الثلاثاء، 22 يناير 2013


عيد المولد النبوي الشريف في مكناس
طقوس مختلفة عن غيرها بباقي ربوع العالم الإسلامي

مكناس - محمد عـبــيــد –
"الميلود يلا قيني باحبابي" عبارة يتم تداولها بين المكناسيين كلما هلت أيام عيد المولد النبوي حيث تتحول العاصمة الإسماعيلية إلى قبلة لكل الأهل و الأقارب المتوافدين خارجها لظروف حياتية عملية بل لا تنحصر حلول عيد المولد النبوي استقطاب و استقبال شريحة من نوع خاص بالطقوس و بالعادات الدينية من طوائف صوفية تخلد بالمناسبة لموسم الولي الصالح الشيخ الكامل
...
فمكناس تزامنا مع عيد المولد النبوي الشريف تلبس قشة خاصة و على غير العادة في ربوع العالم الإسلامي،حيث تقام منذ عقود من الزمان أفراح بطقوس دينية متميزة تشهدها على وجه الخصوص رحاب ضريح الولي الصالح سيدي محمد بن الهادي بنعيسى الذي اشتهر و عرف باسم الشيخ الكامل..
هذا الولي الذي عاش في الفترة مابين 1467 و 1526 قضى حياته – حسب الرواة – متصوفا لكونه من سلالة النبي سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – حيث اشتهر في حياته بنشر الدعوة الإسلامية و بتفسير كلام الرسول (صّ)و بإقامة حفلات المديح بتجميع المتصوفين و الزهاد و الطوائف من نشادين و مغنين للشعائر الدينية..و كانت حياته كلها تزهد و عبادة تقربا من الله.
حب الولي الصلح الشيخ الكامل للنبي (صّ) و رغبة في إفادة الناس و تشبعهم بالقيم الإسلامية جعله في مصاف الأولياء و الدعاة للإسلام سواء في المغرب أو في إفريقيا الشمالية ككل..
ضريح الشيخ الكامل أو زاويته كانت منذ وفاته محطة بارزة في مكناس كلما حل عيد المولد النبوي الشريف للحفاظ على ما كان يقام في حياته من شعائر دينية حيث يحضر الفقهاء من كل حدب صوب لاستذكار المعرفة التي كان يتحلى بها الشيخ الكامل في أصول الدين و الفقه والقيام بليالي صوفية و لتكون كذلك فرصة لإقامة الحفلات الطائفية إذ القوافل العساوية تجوب محيط الضريح و مختلف شوارع مدينة مكناس القديمة من باب الجديد و باب البرادعيين و شوارع السكاكين وظهر السمن والرامزين، كما تطوف محيط الضريح في تجاه سيدي سعيد و باب الخميس إلى ساحة زين العابدين إلى ساحة الهديم …. هذه النقط التي تكون مكتظة الزوار و المتفرجين إلى جانب فضاءات منتشرة هنا و هنا في مكناس الاسماعلية (المدينة القديمة) و تنصب بها خيام إقامة المتوافدين الذين
لا أقارب أو اسر لهم  بمكناس و المرتبطين روحيا بشعائر وطقوس الموسم الخاص بالشيخ الكامل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق