الخميس، 1 مارس 2012


المخطط الجماعي للتنمية وإكراهات الهشاشة الاجتماعية و الاقتصادية 
في يوم دراسي بالجماعة القروية لعين اللوح

عين اللوح- محمد عبيـــــد
كشف عرض المخطط الجماعي للتنمية بالجماعة القروية لعين اللوح و الذي يدخل ضمن اتفاقية بين الجماعات المحلية (8) و جامعة الأخوين بإقليم إفران عن مدى الاهتمام الذي رسمته الدوائر المسؤولة محليا و إقليميا لتجاوز الهشاشة إن اجتماعيا أو بنيويا بتراب هاته الجماعة التي طالما عانت من عدم استقرار البرمجة في المشاريع و المخطط المرتبط بالتشاركية جراء عدم الانفتاح على فعاليات المجتمع المدني للوقوف على حاجيات الساكنة و هي المرحلة التي حان وقتها و تتطلب معها أجرأة المشاريع فضلا عن احداث مناصب الشغل لما يناهز 200 أسرة ( أي 500 إلى 600 منصب شغل)..كما جاء على لسان عامل الإقليم في كلمته الافتتاحية، حيث حرصت اللجنة الإقليمية المشتركة بين عمالة الإقليم و جامعة الأخوين و الجماعات المحلية على مشاركة الفاعلين في كل مراحل الإعداد للمشروع فضلا عما تتبناه من مواكبة هؤلاء الفاعلين لمراحل الانجاز من اجل تقوية القدرات ودعم المجلس الجماعي لبلورة المخطط الجماعي للتنمية حسب المنهجية المسطرة لتمكن هذه الدينامية التشاركية من دعم شرعية الاختيارات الإستراتيجية للجماعة و توطيد علاقاتها مع مختلف المتدخلين.
و لأجل توسيع دائرة الحوار و الوقوف على المخطط و إستراتيجيته انطلاقا من  تحديد الأولويات من الحاجيات بتشاور مع الساكنة و الفاعلين المعنيين بالتنمية المحلية ، و كذا وضع خطة عمل ميدانية  للنهوض بالموارد و تحديد و ترشيد النفقات المرتبطة بالمشروع التنموي،من خلال التخطيط الاستراتيجي و مدى فعاليته و انسجامه مع البرمجة لتقوية قدرات المؤسسة الجماعية و الفاعلين المحليين، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر الجماعة القروية لعين اللوح يوم الخميس الأخير(فاتح مارس 2012) يوما دراسيا بحضور عامل الإقليم السيد جلول صمصم و مساعديه بالعمالة و رؤساء المصالح الخارجية بالإقليم و رئيس الجماعة القروية لعين اللوح و ممثلي المجتمع المدني  بالجماعة إلى جانب مواطنين من الساكنة المحلية؟، حيث خصص لتقديم عرض المخطط الجماعي للتنمية لجماعة عين اللوح الممتد على 6 سنوات  و الذي تطلب توفير غلاف مالي ناهز 968 مليون درهم سنويا، (أي ما تقديره إجماليا 580 مليون )، قدمه الدكتور أ.مرزوق (أستاذ بجامعة الأخوين بإفران) إذ تطرق إلى معطيات و وقاع الجماعة و استعراض الرؤيا الإستراتيجية للجماعة ، و المشاريع المقترحة و المبرمجة لتجاوز الهشاشة في مختلف أنماطها الاجتماعية و الاقتصادية و البنيوية مذكرا بالسياق العام الذي جاء فيه التشخيص و المراحل التي مر منها قبل أن يصبح جاهزا، موضحا أن المخطط رافقه تنظيم ورشات انصبت على مضامين مواقع الضعف للجماعة و ما تعانيه الساكنة من ضعف في الخدمات قبل تسطير الأهداف الخاصة المرتبة عنه و تحويلها إلى أعمال ملموسة...
عامل الإقليم في تدخلاته أكد أن عملية التخطيط تشكل لحظة قرار وتمكن الجماعة من ترجمة الهدف العام أو الإستراتيجي (رؤيا المستقبل المنشود) موضحا مفاهيم ومبادئ التخطيط الاستراتجي التشاركي ومنهجية التخطيط ومحاوره الإستراتيجية من خلال  تقوية البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية وتوفير شروط الولوج إليها و تنويع القاعدة الاقتصادية للجماعة بتطوير أنشطة فلاحية وغير فلاحية مندمجة ومتآزرة انطلاقا من الموارد المحلية، فتقوية قدرات المؤسسة الجماعية و الفاعلين المحليين..
 رئيس الجماعة السيد محمد الهوات من جهته كشف عن ضعف إمكانيات الجماعة في ظل تراجع المداخيل سيما منها الغابوية ، و حاجة الجماعة إلى هذا التشخيص و هذا المخطط الذي أمل له أن يكون مخططا حقيقيا لرفع الهشاشة التي تعاني منها الجماعة في شتى المجالات و الميادين، داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار القوة الاقتراحية للمجتمع المدني مادام التشخيص يعتبر مقاربة تشاركية هي بمثابة ضمانة أساسية لتفعيل مخطط يستجيب لتطلعات الساكنة باستحضار مفهوم الالتقائية و اعتماد التناسق و التوازن في الصلاحيات و الإمكانيات قصد خلق تنمية مستدامة ....
في باب النقاشات التي فتحت في وجه الحضور من مستشارين و ممثلي جمعيات المجتمع المدني المحلي و كذا بعض المواطنين  ركزت التدخلات على أهمية إعداد المخطط بطريقة تشاركية تضمن التنسيق والالتقائية بين كافة المتدخلين للمساهمة في تنفيذ المخطط كل حسب مجال تدخله . كما أكدت المداخلات على ضرورة الإشارة للمعطى التاريخي  ثقافيا و سياحيا للجماعة و ما تزخر به من إمكانات فلاحية و غابوية .. و لم تخف تدخلات أخرى امتعاضها من الواقع المعيشي للساكنة بتراب الجماعة حيث دعت إلى ضرورة الاهتمام بمتطلباتها للرقي بالمستوى المعيشي للساكنة من خلال الحكامة الجيدة و التي لن تتأتى إلا من خلال تظافر الجهود لجعل الواقع أكثر صلابة و فاعلية لمستقبل فعلا واعد و أفضل لتجاوز الهشاشة التي تعانيها الساكنة في جل الخدمات الاجتماعية لتحقيق قفزة نوعية إذا ما اخذ بعين الاعتبار ميدانيا الاهتمام بالمشاريع التي تم تسطيرها كي تساهم في تحسين مؤشرات التنمية... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق