصصة لتقديم مبادرة رائدة ومتميزة في محتواها وأبعادها ودلالاتها بادرت بإطلاقها ويتعلق الأمر بتنظيم وزارة الشباب والرياضة وبتنسيق مع عمالة إقليم إيفران المهرجان الوطني الأول للألعاب التقليدية مابين 22 إلى 24 غشت 2012. تحت شعار "جميعا من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي" .
أيها الحضور الكريم
إن الغاية السامية  من تنظيم المهرجان الوطني الأول للألعاب التقليدية والرياضية هو إبراز الجوانب الثقافية والتربوية المرتبطة بالألعاب الرياضية التقليدية وإعادة اكتشاف الألعاب التقليدية لمختلف جهات المملكة وتحسيس الساكنة بأهمية هذه الألعاب وأهمية الحفاظ وتطوير الألعاب الرياضية التقليدية باعتبارها أحد مكونات الإرث الثقافي المغربي.
وكما لا يخفى عليكم ففي ظل المد الجارف للعولمة والرغبة الدفينة في فرض نمط موحد لكل مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية ومن ضمنها الأنشطة الرياضية، بدأت تنتفض، ليس فقط في المغرب، بل في العديد من الدول مبادرات جادة للنبش في تاريخها ومحاولة إحياء لإعادة اكتشاف مختلف تجليات الموروث الثقافي اللامادي من فنون شعبية ومخطوطات والتمثلات والتعابير والمعارف والمهارات والفضاءات الثقافية المرتبطة بها.
وهذا التحول النوعي في الرؤية حول التراث اللامادي أو التراث الحي ينبثق من قناعة بكونه المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي الذي ينتقل من جيل إلى جيل، ويقع بعثه من جديد من قبل الجماعات والمجموعات طبقا لبيئتهم وتفاعلهم مع الطبيعة ومع تاريخهم، ويعطيهم الشعور بالهوية والاستمرارية، بما يساهم في تطوير احترام التنوع الثقافي والإبداع الإنساني".
أيتها السيدات والسادة
لقد سعينا، قدر المستطاع، على أن يكون المهرجان متكاملا إذ سيتضمن استعراضا لجملة من الألعاب الرياضية والتقليدية التي تعكس التنوع الثقافي والجغرافي وتشكل أحد مكونات الحضارة المغربية الأصيلة التي تزخر بها مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى تنظيم منافسات رياضية خاصة بالألعاب التقليدية والرياضية (كورارة، الهارة، الشيرا، مجباد الحبل...) وكذلك تنظيم ندوة علمية حول الموروث الثقافي الرياضي والسبل الكفيلة بالحفاظ عليه.
إن تنظيم هذا المهرجان يحمل في طياته جملة من الرهانات والتحديات وأخص بالذكر:
-     صعوبة جمع وإعادة اكتشاف العديد من الألعاب التقليدية التي للأسف الشديد أصابها ويلات النسيان بفعل عملية الاجتثاث التي تعرضت لها.
-     الألعاب التقليدية أكثر ارتباطا بالمحيط السسيو ثقافي والاقتصادي الذي انبثقت منه وبالتالي فإعادة اكتشاف وإحياء الألعاب التقليدية يندرج في مخطط شمولي يتوخى تركيز الاهتمام بالعالم القروي وجعله محورا للتنمية المستدامة المنشودة.
-     ضمان استمرارية إشعاع حقيقي لمثل هذه المبادرات في الزمان والمكان وتشجيع تنظيمها وتأطيرها وممارستها في مختلف جهات المملكة من خلال إجراءات عملية ومستهدفة.
إلا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق بدون تضافر جهود كل مكونات المجتمع ومن ضمنها القطاعات الحكومية ذات الاهتمام المشترك من وزارات الثقافة والصناعة التقليدية والتربية الوطنية والسياحة والإدارات الترابية والنسيج الجمعوي ومكونات الحركة الرياضية والأولمبية المغربية. من هذا المنطلق أتى تنظيم هذه الندوة الموجهة لوسائل الإعلام الوطنية التي نعول كثيرا في إخبار وتنوير الرأي العام والمساهمة من جانبها في التعريف بهذا الموروث الثقافي اللامادي.
أيها الحضور الكريم
إن المجهود الاستثنائي الذي أقدمت عليه وزارة الشباب والرياضة وعمالة إيفران في تحقيق هذا الحلم لا يجب أن يذهب سدى بقدر ما أن طموحنا أكبر من ذلك ويرنو إلى التأكيد على أن المغرب أرض للرياضة ومشتل خصب للرياضيين وله تاريخ تليد ضارب في عمق التاريخ يعكسه هذا الموروث الثقافي الذي آن الوقت للحفاظ عليه وتوظيفه أحسن توظيف في المشروع التنموي الذي يقوده بثبات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق