زيارة ميدانية للإعلام المحلي للغابة بإقليم إفران
//الجزء الأول//
الغابة أكبر دعائم التنمية بمنطقة آزرو
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
نظمت يومه الجمعة28يوليوز2017 زيارة ميدانية لأعضاء المرصد الإقليمي للصحافة والإعلام بمعية السيد مجيد المشيطر المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بإقليم إفران بعدد من النقط الغابوية بالإقليم لتسليط الضوء على العراقيل الحقيقية التي تعوق تدبير القطاع الغابوي من جهة وتنوير الرأي العام على أهمية المحافظة على الثروات الغابوية من جهة أخرى... وكذلك تقديم شروحات فيما يخص مجال تدبير المجال الغابوي داخل مراكز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية من جهة، ومن جهة أخرى استعراض مبادئ تدبير المستدام لغابة الأرز ومجالات التدبير المشترك تقوم على مقاربة مجالية وحكامة محلية من أجل تحقيق تدبير مستدام للموارد الطبيعية بهذه المناطق...
وفي هذا الجزء الأول ارتأينا تقديم ورقة عن الغابة بدائرة آزرو كونها تشكل أكبر منطقة غابوية بإقليم إفران، وسنتطرق في الجزء الثاني إلى مضامين الجولة الميدانية بالكلمة والصورة، فيما سنخصص الجزء الثالث لواقع وظروف عمل الموظف "الغابوي"...
الغابة ثروة بمنطقة آزرو:
ليست الغابة كما يعرفها العموم هي مجرد مساحة و مجموعة من الأشجار بل تعتبر ثروة محلية و جزء لا يتجزآ من البيئة الطبيعية، فهي تلعب دورا اجتماعيا و بيئيا، و كذلك ماليا بالنسبة لميزانية الجماعات القروية المحلية بالإضافة إلى دورها الحيوي في الحفاظ على تماسك التربة و حمايتها من التعرية والانجراف...
و نظرا للظروف المناخية وتموقع مدينة آزرو بسلسلة جبال الأطلس المتوسط فهي تضم ثروة غابوية مهمة تنتمي إلى مجموعة الغابات الواقعة على الخط الممتد من تازة مرورا بصفرو وخنيفرة وقصبة تادلة وهضاب ملوية العليا وواد العبيد وصولا إلى الأطلس الكبير..
هذه المنطقة التي تمتد من ملوية إلى واد العبيد تشكل أغنى الغابات حيث توجد فيها على الخصوص أشجار الأرز والبلوط الأخضر، كما تتوفر على أشجار ثانوية كالعرعار والصنوبر.. ففي المرتفعات يطغى الأرز ويصبح البلوط الأخضر بمثابة أحراش..
معطيات و أرقام عن الغابة بالمنطقة:
فإذا كانت المساحة الغابوية بالقيم إفران عموما تقدر ب 116 ألف هكتار أي ما يعادل 33 في المائة من مساحة الإقليم، وتتوزع على أنواع الأشجار التالية: الأرز 48700هكتار- البلوط الأخضر 44400 هكتار- الصنوبر البحري 3500 هكتار - بلوط الزان 2900هكتار العرعار الجبلي 1900 هكتار والمختلفات 14600 هكتار، فان غابة آزرو والتي تمتد على مساحة تقدر ب 17.744 هكتار أي ما يعادل 23 % من المساحة الكلية للمنطقة حيث تضم مجموعة مساحة كل من غابة الجماعات القروية لتيكريكرة وابن الصميم تتشكل مساحاتها من جهتها من أشجار الأرز الخالص 1493 هكتار (نسبة8%) والأرز + البلوط 7657 هكتار (نسبة 43%) والبلوط الأخضر 4594 هكتار (نسبة26%) لتشكل المساحة الفارغة 4100 هكتار (نسبة 23%) ليكون إجمالي المساحة الغابوية بمنطقة آزرو هو 17.744 هكتار..
فعلى المستوى الوطني تصل المساحة المغطاة بالأرز إلى 132 ألف هكتار تتوزع على ثلاث مناطق كبرى كالتالي: الأطلس المتوسط 100 ألف هكتار و الريف 17 ألف هكتار فالأطلس الكبير 15 ألف هكتار أما على المستوى المحلي فإذا كانت غابة آزرو أهمية البلوط الأخضر بارزة حيث يتمثل في احتلاله مساحة كبيرة (4594ه) فإن أهمية شجر الأرز ترجع إلى قيمته الاقتصادية باعتباره الشجر الوحيد القابل لتوفير خشب الصناعة ليس فقط على المستوى المحلي بل الوطني ككل.
الاستغلال الغابوي:
بحكم العيش التقليدي السائد بالمنطقة و المتمثل في نظام الانتجاع و نصف الترحال، تشكل الغابة الملجأ الرئيسي للماشية خلال الصيف إذ توفر ثقل المصاريف على الراعي بالرغم من القيود المفروضة على الرعاة من طرف إدارة المياه والغابات.. ويعد الإنتاج الحيواني بالإقليم ككل ذي أهمية بالغة إذ تكفي الإشارة إلى تعدد رؤوس الماشية المتواجدة بالمنطقة التي تنتج أجود السلالات بالمغرب(سلالة تيمحضيت)...، كما أن الغابة تعتبر مجالا غابويا حيث اتخذ نصف الرحال والقاطنين بالقرب من الغابة بالإضافة إلى أهداف رعوية مجالات من الغابة لممارسة أنشطتهم الفلاحية تتوزع ما بين القانوني والغير القانوني منها، مما يؤدي أحيانا إلى فرض غرامات مالية رغم ثقلها لا تحد من استغلال الغابة، وهذا راجع بالأساس إلى رغبة كل أسرة إلى توفير الحاجيات الضرورية وتوفير أو تحقيق الاكتفاء الذاتي، ويكون هذا الاستغلال الفلاحي عن طريق قطع وحرق مساحة معينة من الأشجار بالغابة وتعويضها بالزرع والحرث من اجل تحقيق محصول مهم.
أما الاستغلال القانوني فيكون لذوي حقوق الانتفاع حيث يتم الاستغلال بشكل متساوي ومنظم سنة بعد أخرى– كما هو الحال بالنسبة ل"أوكماس" حيث يزرع بها كل من القمح والذرة.
الغابة مجال سياحي:
تتوفر منطقة آزرو على غطاء غابوي مهم تعيش فيه أنواع متعددة من الوحيش التي تجلب السياح وهواة القنص والصيد وكذلك الاستجمام، ونجد بين هاته الحيوانات:/ الطيور - الغراب- الحجل- الثديات القردة والأرانب والزواحف و الخنازير...
بفضل الظروف المناخية المتميزة بالثلوج شتاء والجو الرطب صيفا فان المنطقة تكون نقطة استقطاب للسياح سواء المغاربة أو الأجانب الذين يرغبون في ممارسة هواياتهم (الصيد أو القنص) أو في قضاء عطلة بالغابة بعيدا عن ضجيج المدن الكبرى وعن الهواء الملوث بفعل الحركة الطرقية أو النسيج الصناعي.. إن سحر مدينة آزرو يكمن بالأساس في طبيعتها الخلابة، وموقعها الإستراتيجي، ومائها العذب الزلال، وغاباتها الممتدة، وجوها الصحي، ناهيك عن طيبوبة أهلها وجمال أبنيتها، وأصالة تراثها، وتنوع روافدها، مما يجعلها مدينة فاتنة، تأسر قلوب قاطنها وزائريها على حد سواء.
وإذا كانت مدينة إفران قد حضيت بشهرة أكبر لما أولي لها من عناية واهتمام، ولما رصد لها من موارد مالية، فإن ذات الأمر يجب أن يتخذه المسؤولون المحليون في تركيزهم على قطاع السياحة بآزرو، والذي يعد محركا أساسيا لكل تنمية مستدامة وفعلية للمدينة، خصوصا وأن المنطقة لا تزال تعتبر عذراء من حيث ندرة الاستثمارات في مجال السياحة الجبلية مقارنة مع مؤهلاتها الهائلة..
من بين هاته المناطق نذكر: خرزوة، تيومليلين وتباضليت وتقموت نعودلما وعين أغبال وابن الصميم...وغيرها، التي مناطق لا يجادل على جمالها، والتي تعد إحدى النقط المنتشرة ضمن "المنتزه الوطني لإفران".. هذا الأخير الذي وجب الذكر أنه يمتد على مساحة تفوق 53.000 ألف هكتار، مشكلا نموذجا أمثل للأوساط البيئية التي تحتويها جبال الأطلس المتوسط، إن كان ذلك من وجهة تركيبته الجيومرفولوجية أو النباتية، أو المرفولوجية والمناخية، مما جعل المنتزه الطبيعي لإفران يمتاز عن غيره بتنوع مناظره الطبيعية، التي تشكل تارة سفوحا مفتوحة وفسيحة وتارة مرتفعات مكسوة بغابات كثيفة، وما يزيده بهاء ما تضفيه عليه البحيرات والضايات الطبيعية والمنابع والوديان والعيون والكهوف، من مشاهد جمالية أخاذة، تكسوه غابات أرز الأطلس إحدى أكبر الغابات امتدادا بالمغرب...
مجموعة منتجعات تشملها المنطقة (رأس الماء- ابن الصميم- حرزوزة – تومليلين) هاته المنتجعات التي تتوفر على مخيمات للأطفال بالإضافة إلى مخيم عيشة أمبارك..
دون إغفال نقطة مركز عين أغبال، هذه العين التي تشكل متنفسا سياحيا لساكنة آزرو، حيث يقصدونها سيرا على الأقدام في نهاية أسبوع، وأيام العطل، كما يقصدها كل من يرغب في ممارسة رياضة المشي أو الجري، ومن يريد ابتياع سمك الترويت أو على الأقل الاستمتاع برؤيتها، كما يقول المثل:" اللي ما شرا يتنزه".
الغابة مورد مالي للجماعات بالمنطقة
جاء في ظهير 20 شتنبر 1976 ان موارد الغابة موزعة بين الدولة والجماعات القروية، كون هاته الأخيرة تعتمد على الغابة كأحد أهم مواردها الأساسية في تحقيق كل الضروريات .. وبذلك نجد أن غابة آزرو تساهم في تزويد الجماعات التابعة لها تيكريكرة و ابن الصميم بمدخول هام يتراوح ما بين 240 مليون إلى 660 مليون كل سنة (بحسب وثيقة من مصلحة مكتب التنمية الغابوية قبل 2010) هذه المداخيل تكون نتيجة مجموعة من الموارد التي لها علاقة بالغابة إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة التي تجني منها الجماعات مداخيلها التي بالرغم من هاته المداخيل يلاحظ عليها تراجع في قيمتها من سنة إلى أخرى إما لظروف مناخية متقلبة أو عوامل بشرية (الحرائق، الرعي المفرط و الغير المنظم أو استنزاف الغابة من خلال القطع المنظم أو العشوائي فضلا عن ضعف الإنتاج بفعل غياب إعادة أو انعدام التشجير)...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق