السبت، 23 فبراير 2013


ياصاح!...
الصداقة حياة  بقيم و أخلاق و عقيدة 
تستحق منا كل تقدير
قضية و موقف//


محمد عبيد (آزرو)   
كثرت التعاليق و الاستنكارات في المس بحياة الفرد حتى أضحت خارجة عن المألوف الذي هو أساسا احترام الآخر و قبل كل شيء احترام الذات لأن الإنسان الذي لا يحترم نفسه لا يمكن أن يحترم الآخرين.. فنحن أمة نشأت و تربت و ترعرعت أجيالها على احترام الذات و تجنب الشبهات حتى أن جميع الأسر و العائلات المغربية كانت توجه أبناءها من خلال كلمتين خفيفتين لكنهما وازنتين في ميزان التهذيب و هما" حشومة و عيب"..
لكن ما يجري اليوم من تجاوز لياقة و لباقة التربص و الترصد بحياة الآخر يجعل المرء لا يفهم أية تربية او أخلاق تشبع بها البعض  عندما تتجاوز التعاليق و الآراء خطوطا حمراء ترتبط بحقوق الإنسان و الحريات الشخصية ليختلط فيها الحابل بالنابل معلنا إياها ب"حرب شعواء"..
الذين يسبون من الفساق فلا اعتبار لسبهم فهم كما قال الشاعر:
"كناطح صخرة يوما ليوهنها //// فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل". 
 فمن السفاهة أن يتعاظم بعض مدعي السياسة و النضال و النزاهة و النشوة والنخوة (على الخوا) على آخرين رأوا فيهم غير ما يدعونه من استهلاك لتلك الخصال  وما هم سوى متعاظمين أو مستعظمين  يطلبون عظمة لا تنبغي لهم ولا يستطيعونها...و قد يفترون أنواعا من الكذب المكشوف من أجل  تعظيم من لا يحق له التعظيم...وربما يكون  التعاظم خيالا لا حقيقة  ممن يصيبون أنواع من الأطعمة التي  تفعل خمائرها في أدمغتهم فعلها بأضغاث الأحلام، فيصبحون وهم يقصون على السذج والعوام أضغاث أحلامهم مستخفين بعقولهم طمعا في التعظيم فيزيد المغفلون كذبا نفخا ومبالغة في هذه الأضغاث، فتنشأ عنها أساطير الكرامات التي تسيل لعاب الطامعين في سرابها.
إن الذي يعي جيدا أنه على باطل مع سبق الإصرار عليه  في الغالب  يعادي الحق وأهله  خلاف الذي يلتبس عليه الحق بالباطل ولا يكون صاحب إصرار فقد يراجع نفسه ويذعن إلى الحق  إذا عرفه  واقتنع به ، ولا تأخذه عزة بالانتصار للباطل أو التعصب له. و إذا كان دأب الحق أن يلتمس الطرق المشروعة من أجل أن يثبت ذاته بأدلة دامغة، فدأب الباطل أن  يلتمس الطرق غير المشروعة من أجل أن يعلو على الحق بأدلة واهية...لأنه لا يغضب من الحق إلا مصر على الباطل.
عندما تتحول الحياة ويصبح اثنين العاصفة أو شقة هادئة جدا، منفصلة شائعا. و مع ذلك، وبعضها بطيئة لمغادرة السفينة فيبقى الحوار من أعلى المهارات الاجتماعية، وهو من عمل الأنبياء، والعلماء، والمفكرين، وقادة السياسة، ورجال الأعمال، والمربين، وهو أساس لنجاح الأب مع أبناءه، والزوج مع زوجه، والصديق مع أخيه...والأمة الناهضة هي الأمة التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية (التسلط، الذل، الكذب، المخادعة.. الخ).
الحياة كفاح، وليس الكل يشقى بمثل ما يشقاه الكل..الحياة تشبه كثيراً مباراة للملاكمة، لا يهم إذا خسرت 14 جولة، كل ما عليك هو أن تسقط منافسك بالضربة القاضية خلال ثوان، وبذلك تكون الفائز الأوحد... (ههههههه هذه مزحة فقط).
و مادام حديثنا عن الحياة و ما ارتبطت به من حريات شخصية، فلا باس بداية من تقديم بعض مفاهيم كلمة الحياة إذ أنها فتنقسم إلى قسمين: أ- قيم وأخلاق (متفق عليها بين الناس) كالحب والتسامح والعدل والصدق والأمانة... ب- عقيدة (مجموعة أفكار غير متفق عليها بين الناس يقتنع بها الإنسان ويدافع عنها وهي التي تميز بين إنسان و إنسان آخر).
 إن محاولات التوفيق بين المصالح والحاجات والأفكار المتضاربة يشكل منبعاً أساساً للأفكار المبدعة والحلول المبتكرة، فمواقف الخلاف تفجر مخزوناً هائلاً من الطاقة يمكن لفائدتها أن تكون عظيمة لو وجهت الاتجاه الصحيح.
إن النقاش الجاد الشجاع للقضايا الصعبة المعلقة بين الأفراد والجماعات كفيل ببناء الأمن الحقيقي وتشييد أواصر الثقة.

إن تجنب النقاش والحوار حول الخلافات الحادة والصغيرة يتسبب في تحول أسلوب التفكير عن الواقعية والمنطق نحو جوٍ مغلق من الخيالات والأوهام التي قد تكون أشد خطراً وضرراً من الوقائع الموضوعية والأفكار والمواقف التي يحملها الآخرون.
فللأسباب التالية يحاول الناس السيطرة على الآخرين يريدون تحقيق مصالحهم فقط، يخافون من اللقاء الحقيقي خاصة فيما يتعلق بالتعبير عن القضايا الصعبة والهامة يتقمصون الدور والموقع الذي يمثلونه بدلاً من تمثل حاجات ومصالح كل الأطراف يخضعون لجمود التفكير النمطي الجاهز في حل المواقف المشكلة، ولا يحاولون ولا يقدرون على إبداع أساليب جديدة يسعون لحماية وتأمين شخصياتهم الضعيفة يحاولون تجاوز الصراع أو حله بشكل سطحي دون تعمق في جذوره وحقيقته.
الحياة كفاح من أجمل المعاني التي استلهمتها من واقع الحياة:"إذا تحطمت جميع آمالك فلتولد من جديد!" فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ...البدء دوما من جديد..إن الحياة أكبر معلم.. وشهادتها النهائية لا ينالها أحد.. دروسها مستمرة.. متجددة.. وبدون عدد.. والعمر محدود.. والسنون معدودة.. العمر قصير، والمطامح طويلة، وصاحب التمييز هو الذي لا يُصْدَم من فشل أصابه، والاعتقاد بأن الأمور سهلة، والطرق معبدة وربما مفروشة بالفل والورد والياسمين، مع أن الحقيقة غير ذلك، فإن الأمور صعبة، وحلاوتها في صعوبتها، والطرق شاقة وجمالها في مشقتها، وليست مفروشة بالفل والورد والياسمين، بل ملغومة بالعقارب والثعابين من المنافسين غير الشرفاء.. وهم كثيرون في الحياة.. و لكنهم عادة يتهاوون بسرعة، أما الذي يتقن الشكوى ولا يتقن المثابرة فإنه يتهاوى أمام المنافسة الشريفة قبل المنافسة غير الشريفة.
قرأت مقولة للدكتور / إبراهيم الفقي (رحمه الله) قال فيها:"معظم البشر يضع نصب عينيه الأشياء التي لا يريدها، ويبدأ في محاولة دفعها! فنجد الشخص يركز على عدم الفشل في دراسته بدلا من السعي إلى النجاح والتميز...وآخر حريص على عدم الخسارة في مشروعه التجاري الجديد بدلا من العمل على الربح والنجاح...سيما عندما نصادف امرأة وهي تحاول الحفاظ على حياتها الزوجية من الانهيار و جعلها مشرقة حيوية...و هذا مما يجعلنا دائما قريبين بشكل كبير من دائرة السقوط، ناصبين أعيننا عليها مخافة الوقوع فيها، ونظل دائما على خطر."...فالحياة كد و جهد وعمل، و عوض الجري وراء السعادة فالإنسان مدعو إلى فسح مجال هاته السعادة كي تدخل حياته و تأتي إليه كي يستطيع القيام بهذا الأمر، خصوصا إذا جعل قوقعه للحصول على السعادة في مستوى ضئيل عندما يقنع نفسه بهذا الأمر و يحرص على التقيد به...
قد نستطيع تقدير الأشياء بطريقة اكبر فحينها يتحول الطعام و العمل و حالة الجو من أشياء صغيرة نحظى بها كل يوم إلى أمور استثنائية تجعلنا نحس بالسعادة لأننا نمتلكها في تلك اللحظة تتحول الأشياء الصغيرة التي لا نهتم لأمورها لأننا نعتبرها من المسلمات إلى أشياء نقف عندها لتأمل و تقدير قيمتها، تساعدنا هذه الطريقة في رؤية الحياة على الإحساس بالمزيد من الطاقة و الحصول على الإلهام الكافي لتحقيق الأشياء التي نريد الوصول إليها سواء الكبيرة او الصغيرة منها، كما يصبح ضغط الحياة اخف لعدم وجحود مقاومة داخلية تمنع عن الذات اكتشاف محيطها و تقدير الأشياء الجميلة في هذا فيه...
إن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في الحياة ...وَ كلما تنافس الإنسان مع نفسه تطور بحيث لا يكون اليوم كما كان بـالأمس، وَ لا يكون غداً كما هو اليوم...فعلى الإنسان أن يحاول أن يعيد حساب الأمس وما خسر فيه، فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى،فلننظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء،ودعنا مما سقط على الأرض فقد صارت جزء منها، إذا كان الأمس ضاع فبين يدي الإنسان اليوم،وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل، فلديه الغد لا يحزن على الأمس فهو لن يعود ولا يأسف على اليوم فهو راحل، وعليه ان يحلم بشمس مضيئة في غد جميل، و لكن العقل كالحقل، وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري، ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار، سلبية أم إيجابية كانت،اليس كذلك ياصاح_______بي؟؟؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق