الخميس، 24 يناير 2013


اۥقتلوا القلم المشاكس بإقليم إفران
قضية و موقف//


كسروا الاقلام هل تكسيرها...يمنع الأيدي أن تنقش صخرا.
قطعوا الأيدي هل تقطيعها...يمنع الأعين أن تنظر شزرا.

اطفؤوا الأعين هل إطفاؤها...يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا.
اخمدوا الأنفاس هذا جهدكم...وبه منجاتنا منكم فشكرا.
(خليل مطران)

محمد عبيد (آزرو)   
من المسلم به أن كل كتابة صحفية مهما كان شقها الإعلامي مردود عليها و لو كانت لفائدة أي كان .. فكثيرا ما كانت الكتابة الصحفية جد مؤثرة على العديد ممن هم في مراكز القرار و المسؤولية حتى أضحت الأقلام الصحفية بمثابة الغول الذي لا يفارق واقع حياة المعنيين بها و لو حتى وهم يسندون رؤوسهم على وسادة "خالية"مما يدفعهم إلى انتهاج كل محاولات مطاردة و إحباط هاته الأقلام "البعبع" الذي سكن أهواسهم و عقولهم لا يهنأ لهم بال إلى  ان يتعرض القلم المشاكس للكسر و بعده للقتل  خصوصا إذا كان هذا القلم مشاكسا عليه إجماع شعبي فيعمدون إلى تشتيت هذا الإجماع بصيغ مقننة و غير مسؤولة من خلال الكيل بالمكيالين و في جنح الظلام بالاستناد للأسف على مراكز داخل منابر إعلامية تكشف عن الطاعة و الولاء بعيدا عن ميثاق شرف المهنة الصحفية ككل .....و لعلنا في كتاباتنا الصحفية أزعجنا كثيرا البعض في مناصب المسؤولية على وجه الخصوص بإقليم إفران كتابات اعتبرها  تستهدفه وتسيء إليه حسب زعمه  و غير معتبر لاحترام المواضيع المثارة بغض النظر عن خلفيتها والغرض من إنشائها...مما اضطره ليعتبرنا دينصورا من الدينصورات التي يحاربها في السراء  متجاوزا الإيمان بتعدد الآراء و كاشفا عن عدم الثقة في النفس.. بانتهاج أسلوب الإرهاب والتدليس... متناسيا او غير عابئ بانتا نحترم الرأي الآخر، ولا نخاف الإرهاب الفكري، لأننا نستنشق الحرية اليوم أكثر من أي يوم مضى مع ما يشهده المغرب والعالم العربي أجمع من تحولات عميقة حررت عقولنا من عقدة الخوف والتوجس من الآخر،همنا رفع من شأن المغاربة في زمن النكوص إلى الوراء خصوصا على مستوى هذا الإقليم الذي  يريد له العديدون إعلاما على غير مقاسهم... فتجدهم يكيلون المواقف كدون كيشوط ولكنهم من حين لآخر يفضحهم لسانهم ليظهروا بحق متزلفين ومتحاشين ومنقادين وخانعين لهم متجاهلين او متغافلين ان لنا رصيدا لن ينضب هو ثقة الناس و أنه لا يصح إلا الصحيح أما الزبد الذي يعتبر نفسه انه يعرف كيف يلتوي بالظل وسط الظل بما أوتي من حنكة و جاه و تستر و أتباع فيتلاشى ...مادمنا و كنا دوما نسعى إلى إيصال المعلومة صحيحة دقيقة ناصعة نقية وترك البقية للقارئ.
عكس ما تسعى إليه بعض العقليات جاهدة فسح المجال لقمع القلم المشاكس و بالتالي تهديد الحريات الفردية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وتزوير حقائق تسعى تكتيم الأفواه وتغليط الرأي العام للتستر على وقائعه الحال المعاش و الملموس بين العاديين من الشعب .. عقليات استعبادية  تقبل فقط بمن يمدحها ويمجدها، وتكره من يظهرها في حجمها الحقيقي ضاربة عرض الحائط بكل  إصلاح تدعيه  في اللحظة التي فيها العالم يتغير ومجال حرية التعبير يتسع ...بعيدا عن المساهمة في إيجاد حل سلمي ومواجهة مصيرها  فقط همها البحث عن الشهرة والسلطة و لو على حساب الواقع البئيس... إنها عصية الفهم، لن يرصد حقيقتها صحفي عابر، و لا سلطان جابر ما لم يسكن في دهاليزها كظل سحلي رابض متربص.
بدت محاربة الفساد فيها بالنتائج، و حققت الأسباب تلو الأسباب المؤدية تضارب الآراء و اختلاف المواقف و السقوط في خانة تصنيف المصنف و غير المصنف، تارة بتبني سياسي واضح و تارة بالانكماش وراء طابور بدون طيف! ..تارة بتفخيم و تشويه و تارة باستنكار التفخيم و التشويه الصادر عن الغير، لا يحق لأي الكلام إلا بآمرة و تنسيق، و إذا صدر ما يشين يهب من يسيء لا من ينتقد بكلام يليق.. فتراكم الفساد على الفساد ، بل ارتد تحت سياط محاربة مظاهره الملحوظة إلى الداخل اللا مرئي، و لن يجزم احد بمقدرته على تعيين مساحة ارتداده العميق..
النبش الصحفي أصبح مغريا لجملة من القضايا بإقليم إفران على الخصوص، و لن يروق لمن أراد أن يطمئن إلى بساطة مواقفه الاجتماعية او المسؤولة  و برودتها ان يتعرض لخلخلة تقرع قطع المآسي المندرسة في عمق ما يقع، و مهما حاول البعض ان يخفي حجم المفارقات عبر تهذيب اللغة المستعملة فجمال اللغة أسقطه في القبح.. لا نريد لإقليم إفران أن تتعاظم حكاياته ككرة الثلج كلما دحرجها القوم بين دروبها، نريده صخرة كما هي، بحجم معاناتها الاقتصادية و الاجتماعية و الخدماتية ككل، و لن يورطنا احد في خندق ما إذا ما قرانا الفساد كسادا و العكس صحيح سهوا بين الفاء و الكاف، و إذا ما رفضنا الحدود الوهمية التي تم تسييج الفساد فيها... عندما تغيب التنمية و روح المسؤولية بل تقديرها حتما سيكون هناك ضحايا، المؤسسات المسؤولة عن التنمية مؤسسات المجتمع الصوري الزائف ... سيضطر القلم المشاكس إلى خمش الصخر كي يصمد على تل الحقيقة، بكل تقدير و إجلال لحرية الرأي و التعبير، فما عاد الوصف السطحي يجدي إذن لوزعت الشكر بسخاء على كل مساهم في عملية التطهير.
الصحافة التي لا يفوتها ان تعري قصة التطهير المتوهم، خاصة إذا اختلط علينا الفهم و الإحساس بين تطهير بالنار كما في حكمة راما، او التطهير بالماء و الطيب، و لا تسعف اللغة في تجميل الواقع كما حدث في عدة كتابات.. حاجة إقليم إفران إلى كل قلم حي يخلخل التجارب المعاشة، ينفذ إلى خلايا الواقع، فيخرج ما لا تستطيع الأفواه الخرساء أن تعلنه و لا موازين قوى المرحلة أن تحجبه، و لا تكتيكات حبك الصور في الواقع أن تطمسه، إن كانا فعلا نهدف إلى التوقيع على ميلاد شهادة طهر إقليم إفران و من أجل ملف اجتماعي  و إعلام مسؤول..يناضل الشرفاء .. الملف  الذي لا زال لم يكتب بعد مادامت الأقلام التي يمكن أن تحرره تجابه بالتبخيس و التقديح و الرفض المطلق عوض البيان بالبيان حجة و ضميرا..عندما تتحول الحقائق إلى مزايدات سخيفة لا تحترم تواجد المشرفين والفاعلين الاجتماعيين من أفراد طبيعية و معنوية يربطها ميثاق مفترض و ضمني للاحترام و توقير الإنسان الذي كرم الله..
عندما تصير عبارة التربية و التعليم على الصلاة مثيرة للسخرية من طرف بعض من تمعضهم إثارة الحقائق... إن أي تحالف للفساد، الإفساد ، التشهير و التغليط لا يمكن بأيه حال أن تقف وراءه مرجعيات يحترمها الشعب و تحترمه و لا مؤسسات مدنية هي باقة الأمل و الحراك الاجتماعي الهادئ..و لكن هوى بعض الأفراد أوقعهم في تعتيم و تزوير الحقائق نسأل الله لهم الهداية و الرشاد، فصفحة الواقع تحتاج لكل أبناء الوطن من أجل البناء من خلال احترام للكرامة و المسؤوليات سياسية كانت، مدنية أو سلطوية...
 و إلا فأعلنوا قتلكم للأقلام المشاكسة بكل وضوح... أما الإحباط و محاولة تجفيف مداد هذا القلم.. فمحال واش ياقلبي يقدر ينساه؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق