السبت، 6 يونيو 2009

حـوادث


رجل يرتدي جلبابه النسائي ذا اللون الأسود
ويصفف شعره الطويل بشكل جميل
ليسرق ويخطف ويغتصب
4/6/2009


تنظر حاليا الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بآسفي، في قضية متهم بعدة جنايات، تتمثل في اعتراض السبيل، والهجوم على مسكن الغير، والسرقة الموصوفة، والاختطاف والاحتجاز والمشاركة، والاغتصاب الجماعي.
وكان المتهم يوهم ضحاياه بلباسه النسائي، وشعره الطويل للنصب عليهم وسرقتهم، كما كان يستغل ذلك في الهروب من قبضة الشرطة، رغم الشكايات الكثيرة التي كانت تتوصل بها مصلحة الشرطة القضائية حول جرائمه.
البداية انطلقت من الشكايات العديدة التي تقاطرت على مصلحة الشرطة القضائية لأمن آسفي، من عدد من سكان منطقة عزيب الدرعي، والأحياء المجاورة لها، وكانت أغلبها من النساء.
وأفاد الضحايا في شكاياتهم وبلاغاتهم أمام المصلحة أنهم تعرضوا لاعتداءات مختلفة منها اعتراض السبيل، والسرقة الموصوفة، والاغتصاب، والهجوم على مسكن الغير من طرف عصابة إجرامية، وجاء في تصريحات الضحايا بشكل متشابه أوصاف أحد الجناة، تتمثل في شعره الطويل.
انطلقت التحريات حول عدد من المبحوث عنهم، والمتهمين في قضايا إجرامية مشابهة لموضوع الشكايات، وجرى اعتقال عدد من أفراد هذه العصابة المتخصصة في السرقة الموصوفة، وأحيلوا على غرفة الجنايات، ثم أودعوا السجن، في حين ظل المتهم عزيز (اسم مستعار)، بعيدا عن أعين الشرطة، بل عثر على شركاء آخرين وارتكب عمليات سرقة أخرى، كانت تفاصيلها في بلاغات متعددة أمام المصلحة.
بعد مدة من التحريات، حضرت إحدى النساء وهي تلهث إلى مصلحة الشرطة القضائية لأمن آسفي، وبعد تهدئتها أخبرت رئيس الشرطة أنها رمقت بالصدفة أحد أفراد العصابة الإجرامية، التي اعتدت عليها وقدمت في حقها شكاية أمام المصلحة نفسها.
كان المتهم، المتحدر من المنطقة نفسها، يقوم بجولته المعتادة داخل السوق اليومي، ارتدى خلالها جلبابه النسائي ذا اللون الأسود، وصفف شعره الطويل بشكل جميل، لا يمكن أن تتخيل معه للحظة أنك أمام رجل بل أمام امرأة كاملة الأنوثة.
أخذ يتجول ويجوب محلات السوق في انتظار صيد ثمين يظفر به، فإذا به يجد نفسه أمام عناصر الشرطة القضائية تحيط به من كل مكان، حاول المراوغة والتظاهر بأنه امرأة، لكن رجال الشرطة كانوا حازمين في تصرفاتهم، واقتادوه إلى مصلحة الشرطة.
بعد نزع الجلباب النسائي عنه، تبين لرجال الشرطة أنه المسجل خطر، المبحوث عنه منذ مدة، بخصوص شكاوى المواطنين وتظلماتهم، وليجري عرضه على إحدى ضحاياه، التي تعرفت عليه، وكانت الخيط الوحيد الذي كشف عن اللص المحترف، حين رمقته بالصدفة يتجول في السوق، وتأكدت من هويته رغم تنكره في ثوب نسائي، لتبلغ عنه عناصر الشرطة القضائية، التي حضرت على الفور، وألقت القبض عليه دون أن يقوم بأي محاولة للفرار أو المقاومة.
انطلقت التحريات مع المتهم، واعترف خلالها أمام المحققين، بتنفيذه العديد من عمليات السرقة الموصوفة، بمساعدة عدد من شركائه من المتهمين، الذين يقبع البعض منهم وراء القضبان أو في حالة فرار، موضحا أن أغلب ضحاياه كانوا من النساء، إذ كان يستغل مظهره وشعره الطويل وارتداءه الجلباب النسائي للنصب عليهن والتمكن من سلبهن ما بحوزتهن، مضيفا أنه وخلال اليوم الذي ألقي فيه القبض عليه، نفذ عددا من السرقات داخل السوق اليومي.
وبعد التحريات المكثفة مع المتهم، اكتشفت عناصر الشرطة القضائية، أنه كان موضع مذكرات بحث في موضوع يتعلق باختطاف واحتجاز واغتصاب فتاة، تبلغ من العمر 20 عاما، كانت تعرضت لعملية اغتصاب جماعي بعد اختطافها من طرف عدد من المنحرفين، ليقر المتهم أمام المحققين أنه كان أحد المعتدين، وجميعهم رفقاؤه، ويوجدون حاليا رهن الاعتقال، مضيفا أنه كان أحد المدبرين والمشاركين في عملية الاختطاف والاغتصاب الجماعي.
أنهت عناصر الشرطة القضائية التحقيق مع المتهم، وأحالته بجملة من التهم حسب الشكايات التي حررت في حقه، واعترافه بمجموعة من نشاطاته الإجرامية، ثم أحالته على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي، الذي أحاله على قاضي التحقيق، حيث تابعه الأخير بالتهم ذاتها، رغم محاولاته المتكررة إنكار جميع التهم الموجهة إليه أثناء مثوله أمامه، مؤكدا أنها انتزعت منه بالقوة وتحت الإكراه، لكن قاضي التحقيق، تأكد من أنها محاولة من المتهم للإفلات من العقوبة وتضليل العدالة.
المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق