الأحد، 25 نوفمبر 2012


ميلة حشيش بقيمة 20 درهما 
وراء عراك فقتل بين صديقين في آزرو
و دموع الندم تغالب المتهم في إعادة تشخيص الجريمة

آزرو - محمد عبيد
تمت صبيحة الخميس الأخير 22/11/2012 عملية إعادة تشخيص جريمة قتل صديق لصديقه بسبب نزاع حول اقتناء المخدرات بالتقسيط لأجل استهلاكها بعد أن كانت قد نفذت منهما كمية أخرى...
 فأمام جمهور غفير من المواطنين سواء في أحداف أو من كل أنحاء مدينة آزرو و الذين احتشدوا بكل منافذ الزنقة مسرح الجريمة لمعاينة إعادة تشخيص هاته الجريمة التي اهتز لها الرأي العام المحلي قبل أسابيع قليلة و التي ذهب ضحيتها المسمى قيد حياته (ع. ب، 24 سنة- أعزب) والذي كان يعمل نادلا بإحدى مقاهي آزرو، على يد صديق له (س.ط، 24سنة– أعزب) بالمنزل رقم 17 بتاريخ 21 أكتوبر الأخير، أعاد المتهم الرئيسي الذي سجل نزوله من سيارة الشرطة بالشارع العام  على الساعة 11 و 7دقائق، ليتم اقتياده لوج الزنقة رقم 12 بحي بويقور مطوقا بعدد من رجال الأمن و المشرفين على العملية  مكشوف الرأس و الوجه  للعموم و علامات الاكتئاب بادية على محياه مباشرة إلى مسرح الجريمة ، تحت إشراف نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لآزرو الأستاذ م.أحمد الحافظي و العميد الممتاز بالمفوضية الجهوية للأمن بآزرو السيد إيلياس أموكان...
 وكان الجاني احد أنباء مدينة آزرو و الذي يشتغل نجارا  يقطن بحي بويغيال قد اعتاد زيارة بيت الضحية الذي ينحدر من إيتزر إقليم ميدلت، إذ كانت تربطهما صداقة منذ حوالي 3 سنوات.
بدأت خيوط وقوع  الجريمة عندما تقلت في شانها الشرطة بآزرو في 21 من الشهر الماضي خبرا وجود جثة متعفنة بأحد البيوت لدار كراء ببويقور أحد أحياء أحداف بمدينة آزرو... وقد أصبحت آنذاك مصدر انبعاث رائحة كريهة من داخل بيت احد الشبان المكتري لمنزل ارضي بحي بويقور و يعمل نادلا بأحد مقاهي وسط المدينة... مما دفع بالشرطة إلى التنقل لعين المكان منتصف ليلة ( الأربعاء31/10/2012) حيث تم اكتشاف جثة الشاب هامدة و على درجة متقدمة من التحلل.... و في غياب قرائن و ادلة للبث في صفة الحالة قانونيا اهي نتيجة وفاة عادية ام نتيجة عملية مدبرة زاها عدم الوقوف على اية افادة  من الجيران، فركبت الشكوك عقول رجال الامن الذين حيرهم الامر و تدبروا كل منهجياتهم العملية في فك هذا اللغز سيما و ان الجثة بدت في أول اكتشاف لها أنها قد تكون لوفاة عادية، لتقوم الشرطة القضائية بالمعاينة حيث أثار انتباهها تواجد بقع من الدم بأرجاء الغرفة و على جسد الضحية.. و بتنسيق مع النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمكناس تم فتح بحث معمق شمل مجموعة من معارف الضحية و أصدقائه من جهة ، و من جهة أخرى تم التوجه إلى الوسائل العلمية و التقنية بتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني ، حيث تم إرسال عينات مأخوذة من مسرح الجريمة توجت في آخر المطاف و بعد إجراء عدة مقارنات للحمض النووي للضحية و الأشخاص المستقدمين بتوجيه الاتهام مباشرة لصديق الضحية .. هذا الأخير الذي تم إيقافه و استقدامه يوم الأربعاء 21 من الشهر الجاري إلى مركز الشرطة حيث  تمت مواجهته بعدة معطيات لم يجد معها بدا من الاعتراف باقترافه لجريمة القتل العمد و إخفاء معالم الجريمة و السرقة و استهلاك المخدرات و الاتجار فيها، كما أوضح انه و اثر خلاف له مع الضحية حول استهلاك " مخدر الشيرا" حيث لم يقم باقتناء "2 ميلة من الحشيش" --(أي ما قيمته 20درهما)--، فقد نشب بينهما عراك انتهى بتوجيه الجاني لطعنة بواسطة مخلفات قنينة زجاجية مكسرة على مستوى اليد اليمنى و أخرى مماثلة على مستوى العنق ليتركه مدرجا في الدماء.. وانتظر إلى أن خمدت أنفاس الضحية ليشرع في تفتيشه و ليقوم بالاستحواذ على هاتفه النقال و حافظة نقذه و ليأخذ مفتاح الغرفة و ليحكم إغلاق بابها من الخارج و ليغادر المكان في سرية تامة من الجيران ...
و تجدر الإشارة إلى أن المتهم خلال عملية التشخيص كانت عيناه مغرورتين قبل أن تنهمر منهما الدموع مباشرة بعد انتهاء الإعادة للجريمة التي تحيل فصولها على ملف انتشار ترويج المخدرات والإدمان على اختلاف أنواعها بالمدينة خصوصا من قبل شباب (الإناث كما الذكور) غالبا ما يؤدي إلى ارتكاب جرائم السرقة والاعتداءات العدوانية بشكل شبه يومي وأحيانا ترقى إلى جرائم بشعة وإثارة الضوضاء وغيرها من الأفعال الإجرامية المرتكبة تحث تأثير ما يتعاطونه. لتشكل بجلاء أنها مشكلة اجتماعية مستشرية ترتبط بالدرجة الأولى بالمحيط الأسري للمدمن الذي غالبا ما يؤثر فيه، أما الثالثة فترجع إلى التركيبة النفسية و إلى عوامل بيولوجية وتربوية ونفسية... ولا تقتصر على فئة دون أخرى فهي تشمل المتعلمين كما تشمل متوسطي التعليم، و تتفاقم أيضا بسبب انتشار البطالة والفقر. يبقى صعب السيطرة عليها لوجود نقاط سوداء غالبا ما يصعب الوقوف عليها. خاصة بالأحياء الشعبية أو  الهامشية، بالرغم مما يسجل من إستراتيجية أمنية لمحاربة هذه السموم ، و التي  تعتمد على الحملات الاستباقية التي يشنها رجال الأمن في عدد من الأحياء  التي تعرف رواجا وانتشارا، حيث  أن هذه التجارة تتم أحيانا بطرق لا تخلو من ذكاء وفي غفلة من الجهات المعنية، مما يتطلب معه مراجعة المواقف لمقاربة أمنية و قضائية أكثر حذاقة و صرامة .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق