الاثنين، 24 ديسمبر 2012


إفران / وردة في الظاهر...شوكة في الباطن
إفران- محمد عبيد
يعتبر إقليم إفران من الأقاليم التي تتوفر على كل المقومات الضرورية للتنمية الاقتصادية و الثقافية بانعكاساتهما الإيجابية على جودة نمط الحياة الاجتماعية لساكنته نظرا لتميزه الطبيعي المتمثل في تنوع مصادر الثروات و قابليتها للاستثمار الاقتصادي المندمج في إطار سياسة منتجة للثروة و الدخل في الدورة الاقتصادية الجهوية و الوطنية ٬ و تنوع موارده البشرية و فحولتها و تعدد مرجعياتها الاجتماعية و الثقافية ٬ إضافة إلى مجاله الحيوي بموقعه التجاري المفتوح كل الجهات الرئيسية للبلاد.
فهذه المقومات و المؤهلات و التي لو أدمجت في إطار سياسة تنموية بعقلية منتجة و حداثية ظافرة من طرف المسؤولين بالإقليم على أرضية أهداف محددة و واضحة و بمقاربة محفزة على الاستثمار لكان واقع الإقليم متميزا عن واقعه القائم الذي يدعو فعلا إلى دق ناقوس الخطر نظرا لغياب الإرادة الواعية بضرورة التنمية لدى التشكيلات الإدارية و النخب المحلية التي تشرف على تدبير موارده و التي أفرزت سياساتها كل مؤشرات الهشاشة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية من فقر و بطالة و أمية و عزلة و هجرة قروية و مناطق منكوبة مازالت تجتر أشكالا بدائية للحياة البشرية ٬ فغياب التجهيزات الأساسية في بواديه و مداشره سافر مع نقصانها الملحوظ في حواضره التي تعرف ترييفا متزايدا و مطردا مع التدهور المتواصل لاقتصاد الإقليم ٬وخصاص مهول في التغطية من الخدمات الاجتماعية الضرورية إضافة إلى استفحال كل الظواهر المرضية المرتبطة باقتصاد الريع و الامتيازات و سيادة ثقافة الولاءات العشائرية والقبلية المنافقة و تعسفات البيروقراطية الإدارية المرابطة في كل القطاعات الوزارية و المرافق الإدارية و البلدية بالإقليم و التي تعمل على تنفيذ إملاءات الأوليغارشية المالية و التجارية و العقارية العدوانية٬و مجالس بلدية و قروية تعيش على حافة الإفلاس بحكم طبيعة النخب السياسية التي تتألف منها حيث يتسم تدبيرها لشؤون الجماعات المحلية بالمزاجية و الإنتظارية﴿و نعني بها هنا انتظار التعليمات و الاختباء وراء سلطة الوصاية﴾لأنها بكل بساطة نخب مفصولة عن قاعدتها الاجتماعية و غير واعية بمسؤولياتها الاجتماعية و التاريخية٬فهي تفتقد في ممارساتها السياسوية أي تلك التي تعرف من أين تؤكل الكتف٬لمقومات الفعل السياسي بأبعاده الإيديولوجية والبرنامجية و التنظيمية٬ و تفتقر لأي مشروع مجتمعي تنموي واقعي بأفق واعد قادر بأهدافه و غاياته على تأطير الساكنة وتعبئة الكتلة الناخبة٬ و ما تجتهد فيه هو تكريس واقع الأزمة المستفحلة التي أصبح تراكمها يشكل عبئا تاريخيا على كل الأصعدة عن طريق تبنيها لسياسة الهروب نحو المجهول دون أن ننسى ميولاتها الانتهازية السافرة و ذلك عن طريق تغطيتها المشبوهة للنهب المسعور للمال العام و تفويت الصفقات العمومية الكبرى و مصادر الثروات لأصحاب النفوذ بدون وجه حق ٬ وكما تعمل جاهدة لإحباط  المحاولات الهادفة إلى استنهاض فعل تنموي واقعي حقيقي وازن وواعد عن طريق دعاياتها المغرضة
  إن انعكاسات هذا التدبير اجتماعيا و خاصة ملف التشغيل لن يكون إلا مزيدا من المعاناة و القمع لعموم المعطلين و كل كل المطالبين بحقوقهم في العيش الكريم و الشغل  و كافة الأسر بالإقليم٬ فرغم لغة الأرقام التي يحسن البيروقراطيون المرابطون في مواقع القرار بتحالفاتهم الملتبسة تلفيقها لتظهر الوقائع على مقاس أهوائهم٬ ورغم الخطابات المعسولة التي تدغدغ عواطف المحرومين وتغدي الوهم في وعي المضطهدين٬ فهذه اللغة وتلك الخطابات تعبر في العمق عن فطنة عقل مجرمة لأنها تقول أشياء كثيرة حتى و إن كانت تافهة أو موجهة لتسويغ هذا الاختيار أو ذاك، أو إلى شد الانتباه إلى هذا السيناريو أو ذاك إلا أنها تخفي الأهم و الأساسي و لا تضع النقط فوق الحروف..

هذا دون الحديث عن الواقع الايكولوجي بالإقليم عموما و بمدينة إفران على وجه الخصوص باعتبارها جوهرة الأطلس المتوسط حيث دفع التوسع العمراني و النمو الديموغرافي الذي تشهده المدينة في الآونة الأخيرة  سجل الملاحظون أن إنجاز مشاريع تتمثل أساسا في ربط شبكة الطرق و قنوات الصرف الصحي تدخل في إطار إعادة هيكلة المدينة و الحدائق تحت شعار إفران بعيون جديدة ..
إذ يكفي الاستشهاد بما يعرفه حي الأطلس الحي المعروف " بحي الموظفين " من تجهيز و الذي شهد إحداثه و تجهيزه بشبكة الماء و الكهرباء و الاتصالات و قنوات الصرف الصحي تجاهل ربطه بقنوات الصرف الرئيسي مما دفع بالسلطات المحلية إلى اتخاذ الحل السهل و ذلك بربطه بمجرى الوادي .
الوادي الذي يمر على مدينة إفران ليشكل بذلك مزيج من الأشجار و غابة خضراء متناهية الجمال و ضايات تعد مسابح للأطفال في وقت الحر وأيضا مكان عيش مجموعة كبيرة من ثروات مائية وسمكية من أهمها سمكة "  truite" و " barbo  " و " carpe" و أنواع أخرى بالإضافة إلى " الغرن النهري" وضفادع و زواحف ...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق